أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - النخبة وزمن التّيه السياسي















المزيد.....



النخبة وزمن التّيه السياسي


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3916 - 2012 / 11 / 19 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا صرح السيد مصطفي البكوري الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة بان الدولة في المغرب لم تخلق نخبة ، وان الموجود منها قد حصل صدفة . ان مثل هذا التصريح الهام لا يعد شيئا جديدا ، ولا يعتبر اعترافا جاء متأخرا ، لكنه هو سياسة مقصودة من قبل ، ليس فقط بالمغرب العالم ثالثي ، بل هي سياسة تتبعها جميع الدول العالم الثالثية ، خاصة بالوطن العربي . والسبب في نظري يعود الى ان الدولة لا ترتاح الى النخبة المثقفة ، فتتحاشاها او تشتري ( شرّها ) من خلال الاغداق والامتيازات المختلفة التي تغدق على المثقف المساير . واذا كانت النخبة المثقفة هي المحرك لمختلف التموجات بالمجتمع من خلال امتلاكها ناصية التمييز الدقيق بين الاشياء الجد دقيقة ، وقراءة بين السطور ، ومعرفة كنه الحقيقة والوضعية ، ومن ثم تأليب الرأي العام ، او الشارع للتحرك قصد تصحيح الاعوجاج من محاربة الاستبداد والظلم ، والدعوة الى المساواة والعدالة الاجتماعية ، فانه يكون منطقيا ان تتوجّس الدولة العربية جانب المثقف كمصدر ازعاج احيانا ، وفي غالب الاحيان كمصدر مقلق داعي للفتن . لذا وبخلاف الدول المتقدمة التي تعتمد على النخبة المثقفة في رسم السياسات العامة للدولة ، وإعداد المشاريع العامة على بعد ثلاثين سنة قادمة ، حيث تتكون اللجان العلمية المشتغلة على المستقبل ، من اساتذة كبريات الجامعة والمثقفون بمختلف انواعهم ، نجد ان الدولة العالم ثالثية ، وبالأخص الدولة العربية تتحاشى التقرب والاقتراب من هذه الشريحة ، فتتعامل معها من منطلقات مختلفة ومن زوايا متعددة نوجز بعضها كما يلي :
أ – رسم قطيعة شاملة بين الدولة وبين المثقف المزعج والمقلق . واذا تمادى هذا في اقلاقها وفي غيه ، تعمد الدولة الى شراء سكوته ، وقدرته لتغيير المعطيات بحيث يتحول الصيف الى شتاء والخريف الى ربيع ، مع القدرة في الاقناع وفي تغليف الوضع بتضبيع العامة بما يسرّ الحاكم المتوجس دائما من النخبة المثقفة المقلقة . وفي هذا الحال فان المثقف الذي يفقد اصول معرفته بمرور الزمن ، يتحول الى طبّال او زمّار يشيد فن الخديعة وقلب الحقيقة ، فيصبح مجرد اداة او معول يتحرك تحت الطلب . والسؤال هنا ، حين يفقد امثال هذا المثقف الذي اضحى غير مثقف ملكته الثقافية التي هي الارتباط بقضية من القضايا التي تهم الامة ، او الشعب ، او الدولة او التاريخ ... لخ هل يجوز الاستمرار في اطلاق وصف المثقف على هذا النوع من البشر الذي بمرور الزمن يتكلس عقله ، ويبور مخه ، وتجف مخيلته ، ويصبح عديم العطاء يتحرك كخيال وليس كواقع مشخص . وهنا من منّا يتذكر محاضرات وكتابات فتح الله ولعلو والحبيب المالكي وغيرهم كثيرون في سبعينات القرن الماضي ، وكيف اصبحوا الآن عبارة عن موظفين يملئون الفضاءات والفضائيات ، بعد ان هجروا الميدان وأصبحوا نكرات تلهت وراء المنافع . كما من منّا يتذكر كتابات عبد الله العروي التي الهمت شباب السبعينات ، وانقلب الآن بما يؤسس لاطروحات مغايرة لما درج في الترويج له سابقا ؟ فاذا كان المثقف المرتبط بقضية يملك اسلوبا خاصا في المعالجة والتفاعل مع الظواهر الاجتماعية والسياسية التي ترائى له ، فانه يكون من الصعب عليه تقمص جلباب لا يناسبه ، مما يجعله يضرب اخماسا في اسداس مع مشقة وعنة في التفسير . ان نفس الملاحظة تثار بالنسبة للأحزاب التي تعودت الاصطفاف وراء التعليمات والتوجيهات في الحكومة او بالبرلمان ، يستحيل عليها ان تلعب دور المعارضة الذي يحتاج الى ميكانيزمات وتقنيات خطابية خاصة لا يتقنها غير اصحاب الميدان ( تدخل فتح الله ولعلو بالبرلمان لما كانوا في المعارضة في سبعينات القرن الماضي ) .
ب – اما اذا رفض المثقف الانخراط في الرسميات واستمر في المجابهة والمثابرة وتمسكه بقضيته التي تعطيه الزخم والقوة في التعاطي مع الشأن العام ، فان مصيره يكون السجن وقد يكون القمع ، وقد يصل التحرش الى القتل لإسكات الصوت المزعج . ويا ما من مثقفين سقطوا صرعا بمسدس الحاكم ، او سقطوا بتعذيب الجلاد الغير الرحيم . ان ما كان يقوم به حزب البعث العربي الاشتراكي بشقيه السوري والعراقي في حق النخبة المثقفة الصلبة خاصة الشيوعيين منهم ، من قتل وتعذيب وسجن في المخافر العلنية والسرية ، ليبقى وصمة عار في جبين النظام السياسي العربي الذي بارك تلك المجازر بالصمت احيانا وبالتواطؤ احيانا اخرى .
ان قول السيد مصطفي البكوري بالمثقف الذي ظهر صدفة ، هو كلام مردود عليه . فاذا كانت الدولة كما قال الباكوري لم تعمل على خلق النخبة ، فان اغلب المثقفين المغاربة انتجتهم الاحزاب السياسية مثل الاتحاد الاشتراكي في سبعينات القرن الماضي وحزب التقدم والاشتراكية . والسؤال هنا من صنع فتح الله ولعلو الحبيب المالكي محمد عابد الجابري وغير هم كثيرون . كما من صنع عزيز بلال وشمعون لفي والكوهن وبلكندوز والسرفاتي ... لخ
وهنا الم تنشأ نخبة مثقفة واعية ضمن منظمات الحركة الماركسية المغربية كان من اهمهم على سبيل المثال لا الحصر ، عبدالقادر الشاوي ، عبد الرحمان النوضة ، احمد ركيز ، ابراهام السرفاتي ، علال الازهر ، عبدالسلام المؤذن ، المشتري بلعباس ، جمال بنعمر ممثل الامين العام للامم المتحدة في القضية اليمنية ، كريمة الشاوي ... لخ
اما بالنسبة للمثقفين الذين لم يرجع ظهورهم الى الاحزاب مثل محمد عزيز لحبابي وعبدالله العروي كمثال ، فالأول نشأ ضمن تفاعلات الجو الثقافي الذي عم الجامعة المغربية في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، في حين ان الثاني نشأ ضمن الجو الثقافي التجديدي الذي عم الخطاب الماركسي في سبعينات القرن الماضي ، وهنا الم يكن للاستاذ عبدالله العروي علاقات ثقافية خاصة مع الاستاذ ماكسيم رودنسون الذي بلغ صيته الدنيا والقرارات الخمس ؟
واذا كانت الدولة لم " تساهم في خلق نخبة " مثقفة كما قال السيد البكوري ، بسبب انها مقلقة ومستفزة ، فإنها اجتهدت في خلق الاعيان كهيئة مقابلة ومضادة توظفهم للحفاظ على التقاليد المرعية التي يرفضها المثقفون الثوريون ويبشرون بديلها بنظام علماني حداثي قد يعصف بأحد اعمدة الدولة الاساسية في وجودها ، الدين الاسلامي ، وهو ما يؤسس للفتن في مجتمع تغلب عليه الطائفية المقتية هذه الايام ، وهو ما يعني الشروع في تقسيم البلد وتحطيم الدولة المهددة على اكثر من ناحية وصعيد . وعندما تلجأ الدولة الى الاعيان التقليديين المناهضين للنخبة المثقفة الثورية ، فإنها تلجأ الى اختيار الاميين الطيعين الذين ينفذون مثل العسكر ، لذلك فهم يتواجدون في الجماعات المحلية والبلدية وفي البرلمان ، ومنهم من كان فقيرا يصلح الدرجات النارية فأصبح يملك الملايير ومن علية القوم ( ولد الرشيد ) وأمثاله يعدون بالآلاف . لذا ففي كل مرة كانت الدولة على ابواب بعض الاستشارات الشعبية او الاستحقاقات ، فإنها لا تتردد في خلق اطارات تجمع شمل هؤلاء الاعيان ليظهروا كقوة موحدة في مقابلة قوة النخبة المثقفة المبعثرة بسبب تعدد الولاءات وبسبب اختلاف الانتساب الايديولوجي ، ففي هذا الاطار تؤسس الدولة من خلال يدها الضاربة وزارة الداخلية لأحزاب الاعيان مثل الاتحاد الدستوري ، التجمع الوطني للأحرار ، الحركة الشعبية ، الحزب الوطني الديمقراطي ... بل ان حزب الاصالة والعاصرة لم يخلو هو بدوره من آفة الاعيان الذين التحقوا به من الاحزاب المذكورة ، وشكلوا تناقضا مثيرا ، بل زواجا غير طبيعيا مع النخبة المثقفة التي جاءت الى الحزب من صفوف اليسار السبعيني من امثال صلاح الوديع وآخرون ، الامر الذي اثر على التنظيم الذي وجد مخرجه فقط في محاربة حزب العدالة والتنمية ، وترك لهذا الاخير الاستفراد بالساحة وبالالتجاء الى الجماهير والى الشأن العام ، فكان لهذا الخطأ الاستراتيجي الدور الاساس في فوز اللّاعدالة واللّاتنمية بالانتخابات التشريعية ومنها دخوله الى الحكومة وليس الى الحكم .
لقد اضحت النخبة المثقفة تائهة تتوزعها رياح شتى ، منها ما يبرر الوضع بقدر استفادته منه ، ومن هؤلاء من انخرط في المؤسسات وفي الاحزاب التي يطلقون عليها بالإدارية ، ومنها من التزم الحياد السلبي يتفرج عن اللعب دون المشاركة فيه ، ومنها من لا يزال يردد بعض عبارات السبعينات من قبيل " الثورة آتية لا ريب فيها " ومن قبيل " الشعب يريد اسقاط النظام " او من قبيل الاقتداء بالأنظمة السياسية الاوربية مثل " ملك او حاكم لا يسود ولا يحكم " . فهل لا زال الزمان المغربي قادرا على انتاج نخب على شاكلة علي يعته ، عبد الرحيم بوعبيد ، ، عزيز بلال ، بول باسكون ، البير عياش ، الحاج احمد البا احنيني ، رضى كديرة ، عبد الهادي بوطالب ، علال سيناصر ، محمد عابد الجابري ، عبدالله العروي ، محمد عزيز لحبابي ، محمد جسوس والقائمة تطول وتطول . ان هذا هو الرد الحلي على عقم النخبة التي تنظر داخل اربعة جدران في جين ان الواقع شيء آخر يتعامون عن النظر اليه لأنه كدب تنظيراتهم ونظرياتهم التي كانت متأثرة بفلسفات واردة وليست ذات اصول وطنية .
ان ما نطلق عليه بالنخبة الانتلجانسيا اليوم في العالم العربي ، هو تلك المجموعة من الناس التي تتميز عن غيرها بأنها تجعل من التفكير في الواقع العربي ، والشأن العام عموما ، احد همومها الرئيسية ، وتشارك في الصراع الاجتماعي والسياسي ، من اجل دفع هذا الواقع حسب الرؤى التي تراها ، مشاركة قد تتخذ اشكالا مختلفة سياسية وفكرية ، وهو ما يتفق ومفهوم الانتلجانسيا الكلاسيكي ، ويعني ان هذه المجموعة ليست بالضرورة طبقة واحدة ، ولا فئة متفقة الاهداف والآراء ، ولا مجموعة سياسية او حزبية او فكرية . كما انها لا تعني اولئك الذين يمارسون مهنة الكتابة او الادب او اصحاب القلم ، وإنما هي مكانة اجتماعية سياسية ، او وظيفة في النظام الاجتماعي يقوم بها جمع متميز من حيث الاهداف والعقائد والأصول الاجتماعية ، من مفكرين وغير مفكرين . وهذا يعني بالضرورة ، ان لهذه المجموعة المتنوعة موقفا سياسيا وممارسة سياسية ايجابية ، سواء اتمت هذه الممارسة من خلال العمل الحزبي ام من خارجه .
ان المثقف الساكن الذي لا يهتم بالشأن العام لا يدخل ضمن هذه الفئة ، ولا يسمح لنا بالحديث عن المثقفين كفئة متميزة . بل ان شرط هذا الحديث هو وجود الاهتمام السياسي عند هؤلاء ، سواء كانوا مفكرين او مديرين او سياسيين او مهنيين، مثل المحامين والأطباء والمهندسين الخ . هذا هو بالضبط المعنى الكلاسيكي لكلمة النخبة التي تترجمها كلمة المثقفين ، لكن بمطابقتها مع مفهوم العمل الفكري والثقافة كميدان نشاط مهني متميز . ان اي مثقف ، مهما كان كبيرا ، ليس بالضرورة عضوا في النخبة ، فهو لا يصبح كذلك إلا اذا حقق الشرطين المذكورين : القيام بممارسة منتظمة للتفكير في الواقع الاجتماعي – السياسي ، و المشاركة في تغييره وهما مترابطان . وهذا الهم الواحد ، وليس التكوين الواحد ، هو الذي يوحد هذه الفئة المقسمة ماديا وسياسيا ، ويجعلها مركز تداول قوي للأفكار والرؤى فيما بينها ، ويخلق لديها مع الوقت اطارا واحدا في التفكير وطرح المسائل ومواجهة المشكلات . وفي هذه اللحظة تكون النخبة قد وصلت الى قمة الدور الذي يمكن ان تلعبه في المجتمع . وبهذا المعنى فان الدور الاكبر لها ، هي ان تبلور الرؤى والأفكار والخطط والاستراتيجيات الممكنة لكل اطراف الصراع الاجتماعي معا ، وان تسمح بتجاوز هذه الرؤى الجزئية في الوقت نفسه وتوحيدها في تيارات قوية قابلة للحوار والتفاهم فيما بينها ، ثم للتوصل الى مواقف موحدة اجتماعية .
ان قوة النخبة نابعة اذن بالضبط من انها ليست فئة مستقلة عن الطبقات والأحزاب والمصالح المتعددة المتعارضة التي تقسم المجتمع ، وليست مقطوعة الصلاة فيما بينها ( النخبة المثقفة ) . انها تجسيد لمفصل من مفاصل المجتمع ، او هي في الهيئة الاجتماعية بمكانة الغضروف في الاجسام المتعضية الذي يحتل مكانة متميزة بين العظم واللحم ، ويعطي للجسم المتعضي خواصه في المرونة ، التي تعني هنا سرعة الحركة والانتقال والتغيير . وفي المجتمع تشكل هذه المفاصل نوعا من البرازخ التي تكون ملتقى التناقضات والتركيبات المتباينة ، وتسمح للمجتمع بالتفاعل والتجاوز العضوي لهذه التناقضات . انها الميدان الذي يتيح لجميع المصالح ان تكون مفكرة ، وان تتصارع وتتحاور وفي الوقت نفسه ان تلتقي ليتألف منها الموقف الجمعي العام . فهي لا بد ان تكون مرتبطة بالمصالح المتميزة الخاصة والطبقية من جهة ، ومستقلة عنها في الوقت نفسه ، نتيجة لما يشكله الشأن العام عندها من همّ اساسي . فلو كانت طبقة مستقلة لأصبحت مجموعة مصالح مثلها مثل المجموعات الاخرى ، ولفقد المجتمع ميدان انعكاس جميع المصالح الجزئية في منظور الكل ، وفقد الاداة التي تسمح بتداول الافكار والقيم الضرورية لتوحيد هذه المصالح في الوقت نفسه . ولو كانت غير ذات استقلالية فكرية عن هذه الطبقات ، اي لو لم يكن تداول الافكار فيما بينها اقوى من تبادل المنافع داخل الطبقة التي تنتمي اليها ، لما امكن لها ان تخرج من جلدها ، و’تصعّد المصالح الجزئية في المجتمع ، وتخرجها في اطار الانغلاق الضيق على نفسها . ولهذا فان القضاء على هذه المفاصل الحيوية التي تشكل الروح بالنسبة للبدن الاجتماعي ، يحرم المجتمع من القدرة على انتاج نفسه من جديد ، ويعطي لحركته طابع الميكانيكية القاسية . والقضاء عليها كان ولا يزال الهدف الاول للنظم المتسلطة ، بما يؤمنه لها من حرمان المجتمع من آلية التوازن الاولي والتفاعل ، وبالتالي وقف الحركة الاجتماعية وإغلاق افق اي تغيير .
ويؤكد التاريخ ان دور النخبة يزداد في المجتمع ، بقدر ما تكون المصالح الطبقية ضعيفة التبلور سياسيا . والمثقفون هم الذين يقومون في هذه الحالة بالجزء الاكبر من العمل التنظيمي والسياسي ، وهم الذين يبنون الاحزاب ، ويخططون للتغيير ، كما حصل في روسيا والصين ومعظم ثورات العالم الثالث . وبالعكس من ذلك شهدت الدول الاوربية الصناعية احباط المثقفين بشكل دائم تقريبا ، لان التكتلات السياسية كانت دائما مستندة الى قاعدة قوية من اصحاب المصالح الواضحة من الرأسماليين والصناع . وفي هذه الحالة لم يكن امام المثقفين الذين يريدون لعب دورهم في المجتمع إلا الانضمام الى الاحزاب اليسارية . لكن بالمقابل ، ان ضعف التركيب الطبقي المصلحي الواضح في المجتمع ، بقدر ما يزيد من الدور السياسي المباشر للنخبة المثقفة ، ’يضعف دورها التخميري الفكري والتأملي الضروري للتوحيد وللتوصل الى الاجماع . وسبب ذلك انها تكون هي الفاعل الاساسي في هذه الاحزاب ، ولها مصلحة اذن ان تتماهى معها وتتمسك بها ، مما يضعف هامش استقلالها الذاتي ووحدتها ، وبالتالي قدرتها على تجاوز الصراع السياسي اليومي والتكتيكي الى المبادرة الاستراتيجية ، ويزيد في فرص واحتمالات انقساماتها العميقة وتفتتها حسب كتل المصالح التي تبنيها لنفسها . ان تزايد دورها السياسي المباشر يتم دائما على حساب تراجع دورها الفكري ( عبدالله العروي ) ، وعلى حساب استقلاليتها النسبية عن تكتلات المصالح الجزئية ، ومن ثم على حساب امكانية التداول المكثف بين المصالح المتباينة الموصلة الى الاجماع الوطني . ان القوة الكبرى للنخبة المثقفة نابع من كونها همزة وصل ، ومركز او شبكة تداول للأفكار ، والقيم والرؤى التي تقود الى تنقية الخيارات وتحقيق الغلب العقائدي ، ومن ثم تأمين الوحدة الضرورية للعملية السياسية .
وفي المجتمع العربي لعب المثقفون دورا بارزا في العمل السياسي في العقود الماضية ، وكوّنوا هم انفسهم معظم الاحزاب الجديدة القومية والثورية واليسارية ثم اخيرا ، وفي سياق مختلف اليوم ، الاسلاموية من اخوانية وسلفية جهادية ونصية . وقد ادى ذلك الى اضعاف اكبر لموقع الاحزاب التقليدية المحافظة التي كانت تقوم على قاعدة قوية من ملاك الارض الاقطاع والطبقة الميركانتيلية . وقد استمر هذا الوضع تحت قيادة الانظمة العسكرية الثورية التي لم يكن ضباطها الاحرار ينظرون الى انفسهم نظرة مختلفة ، وإنما كانوا اعضاء في هذه النخبة الفكرية ، سواء احتفظوا بلباسهم العسكري او تخلوا عنه . لقد كانت العسكرية مهنة كغيرها لا تقف حائلا امام القيام بدور النخبة ، لكن هذا الوضع لم يدم طويلا ، ويبدو لي ان ازمة المثقفين قد بدأت ونمت تدريجيا مع تحول الانظمة السياسية الى تكتلات مصالح حقيقية ملتفة حول الدولة ، لا هدف لها سوى الحفاظ على هذه المصالح . وقد ادى هذا التحول في نظري الى عدة امور :
اولهما انقسام وتقسيم النخبة وتشتيتها العملي وإفقادها البوصلة التي كانت تمثلها المواقف والخيارات والرؤى الايديولوجية التي صاغتها من قبل . ان ما حصل هو نوع من الفطام فبل الاوان او التيتّم الاجباري للنخبة ، وسقوط اوهامها القومية والاشتراكية واليسارية والشيوعية ، وقد شكل هذا ضربة قوية وحقيقية لمعنوياتها .
وثانيها ، ومع تفاقم الطبع الديكتاتوري لمعظم هذه الانظمة العربية ، وبقدر ما قادها تبلور قاعدتها الطبقية اكثر ، والإمساك بها من قبل اصحاب المصلحة الحقيقية فيها ، فقد ضيقت من هامش مبادرة المثقفين ، وفرضت عليهم الاختيار بين التحول الى ادوات ووسائل في يد الطبقة الجديدة والنظام ، او الخروج على النظام والتحول الى بناة لأحزاب معارضة غير مشروعة ، والقبول اذن بالتخلي عن كل شيء ، والتعرض لشتى انواع القهر والاضطهاد ، بما في ذلك الشهادة المجانية ، دون امل بشيء او قدرة على تحريك شيء .
ان ازمة المثقفين العرب نابعة في نظري من نجاح النظام العربي في تجميد وتكسير الدينامكية الاجتماعية التي تتركز في هذه المفاصل الاجتماعية الحساسة جدا او البرازخ ، والتي لا قيمة للمثقفين إلا بلعب دور الدينامو فيها . فقد ’فرض عليها القطيعة اتجاه السلطة التي تريد استخدامهم المحض كأدوات ، واتجاه الكتلة الكبرى من الشعب التي ، بسبب فقدانها الايمان بنفسها وقدراتها ، تنتظر منهم الشهادة والقيادة ، وتنظر اليهم نظرتها الى المهدي المنتظر القادر بعلمه ومعرفته ونوره على تحقيق التغيير ومقاومة السلطة وحل مشكل البؤس والفقر والقهر والظلم بجميع اشكاله وألوانه .
ومع دوام القطيعة واستمرارها منذ بداية السبعينات ، وانعدام اي فرصة للعب دور في السلطة او في المعارضة ، ومع تحول كل تفكير جدّي بالشأن العام ، وكل عمل سياسي ، الى محرمات وجريمة ، لم يعد امام المثقفين ، او امام القسم الاكبر منهم ، إلا الالتئام على انفسهم والانغلاق عليها ، وتكوين نوع من الطائفة الصغيرة المضطهدة والمحبطة التي لا تطمح في لعب اي دور عام ، وليس لها من امل اكثر من ان تحقق وجودها وتهتم بشؤونها الخاصة ، تماما كبقية طوائف المجتمع الاخرى . ان المطلوب منها ان تتحول عن الشأن العام لتصبح مثل الحدادين والنجارين وأصحاب المهن الاخرى ، طائفة مهنية محترفة للكتابة في مجتمع مركب على الاصناف والطوائف ، مثل مجتمعات القرون الوسطى . فالسياسة فيه ليست شأنا عاما ، وإنما هي من الشؤون الخاصة ، وتشكل هي ذاتها مهنة او حرفة تتوارث وتنظم طائفيا واصنافيا كما تنظم طوائف الحدادين والنجارين والصياغة والتجار ، وهنا يكمن في الحقيقة مقتل النخبة العربية .
ولو تأملنا في هذا الوضع قليلا لوجدنا ان المشكلة الكبيرة الراهنة للمثقفين لا تكمن ابدا في نقص انتاجهم الفكري او الادبي او في غياب الابداع او روح التجديد عنه ، و لا تكمن كذلك في حرفة الكتابة او في الكتابة كمهنة ادبية او كحرفة معيشية ، بل يمكن القول ان الكتّاب لم يكونوا في اي مرحلة اكثر غنى وازدهارا مما هم عليه اليوم ( عائدات البترودولار بالدول النفطية ) ، ولم يتمكنوا قط في اي حقبة ماضية ان يرتفعوا الى الوضعية المريحة التي اتاحها لهم الانفاق الكبير من قبل الانظمة او الدول على الصحافة او النشر بشكل عام . انما تكمن اولا وأخيرا فيما يمكن ان نسميه عم وبوار النخبة المثقفة السياسي ، وهو الذي يزيد من الحجم والصحة العامة للحيوان مع افقاده في نفس الوقت كل شوكته وحيويته ومعنوياته . ان حرمان المثقفين من لعب اي دور سياسي ، اي من الارتفاع الى مستوى العمل العام والعمومي ، يعني كسر سمهم وجعلهم كالأفعى التي انتزع نابها ، وسيلة للّعب والتسلية وتخويف الصغار . وهذا يعني حرمانهم من تحقيق انفسهم في المستوى الأهم من وجودهم باعتباره بالأساس ، وبعكس ما هو سائد في المهن والحرف الاخرى ، مركز تكوين العام وبلورته لروحه العميقة ، اي بوصفهم همزة وصل ، او العصب الرئيسي في المجتمع ، تفكيرا او ردود افعال . ان الوضع يكاد يشبه في هذا الميدان الشلل الناجم عن فقدان الجسم لأي حافز مادي او معنوي . انه يكبر بيولوجيا ويتضاءل نفسيا ومعنويا وأخلاقيا ، ذلك ان الشأن العام هو ميدان التحقق والكبر الاخلاقي والمعنوي الوحيد .
في الواقع ان ما يجعل المثقفين كتلة فاعلة ويعطيهم دورا متميزا في المجتمع ليس الفكر وحده او العمل الفكري الادبي والفلسفي بشكل عام ، ولا السياسة بوصفها انتماء او ممارسة في اطار منظم في اتجاه اخذ السلطة او التعامل بها ، او في اتجاه الاصلاح السياسي والأخلاقي ،،، وإنما قدرتهم على الربط بين الميدانين ، والتحول الى برزخ تلتقي فيه وتمتزج مياه بحرين لا قرار لهما ، ليتشكل احد المفاصل الاساسية والتي لا غنى عنها للهيئة والجسم الاجتماعي ، فيحفظ له بذلك التوازن والروية والمقياسية والمرونة المطلوبة جميعا من اجل تكوين ملكة التجدد والتكيف والتأقلم مع تغير الظروف والتاريخ . فإذا غاب المنظور السياسي تحول المثقفون الى محترفي الكتابة ، وإذا غاب المنظور الفكري والتأملي تحولوا الى محترفي سياسة ، بمعنى البحث اليومي على المنافع والمصالح الشخصية ، وكلاهما مما نشهده بقوة في مجتمعنا نتيجة لانحطاط السياسة والثقافة معا وتحولهما من التزام الى مهن للمعاش .
هذا هو الاطار النظري والتاريخي لازمة المثقفين العرب ، وهي جزء من الازمة العامة للسياسة والمجتمع العربيين . لقد زاد الحديث في الاعوام الماضية عن خيانة المثقفين وتعاملهم مع السلطات ، و زاد بالمقابل الحديث عن ضرورة فصل الثقافة عن السلطة ، وابتعاد المثقفين بشكل عام عن السلطة لأنها تسيء اليهم وتزيغهم عن ادوارهم المعروفة كمرتبطين بقضايا الامة والمجتمع . فحين يفقد المثقف القضية يفقد ملكة الثقافة ويصبح مجرد مغرد من وراء السرب ( مطرب الحي لا يطرب ) . وفي اعتقادي ان هذا ليس هو الطريق للخروج من الازمة . ان المثقفين ليسوا من خارج المجتمع ، ولا فوقه ولا تحته ، ولا هم يعانون كمجموعة شديدة الحساسية في الجسم الاجتماعي اقل مما يعانيه غيرهم من الفئات . بل ان وضع المثقف اكثر هشاشة بكثير من وضع الحرفي ، لأنه موجود في قلب العام والشأن العام ، دون حماية ، حتى فيما يتعلق بتامين ضرورات الحياة الاولية . وهذا ما يجعل امكانية الضغط عليه قوية وسهلة . والهدف ، انه لا ينبغي طرح موضوع المثقفين من وجهة النظر الاخلاقية الفردية فقط ، بالرغم من اهمية هذه الناحية الاخلاقية عموما وفي كل الاوضاع ، ولا من زاوية الاستقالة المعنوية للعمل الفكري او للمثقفين من السياسة . فالأمر يتجاوز الاوضاع العادية التي يمكن البحث فيها عن العلة في الفرد ، لتتحول الى مسألة اجتماعية تخص النظام العام كله ، وطريقة عمله ، والمجالات المفتوحة فيه للعمل السياسي والفكري معا ، وللعمل والإنتاج بشكل عام ، بل تتعلق في الاجابة على سؤال فيما اذا كان ما نتحدث عنه يشكل نظاما مدنيا بالمعنى الحرفي للكلمة ، اي نظاما مستندا الى حد ادنى من المواضعة والنظر العقلي الانساني ، وليس ثمرة مباشرة وطبيعية لسيطرة الاقوى كما في الاجتماع الغريزي .
ان من غير الممكن والمشروع ان نعتقد ان المثقفين يمكنهم الخروج عن النظام او تجاوزه ، ومن ثم ان نعتقد باستثنائهم من الخضوع ، مثلهم مثل غيرهم ، لقوانين هذا النظام ، بل ان وضعهم الدقيق جدا يجعلهم اول من يتأثر بتدهور الطابع القانوني والعلائقي ، اي المدني للنظام الاجتماعي ، و ذلك تماما بعكس ما يعتقد الناس من ان قوة مركزهم الاجتماعي تحميهم من الاضطهاد . انهم يصبحون عرضة للقمع الشديد بقدر ارتفاع مكانتهم الاجتماعية ، وبالتالي امكانية تأثيرهم في المجتمع . وربما ظهر ذلك بشكل اقل اليوم ، لكن فقط بسبب بعض الظروف التي يكون فيها النظام السياسي ضعيفا جدا مع اعتماده على شرعية خارجية ، وخوفه من موقف الرأي العام الغربي . اما في حالة شعور النظام بقوته الداخلية ، او عدم اهتمامه بالرأي العام الغربي ، او ضلوع هذا الرأي معه ، فان قتل المثقفين ، كما تدل على ذلك تجارب العقود القليلة الماضية في الوطن العربي كما في افريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا ، يصبح الهواية المفضلة لأنظمة الاستبداد والطغيان . وهكذا رأينا مرارا كيف انه في كل مرة كانت تضرب فيها الحريات يصبح المثقفون اول من يتعرض للقمع . وبالمثل ، في كل مرة تتدهور فيها الاوضاع المادية للمجتمع ، ويصبح فيها من الصعب تأمين المعاش ، يكون المثقفون في طليعة المحتاجين والمعوزين ، باستثناء من ارتبط مباشرة بالسلطة .
ان ازمة المثقفين هي اذن احد وجوه ازمة المجتمع والغياب الموضوعي لآي مكانة للتفكير الجدّي والروية والالتزام الاجتماعي والمصلحة العامة ، في النظام الاجتماعي – السياسي ، بما في ذلك تدهور دور المثقفين ، ومن ثم اخلاقيتهم هم انفسهم ، باعتبارهم مركز هذا التفكير العام والالتزام الاجتماعي ومرآته وأداته . فالمثقفون كغيرهم ، لا يستطيعون مقاومة الانحدار والتقهقر القانوني والسياسي والأخلاقي للمجتمع ، ولا يمكنهم إلا ان يتأثروا به ، بل ويكونوا ايضا في طليعته ، فالسمكة تفسد اولآ من رأسها ، وأول ما يصاب بالتفسخ هو المنطقة الاكثر حساسية وبالتالي هشاشة .
ان المثقفين بسبب هذه الحقيقة لا يمكنهم ان يلعبوا فيما بعد دورا حقيقيا في اعادة الطابع المدني للمجتمع ، إلا بقدر ما ينجحون هم انفسهم في تجاوز ازمة الضمير العميقة التي يعيشونها بين عملهم العام وسلوكهم الخاص . ولحسن الحظ ان هناك في كل المجتمعات من تتيح لهم الظروف ان يبقوا نار الالتزام العام والأخلاقي مشتعلة ، ولو على ضعف ، حتى اذا جاءت الاوضاع المناسبة اشتعل الحقل كله . وعندئذ ، فان المثقفين لا بد ان يلقوا بثقلهم في معركة بناء النظام المدني وترسيخه من خلال العمل على احياء المقاومة الاجتماعية المتعددة الاشكال لهذا الانحطاط . لكن المثقفين لا يمكنهم لوحدهم تغيير الاوضاع المرتبطة بوجود سلطات ونظم ملموسة ، لا من داخلها ولا من خارجها ، وإنما لا بد لهم من الالتحام والاندماج في صحوة عامة وطنية تعم اجهزة الدولة والمجتمع معا .
لكنني اعتقد الآن ان الظروف العامة اصبحت تسمح وتستدعي ان يذهب العمل من اجل اعادة احياء السياسة والشأن العام والحياة المدنية كما كان عليه الامر في ستينات و سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، قبل ظهور الكتب الصفراء وفقه الطهارة والوضوء ، وكيفية الاغتسال من الجنابة وعذاب القبر الذي لم يكن قبل مجيء القرآن ، الى ما بعد المجال والإطار الانساني والأخلاقي الذي كانت تعبر عنه وما زالت حركة حقوق الانسان التي عوضت الموت السريري لكثرة الاحزاب . لقد لعبت هذه الحركة دور الشمعة المضيئة الي ابقت على فكرة احترام حقوق الانسان حية في حقبة الهمجية المنفلتة من عقالها . لكن تغير المناخ الدولي والإقليمي معا ، واشتداد ازمة النظام السياسي القائم على العصبية الطبيعية بل الغريزية ، اي على القوة المتوحشة ، اصبح يتطلب العمل من اجل الانتقال الى مستوى اعلى من النشاط العام ، هو العمل الاجتماعي الواسع والعربي . وفي الوقت الذي لم يصبح فيه من الممكن بعد ، اصلاح الاطر السياسية الراهنة التي فسدت تماما ، و لا يمكن العمل من خلالها ، صار ممكنا ، بل ضروريا ، تكوين لجان التضامن العامة للدفاع عن الحريات والمطالب الشعبية على نطاق الوطن . وهدفها التوعية العامة والتنبيه من خلال الندوات والمنتديات الى المشاكل والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، والمساهمة في بلورة الحلول المناسبة لها ، ثم تنظيم تظاهرات الدعم والمساندة العملية للجماعات والفئات والشعوب العربية المنكوبة او المهددة حيثما برزت الحاجة دون تمييز على نطاق الوطن العربي .
ان الازمة الخانقة الاقتصادية والإدارية والعقائدية التي تعيشها المجتمعات والنظم الراهنة ، لا تفتح فقط وبقوة آفاق العمل العام والملتزم امام المثقفين ، وإنما تعطيهم الفرصة التاريخية لاستعادة هويتهم ومكانتهم الاجتماعية ، ولعب دور كبير في التحول الديمقراطي القادم لمجتمعاتنا العربية . ولعل اكثر ما قمته الندوات والتجمعات التي شهدها المثقفون العرب في العقدين الماضيين ، هو اتاحة الفرصة للمثقفين على اتساع الساحة العربية لتجميع انفسهم ، والتعرف على ذاتهم ، والتفاعل والتواصل استعدادا للمساهمة الجماعية في بلورة رؤاهم ودورهم القادم في المجتمع العربي ، وشحذ اسلحتهم النظرية التي سوف تحتاجها الحركة الاجتماعية لتحقيق اهدافها . وهذه هي المهمة الرئيسية في نظري للمثقفين اليوم على طريق اعادة بناء قوى التغيير التي سيلعبون فيها ، بغياب الطبقات القوية التكوين ، من جديد ، الدور الاول والفاعل . اما الاستمرار في تكرار بعض التعابير من قبيل " الثورة آتية لا محالة " او الاستمرار في رفع شعار اقوى من اصحابه من قبيل " الشعب يريد اسقاط النظام " فليس له من تفسير غير بؤس التفكير وبؤس الرؤية والنظر بسبب تكلس المخ والعقل ، ولن يجدي من الواقع العنيد والصادم شيئا .




#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة آتية لا ريب فيها
- عودة كريستوفر رووس الى المنطقة
- في الثقافة الوطنية القومية الاصيلة
- الماركسية والتراث والموقف من الدين
- تسعة واربعين سنة مرت على حرب اكتوبر . ماذا بعد ؟
- الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار
- لبنان وسورية في فوهة البركان الصهيوني
- عالم آخر ممكن
- اتجاه العنف في الاستراتيجية الامبريالية الامريكية
- البنك العالمي للانشاء والتعمير في خدمة الادارة الامريكية
- ( الدولة اليهودية ) ومفهوم الحدود الآمنة
- حركة التحرر العربية : ازمة عارضة او بنيوية ؟ الربيع ( العربي ...
- الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية
- ميكانيزمات التحكم في القرار السياسي بالبلاد العربية
- في بناء الحزب العمالي الثوري (منظمة الى الامام) ( وجهة نظر )
- الطائفية الورم الخبيث بالوطن العربي
- ازمة منظمة ( التحرير ) الفلسطينية -- دراسة تحليلية ونقدية لم ...
- البومديانية وتجربة التنمية الجزائرية المعاقة
- المثقفون والصراع ( الطبقي )
- (الايديولوجية العربية المعاصرة )


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - النخبة وزمن التّيه السياسي