أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد














المزيد.....

العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3684 - 2012 / 3 / 31 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا نلاحظ الاداء المجتمعي العام في الوطن العربي ... فما من شك ان كل ذي رأيٍ معجبٌ برأيه ... والواقع يتحدث بلسان الحال , فالحاكم الملك او السلطان او الامير او الشيخ او الرئيس ( الزعيم ) كلٌ يرى الحقيقة بعين طبعه ويرى ان الامة والشعوب العربية لا تستطيع النهوض من غيره وإن كل المناوئين والمناهضين والمختلفين معه حتى بالرأي يجب ان يصمتوا او يسجنوا او يسحلوا ويقتلوا ... وبطبيعة الحال إذا لاحظنا الوجه ألآخر للسلطة ــ المعارضة ـ نراها في الغالب تسلك نفس السلوك فكل نخبة من نخبها ترى نفسها الافضل وترى ان الوطن سيذهب الى المهالك إن لم تحكم هي ونرى تلك النُّخب تتصارع مع بعضها صراع غير صحي أكثر من ان توحّد صفوفها لمواجهة الحاكم الفاسد المُستبد , واذا انتقلنا الى اهم شريحة في المجتمع ــ المثقفين ــ على مختلف تكويناتهم ومهاراتهم إبتداء من الاصغر فالمتوسّط ومروراً بالعالم وانتهاءاً بالمفكر ــ لرأينا أدائهم وللاسف الشديد لا يختلف كثيراً عن أداء من سبق ذكرهم سلفاً

من الامور والمسائل المُحيرة لجمهور المثقفين هو عدم الانتباه الى العقل الجمعي الحضاري الانساني للشعوب وللامة جمعاء والذي يفترض ان يكونوا هم ملكته المحركة والمحللة والصانعة للأفكار , تلك الملكة المعطلة والتي لم يستطع أغلب المثقفون العرب من الدخول اليها لغرض معرفة أدائها وإن كان فيها شيئ من الخلل يتم إصلاحه وان كان فيها شيئ من الخلط في المفاهيم يتم تنقيتها وتصفيتها وإن كان فيها شيئ من التعصُّب لاتجاهات مُحددة يعاد توجيه زوايا الفكر نحو زواياها واتجاهاتها الحقيقية وإن كان فيها شيئ من الجمود الذي يجعلها تعيش ناقلة للأفكار وحافظة لها او مقلدة للآخر يعاد إحيائها لحتى تصبح قادرة على التحليل وانتاج المعرفة الانسانية العامة .

فالخلل لم يكن في المناهج او الافكار ولكن الخلل في العقول التي تعطيها وتتعاطاها ... ولو افترضنا هناك خلل في افكار ما او مناهجٍ ما إذا كانت أدوات الانتاج ــ العقول ــ سليمة سيكون عندها قدرة على التصويب والتصحيح , إما اذا كانت ادوات انتاج المعرفة معطلة فالامر مستحيل ان يجد سبيله الى الاصلاح

قد نلاحظ الكثير من المثقفين حتى الى درجة العالم والمفكر ولديه من المعلومات ما يؤهله لدخول موسوعة جيت كما يقولون ولكن ذلك الانسان ان كان لديه خلل ما مما ذكرنا سيصبح الرجل في عالم معزول , ولا نجانب الصواب اذا قُلنا إن بلاء الامة الاول يأتي من مفكريها وعلمائها ومثقفيها على مختلف الاطياف , فكلٍ منهم يموت ويستميت في الارتباط بمنهجة بطريقة متعصبة الى درجة المبالغة القاتلة ... فالمتديّن يرى ان الحياة لا تقوم إلاّ على الدين ويا ريته يكتفي بذلك بل انه يعتبر ان محاربة العلم والعلمانية وكلما يخالفه الجزء الاهم من رسالته التي يعتنقها ... كما إن غالبية الحداثيين والعلمانيين يرون ان الحياة لا تقوم إلاّ على جناح الافكار التي يعتنقونها ويا ريتهم يقتنعون بذلك بل يعتبرون ان محاربة كل قديم وانكار الدين هو الجزء الاهم من رسالتهم ... وعلى هذا الاتجاه تجري الامور على ظهر الواقع العربي من صغيرتها الى كبيرتها وعلى مختلف الاصعدة والمكونات التي لا مجال لحصرها .

فيا ايها الناس دعونا نتحاور بصورة انسانية يحس فيها كل انسان بالامان ... هل من الشكل الانساني الذي يكفل الحرية والحياة المستقرة للجميع ان نرفض خيارت الناس ... ونقول للمتدين لا وجود لك في عالمنا او نقول للعلماني لا وجود لك في عالمنا ... هل يحق لنا ان نرفض ألآخر ونحن نعلم ان عدم قبولنا لبعضنا هو من أكبر اسباب الداء الذي اصابنا ... لان ذلك الرفض يقوم بعملية تفكيك لعرى المجتمعات بدون منهجية تقودها نحو الخلاص بل على العكس تدفها نحو الانحلال .

هناك شيئ اسمه اليقضة واحياء العقول بأعتبارات تجعل من الانسان أغلى ما في هذا الوجود وتسخّر له كل شيئ حوله ومثل هذه المفاهيم لا تروق للقوى الامبريالية وركائزها في الوطن العربي والتي تهدف الى تسخير هذا الانسان ليبقى أجيراً لخدمة مصالحها واطماعها الاستعمارية ويبقى أجيراً للعائلات التي تحكم بالايجار

فهل سيأتي حيناً من الدهر ويدرك الانسان العربي إنه يهتم في المناهج والافكار الموجَهة والموجِهة دون ان يعطي الاهتام لوسائل الانتاج وادواتها ــ العقول والضمائر ــ وهل سيعترف العربي إننا نتحرك ونفكر بعقول غيرنا وننظر بعيون غيرنا ونتحدث بلسان حال غيرنا ؟ هل سندرك اننا نتحرك داخل مربعات سياسية تحركها رموتات من الخارج ؟
هل سندرك ونعترف بأننا بغالبيتنا نتحرّك خارج إطار ساحتنا الحقيقية التي نستطيع من داخلها ان نصنع انتصاراتنا .

إذا دخلنا الى مستودع الذاكرة وراجعنا حساباتنا لاقتنعنا ان الطيران بجناح واحد يغدو مستحيل , فلا طيران إلاّ بجناحين مع ما يكملها , فالحياة لا تبنى خارج إطار العقول ولا تُبنى خارج إطار التكامل الذي نحن بأمس الحاجة اليه ... نتمنى إن كبر البادية المُتأصل فينا أن لا يمنعنا من الاعتراف بالاخطاء , فنحن امام مرحلة تأريخية عصيبة جداً وخطيرةٌ جداً ونخشى أن تضيع ثورات التغيير لانها الامل الوحيد للوصول الى سواحل الامان بغض النظر عن المؤامرة الكبيرة من الداخل والخارج وبغض النظر عن الوعي الاجتماعي الذي لم يؤهل الشعوب بعد الى معرفة اهمية هذه الثورات التي سيطول أمدها .



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب متفوقون بصناعة الثورات ضد بعضهم
- العرب حاضرون فنياً ..غائبون فكرياً وسياسياً
- المثقفون بحاجة الى ثورة تغيير قبل غيرهم
- غرائز العربي تتغلب على عقله
- يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع
- الى نوال السعداوي.. هل تفوقن اليمنيات على نظيراتهن العربيات ...
- ثقافتنا العربية .. تنتقد ولا تقدم حلول
- إن لم تفيق ألآُمّة بثوراتها السلمية ..فالى ألإنقراض
- هل اصبح العرب ظاهرة صوتية مقطوعة الصلة بالمدنية ؟
- السبب الرئيس في تعثُّر ثورات الربيع العربي يرتكز على خلل في ...


المزيد.....




- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-
- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد