لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل

سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3815 - 2012 / 8 / 10 - 09:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شعوب العالم أسست أعياد ومناسبات خاصة للإحتفال بمنجزاتها الحضارية على مختلف المجالات , فهناك من اخترق الغلاف الجوي وعانق النجوم , وهناك من توغّل في أعماق الخارطة الجينية البشرية , وهناك من يؤسس ويرسم ويخطط لتكييف الطبيعة لصالح الانسان على مختلف أصعدة الحياة التي لا مجال لحصرها هنا

بالعقول حققوا المعجزات واسسوا للرخاء وبالعقول ما زالوا يندفعون نحو إبتكارات حضارية جديدة ومتجددة ومتسارعة , سُرعة هائلة في عالم المعلومات التقنيّة الواسعة لا يستطع العقل الواهم أو التائهه أن يدرك منها شيئ

نحن العرب نعمل بسرعةً لاتقل عن السرعة الحضارية في عالم اليوم ولكن على عكس التيار , نحن ننتج الصراع والتخلُّف بطريقة علمية ممنهجة ٌ لا تسستطع إي دولة من دول العالم أن تفهم حتى ولو أبجديات اعمالنا الجبارة , هذا سر ومُنجز لا يجيده غير العرب

نتسابق للظهور بنرجسيّةٌ مفرطة , ننتصر على بعضنا بجدارةٌ عالية , نرفض ألآخر بقوّة واصرار عجيب , نغار من بعضنا ... , نصنع المؤامرة بذكاء وتفوّق نادر , نعشق المولاة ونلين للغريب , والاهم من ذلك إننا نصنع الثورات الدائمة ونلتف عليها بطريقة غريبة عجيبة لا يضاهينا بها أحد , نقتل حركات التغيير والابداع على مر العصور

ننتصر على العقل بكل قوّة ... هذه فيها معناة زائدةٌ في حال أن يذهب المرء الى قائمة المفكرين والعلماء والقادة والمثقفين الحقيقيين الذي تم القضاء عليهم أو تعذيبهم او تشريدهم

فلماذا لا نقيم أعياد وطنية نحتفل بها بمناسبة الانتصار على العقل ...أكيد سندخل موسوعة جيت في عدد الاعياد لاننا سنحتفل كل يوم طالما ونحن ننتصر على العقل كل يوم

نحن نحشوا العقول بالسلع السياسية والدينية والاجتماعية الرائجة في الاسواق , وتلك السّلع لن نحصل عليها ببلاش بل إننا حصلنا عليها بتحصيل وإجتهاد مُضني أحرزنا فيه شهادات ومؤهلات عالية من جامعات إنتاج التّخلُّف والفساد والجهل العلمي

فأنا لديّا مُقترح بتأسيس أعياد خاصة للأحتفال بالانتصار على العقول ... ولا يجوز لفرد أو لنخبة أو جماعة أو حزب أن يستأثر بهذا النشاط والمُنجز لوحده لان ذلك يعتبر إنجاز لكل العرب من أقصاه الى أقصاه ... إنجاز شارك ويشارك به كل العرب وعلى مُختلف الاطياف الواهمة والموهومة من ( عمال وفلاحين وجنود وأطباء ومتعلمين وغير متعلمين ومُتدينيين وعلمانيين وملوك وأُمراء وسلاطين ومشائخ وطلبة ومعلمين وقادة ومثقفين وعلماء ومفكرين ... الى آخر القائمة الطويلة ... وصحيح إنّ هناك من قدّم لذلك وخدم بنسبة 100% ويذهب العدد تنازلياً الى الرقم واحد ... لذلك يتم التكريم على قدر الاسهام والخدمة .... أمّا الفترة الزمنية التي مرّت علينا ونحن على هذه الشاكلة فلا مجال لحصرها

أرجو التجاوب نحو تأسيس هذه الفكرة ... عشان عامل التشجيع للعربي الذي سيخترع طرق جديدة إضافية لقتل العقول ,,, والحقيقة تُقال إن كان هناك براءات إختراع في هذا الجانب لسجّلت الاختراعات العربية الرقم القياسي عالمياً

فألف ألف مبروك علينا

#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل