أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي بن بلعيد - خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً














المزيد.....

خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 06:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في حال النظر والتمعُّن في التأريخ العربي منذ ألأزل بصورة حيادية وواقعية بعيدة عن واقع ألولاء والتعصُّب لتبيّن لنا إن العربي يعيش سجيناً لأفكاره ومشاعره التي تصنع منه شخصيّة قوية أو ضعيفة ينتهي أمرها في حدود الولاء للآخر سوى كان في إطار ألأفراد أو الجماعات أو الأحزاب والدول

ففي زمن الحياة البدائية أو الجاهلية او العصور الوسطى أو صدر ألإسلام أو التأريخ الحديث والمعاصر تجد العربي وكأنّه جُبل على الخضوع والولاء , يتعصّب للعشيرة وزعيم العشيرة من الزمن البدائي الى حد اللحظة , خضع للقبائل وشيوخ القبائل وما زال يخضع الى حد اللحظة , تتحرر شذرات من هذه الشعوب من الولاء العشائري والقبلي فتدخل في الولاءات الحزبية بصورة علمية جعلتها تصنع قيودها بأيديها

سمعنا وقرأنا والتمسنا عن الثورات العربية منذ قيام الثورة السورية في 1946 لحتى نهاية الستينات , وما إن أحتفلت الشعوب بإنتصاراتها حتى وجدت نفسها تُساق وبإرادةٍ حُرّةٍ شعبية الى نفس مدارات الخضوع والمولاة , فلا ننسى من قدّس ألإتحاد السوفيتي وقدّس أفكاره حتى أصبح لا يتحرّك من موقعه إلاّ برضاء ومباركة إشتراكيّة عُظمى , وعلى الواجهة ألأخرى بقي من أحتفظ بتعبُّدُه للغرب وصار يبدع ويتفنن من أجل الحصول على رضاء ألآلهة الغربية

أنتقدوا المؤمنين بمحمد وربه فعبدوا لينين ونظريته أكثر , وهناك من تظاهر بإسم العقيدة ألإسلاميّة وهو يبيعها جملةً وتفصيلا الى الغرب الرأسمالي الذي يقتات على دماء الشعوب وحريتهم وكرامتهم وأولئك هم ألأخطر والأسوى

لاحظوا معي الى الكثير من المثقفين العرب وذوي المؤهلات العالية وبالذات من يمتلك الثقافة الواسعة التي تحمل في طيّاتها عقلية جمعية شامله وتلك ألأشكال هي من يعوّل عليها في تغيير وجه الحياة ولكن للأسف الشديد نجد إن ثقافة ألخضوع والولاء والخنوع لا تقف عن حدود شيخ العشيرة والقبيلة أو رئيس الحزب وزعيم الدولة أو المفتي ورجل الدين بل إنّه تعدى ذلك الى حدود التكوينات الثقافية والفكرية , فأصبح خيط الولاء والخضوع يلتف حول عقل العربي ويتجاذبه ويتقاذهُه في جميع ألإتجاهات , وحيث ما ولّى وجهه وجده أمامه , فصار له ألأب والأُم فالمدرسة والجامع وشيخ القبيلة والعشيرة وزعيم الحزب ورئيس الدولة وصار له روسيا وأمريكا وأوروبا والى آخره من الحلفاء

الذاكرة العربية لا تجيد إنتاج أي أفكار غير أفكار الولاء والتأييد والخضوع منذ فجر التأريخ وطبيعة العربي ألإنفعالي تجعله يضن بأنّه يعرف كُل شيئ عن الآخرين ولكنه للأسف لا يعرف شيئ عن نفسه , وبغض النظر إن يكون ذلك العربي إ.دكتور أو عالم أو جاهل أو غير ذلك فكلهم يتحركون داخل نفس المربعات السقيمة
فالعربي لم يصل الى درجة التفكير بالعقل في العقل كما قالها الجابري وذلك ألأمر يمنعه من رؤية ذاته فيصبح فاقد القدرة على إصلاحها وبالتالي لا يمكنه معرفة الطريق الحقيقي العام للتغيير ألإنساني والحضاري

فإذا ما ظل العربي يفكّر بنفس الطريقة ويتحرّك بنفس نتائجها سيظل حبيس سجونه الفكرية العتيقة مهما غيّر لهجة الخطاب فلن يكون ذلك إلاّ مجرّد ديكور يستخدم في الغالب للإنتصار على ألآخر العربي وإظهار ألإخلاص لمن يخضع له العرب سوى من إتجاه الشرق أو الغرب

فهل سيأتي يوم يفكّر فيه العرب بعقولهم ويتحركون بشخصياتهم المستقلّة ؟ أم إننا خُلقنا كي نكون تابعين ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعترف بالله تكون مُتخلِّفاً وأنكِرهُ تكون مُتحضّراً
- التقدُّميّة والرجعيّة وجهان للتخلُّف العربي
- عُملاء الصهيونية أدركوا أهميّة الثورات الربيعية قبل أن يدركه ...
- ألنوافذ ألأمامية للعقل العربي مغلقة والخلفية مفتوحة
- هل هناك خيار ثالث غير ألإنحلال أو الجمود والتخلُّف
- العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها
- الى الذين يندبون الحظ لفوز ألإسلاميين
- المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب
- ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين
- لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل
- التغيير ضرورة تأريخية لاحياء العقول
- الفيتو البترولي العربي مصدر للتخلُّف
- العقل السياسي العربي يعمل بالإيجار للدّفع بالشعوب نحو الانحل ...
- العرب والاستبداد ... عشق لا ينتهي
- هل هدف العلمانيين تفكيك ثقافتنا فقط
- العربي لن يتغيّر لانه لا يرى ذاته
- الثقافة المجتمعية سبب انتاج الاستبداد والحكام والمستعمرين نت ...


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي بن بلعيد - خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً