أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصراع بين حزب البعث والسلفية الاخوانية في سورية ( 3 )















المزيد.....



الصراع بين حزب البعث والسلفية الاخوانية في سورية ( 3 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3931 - 2012 / 12 / 4 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ان انتشار التيار السلفي في المنطقة العربية منذ بداية سبعينات القرن الماضي قد فتح باب النقاش واسعا لتفسير هذه الظاهرة بشكل واضح بسبب اختلاف الظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية في كل بلد ، لذا فان التعميم في تحليل هذا الانتشار ليس هو المهم من هذه الدراسة ، بل اننا سنقتصر على عرض وتحليل علاقة الحركة السلفية الاخوانية والسلفية النصية والجهادية بأزمة البرجوازية في سوريا منذ 1963 ، اي منذ استلام الجناح اليساري لحزب البعث العربي الاشتراكي للسلطة ، وبالأخص في مرحلة 1976 – 1982 التي دار خلالها الصراع المسلح بين السلطة الدكتاتورية الاستبدادية للبونابراتية البعثية برئاسة عائلة الاسد ، والحركة الدينية الفاشية الرجعية برئاسة الاخوان المسلمين . ان الصراع المدوي الذي تشهده سورية حول السلطة اليوم بين حزب حاكم بعثي عنصري وبين حركة اخوانية وسلفية فاشية هو امتداد طبيعي للصراع الذي دار بين الطرفين منذ السبعينات ، فهو بذلك صراع حول مشروعين احلاهما مر مثل الاختيار بين التّوفيس البعث ، والطاعون الاخوان . واذا كانت هناك اطراف متعددة تشارك في الصراع مثل بعض اليساريين المحسوبين على التيارات الستالينية والقومية والبعثية المعارضة لعائلة الاسد ، فان المسيطر على ساحة المعركة ، يبقى حركة الاخوان المسلمين المتحالفة تكتيكيا مع تنظيمات بايعت القاعدة ( جماعة النصرة ) ، وأخرى تسير على منوالها ، وهو ما يعطي الانطباع بنوع الفاشية التي تنتظر سورية ،اذ ان الخروج من الدكتاتورية العنصرية العلوية الى الفاشية الاسلاموية ، ليس له من تفسير غير توقع مستقبل قاتم لسورية وللشعب السوري الذي يؤيد انقلابا باسم ثورة مغدورة لا علاقة لها بأدبيات الثورات التي عرفها العالم . والسؤال ، منذ متى كان حكام آل سعود الذي التزم ملكها نفس المسافة من حرب غزة عندما دعا اطراف النزاع ( الذئب اسرائيل والضحية الشعب الفلسطيني وليس مخبولي حماس ) الى تغليب الحكمة والتحكم ،، ثوارا يساندون الثورات ؟ ومنذ متى كان الحاكم بامر الله في قطر الذي شارك الامريكان من قاعدة السيلية في قتل العراقيين وإبادة حضاراتهم التاريخية ثائرا مساندا للثوار ومدعما للثورات ؟ . ومنذ متى كان الناتو والأمريكان والغربيين المعادين لكل الثورات في التاريخ عبر العالم ، بدورهم مساندين للثوار ومدعمين للثورات ؟ . وهل العمل على مشروع رجعي ظلامي قروسطوي موغل في التخلف ، يعد مشروعا او برنامجا ثوريا ، اذا لم يكن الهدف من الثورة ، هو خلق الدولة العصرية الديمقراطية التي تركز على صناديق الاقتراع في الوصول الى السلطة ، ولا تؤسس لذلك عن طريق الانقلابات والعنف المدمر للدولة باسم الثورة المغدورة التي غدرت بها الحركات الاسلاموية التي سرقت الربيع العربي ، حين حولته الى صحراء عربية قاحلة ، احكمت قبضتها الانقلابية على اهداف الثورة المجهوضة . الم تنقلب حركة الاخوان المسلمين وحزبها ( العدالة والحرية ) والسلفية ( حزب النور ) ومن لف لفهم من التنظيمات الاسلاموية ومن خلال الاعلان الدستوري الذي اصدره مرسي على اهداف التغيير بالتأسيس لفاشية اشد قبحا من نظام مبارك البوليسي ؟ اليس الدستور الذي يعده المجلس التأسيسي الاخواني هو دستور اخوان وسلفيين وليس دستور مصر ؟ ما معنى اعتماد الشريعة الاسلامية كمصر للتشريع في مجتمع يحفل بكثرة الاثنيات والديانات ( مسلمون اقباط ) ؟ اليس الامر مبشرا بنظام يستغل الهامش الديمقراطي لبلوغ مجتمع سياسي لا علاقة له بالديمقراطية ؟ ما معنى التنظير لنظام الخلافة والخلافة الاسلامية سواء على منوال الخلفاء الراشدين او على منوال الامبراطورية العثمانية المتلاشية ؟ اليس الامر سيؤول الى ( اهل الحل والعقد ) اللاّحل واللاّعقد ، او الى الفقيه المتزمت المخبول ليفتي في امور السياسية نيابة عن الشعب الذي يعتبر كرقم ثانوي في الدولة الفاشية ؟ ما معنى ان تنظم الانتخابات في ايران اذا كان الفقيه الولي هو الحاكم والقابض على الدولة ، وليس الرئيس المنتخب او البرلمان الذي ’يشرع بتعليمات الفقهاء ، وليس بناء على رغبة المنتخبين والشعب ؟ ثم هل تعتبر دولة ديمقراطية كل دولة تحكم فيها العائلة الحاكمة لوحدها وفي غياب وجود دستور ، احزاب ، نقابات ، جمعيات ، برلمانات ، محاكم ادارية ، مجتمع مدني ورأي عام ؟
وبالرجوع الى تاريخ الصراع بين حركة الاخوان المسلمين اقوى تنظيمات المعارضة السورية التي تأثرت بأفكار حسن البنا منذ الثلاثينات من القرن الماضي ، سيتبين انه منذ الستينات والى اليوم ، المفهوم الغامض من ترويجها مصطلح ( العدالة الاجتماعية ) الذي حل محله مفهوم اشد رجعية هو ( الدولة الاسلامية ) او ( الحكم لله ) الذي يعادي كل حالة ( غير اسلامية ) في مجتمع الدولة داعيا الى ( اسلمة ) المجتمع عبر جماعات ( مؤمنة ) فاشية تشق الطريق وتنشر الدعوة . ان مفهوم ( الدولة الاسلامية ) سيكون الارضية الايديولوجية الاساسية التي ستركز عليها دعاية حزب الاخوان المسلمين ، وصولا الى فترة السبعينات والثمانينات ، حيث برز العنف المباشر كطريق رئيسي لإشادة هذه ( الدولة الاسلامية ) ، استنادا الى تفسيرات ابن تيمية الظلامية ( القرن الرابع عشر بعد الميلاد ) الذي تحدث عن ( الفريضة الغائبة ) ، اي فريضة مواجهة الحاكم الظالم حتى لو كان مسلما . ومما لا جدال عليه ، ان حركة الاخوان المسلمين اليوم في سورية ترتهن لحكام آل سعود ولحاكم قطر وتركيا اردوغان اضافة الى رجعيي مصر برئاسة محمد مرسي ، كما ترتهن الى رجعيي تونس وليبيا الذين يحلمون بإقامة دولة اسلامية ( سنية ) على غرار فاشية الامبراطورية العثمانية المتلاشية .
1 ) ازمة حكم حزب البعث العربي الاشتراكي 1963 – 1966 : شهدت السنوات التي تلت استيلاء حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة ، نزاعا متواصلا بين اتجاهين متعارضين في حزب البعث . الاتجاه الاول مثلته القيادة القومية اليمينية التي مثلت الشرائح البرجوازية الصغيرة الميسورة ، والساعية الى عدم قطع الجسور مع البرجوازية الكبيرة ، بل انها دافعت عن مصالحها . اما الاتجاه الثاني فقد مثلته القيادة القطرية التي مثلت الشرائح الدنيا من البرجوازية الصغيرة ، الدافعة باتجاه اجراءات راديكالية تمس مصالح البرجوازية الكبيرة . وقد استطاع الاتجاه اليساري الثاني ان يفرض عددا من الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية ، منها تجْذير قانون الاصلاح الزراعي الصادر في فترة الوحدة مع مصر ، وتأميم الابناك في مايو 1963 . وقد اظهرت البرجوازية السورية عداءها للإجراءات المتخذة ، والتي ستمس مباشرة بامتيازاتها المتعددة خاصة في مجال الملكية الخاصة ، وكانت النتيجة الحتمية لهذا الاجراء ، بدأ حركة كبيرة لتهريب الرساميل الى الخارج .
لقد بدأت ردود فعل البرجوازية على اجراءات السلطة البعثية باضطرابات في مدينة حماة بدعوى من حزب الاخوان المسلمين في ابريل 1964 ، اعتصم خلالها جمع من المحتجين ، فقام الجيش بقمعها بعنف جد قاس ، وقد دفع احتدام الصراع ان دعا الاخوان الى اضراب عام احتجاجا على العنف المستعمل ، فاستجاب التجار بإغلاق محلاتهم في دمشق والمدن الكبرى ، وقامت موازاة مع ذلك بعض المظاهرات من اعضاء المهن الحرة ( مهندسون محامون اطباء ) مطالبة بإعادة الحريات العامة ، وإلغاء حالة الطوارئ التي اعلنت منذ اليوم الاول لانقلاب 8 مارس 1963 ، وما تزال سارية حتى ألغاها بشار الاسد مؤخرا ، تحت ضغط الاضطرابات التي تهز سورية .
كان جليا ان الحركة السلفية ارتبطت بعلاقة ، بتلك الشرائح من البرجوازية السورية التي مسّت مصالحها اجراءات السلطة البرجوازية الصغيرة . وبمعنى آخر ، فان البرجوازية السورية ، وخاصة الميركانتلية ، وجدت في حركة الاخوان المسلمين " حزبها " السياسي الذي ستواجه به السلطة البوناباريتة البعثية ، دفاعا عن مصالحها .
لقد تجلى ايضا هذا الترابط بين البرجوازية السورية وحزب الاخوان المسلمين ، عندما حصل في بداية عام 1965 تأميم حوالي 75 في المائة من الصناعة والتجارة الخارجية ، اذ قام التجار مدعومين من الاخوان المسلمين بإضراب في 25 – 26 يناير من العام نفسه ، احتجاجا على هذه الاجراءات . وقد ادى الهجوم المتواصل للبرجوازية السورية ، الى تفاقم الصراع داخل السلطة البعثية ، والى تغليب مؤقت للجناح اليميني المهادن للبرجوازية ، حتى قام الجيش بانقلاب عسكري لصالح القيادة القطرية اليسارية البعثية في 23 فبراير 1963 .
2 ) البرجوازية الصغيرة البعثية الراديكالية 1966/ 1970 : هيمن الجناح الراديكالي في حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة السياسية عاكسا في الوقت نفسه ، الطبيعة الطبقية المتنوعة للبرجوازية الصغيرة . فقد ضم قوى متعددة ، بعضها يحمل آمالا بالتغيير الجذري للمجتمع ، وأخرى دعمت هذا الجناح لأسباب وصولية وانتهازية بحتة .
في البدء ، وبتأثير هام من تشكيل الميلشيا العمالية ، التي وفرت دعما لإجراءات اقتصادية وسياسية واجتماعية جذرية ، ورادعا للقوى الرجعية ، جرى توسيع تنفيذ الاصلاح الزراعي ، وتطوير اجراءات التأميم التي بدأت في عام 1965 ، والتي شملت المؤسسات الهامة في القطاعين الصناعي والتجاري ، وتعزيز هيمنة القطاع العام ، حيث وضعت الدولة على عاتقها تحقيق 95 في المائة من مجموع الاستثمارات المقدرة في قطاع الصناعة ( التجربة البومديانية في الجزائر ) .
اما البرجوازية ، وخصوصا في القطاعات التي تعرضت للتأميم ، فقد تابعت تهريب رساميلها الى الخارج ، الى درجة ان اغلب الشركات الخاصة كانت قد هربت اموالها قبل التأميم ، وبقيت تعمل بالقروض التي تحصل عليها من الابناك العمومية المؤممة ( مصاريف الدولة ) .
اما في المجال السياسي الداخلي ، اي التعامل مع القوى السياسية ، فقد كان يسود التعامل بحذر وريبة ، وبالأخص مع الحزب الشيوعي الذي كان الحزب الوحيد المنافس دعائيا للأطروحة البعثية حول الاشتراكية . اما القوى الرجعية الفاشية الانقلابية كحزب الاخوان المسلمين ، فقد كان القمع المباشر هو الوسيلة السائدة في التعامل معها .
بقيت البرجوازيتان المركانتلية والعقارية ، تلك الشريحتان من البرجوازية اللتان ’مسّتا اقل من غيرهما بالتأميم ، محافظتين على وجودهما ، رغم بعض التعقيدات . ان البرجوازية المذعورة بالقمع المباشر ، وبالإجراءات الاقتصادية التي مستها ، لم يكن بإمكانها ان تواجه سلطة تعتمد ، ولو بشكل ’متذبذب ، بالإضافة الى اجهزتها التقليدية ، على ميليشيا عمالية ، وعلى دعاية راديكالية ، وخصوصا بعد فشل المحاولة الانقلابية التي قامت بها في سبتمبر 1966 بدعم من الرجعية العربية ( الاردن والسعودية ) ومن الامبريالية ( البريطانية والأمريكية ) .
إلا ان فرصة مواجهة السلطة البعثية اتتها في 25 ابريل 1967 ، عبر مقال لرئيس تحرير مجلة ( جيش الشعب ) ، هاجم فيه الدين ، ودعا الى وضعه مع الإله في متحف التاريخ . فعلى اثر صدور المقال المذكور ، قام التجار بإضراب واسع بدعم من حركة الاخوان المسلمين ، بدعوى الاحتجاج على الالحاد ، والكفر ، والاعتداء على الدين اللذين عبرا عنهما احد ممثلي السلطة . وكان رد السلطة البرجوازية الصغيرة الراديكالية حسب طبيعتها تماما . فمن جهة كسرت هذا الاضراب بالقوة ، ومن جهة اخرى ازاحت وعاقبت كاتب المقال ، مع نفيها لتهمة الالحاد وتأكيدها لإيمانها بالله واليوم الاخر .
جاءت هزيمة يونيو 1967 ، تهدف اساسا من بين ما هدفت اليه ، الاطاحة بالحكم السوري البرجوازي الصغير ، بعد ان شكل بإجراءاته الاقتصادية والاجتماعية ، وبسياساته الداخلية وموقفه المعادي للامبريالية وللدول الرجعية العربية ، ودعمه للمقاومة الفلسطينية ، وعلاقاته المتنامية مع الاتحاد السوفيتي المنحل ، شكل هدفا رئيسيا للقوى المضادة للثورة . وقد جرى ترافق العدوان الصهيوني مع محاولة انقلابية رجعية ثانية باءت بالفشل .
لم يستطيع العدوان الصهيوني اسقاط السلطة البعثية في يونيو 1967 ، ولكن نتائجه كانت من الخطورة ، بحيث رسمت ملامح الواقع الراهن . فقد ترتب عليه تزايد نفوذ المؤسسة العسكرية ، وبالتالي نفوذ الفريق البيروقراطي البرجوازي في السلطة . كما ان موافقة الفريق اليساري على حل المليشيا العمالية ، شكل تنازلا عن السلاح الاهم في وجه نفوذ الفريق البيروقراطي العسكري – المدني بحيث استحوذ – منذ اواخر 1967 على السلطة السياسية ، مقابل تخاذل الفريق الراديكالي لحزب البعث العربي الاشتراكي . ولم يكن انقلاب 16 نوفمبر 1970 ، الذي قام به حافظ الاسد ، إلا نتيجة منطقية لكل هذه المقدمات .
3 ) الصراع السياسي في ظل سلطة البيروقراطية البرجوازية الصغيرة : بدأت السلطة الجديدة بنشر الوعود بانتخابات حرة لمجلس الشعب ، وبفتح صفحة جديدة للتعاون بين الاحزاب السياسية الوطنية والتقدمية . وقامت بعدد من الاجراءات الاقتصادية لصالح البرجوازية الميركانتيلية ، وبدأت الدعوة لسياسة ( الانفتاح ) الاقتصادي والسياسي على المستويين الداخلي والخارجي ، تمثل بالانفتاح على الدول العربية الرجعية وعلى الدول الامبريالية ، وبالقبول بالتسوية ( السلمية ) للقضية الوطنية ( احتلال الجولان وبحيرة طبرية ) . وعلى المستوى الايديولوجي للسلطة ، فانه خطا خطاْ بيانيا متصاعدا في عداءه للاشتراكية ، وإحياء كل عفن ومستنقع المفاهيم الطائفية والعشائرية والعائلية .
قامت الشريحة البيروقراطية البرجوازية العسكرية المتمسحة بالأدبيات البعثية ، بفتح بعض الابواب المغلقة امام القطاع الخاص ، محافظة في نفس الوقت على هيمنة المصدر الاهم لنهبها ، اي قطاع رأسمالية الدولة ، وعلى هيمنتها على السلطة السياسية التي هي اساس تمايزها عن بقية الشرائح البرجوازية .
وقد بدأت بعد حرب اكتوبر مرحلة من التضخم الرهيب ، لكافة اجهزة الدولة ، وخاصة اجهزتها القمعية ، و مورس قمع ’معمّم وشديد ، تركز اساسا على القوى اليسارية خاصة الماركسية واللينينية والتروتسكية والوطنية الشريفة من بعثيين وقوميين تقدميين ، مقابل فسح المجال لنشاط الجمعيات الدينية الرجعية والمتزمتة ، و رغم نشاط حركة بناء المساجد فان هذه ظلت محتكرة من قبل السلطة ، ولم تقم تلك الجمعيات المخدومة باسم الدين بلعب الدور الرئيسي فيها ، بل لعبت السلطة البعثية هذا الدور ، علما بان المساجد تشكل المكان الانسب لاجتماع ودعاية وتنظيم القوى الدينية الظلامية الاخوانية الرجعية .
في سنة حرب اكتوبر بالذات ، طرح على البرلمان مشروع الدستور الجديد الذي نص على ان الاسلام مصدر رئيسي للتشريع ، ولكنه لم يشترط ، وبخلاف الدساتير السابقة ، ان يكون دين رئيس الدولة هو الاسلام . هكذا اعترض رجال الدين في بيان مشترك طالبوا فيه بإعادة النظر في المادة المتعلقة بدين رئيس الدولة ، وقامت مظاهرات عنيفة هاجمت مكاتب حزب البعث العربي الاشتراكي والاتحاد النسائي ، كما قام التجار بالإضراب في مدينة حماة ، فتراجع حافظ الاسد طالبا من البرلمان اضافة المادة المطلوبة . لم يكن هذا إلا اختبارا اوليا للقوة بين السلطة والبرجوازية الخاصة السورية ، ولا سيما الميركانتيلية منها ، التي كانت تشهد تنامي نفوذها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي .
وقد اعتمدت الحركة الاخوانية على الامكانيات التي وفرتها لها الدولة ( مساجد ، جمعيات دينية ، رحلات ، نوادي ...لخ ) ، بالإضافة الى عدم تعرضها الى حملات قمع ، من اجل توسيع صفوفها وتنظيم نفسها ، وذلك عبر عدد من المجموعات ذات الاصول التنظيمية المختلفة ، كحركة التحرير الاسلامي التي شكلها الشيخ ابو غدة في حلب في الستينات ، ومجموعة شباب محمد التي قادها مروان حديد منذ الستينات ، وعناصر حزب التحرير الاسلامي ، اضافة الى الاطار السياسي التنظيمي الذي ضم كل هذه المجموعات ممثلا في حزب الاخوان المسلمين بزعامة عصام العطار ومن بعده علي البسيوني المنفي في المانيا .
منذ تلك الفترة ، وخاصة بعد التدخل السوري في لبنان عام 1976 ، ركز الاخوان المسلمون دعايتهم حول المحاور التالية :
ا – ان النظام السياسي ليس بعثي ، بل هو نظام علوي عنصري طائفي ، معتمدين على انتماء راس النظام ، وعدد من مسئوليه الكبار الى هذه الطائفة .
ب – ان العلويين زنادقة ، والنظام بالتالي غير مسلم ، لذا يجب دحره لبناء دولة اسلامية اخوانية حقيقية مستلهمين تجربة الامبراطورية العثمانية الفاشية والمتلاشية .
ج – اما تدخل النظام السوري في لبنان ، فقد اعتبر مؤامرة علوية مارونية ضد المسلمين ، وطرح الاخوان ضرورة حمل السلاح ضد النظام بناء على فتوى " الفريضة الغائبة " .
شكل تدخل النظام البعثي الطائفي في لبنان ، بالنسبة للبرجوازية الخاصة السورية ، فرصة حاولت استغلالها ، معتقدة ان تدخله سوف يضعفه ويربكه على المستويين الداخلي والخارجي ، فرأت ، ان تزيد ضغطها عليه داخليا عبر دعمها ودفعها لحزب الاخوان المسلمين للبدء بعمليات اغتيال فردية ، وعبر علاقاتها بالرجعية العربية وعلى رأسها آل سعود بالسعودية الوهابية ، وذلك بحثّها ودفعها لتمارس ضغطا على الدكتاتورية البعثية لإشراك البرجوازية الخاصة في السلطة . وقد مست الاغتيالات الفردية التي نفدها الاخوان المجرمون في الفترة ما بين 1976 و 1979 عددا من الشخصيات المحسوبة على النظام . وردت السلطة عليها بإجراءات امنية قمعية شملت جميع مجالات الحياة اليومية للمواطنين ، مستمرة في الوقت نفسه بتسليط قمعها على القوى الشيوعية والبرجوازية الصغيرة الراديكالية .
هذا وقد اقدمت السلطة البرجوازية البيروقراطية البعثية على تنازلات اقتصادية للبرجوازية الميكانتيلية الخاصة ، بينما لم تقدم لها اي تنازل في مجال السلطة السياسية ، اي مشاركة البرجوازية الخاصة في السلطة السياسية .
4 ) احتدام الصراع للاستيلاء على السلطة : تميز عام 1978 ببداية مرحلة جديدة ، اثر انخراط النظام المصري الكامل في المخطط الامبريالي للمنطقة . وقد شهد العام نفسه غزوا صهيونيا واسعا لجنوب لبنان ، في الوقت الذي كان فيه النظام البعثي العلوي غير مستعد للقبول بالكامل بالشروط الامبريالية للتسوية ، لا سباب خارجة عن نطاق الموضوع .
في هذه الظروف تصلب في وجه النظام ، تحالف طبقي يتكون من البرجوازية الميركانتيلية – قائدة هذا التحالف – والملاكين العقاريين ، وشرائح من البرجوازية المتوسطة ( حرفيين ، مهن حرة ... ) وشرائح من البرجوازية الصغيرة المتأزمة و ذات الوعي الطبقي المشوه ، فانتقل التحالف البرجوازي بذراعه المسلحة ، حزب الاخوان المسلمين ، من مرحلة الضغط للمشاركة في السلطة السياسية ، الى مرحلة السعي للاستيلاء عليها . هكذا انتقل تنظيم الاخوان المجرمين من تكتيك الاغتيالات الفردية ، الى تكتيك العمليات العسكرية الواسعة النطاق ، والنزول المسلح الى الشارع ومحاولة فرض الهيمنة عليه . وقد تمكن فعلا من فرض هيمنة عسكرية وسياسية في بعض الاحياء في عدد من المدن السورية .
ثم جاءت حادثتا مجزرة مدرسة المدفعية المشهورة في حلب في 16 يونيو 1979 ، والمواجهة العنيفة التي تلت اغتيال الشيخ يوسف الصارم في اللاذقية في اواخر اغسطس 1979 ، لترسما ملامح المرحلة الجديدة في الصراع على السلطة .
لقد ادرك النظام الدكتاتوري ابعاد الهجمة الاخوانية ، و ’طرحت داخله سياستان للرد عليها :
الاولى تدعو للمصالحة مع الشرائح البرجوازية الاخرى ، وقد دافع عنها فريق يرتبط اقتصاديا ، بل وعائليا ، بالبرجوازية الخاصة .
اما الثانية فتدعو للحسم العسكري ، ودافع عنها الفريق الافضل تمثيلا للبيروقراطية البرجوازية ، والذي ما يزال يرى ان المجال الاهم للنهب والثراء الفاحش ، والتمييز الطبقي عن بقية الشرائح البرجوازية ، هو هيمنته المطلقة على السلطة السياسية .
هذا وكانت حصيلة سياسية النظام حتى مارس 1980 ، هي محاولة امتصاص حدّة الهجمة ، عبر اظهار رغبته ( التصالحية ) بإبراز بعض الوجوه من الطائفة السنية في السلطة كعبد الله الاحمر ومحمود الايوبي ، وعقد لقاءات مع الفعاليات الاقتصادية للطائفة السنية .
ان هذه الترقيعات لم تكن كافية لترتيب البيت البعثي ازاء الخصوم من تيارات سياسية مختلفة خاصة الاخوانية منها .هكذا شهد شهر مارس 1980 وبالذات يوم 8 منه ، ذكرى استيلاء البعث على السلطة ، هجوما واسعا للتحالف البرجوازي تجلى بمظاهرات ، وتوزيع منشورات ، وهجمات عسكرية خاصة في مدينة حلب التي يسيطر عليها الاخوانيون ، مع دعم متواصل من التجار الذين اصبحوا في حالة اضراب مزمن خلال شهر فبراير ومارس . فادت ازمة مارس الى اضطراب السلطة البيروقراطية البرجوازية ، كما اوضحت سعي التحالف البرجوازي المهاجم وذراعه المسلح حزب الاخوان المسلمين للاستيلاء على السلطة .

وقد برزت خلال هذه الازمة بعض القوى والشخصيات السياسية ، التي ساهمت في احداث مارس 1980 ، من خارج حزب الاخوان ودعما له ، مثل الجراح في ريف دمشق ، والشيخ محمد عواد في جامع الايمان ، والشيخ رمضان والشيخ خير الله والشيخ عبد القادر في حلب ، مثلما ساهمت في الاحداث جماعة اكرم الحوراني ، والحزب الشيوعي المكتب السياسي ، والنقابات المهنية ( محامون ، اطباء ، مهندسون ) مع حفظ الاختلافات والفروق بينهم .
كما وأعلن في مارس ايضا ، عن تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي ، الذي ضم الحزب الشيوعي – جناح المكتب السياسي -- وليس عن جناح خالد بكداش ، ومجموعة 23 فبراير وحزب العمال الاشتراكي الثوري ( تروتسكي ) والاتحاد الاشتراكي لجمال الأتاسي ، الذي طرح برنامجا برجوازيا بحثا ، معتقدا ان سقوط الحكم في سورية اصبح امرا وشيكا .
بدءا من مارس 1980 ، بدأ النظام سياسة الحسم العسكري الوحشي ، فعبأ كل قواه لتحطيم الهجوم الذي يتعرض له . هكذا حاصر مدينة حلب بالفرق العسكرية وبالوحدات الخاصة ومختلف الاجهزة الامنية ، وقام بتمشيط احياءها ، ونفد مجزرة في مدينة جسر الشغور ، وهي مدينة صغيرة نسبيا في شمال سورية ’قتل فيها مائتا مواطن ، لتكون عبرة لما سيفعله لاحقا ، هذا بالإضافة الى هيمنة جو من الارهاب والقمع في كل انحاء سورية .
ولتخطي المرحلة الصعبة التي كانت تهدد في الوجود ، تم عقد مؤتمرات لما يسمى بالمنظمات الشعبية التابعة للنظام ، كاتحادات الفلاحين والطلبة والشبيبة والعمال والمعلمين ..لخ ، لتشكيل مليشيات من المرتزقة والمخبرين ( الشبيحة ) لحماية النظام . وتم حل المنظمات المهنية المعارضة ( محامين ، اطباء ومهندسين ) التي شكلت احد مراكز المعارضة ، بل وتصفية رؤساءها جسديا .
في صيف 1980 ، نفذ النظام مجزرة بسجناء تدمر ( حوالي مائتا قتيل ) ، وهم من الاخوان المسلمين ، كما استدعى البرلمان للموافقة على قانون يقضي بعقوبة الاعدام على اي منتم لحزب الاخوان المسلمين ، ومن جهة اخرة ’انشئت جمعية المرتضى – بزعامة جميل الاسد -- كميليشيا من المرتزقة الشبيحة تعتمد على التعبئة الطائفية العلوية والعشائرية ، وتمارس ارهابها ضد المواطنين في خدمة النظام الدكتاتوري العلوي الطائفي .
وأخيرا وقع النظام في عام 1980 معاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفيتي المنحل بعد فترة من المماطلة والمراوغة والتهرب ، واللعب بهذه الورقة في العلاقات مع الدول العربية الرجعية والامبريالية .
فكان من نتائج الهجوم المضاد الشرس الذي شنه النظام ، انه استعاد الثقة بنفسه ، وأكد هيمنته على السلطة السياسية ، وضمن ميل ورجحان ميزان القوة لصالحه . من جهة اخرى ، كانت البرجوازية الميركانتيلية الدمشقية اول من ادرك ذلك ، فتراجعت خطوة الى الوراء مسجلة هذا التراجع ببرقية الدعم المبهمة التي ارسلها تجار دمشق لحافظ الاسد اثر احداث مارس 1980 .
5 ) بيان الثورة الاسلامية : اما حزب الاخوان فقد عقد مؤتمرا في المانيا الغربية سابقا و بالضبط في مدينة آخن في اوائل عام 1980 ، انعكست داخله نتائج ازمة مارس ، فحل الثلاثي المتشدد علي البيوني وسعيد حوا وعدنان سعد الدين ، مكان عصام العطار التي اتهم بالمساومة والتردد ، فكان لهم الهيمنة على حزب الاخوان المسلمين داخل سورية ، وأصدر ما سمي ببيان الثورة بتاريخ 9 نوفمبر 1980 ، الذي ’يعبّر تماما عن الموقع الطبقي الحقيقي لحزب الاخوان المسلمين : الاداة السياسية المسلحة للتحالف البرجوازي بقيادة البرجوازية الميركانتيلية .
فعلى المستوى السياسي ، يعد البيان بمجلس للشورى ( ربما لإسداء النصيحة للخليفة المرتقب ) ، وبحرية التعبير ، والتفكير والصحافة ، شريطة ألا تتعارض مع ( المقومات الدستورية الدينية ) ، ويعد ايضا بحرية تشكيل الاحزاب ، ولكن على آلا تتعارض مع ( معتقدات الامة ) ، اي انها سياسة مرتقبة لمنع الاحزاب الشيوعية والماركسية والقومية .
اما بالنسبة للقضية الفلسطينية ، فان البيان لم’يشر لها إلا بشكل محتشم رغم ادعاء ( الجهاد المقدس لتحرير فلسطين ) ومثلما هو نفس الموقف اليوم ، الذي تعرف فيه سورية انقلابا اخوانيا ، علاقته بإسرائيل وبالغرب اكثر من علاقاته بالقضايا القومية والديمقراطية . فاين خيبر خيبر يايهود جيش محمد سيعود ) .
وفي المجال الاقتصادي ، ولهذا اهمية قصوى نجد في البيان من اجل الثورة :
-- ان حق الملكية مضمون مع تشجيع القطاع الخاص للمساهمة النشطة في الاقتصاد الوطني
-- ضرورة تحرير الصناعة والتجارة الخارجية . ان هذا المطلب واضح في تحديده للرغبة في تحطيم آخر المعاقل المقفلة ، الى هذا الحد او ذاك ، في وجه البرجوازية الخاصة السورية
-- ان الدولة تبتعد عن دورها الحقيقي عندما تريد ان تصبح او ان تتحول الى تاجر
-- تشجيع الصناعة ، خاصة في المجالات التي اشتهر فيها السوريون . ان هذا المطلب كذلك هو تعبير واضح عن فهم وحرص البرجوازية السورية على مصالحها ، كما على عجزها التاريخي عن القيام بتصنيع حقيقي ، وعن ارتهانها العضوي بالنظام الرأسمالي العالمي
-- اما عن القطاع العام فيتحدث البيان عن " ان التناقض بين الرأسمالي والعامل يمكن حله عبر تحويل ملكية الدولة في القطاع المؤمم لصالحهم .
اي البرجوازية السورية ترغب بالقضاء على القطاع المؤمم عبر بيعه لمن ؟ للعمال ؟ . اما عن التناقض الرئيسي بين الرأسمالي والعامل ، الذي هو مبرر رغبتها في بيع قطاع الدولة ، حسبما ورد في البيان ، فإننا لا نجده إلا في القطاع المؤمم ، وهذا يعني غياب هذا التناقض بين الرأسمالي والعامل في القطاع الخاص الذي يسيطرون عليه .
-- اعادة الثقة في رؤؤس الاموال والاستثمارات العربية . ان هذا المطلب هو تزلف للسعودية ولإمارات الخليج مثلما هو عليه الشأن الآن من تزلف ازاء السعودية وقطر ومصر مرسي اضافة الى اردوغان
-- اما في مجال الزراعة ، فالبيان يعد ب " تسهيل ملكية الارض وتحرير الفلاح من كل الوسطاء الذين يستغلونه باسم الدولة او الحزب او الاشتراكية ، فقط لا غير . اما التاجر والمرابي وغير ذلك من الوسطاء الخاصين ، فلا كلمة واحدة عنهم في بيان الثورة .
اما الاصلاح الزراعي على علته ، فيرغب البيان بإلغائه ، كما يرغب بتحرير الفلاح من البيروقراطية البرجوازية ليكون عبدا كاملا للبرجوازية الخاصة ، وكبار ملاكي الارض والعقار . فالإصلاح الزراعي كما ورد في البيان ، ادى الى هجران العديد من اراضي الدولة الصالحة للزراعة ، والى تخفيض يصل الى الثلث ، بل الى نصف انتاج افضل الاراضي
-- ويتحدث البيان عن " انهاء عدم عدالة الاسعار المحددة المنخفضة التي تحددها الدولة " . ان ما وراء هذا المطلب ليس اكثر من رغبة اصحاب البيان بإتاحة تحديد الاسعار طبقا لقوانين السوق بدون قيود .
وبعيدا عن دخان الديماغوجية الدينية لحزب الاخوان المسلمين من جهة ، والديماغوجية القومية الاشتراكية لسلطة البيروقراطية البرجوازية البعثية ، اللتين تهدفان الى اكتساح الشرائح البرجوازية الصغيرة والمتوسطة في الصراع الدائر ، تتضح طبيعة الصراع الحقيقية كما هي اليوم : صراع بين شرائح البرجوازية السورية للهيمنة على السلطة السياسية ، اي على اداة سلخ جلد الجماهير الكادحة .
6 ) المجازر الحاسمة : رغم الانتصار الذي حققه النظام الدكتاتوري في مارس 1980 ، والتراجع الجزئي الذي قامت به البرجوازية الدمشقية ، تابع حزب الاخوان المسلمين هجماته مركزا على العاصمة دمشق ، اذ لم يفقد التحالف البرجوازي المهاجم بعد امله في الاستيلاء على السلطة . فتم استخدام اسلوب السيارات المفخخة : تفجير مقر مجلس الوزراء في صيف 1981 ، وتفجير آمرية الطيران , وحادثة تفجير السيارة المفخخة في حي شعبي سكني ادت الى اصابة عدد كبير من المواطنين في 29 نوفمبر ،1981 وهو ما مكن النظام من تهويل المشهد ازاء المواطنين الذين بدؤوا في النفور من الاخوان .
ويبدو ان التحالف البرجوازي المهاجم وأداته المسلحة ، حزب الاخوان ، رأوا في اوائل عام 1982 ، ان اللحظة الحاسمة قد حانت للقيام بعملية عسكرية واسعة للسيطرة على بعض المدن كحلب وحماة ، كمقدمة لإحكام السيطرة على بقية المدن السورية وإسقاط حكم البعث الدكتاتوري . هكذا قام حزب الاخوان في 2 نوفمبر 1982 بالهجوم على مراكز السلطة المختلفة ، مرتكبا مجزرة طائفية في مدينة حماة ، بينما بقيت المدن الاخرى بدون حراك ، ربما لقصور التنسيق بين فروع الاخوان المسلمين ، . وقد قام النظام بتطويق المدينة عسكريا ، وشن عليها حربا شرسة في حصار دام حوالي شهرا ، مرتكبا فيها مجزرة رهيبة ، يقدر عدد ضحاياها بعشرة آلاف الى عشرين الف . وقد خرجت السلطة البيروقراطية البرجوازية منتصرة من هذه المعركة . فقد حطم الحكم البعثي البونابارتي للبيروقرالطية البرجوازية ، مرة اخرى ، القوة السياسية للبرجوازية الخاصة ، لكنه ظل محافظا على قوتها الاقتصادية دون مساس , لا بل قدم لها تنازلات اقتصادية جديدة كرفع سقف المستوردات . لكن الخطأ الاستراتيجي الذي لن يغفره له التاريخ انه اذ يحمي القوة المادية للبرجوازية الخاصة ، يكون بمن يولد قوتها السياسية من جهة اخرى من جديد ، وهذا هو اصل الوضع الحالي الذي تصارع فيه البيروقراطية البرجوازية قصد البقاء ، وهي سوف لن تبقى ، وسقوطها قضية وقت ، وبين البرجوازية الخاصة للإخوان التواقة الى السيطرةعلى الحكم للتأسيس لنظام غارق في الفاشية والرجعية وأكثر قبحا من دكتاتوريو البعث العلوي .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار السلفي في مصر ( 2 )
- ملف عن السلفية الاسلاموية ( 1 )
- النخبة وزمن التّيه السياسي
- الثورة آتية لا ريب فيها
- عودة كريستوفر رووس الى المنطقة
- في الثقافة الوطنية القومية الاصيلة
- الماركسية والتراث والموقف من الدين
- تسعة واربعين سنة مرت على حرب اكتوبر . ماذا بعد ؟
- الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار
- لبنان وسورية في فوهة البركان الصهيوني
- عالم آخر ممكن
- اتجاه العنف في الاستراتيجية الامبريالية الامريكية
- البنك العالمي للانشاء والتعمير في خدمة الادارة الامريكية
- ( الدولة اليهودية ) ومفهوم الحدود الآمنة
- حركة التحرر العربية : ازمة عارضة او بنيوية ؟ الربيع ( العربي ...
- الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية
- ميكانيزمات التحكم في القرار السياسي بالبلاد العربية
- في بناء الحزب العمالي الثوري (منظمة الى الامام) ( وجهة نظر )
- الطائفية الورم الخبيث بالوطن العربي
- ازمة منظمة ( التحرير ) الفلسطينية -- دراسة تحليلية ونقدية لم ...


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصراع بين حزب البعث والسلفية الاخوانية في سورية ( 3 )