أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل














المزيد.....

يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اذا اعاد الانسان العربي ذاكرته واسترجع مجريات تأريخه على مدى قرون من الزمن لتأكد له تماماً إنّه ضحية نفسه قبل ان يكون ضحية غيره ,فعلى مدى قرون والانسان العربي صار يندفع نحو ثقافة التسطيح ,والبعد عن العمل العقلي الممنهج الى النشاط العاطفي المفرط الذي يجعله ضحية الاهواء والهواجس .
ما من شك ان هناك تراكم تأريخي طويل كان للاستعمار الخارجي والشبكة التي تربطه بحكام العرب المستبدين الاثر الاكبر في تردي اوضاع العرب ووصولهم الى ثقافة مجتمعية تنتج الصراع وتزرع ازمة الثقه وتعزز مفاهيم المؤامرة ولكننا لو نظرنا الى الامر من الزاوية الثانية لرأينا ان الشعوب العربية هي السبب وكلما وصلنا اليه من سيطرة الحاكم المحلّي والحاكم بأمره ( الخارجي ) لرأيناه نتيجه .
لقد وصلنا الى مرحلة جهل تعمل فينا مالا يستطع ان يعمله بنا عدونا ... وان تحدثنا عن مفكرين وعلماء وسياسيين ونخب مثقفه على مختلف اطيافها نجد ان فعلها لا يتجاوز الصوت والصورة , بينما الواقع العربي يتردى يوماً بعد يوم وللاسف نرى ان تلك النخب تبالغ بأعتزازها بأفكارها وأدائها الى درجة التعصُّب وفي كل الاحوال تتهم ألآخر في العرقلة والتقصير وبدلاً من تقديم عطاءات يسودها التكامل مع الآخر تتحول الحياة الى ساحة صراع تصل احياناً الى حروب تزيد من اضعاف الامة وتخلفها

ويبقى السؤال / لماذا الشعوب العربية تتحرك عكس حركة التطور الحضاري العالمي ؟

ولم يأتي الاسلاميين بجواب منهجي علمي إلاّ تقديم الاتهامات الى اليسارين والقوى المشابهة لهم او القريبة , وعلى نفس الشاكلة اليساريين لم يتوانوا من اتهام الاسلاميين دون تقديم حلول على الواقع , وكذلك نرى اشباه الرأسماليين وانماط الانظمة العائلية في الوطن العربي , فالكل حكم واخفق ومع ذلك لم نسمع اعتراف بالخطأ بل على العكس رأينا وما زلنا نرى تلك النُّخب تحاول خلط الاوراق على مختلف الاتجاهات محاولة منها لاثبات فشل ألآخر في حكم البلد وتنميتها لآن ذلك لن يسبب النكسة من نجاح الآخر بل ان ذلك سيسبب فشلهم كما يعتقدون .

فتلك القوى المثقفة اضحت لا تهتم بالانسان العربي وما يعانيه من ويلات , وحتى لو تحول الوطن الى ساحة قمار سياسي يدفع ثمنه دم الابرياء وتداس لاجله كرامة الشعوب وكبريائها .

فهل حان الوقت للمراجعة والتسائل مع ظهور الثورات السلمية في الوطن العربي ؟
هل حان الوقت لاصحاب الاقلام اللآمعة والافكار الساطعة من التحرر من التبعية القاتلة للفرد الحاكم او للجماعة الدينية والحزبية والقبلية .... الخ هل حان الوقت لتفعيل كلمتهم من اجل التكامل واعادت بناء حلقات الوعي الانساني العام ( العقل الجمعي ) الذي يظهر الشخصية العامة للشعوب ؟
هل نكتفي بما ذقناه من الاذلال والهوان لاسباب الصراعات والتآكل الداخلي ؟ هل سنظل ضحية جهلنا ونقتنع بالبقاء تحت سيطرة الآخر المسيطر وسيطرة الحاكم المستبد ؟
أما آن ألأوان لأحياء العقول التي تقودنا نحو السلمية والبناء والمدنية وتخرجنا من الصراعات والفتن ؟
أما آن ألأوان للعربي ان يعيد النظر الى ذاته ليعيد إكتشافها من جديد بعد ان يواجه اخطائها بقوّة ويكون عادلاً بذاته كي يتسنى له بناء العدالة مع غيره ؟
إننا امام منعطف تأريخي هام , بداية عصر جديد يحمل ألآمال عبر ثورات الربيع العربي الى كل الشعوب العربية بل الى كل شعوب العالم ونتمنى من كل العرب ان يستيقضوا ويدركوا الاهداف العصرية الكبيرة التي تحملها ثوراتهم السلمية ويعودوا الى الشراكة والحياة مجدداً ومهما كانت العودة متأخرة ستكون افضل من أن لا نعود الى الابد



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع
- الى نوال السعداوي.. هل تفوقن اليمنيات على نظيراتهن العربيات ...
- ثقافتنا العربية .. تنتقد ولا تقدم حلول
- إن لم تفيق ألآُمّة بثوراتها السلمية ..فالى ألإنقراض
- هل اصبح العرب ظاهرة صوتية مقطوعة الصلة بالمدنية ؟
- السبب الرئيس في تعثُّر ثورات الربيع العربي يرتكز على خلل في ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل