أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها














المزيد.....

كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها


سامي بن بلعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال من ضمن الكثير من ألإسئلة ألمؤرقة التي تتصارع أمامها ألإجابات وتترنّح طبقاً وترنُّح ألمُصاب بحالة من ألمرض ألعقلي ألتي تركته عائشاً بين الحقيقة والخيال فكان من نصيب حدود ألوهم الفاصلة بين ألماضي والحاضر , العلم والدين , ألأصالة والمعاصرة , القديم والجديد ..... إلخ
خذوا بالكم معايا في هذه الفقرة أنا سأستعرض العقدة التي جعلت الجميع يعيش في حالة إغماء مُتقطّع ودائم في نفس ألوقت , فالعقدة تتعلّق بألإنفعالات والتعصّب والعنف وكل صِفةٌ تولد من رحم سابقتها وفي تلك ألأحضان توفي العقل وأصبحت ألحياة تنتقل من عُتمةٍ إلى عتمةٍ أُخرى ومن تخلُّف قليل ألتعقيد ظاهِرهُ ألجهل إلى تخلّف كثير ألتعقيد تغطيه ألألوان والأضواء ألمعرفية ألمختلفة

ما من شك إن ألتأريخ قد سجل لنا ألكثير من ألعظماء والمفكرين ممن ترك إرث كبير في مختلف ألمجالات أستفادت منها البشرية جمعاء إلاّ نحن وألسبب إن لدينا لكل شيئ ما يقتله من النقائض , فهناك من أبحر وتخضرم في الدين ولكنه يقف نقيض مع كل جديد وهناك من أبحر في العلوم ألماركسية ووقف نقيظ لكل شيئ قديم , وعند متابعة ألديني والماركسي نجد إنهم على خلاف مع كل شيئ حولهم ولا يقتصر الأمر على ألمتدين أو ألعلماني فسمة ألإختلاف صارة عربية بإمتياز على مختلف نواحي الحياة

إستحالة ألبناء بنفس وسائل ألهدم :
نُخب مُثقفة مريضة تريد أن تعالج ألشعوب
هل ممكن أن تعالج ألأهواء والنزوات العاطفية وألإنفعالية بأهواء ألنفوس ذاتها , ألعربي لا يعلم في ألغالب إنه يمارس ألخطأ ألذي ينتقده في غيره , العربي مصاب بخلل في دائرة وعيه ذلك ألخلل هو ألذي يستمد منه الشعور ألنرجسي ومرض ألتفرُّد ألذي ألغى عليه دائرة ألعقل ألواعي , فإذا بحث ألإنسان عن وجود عمل عقلاني واعي موحد في أي قطر عربي أو على مستوى ألأقطار أكان في ألمجال ألثقافي أو ألفكري أو ألعلمي ألمعرفي أو ألإجتماعي أو الرياضي فإنه من ألمستحيل أن نراه أما ألسياسي والديني فمنهما يتسرّب أغلب ألداء
فلماذا لا نرى نقابات أطباء أو معلمين أو إتحاد أدباء أو أي شيئ مثّفق عليه رغم إن هناك مفكرين وعلماء وأطباء ومثقفين وكُتّاب وأدباء وتربويين وقادة وسياسيين والبعض منهم من يغرقك في التفاصيل ويعرّفك بفروع ألأشياء ألدقيقة ولكن ألأمر ألإنساني ألجامع لا يراه

قد يقول ألبعض إن هناك إجحاف بحق ألنُّخب ألمُثقفة على طول وعرض ألسّاحة ألعربية وعددهم كبير جداً , ولكن ألإجابة تأتي من ألواقع وتقول أين هم ؟ فالحقيقة باينةٌ للعيان والغالبية ألعُظمى لا زالت تعيش داخل مربعات ألتصادم تتناطح وهي لا تمتلك قرون , وإن وجد نذر بسيط من ألواقعيين ألعقلانيين من ذوي ألرؤئ ألعميقة فهم مثل عشرات الكلمات ألصادقة ألتي ضاعة بين ملايين ألكلمات ألكاذبة

هناك مرض حضاري عويص ولّد ألإصرار وألتعصُّب ألجنوني , فالمتدين يريدها كما يريد ولا يقبل من أحد أن يشاركه أو يزاحمه يريدها كاملة مكملة لهُ وحده ولا أحداً سواه ويأتينا ألعلماني ينفس السلوك ألدكتاتوري ألمُتعصِّب ولا يقبل أن ينازعه على هذه الدنيا أحد , والإثنان في واقع ألأمر يعتبران خارج ألحلبة ألتي يسيطر عليها ألرأسمالي وينتصر بكل جولاتها وبالذات في العقدين ألأخيرين , ومع ذلك لا ألعلماني راجع حسابه ولا ألمتدين راجع حسابه والسبب أن العقول ماتت في أحضان ألإنفعالات ألعاطفية منذ زمن طويل

كيف نعرف إنه لا وجود للعقل ؟
ألإجابة هي لأنه لا وجود للقبول
ومن يجسّد القبول بين ألشرائح ألإجتماعية ألمختلفة ؟
بالفعل هي ألنُّخب ألمثقفة إذا كانت مخلصةً لشعوبها
وكيف تتمكن ألنُّخب من تجسيد ألقبول بين ألشرائح ألإجتماعية ألمُختلفة وهي غير قادرة على قبول بعضها ؟
وهل بإمكان أي مجتمع أن ينهض على قواعد ألإقصاء والصراع ألأبدي والتعصُّب ألأعمي ؟
بالفعل هذا أمر مستحيل كما تعلمون

قد يذهب ألبعض إلى إننا هنا نريد إلغاء ألتنوّع الحضاري والتعددية ألضامنة للمسار ألديمقراطي الحقيقي وبالفعل يأتي مثل هذا الطرح دون إدراك الفارق بين ألإختلافات الصحية ألتي تبني والإختلافات ألمرضيّة ألتي تهدم , وقد غاب عن أذهان ألكثيرين إن حلقات ألوعي ألوطني ألإنساني قد تمزّقت عند العربي بفعل الصراع والتعصُّب ألإنفعالي ألذي جلب ألمستعمرين والحكام ألمستبدين كنتيجة حتمية لذلك , وغاب عن أذاهنهم إن ألتحرر من إستبداد الحاكمين الفاسدين والمستعمرين يجب أن يسبقه تحرير ألعقول من سجونها الفكرية الجامدة ويكون التحرير بطابع إنساني قويم لا تستأثر به ألسياسة ولا الدين ولا غيرهما حتى نتمكن من بناء إنسان سوي قادر على رؤية ألأشياء كما هي في ألواقع وليس كما تمليها عليه عواطفه أو تبعيّته ألمريضة , وذلك ألتحرير لا نجانب الصواب إذا قُلنا إنّه قد بدء مع فجر ثورات ألتغيير ألتي تدعي إلى ألمدنية والحرية ,الإستقلال بغض ألنظر عمن ينسبها للإسلاميين ألذين أستغلوا الفراغ بفعل غياب فاعلية ألنّخب الأخرى , كما إن البعض نظراً لكراهيته للإسلاميين يحاول أن يقف في ألصف ألمعادي للثورات وهو لا يعلم إن ظهور ألإسلاميين على السطح قد يكون أفضل من بقائهم تحت السطوح وقد يكون أيضاً هو ألظهور ألأخير لهم

عموماً هل سياتي يوم ونرى فيه ألنُّخب العربية قد فاقت من سباتها العميق وتركت الغلوا والفردانية ووضعت المصالح العليا للشعوب فوق مصالحها الضيقة وادركت إن هناك قوى رأسمالية تخطط بشكل علمي منهجي كوني لإلتهام الجميع ؟

هل ستدرك ألنخب ألمحسوبة على ألشعوب إن ألإنحلال والقهر والتبعيّة ستكون نتيجة مؤلمة للجميع في حال الإستمرار في نفس ألأداء وفي حال البقاء داخل دائرة ألغيبوبة ألفكرية ألخانقة ؟

كم هي دواعي ألأمل والترجّي ألتي يتمناها ألإنسان بأن يشعر بأنّه إنسان في لحظة من لحظات حياته على واقع البلاد العربية



#سامي_بن_بلعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألكُتّاب ألذين يشبهون ألزُّعماء العرب
- كيف نُميّز ألْمُنحَلْ من ألمُتمدّن والمُتديّن من ألمُتخلّف
- ألضّياع بين مطرقة المؤيدين للدين وسندان المعاديين له
- العرب وشتات ألأفكار ألتي تصنع الشتات
- اليمين يستمثر جهود اليسار
- سموم ألأقليات الدينية أخطر من سموم ألإسلام السياسي
- ماذا يعني الهجوم على ألإسلاميين دون غيرهم ؟
- خُلِقْ العربي ليعيش تابعاً مُستضعفاً
- أعترف بالله تكون مُتخلِّفاً وأنكِرهُ تكون مُتحضّراً
- التقدُّميّة والرجعيّة وجهان للتخلُّف العربي
- عُملاء الصهيونية أدركوا أهميّة الثورات الربيعية قبل أن يدركه ...
- ألنوافذ ألأمامية للعقل العربي مغلقة والخلفية مفتوحة
- هل هناك خيار ثالث غير ألإنحلال أو الجمود والتخلُّف
- العقل العربي .. فاشل في إدارة ألأزمات وناجح في إنتاجها
- الى الذين يندبون الحظ لفوز ألإسلاميين
- المثقفون .. متى ما تحرروا .. تحررت الشعوب
- ألإنفعال يقطع ألاتصال بين العربي والإعتدال
- العرب يهزمون بعضهم وأصبحوا جميعاً خاسرين
- الاسلاميين يتحرّكوا أمام جمود العلمانيين
- هل يترتب أمر الحداثة بالقضاء على الدين


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي بن بلعيد - كيف .. ؟ للنُّخَبْ ألمُغمى عليها أن تصحّي شعوبها