أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب














المزيد.....

المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألمثقفون هم الداء القاتل وهم العلاج الشافي بنفس الوقت.. والمثقفون يمثلون روح الثقافة وصمام أمانها الذي يحميها من الضعف والانحلال وجسر العبور الى أي مشروع حضاري تنشده الأُمّة متى ما كانت توجهاتهم إنسانية وطنية عقلانية جامعة ... وهم الداء الذي يسري الى جسد الشعوب ويضعف مناعتها ويجعلها عُرضة للأمراض الموروثة أو الوافدة من الخارج متى ما سائوا التعامل والتعاطي مع ألأشياء من حولهم وأقاموا الحياة على قاعدة ألإقصاء والتعصُّب الذي يسجن المثقف داخل مربعات التّمترس للأخر إعتقاداً منه بأن الحقيقة المطلقة لا توجد إلاّ لديه ومن معه على نفس ألإتجاه وأن الوطن ذاهب في أدراج الرياح ولن تقوم له قائمة إلاّ إذا كان هو ومن على نهجه هم من يحكم

والمعروف إن الشعوب مدرسة والمثقفين بمثابة المعلمين ... والمعلّم ليس من يمتلك الكم الهائل من المعلومات ألإستعراضية ولكنّه من أدرك نفسيات طُلابه ووجّه زوايا أفكارهم ومداركهم نحو الميادين العلمية والإخلاقية والمعرفية الانسانية العامّة ويكون هدفه بناء جيل أو أجيال تتنافس في ميادين الشرف التي تبني ألإنسان وترتقي به بصفة عامة لا يعتريها الحشو المعلوماتي الغير ممنهج ولا سباق على الدرجات من أجل الظهور

المتأمل الى واقع الثقافة العربي يصاب بالخيبة .. فالساحة العربيّة برمتها تحوّلت الى ما يشبه ساحات القمار ولا يستطع أحد أن يخفي ذلك فالواقع خير شاهد وعلى مدى قرون طويلة

مستودع الذاكرة المجتمعية وماكنات إنتاج الصراع والتخلُّف تعمل وبدون توقف ... وبإصرار بدوي قاهر لكل شيئ حولة وكأن الطبيعة قد غلبت التطبُّع كما يقول المثل السائد

المثقفين بغالبيتهم ينطلقون عاطفيا من نفس الميادين الثقافية البائدة التي تجعل من ألأشياء التي تعتنقها مرجعيّةٍ ثابتة بدلاً من جعل الاشياء مواضيع للتداول والبحث العام وذلك ألأمر لا يعطي للعقل النقدي الواعي أي دور كافي للمراجعة والتحليل فيصبح الجميع ذاهب في مدارات لا تفضي إلاّ الى الكثير من ألاختلاف والتشتيت

فمتى يصل المثقف الى درجة التفكير بالعقل في العقل كما أوضحها الجابري لإن ذلك ألأمر يعكس النظرة الى الذات ويتمكن المثقف من تفقُّد ذاكرته _ مركز صناعة الوعي _ فيقوم بإصلاح عملها ويصفيها إن كان هناك من ألأفكار المتناقضة والمتعصّبة والسلبية ويعيد البناء على قاعدة علمية قيمية تخدم التوجه ألإنساني العام الذي يصنع ألإستقرار للشعوب والأُمم ويدفعها نحو مصاف الشعوب المتقدمة

فهل سيأتي حيناً من الدهر يمتلك فيه المثقف العربي الشجاعة أمام نفسه ويعترف بالاخطاء السارية ويقرر الخروج من مربعات الكبر والعناد الذي جعل الساحات العربية مسرح للصراع الدائم الذي جعلنا بدوره في يد الغريب؟

هل من أمل بتحرر المثقفين وخروجهم من عالم العاطفة والصراع والتآكُل الداخلي المميت كي يتسنى للشعوب أن تتحرر وتنهض ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين
- لماذا لم نحتفل بإنتصاراتنا على العقل
- التغيير ضرورة تأريخية لاحياء العقول
- الفيتو البترولي العربي مصدر للتخلُّف
- العقل السياسي العربي يعمل بالإيجار للدّفع بالشعوب نحو الانحل ...
- العرب والاستبداد ... عشق لا ينتهي
- هل هدف العلمانيين تفكيك ثقافتنا فقط
- العربي لن يتغيّر لانه لا يرى ذاته
- الثقافة المجتمعية سبب انتاج الاستبداد والحكام والمستعمرين نت ...
- أوجه التشابه القاتل بين الاسلاميين والعلمانيين
- العقل العربي ومحاولة الطيران بجناح واحد
- العرب متفوقون بصناعة الثورات ضد بعضهم
- العرب حاضرون فنياً ..غائبون فكرياً وسياسياً
- المثقفون بحاجة الى ثورة تغيير قبل غيرهم
- غرائز العربي تتغلب على عقله
- يصِل العربي مُتأخّراً خيراً من أن لا يوصل
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد ثورات الربيع


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب