أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة














المزيد.....

الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3892 - 2012 / 10 / 26 - 19:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الشمولية والاقصاء ظاهرتان متلازمتان عند العرب منذ فجر التأريخ ولا ينافسهم عليها أحد من الامم والشعوب التي ظهرة فيها الشمولية والاقصاء في مراحل معينة على مر العصور , العرب على مختلف أطيافهم وتوجهاتهم وتكويناتهم يمارسون الشمولية والاقصاء بجدارة عاليه وهمّة لا تُكل وبصيرة نافذة , لقد أصبحت الشمولية والاقصاء من روائع التأريخ العربي ومن الفنون التي يتنافس عليها المتنافسون دون الاحساس بالذنب والخجل بل على العكس يزهوا العربي ويفتخر عندما يتملّك على شيئ دون غيره وعندما يستطيع إقصاء من حوله من الشركاء وكأنه أمتطى صهوة المجد الذي يؤهله الى قيادة دفّة الحياة على ظهر كوكبنا الارضي

العربي يحب الاستئثار بالاشياء لذاته على مستوى العائلة , العشيرة , القبيلة , الحزب , الجماعة , إو على مستوى الاطر الحزبية والادارية والحكومية ومختلف أنواع العمل المؤسساتي المدني والرسمي بمختلف توجهاتها , فإن كان العربي متديناً يريد الدنيا أن تدين بما يدين ولا يقف الامر عند أمر التديّن العام بل إن هناك أشكال وألوان تتآكل على مستوى الساحة والكل أصبح يدرك ذلك , وإن كان سياسياً فنراه يقيم الدنيا ويقعدها ويريد الحياة أن تكون كلها سياسة لا مجال فيها للأشياء الاخرى ولا حتى مجال لمن يختلف عنه في التوجه السياسي , وهكذا دواليك فإن كان العربي فنان يريد فن ورقص وبس وإن كان شاعراً يريدها حسب وجهته ... وإن كان يسارياً يعمل جاهداً من أجل قطع اليمين وإن كان يمينياً يعمل جاهداً من أجل قطع اليسار ....

قبل الاسلام وبعده وفي صدر الاسلام كذلك تم ممارسة الاقصاء والشمولية , في التأريخ الحديث والمعاصر كذلك , الوطني والقومي الحقيقي مارس ذلك والقومي المزيّف مارس ذلك أيضاً ’ الملك والسلطان والامير مارس ذلك ولم يزل يمارسه , من وصل الى الحكم من اليساريين والديمقراطيين في مراحل ما بعد الحرب العالمية الثانية وما سمي بالثورات العربية مارسوا ذلك ايضاً

الاعلام العربي وإداراة التعليم والتوجيه تمارس ذلك طبقاً والتوجيهات من قبل أنظمة الفساد , يسممون الافكار ويحجبون الحقائق ويشطّرونها ويزيفونها من أجل إبقاء العربي داخل مربعات الاقصاء والشمولية والضياع محاولين جعلها ثقافة عربية تمارسها الشعوب باراداتها , وللأسف لن يقتصر الامر على أنظمة الفساد العربي ومن والاها بل إن ذلك وصل الى فئات تسمي نفسها بمختلف التسميات الوطنية والتقدمية وتدّعي إنها تناضل من أجل الشعوب وخياراتها ولكنها تأتي من نفس طريق الاقصاء وتحاول حجب الحقائق , وقد نقول إن أولئك ما زالوا قيد النشوء وإن أنظمة الفساد تحاصرهم على مختلف المجالات ولكننا لا نعفيهم عندما يمارسون الاقصاء والشمولية وحجب الحقائق والآراء من مواقعهم الاعلامية الالكترونية البسيطة أو غيرها , فمن قطع رأس رأيك اليوم سيقطع رأسك الحقيقي في الغد إن صار حاكماً

وحكاية حجب بعض الموضوعات عن التعليقات وحجب التعليقات عليها الى درجة حجب كلمة لايك صارة منتشره على نطاقات واسعة من قبل من يمثل أنظمة الفساد أو من يعارضهم , كما إن هناك الكثير من المواقع التي تحمل أسماء وطنية رنانة أو أسماء ديمقراطية تقدمية ولكنها تحت إدارة من يدينون لحكام الظلام ويهدفون من وراء ذلك الى صناعة الهزيمة النفسية للشعوب من خلال فتح المواقع المختلفة والمتنوعة بأسمائها الوطنية ولكننا لا نرى أي موقع أفرز رؤية حاسمة أو قدّم حلول شبه مكتملة لان هناك من يشتت الآراء وهناك من يحجبها ويحرفّها ويشطّرها

إننا في مرحلة تأريخية مهمة وعصيبة تتطلع فيها الشعوب الى الحرية والاستقلال ولكن قوى الثورة المضادة والانظمة المأجورة ومأجوريها تعمل بدون كلل من أجل خلط الاوراق ففتحت مواقع تحت تسميات ثورية متنوعة وهي تعمل ضد الثورات , وقوّة شبكة تواصلها مع من يخطط لابتلاع العالم فنشرت حلقات التآمر في كل إتجاه وأشترت النفوس النفعية وأستغلت الوعي الجماهيري المتردي والتي كانت هي المتسبب الاكبر في ذلك , وهي الآن بصدد إنجاز مشروع قتل الثورات العربية على أيدي أبنائها والعمل على مواصلة تنفيذ مشروع التجهيل وقتل العقل الجمعي للشعوب والقضاء على العقل النقدي القادر على التحليل والقضاء على أي فكرة تهدف الى أصلاح الذات العربية المعطلة عن العمل منذ قرون

الى متى سيظل المثقفين وأتباعهم قابعين داخل مربعات وسجون الاقصاء والشمولية ؟
متى سنحصل على تعريف إنساني وطني تقدمي شامل ينصهر داخل الجماهير ويصنع منها قوة متماسكة تندفع نحو أهدافها بوعي وإرادة موحدة ؟

وللعلم الشعوب في بداية الطريق الى الصحوة وإحياء العقول .... فالى متى ومتى ستفيق النخب من سباتها العميق ؟



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية التي تشبه الوهابية ( 2 )
- العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها
- اليسار يلعب مع اليمين والرأسمالية تسجل الاهداف
- الخلل في العقول وليس في المناهج العلمانية أو الدينية
- مهما ضاقت حرية موقع الحوار .. يظل هو الافضل
- هل الاديان خرافه .. أم الاسلام فقط ؟ .. الى العلمانيين
- يُدافعون عن ألرسول بألسِنتهم ويسيئون إليه بأفعالهم
- كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها
- ألكُتّاب ألذين يشبهون ألزُّعماء العرب
- كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف
- ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له
- العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات
- اليمين يستمثر جهود اليسار
- سموم ألأقليات الدينية أخطر من سموم ألإسلام السياسي
- ماذا يعني الهجوم على ألإسلاميين دون غيرهم ؟
- خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً
- أعترف بالله تكون مُتخلِّفاً وأنكِرهُ تكون مُتحضّراً
- التقدُّميّة والرجعيّة وجهان للتخلُّف العربي
- عُملاء الصهيونية أدركوا أهميّة الثورات الربيعية قبل أن يدركه ...
- ألنوافذ ألأمامية للعقل العربي مغلقة والخلفية مفتوحة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي بن بلعيد - الشمولية والاقصاء عند العرب .. ظاهرة متأصّلة