أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسر اسكيف - لتعزيزثقافة الخطأ














المزيد.....

لتعزيزثقافة الخطأ


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 1136 - 2005 / 3 / 13 - 10:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليست لدي إحصائيات دقيقة , ولا أظنّها لدى أحد , عن عدد مستخدمي الكومبيوتر في الدول الناطقة بالعربية .
وحتى في حال توفر مثل هذه الإحصائية , فإنها لا تقدّم ما يمكن اعتباره مدى للإستهلاك الثقافي الكترونياً . وخاصّة أن مستهلك الثقافة الإلكترونيّة ما زال حتى الآن جزءاً ضئيلاً من مستهلكي الثقافة المطبوعة , وهو على الأغلب من منتجيها أيضاً .
ما يمكن قوله , إن معالماً للانتخاب قد بدأت بالتشكّل , وإن نخباً يمكن دعوتها
( النخب الإلكترونية ) قد بدأت بالتمركز حول بعض المواقع . ويتميز أغلب أفرادها
بخاصيّة الخفّة , ليس بمعناها المرذول , إنما بما تحتمله من عرض للهشاشة بجوار القوّة فيما يتبدى من الكائن , دون أدنى حاجة لمسوح الحكمة التي لا يدخلها خيط خطأ مهما بلغت ضآلته . وهذا لا يعني أن ما يمكن تسميته أي كلام هو جزء من تلك الخفّة , وهنا تتجلى بمعناها المرذول تماماً .
ما أريد قوله في التداول الثقافي لهذه النخب أنّ الإمكانية باتت متاحة للتخلص من الممارسة الوصائية التي كرّستها الثقافة المكتوبة أو المطبوعة , وقبلها الثقافة الشفوية , وذلك لأسباب تتعلق بالإمكانيّة التقنية . فالمنابر الثقافية المطبوعة هي مؤسسات , بكل ما يتّصل بهذه الكلمة من مباءات تستدعيها الملكية , وتحديداً في منطقتنا . وإمكانيّة التخلّص من الوصاية لا يعني أبداً غياب الثقافة الوصائية عن المنابر الالكترونية , بل يعني إمكانية حوار هذه الثقافة بسهولة ويسر , ووصول الرأي المضاد إلى مروّجيها ومعتنقيها رغماً عن أنوفهم .
لا أقصد سجالاً بالتأكيد , حينما أقول حواراً . كما لا أدعو إلى رافضيّة جديدة فيما يخصّ الرأي المضاد . ما أعنيه وأقصده هو تعزيز معنى القياس عبر ممارسته . أي
ترويج وتعزيز وتبادل ما يمكن تسميته ( ثقافة الخطأ ) .
إن ( الصواب ) شكّل على الدوام التباساً حقيقياً في المعنى , وأكّد القدر اللاقدري في الممارسة . وعلى الدوام أيضاً , استمدّت ( ثقافة الصواب ) آلياتها وموضوعها من المجرّب , المكرّس , الراسخ . وبهذا انتفت المبادرة والمغامرة والتوق .
والمثقف الصوابي لا يحتمل الخطأ أبداً ولا يترك له هامشاً مهما بلغ من الضيق . إنّه لا يسمح به ولا يتسامح معه . غير أن الذي لن يدركه هذا المثقّف , هو أن صوابه ليس نتيجة . بل هو صواب مبني على صواب مبني على صواب .... وسيبقى كذلك ما دام لم يمتحن بالقياس إلى الخطأ . الخطأ كممارسة , وليس كمفهوم مبني على التضاد مع مفهوم الصواب الإيماني . والحقيقة التي يعجز هذا المثقّف عن إدراكها , وسيبقى كذلك , هي أن مصفوفة الصواب التي يتداولها ويتغنى بها قد بدأت كأخطاء ,حاربها أسلافه وحاولوا قتلها .
وأما ثقافة ( الخطأ ) ومثقّف ( الخطأ ) فهما من مورد آخر تماماً . انهما قادمان من غير الموطوء , غير المجتر والمجرّب .
والمثقّف الخطّاء هو الفاعل النقدي , الذي لا يحاكم نصّاً , أو موضوعاً , أو فكرة , أو حتى سلوكاً بأدوات سياقه , بل بما يمليه على سياقه من حاجة إلى آليات أخرى .
وبالتالي فهذا الفاعل النقدي سيتقدّم على الدوام كحالة ارتباك , أو حالة شكّ , معلناً في كلّ مناسبة أنّه معمل أخطائه ومسوّقها الحصري . فالذي يخشى أخطاءه ويتنصل منها لن يضيف إلا ما حفل به السياق .

إن ممارسة الخطأ كجزء بنيوي من حياة الكائن هو الأمل الوحيد المتبقي لدينا لفتح ثغرة في هذا الجدار الغاشم الذي يفصلنا عن الكون في العالم .
والخطأ الذي أعنيه ليس نقيض الصواب المتداول , إنما هو فعالية وممارسة تنتج نقيضها بالتساوق , ليس قبل أو بعد .

أخيراً . هو ارتباك بلبوس دعوة , لا ينشد الاستقرار بقدر ما يعنيه تعزيز ارتباكه الذي لن يحقّقه بغير الحوار .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجدني هكذا
- الذات العارية كوردة / نحن لا نتبادل الكلام - جديد الشاعر حسي ...
- الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال 5 – الحداثة من جديد
- الحداثة المعطوبة - إعدة إنتاج المثال
- مظلّة وإناء وحظيرة - بعض من أزمة الطرح الديموقراطي
- عناصر الفائدة المركّبة
- الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال
- الحداثة المعطوبة ( إعادة إنتاج المثال )
- الحداثة المعطوبة ) إعادة إنتاج المثال)
- أطفال يلعبون ومقاطع أخرى
- حرّ يمضي الى القفص
- بيان التجمّع الليبرالي السوري - مدخل للحوار
- رماد ضاحك وغيور
- هل من معيار
- الشعر والمتلقي- ملامح أزمة نوعية جديدة -
- التعين الوظيفي وأنوثة الطاعة
- يد مليئة بالسياط
- ديوان الشعر العربي الجديد - سورية | من الإيجاز الياباني الى ...
- نسق من الجنود الصينيين
- أنوثة المعصية


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن مفاجأة في موسم الرياض المقبل
- اشتباكات السويداء.. بيان رئاسي بمحاسبة -من يثبت تجاوزه مهما ...
- حزب الله يعتبر الغارات الاسرائيلية على شرق لبنان -تصعيدا كبي ...
- -كلفة عالية بلا جدوى-.. المدينة الإنسانية في غزة بين رفض الج ...
- صفقة أمريكية جديدة لأوكرانيا: ما هي الأسلحة التي ستحصل عليها ...
- أحداث السويداء الدموية ـ دمشق تندد بـ-العدوان الإسرائيلي الغ ...
- مسؤولية الكلمة.. الصحافة بين الحقيقة ومخاطر السردية السلبية ...
- سوريا توجه بمحاسبة المتجاوزين وتدين الغارات الإسرائيلية بالس ...
- الثورة الرابعة التي ستسيل بسببها الدماء وتُغيّر لأجلها الجغر ...
- خبير نووي: هجمات إسرائيل فشلت وإيران تمتلك 500 كيلوغرام من ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ياسر اسكيف - لتعزيزثقافة الخطأ