ياسر اسكيف
الحوار المتمدن-العدد: 976 - 2004 / 10 / 4 - 07:44
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
بقدميه , وبإرادة حرّة غير مشكوك فيها , يمضي حرّ , لطالما كفر بالأطر والجاهزيات , ليتكرّس كمنجز , وكأنّما لم يدر في خلده , وهو الكثير الهواجس والتساؤلات النوعية الجارحة , بأن الإنجاز الحقيقي والوحيد هو الموت .
الإنجاز كمال . الكمال موت . وكلاهما من خانة المطلق .
***
من المتعذّر على أيّة عملية إحصاء , بسبب الندرة , أن تحدّد الذوات السورية المتحقّقة والمعرّفة بذاتها, أي بدون أن تستمد معنى الوجود وهدفه من انتماء إلى جماعة , أيّاً كانت تلك الجماعة . وهنا ينتابني الشعور بالمرارة والفقد إذ أرى من يحسبون أنّ بإمكان الفرد أن يمارس فرديته وينمّي هامش حريّته في إطار علاقة تنظيمية تفترض التعاقد والوفاء لشروط العقد . والغريب في هذا الأمر أن بعض الماركسيين , بل الشيوعيين , قد روّجوا لهذه الفكرة وطرحوها كواحدة من صفات حزب شيوعي جديد . واليوم يطرح ذات الفكرة من يصرّحون بأنّهم ليبراليون . فالفكرة السابقة قد تصحّ كوهم وتصوّر وليس في الحياة والتجربة . فالتنظيم , أيّاً كانت هوامش الحريّة المدّعاة فيه , هو إلزام , لأنه محور الجهد والعمل الفردي , وبالتالي هو مجال التحقّق كفاعليّة في مرحلة أولى , وصورة الذات المتحقّقة في مرحلة تالية .
القلّة فقط تكسر المرآة إذ ترى صورتها فيها .
***
لم تنتج الأحزاب والتنظيمات ,على اختلاف مذاهبها وهيكلياتها , مفكّراً أو مبدعاً مهمّاً , وهذه بديهية يؤكّدها التاريخ . ولهذا أسبابه التي تعود في عمقها إلى الأطر والهياكل التي على الأدب والفن والفكر تعزيزها وتلميعها
***
والآن , كيف أفسّر سعي رجل لا يجد في الثقافة والفكر العربيين سوى العبيد المدجنين الذين لا يرون ذواتهم ولا يمتلكون المقدرة على تعريفها خارج الجماعة وقوانينها الناظمة , أقول كيف أفسّر سعيه إلى المساهمة والاشتراك في تأسيس جماعة , مهما ادّعت , سترسّخ دون شك نظامها , وسجنها , والمنفى الذي سترسل إليه من خرج وعصى ؟
سؤال أوجّهه إلى صديقي ( حسين عجيب ) بشكل خاص , والى الجميع عموماً . وهدفي , كما في كل مرّة , فتح ثغرة في الجدار الذي بنيناه ونحن نتراشق الإقصاء والإلغاء , وخلفه بات الكلّ يعدّ العدّة لمجابهة الذي خلف الجدار .
***
الباب الضيّق
خرجوا منه ,
متعثرين بالعتبة والوصايا ,
كلّهم يحسب المفتاح في جيبه .
وإذ عادوا
أشلاء وحكايات ....
كان المفتاح
يكمل
صدأه
في
الداخل .
2 – 10 – 2004
#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟