أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - أوجه التشابه القاتل بين الاسلاميين والعلمانيين














المزيد.....

أوجه التشابه القاتل بين الاسلاميين والعلمانيين


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 06:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما من شك ان الحياة تضمحل وتتعذب وتموت بين مطرقة الاسلاميين وسندان العلمانيين وأخص بالذكر إسلاميي أقصى اليمين وعلماني أقصى اليسار وهم كُثُر ، وما من شك ان كُلٍ منهم قد تغلبت عليه الثقافة الشيئية على حساب الثقافة الانسانية نظراً للعقليات العاطفية الانفعالية المتعصبة .

وسلوك أولئك على المدى الطويل قد صار من جنس ما يهجسون به ، ومن يلاحظ تعاملهم مع أنفسهم ومع ألآخر يدرك الحقيقة ، ومن تجاربي وملاحظاتي للاسلاميين إنهم يفتحون صدورهم ومسامعهم لمن كان مثلهم ، فهم يرون أصحابهم وكأنهم ملائكة إجلاء ، كل كلامهم حقائق وكل محاسن الكون أجتمعت فيهم ، حتى أخطائهم ورعوناتهم يرونها تصرفات سليمة ويلتمسون لها الاعذار بل ان أغلبهم يراها من جانب الدفاع الواقعي عن الحقيقة ، حتى لقاءاتهم وتسليمهم على بعضهم عند التعارف لاول مرّة يكون غريباً ، فمن كان مشابهاً لهم في الملبس وهندام اللحية يحتضنونه بحرارة بالغة ومن كان مغايراً لهم في الشكل الخارجي يسلموا عليه ببرود شديد بل ان الغريب هي تلك النظرات الغريبة العجيبة التي تصدر من بعضهم كايحاءات ضمنية هم وحدهم يفهمون مفاتيح شفراتها ، وبالعودة الى الناحية ألأخرى نرى يساري أقصى اليسار يتحدثون الى العامة من على قمة جبل عالي وكأنهم أرباب الحقيقة المطلقة واسيادها وما على الجميع إلاّ الاتباع ، وقد تلاحظون البعض في هذا الموقع الذي اسمه الحوار المتمدّن ــ موقع راقي ومنبر حر ــ لكن بعض او أغلب علماني أقصى اليسار يطرح مواضيعه ولا يحاور إلاّ اذا كان الشخص يتحدث بطريقتهم ويقتفي آثارهم ، ونراهم دائماً يقفون على النقيض الذي لا يمت الى الموضوعية بصلة ويبررون عجزهم بالوصول الى الانسان بالتحجج بالآخر .

إن الطرفان المتصارعان الذي ابتلينا بهم ينطلقون من منطلقات العقل المنّفعل وليس العقل الفاعل ، العقل الباطني المربوط بأهواء النفس الانسانية وليس العقل المحايد المربوط باللب الواعي ــ المُنتج للمعرفة والمُحلل للأفكار ــ فهم يرون الاشياء على ظهر الواقع كما تراها رغبات نفوسهم وليس كما هي عليه في الواقع ، وواقع الحياة يستحيل ان يتغير بالهواجس العاطفية التي تولّد التّعصُّب القاتل إنما يتغير عبر إستراتيجيات العقل الواعي والمحايد .

وبالنظر الى ما يدور بين نشاط هذين التيارين المسرفين نرى الحياة تتقطع وعرى المجتمع تتفكك وحلقات التكوين الانساني العام تذوب ويصير من الصعب إجراء التغييرات او القيام بثورات أيٍ كان نوعها لان العقل الجمعي العام الذي تقوم عليه الافكار الشاملة والاهداف الجامعة الموجهة للحركة العامة للشعوب قد تم تفكيكها .

ولكن لا يعني ذلك إن الامال ماتت فبقدر ما ان تلك التيارات الاسلامية والعلمانية تنتج الداء العضال للشعوب بأمكانها ان تنتج الدواء من خلال مفكريها وعلمائها ومثقفيها الذين يؤمنون بأن الحياة تقوم على قاعدة الشراكة والوسطية والتكامل الانساني ، أولئك الذين ينظرون الى الحياة بعقولهم قبل قلوبهم .ويفكرون بعقليات انسانية قبل العقليات المادية



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد
- العرب متفوقون بصناعة الثورات ضد بعضهم
- العرب حاضرون فنياً ..غائبون فكرياً وسياسياً
- المثقفون بحاجة الى ثورة تغيير قبل غيرهم
- غرائز العربي تتغلب على عقله
- يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع
- الى نوال السعداوي.. هل تفوقن اليمنيات على نظيراتهن العربيات ...
- ثقافتنا العربية .. تنتقد ولا تقدم حلول
- إن لم تفيق ألآُمّة بثوراتها السلمية ..فالى ألإنقراض
- هل اصبح العرب ظاهرة صوتية مقطوعة الصلة بالمدنية ؟
- السبب الرئيس في تعثُّر ثورات الربيع العربي يرتكز على خلل في ...


المزيد.....




- بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم ...
- مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ ...
- الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا ...
- مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي ...
- نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول ...
- بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص ...
- أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
- فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟ ...
- فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
- بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - أوجه التشابه القاتل بين الاسلاميين والعلمانيين