أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار















المزيد.....

الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اثنتا وأربعين سنة مرت على وفاة الرئيس جما ل عبدالناصر ، والى الآن لا يزال الجدل دائرا في الساحة العربية حول منجزات الحركة التي اعتبرت نفسها ك ( حركة تحرر عربي ) جاءت لاسترداد الشرف العربي المستباح الذي مرغته اسرائيل والامبريالية في الوحل عندما احتلت فلسطين وأقامت عليها الدولة العبرية في سنة 1948 . ان ما ميز هذه الذكرى هو مكر الزمن الذي سمح بمجيء اعداء الناصرية من اخوانيين اسلامويين الى الحكم لم يترددوا في الاصطفاف مع المخططات الامبريالية الاسرائيلية التي كانت تهدف التصفية الجسدية لجمال عبدالناصر ومن ثم تصفية الناصرية والقومية كحركة معارضة لمشاريع الاحتلال والاستيطان ، في افق خلق واقع جديد مفروض يتيح السيطرة والاحتلال وإقامة الدولة اليهودية الكبرى الحليف الاستراتيجي الموثوق به من قبل الدوائر الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية .
لكن لا جمال استطاع استرجاع الامجاد والنخوة ، ولا الناصرية كفكرة و ايديولوجية استطاعت غزو الوجدان الذي تقاسمته حركات اليسار وأقصى اليسار قبل ان يستقر مؤخرا بيد الاخوان . فعوض تحرير فلسطين تم غزو اليمن ، وعوض الاهتمام بالفلاحين الذي ساندوه ، تخندق الى جانب البرجوازية المدينية التي كانت سببا في النكسة كما كانت كذاك في النكبة . هكذا سيتوسع القمع ليشمل الشيوعيين والماركسيين والقوميين العروبيين ، كما شمل الرجعية الاخوانية التي حاولت اغتياله بدعوى الردة ، وليس بسبب تحرير فلسطين التي باعوها بأبخس الاثمان سواء ايام السادات او مبارك اومرسي الذي رضخ للأوامر الامريكية التي كانت تشدد على احترام كامبد دايفد كاتفاقية مذلة للسيادة المصرية . بل ابعد من هذا وفي زمن جمال احتلت سيناء والضفة والقطاع اضافة الجولان في ظرف ستة ايام .
واذا كانت هذه الوقائع اما انها تحصيل حاصل لطبيعة حكم العسكر الذي يفتقر الى الرؤية السياسية الواضحة ، خاصة في ربط العلاقات بين المكونات الاساسية في المجتمع ، او انها حصلت بفعل الخيانة في صفوف ضباط الجيش ، او بسبب التقارير الكاذبة التي كانت ترفعها الاجهزة السرية التي عوّمت القيادة وأفقدتها بوصلة تحديد المهام الاستراتيجية من المهام الثانوية ،،، فان التخندق الطبقي لحركة الضباط الاحرار التي هي البرجوازية الصغيرة ، قد افقدهم بوصلة الاتجاه الصحيح نحو الواجهة التي كانت حتمية مع العدو .لقد جاءت حركة الضباط الاحرار الى الحكم باسم الجماهير والفلاحين والمثقفين الثوريين المغيبين من المشاركة في الحكم ، والذين ظلوا كذلك لسنوات بعيدين عن مجريات الامور التي احتكرها الضباط الخارجين من البرجوازية الصغيرة التي استصغرت الوضع ، فكانت الطامة ضياع اكثر من اثنتا وثمانين الف كلومتر مربع من الاراضي العربية في ظرف ستة ايام .
واذا كانت المعالجة للناصرية كظاهرة الهمت الوجدان العربي المكبّل والمعقّد ازاء الآخر الذي اهاننا في قعر دارنا ، فكان الشعار المركزي " ارفع راسك عاليا اخي العربي " ، فان ما يلفت النظر ، هو ان الناصرية كنظرية وكتجربة ، لم تحظ بالاهتمام والعناية الفائقين من قبل ممّن يفترض انهم ينتمون الى المدرسة الناصرية ، بل ان ما ’كتب عنها ، كان من قبل اعداءها من اخوانيين رجعيين انقلابيين ، وسلفيين متزمّتين تكفيريين ، دون ان ننسى الكتابات الماركسية التي حملت جمال عبدالناصر اسباب الهزيمة ، حين اختزلته في طبقة ( برجوازية صغيرة ) حكمت بإفلاسها ، وباستنزاف دورها الذي كان رياديا ايام النضال الوطني ضد التدخل الكلونيالي بمختلف اشكاله . ان الناصرية لا تزال والى اليوم تشكل مجالا حيا للصراع السياسي والإيديولوجي في مصر وخارجها بالوطن العربي ، ومن هنا يمكن ان نفهم اسباب توحيد اربع تنظيمات ناصرية مؤخرا في مصر لمواجهة اعداء الناصرية ، من اخوان مندمجين في المشاريع الصهيو- امريكية بالمنطقة ، وسلفيين تكفيريين لا يترددون في تكفير الفكر الناصري والفكر العلماني والماركسي ، ووصل بعضهم الى تكفير حتى الاخوان لاستعمالهم الديمقراطية الغربية كمطية للوصول الى الحكم ، وهو ما يسمونه بديمقراطية الكفار والمجوس . فهل بدأت اللعنة مع الولادة الشاذة غير الطبيعية للبرجوازية العربية التي لم تأتي كنتيجة لتراكمات ونمو راس المال العربي ، وفي اطار ثورة برجوازية ديمقراطية للإطاحة بالإقطاع وإحلال علاقات الانتاج البرجوازية الجديدة على غرار الثورات التي قامت بها البرجوازية في اوربة ؟ وهو ما كان يتطابق مع الوصف الذي كانت مختلف تنظيمات اليسار الماركسي تطلقه على هذه البرجوازية ، من انها برجوازية وسخة ومتعفنة ، لأنها لم تستطيع في عملها وممارستها ان تقطع مع الاقطاع الذي تحالفت معه ، ضمن صيرورة تكامل وتبادل المصالح ، وتحت غطاء وعباءة الرأسمال الاحتكاري العالمي . وهنا نتساءل وبكل موضوعية عن الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار من خلال علاقاتها مع البرجوازية التقليدية التي ازالتها بقلبها النظام التي ارتبطت به ، ومن خلال علاقتها مع الفلاحين والعمال الذين حاولت تحسين صورتهم ووضعهم المادي والاجتماعي لكنها فشلت في ذلك ، او من خلال علاقتها مع البرجوازية الصغيرة التي خرجت من احشاءها مثلما خرج معظم كوادر السلطة والحكم .
لقد رفعت حركة الضباط الاحرار شعار " حرية ، عدالة ومساواة " . وهنا نتساءل من جديد ، حتى يظهر بكل وضوح التموضع الطبقي للحركة : هل وفت هذه الحركة بهذا الشعار الذي الهم الملايين ، وكان يشكل حينها نتاجا ثوريا جعل من مصر تصنف اتوماتيكيا ضمن خانة الدول المعادية للغرب وبالأخص للولايات المتحدة الامريكية الحليف الاستراتجي للدولة الصهيونية ؟ وهو ما سهل عملية الغزو الصهيوني الفرنسي والأمريكي لمصر بعد تأميم قناة السويس ، كما لعب دورا في صفقة الاسلحة التشيكية وفي ادخال الروس كمستشارين عسكريين ومنحهم صفقة بناء السد العالي الذي كان في وقتها ، يعد ملحمة ثورية لخدمة الفلاحين ( الاراضي المسقية ) والعمال ( تزويد المصانع بالماء ) والشعبية ( توفير مياه الشرب للشعب ) ، وهو ما دفع بإسرائيل غير ما مرة الى التهديد بإغراق مصر بقصف السد الذي يمثل احد اهم شريان الاقتصاد المصري ، هذا ناهيك عن تهديد اثيوبا وعدة دول اخرى وبمساعدة اسرائيل بمراجعة حصة مصر من مياه النيل ببناء سدود ستكون كارثة على الاقتصاد المصري .
بالرجوع الى الواقع كما عايشه المصريون ، فان لا شيء تم تطبيقه من شعار حرية ، عدالة ومساواة " . وهذا شيء مفروغ منه ، لان مثل هذا الشعار عند بداية الثورة يكون استعماله للتسويق ولتزيين الواجهة ، اما الواقع فكان كما يلي : فعوض الحرية المبشّر بها عرفت مصر دكتاتورية متحكم فيها من قبل العسكر المساندين من قبل بعض فلول البرجوازية الصغيرة الوسخة . وعوض شعار العدالة ، تحول النظام الى جهاز مستبد خنق الانفاس والغى العدالة . اما المساواة فهي لم تكن بين الجماهير المغلوب على امرها ، بل كانت مساواة بين الطبقة البرجوازية الصغيرة الحاكمة بقيادة العسكر ، وكم كانت الكارثة الديمقراطية واضحة عندما كشر الضباط الاحرار عن مخالبهم ، حين اطاحوا بالتنظيمات الجماهيرية والتقدمية والأحزاب اليسارية .ان هذا الانقلاب على شعارات ( الثورة ) ترك كل شيء بعيدا عن ايدي الجماهير وقواها السياسية الفعلية وليسلمها بدون اية رقابة شعبية الى البرجوازية الصغيرة الوسخة التي كانت سببا مباشرا في هزيمة 1967 .
ان التموضع الطبقي لحركة الضباط الاحرار لم يكن الى جانب الشعب ، من عمال وفلاحين وطلبة ومثقفين هلّلوا للتغيير الذي لم ينصفهم ، بل عاداهم حين قمعهم وملئ بهم السجون والمعتقلات ، بل كان الى جانب البرجوازية الصغيرة التي استأثرت بالاقتصاد وبالخيرات ، ومكّنها من ثم ان تنتقل من برجوازية صغيرة الى برجوازية اقطاعية فرشت لمجيء السادات الذي انقلب على عبدالناصر ، وفرشت لمبارك الذي تصهين اكثر من الصهاينة ، وفرشت الآن لمورسي وحزب الاخوان الذي سرق المنجزات ، حين سيطر على الساحة في افق أخْونة ( من اخوان ) مصر . فهل يستطيع الناصريون ( الاحزاب الاربعة المتحالفة مؤخرا ) تصحيح ما افسدته الناصرية التي ظلت في واد والشعب في آخر . اي هل يستطيع الناصريون الجدد الانغماس وسط الجماهير التي تؤمن بالمد القومي التحرري اكثر من الاسلاموي المتخندق مع قطر والسعودية وتركيا ، وبمباركة امريكا وآل صهيون الذين لا يترددوا في الدفاع عن مصالحهم التي اهمها التمسك باتفاقية كامبد ديفد المذلة للسيدة المصرية ؟ .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان وسورية في فوهة البركان الصهيوني
- عالم آخر ممكن
- اتجاه العنف في الاستراتيجية الامبريالية الامريكية
- البنك العالمي للانشاء والتعمير في خدمة الادارة الامريكية
- ( الدولة اليهودية ) ومفهوم الحدود الآمنة
- حركة التحرر العربية : ازمة عارضة او بنيوية ؟ الربيع ( العربي ...
- الصهيونية العالمية والنازية وجهان للصهيونية الاخوانية
- ميكانيزمات التحكم في القرار السياسي بالبلاد العربية
- في بناء الحزب العمالي الثوري (منظمة الى الامام) ( وجهة نظر )
- الطائفية الورم الخبيث بالوطن العربي
- ازمة منظمة ( التحرير ) الفلسطينية -- دراسة تحليلية ونقدية لم ...
- البومديانية وتجربة التنمية الجزائرية المعاقة
- المثقفون والصراع ( الطبقي )
- (الايديولوجية العربية المعاصرة )
- انقلابيو فتح وراء مقتل ياسر عرفات
- انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 5/5)
- انصاف الحلول : الارث الاتحادي الراديكالي ( 4/5 )
- انصاف الحلول : المؤتمر الاستثنائي ( 3/5 )
- انصاف الحلول 2/5
- انصاف الحلول 1 / 5


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الموقع الطبقي لحركة الضباط الاحرار