أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - مظلّة وإناء وحظيرة - بعض من أزمة الطرح الديموقراطي














المزيد.....

مظلّة وإناء وحظيرة - بعض من أزمة الطرح الديموقراطي


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 07:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بالأمس القريب شيّع ( التجمع الليبرالي في سوريا ) نفسه . وبعيداً عن الاقتناع أو عدمه بالأسباب التي وردت كدافع إلى ذلك التشييع فإن التجربة , والتجربة دليل الحياة الوحيد , قائمة في الحالين , التأسيس والتشييع . لقد تمزّقت المظلة التي كان يطمح مؤسسوا التجمع أن ينضوي في ظلّها كل من يريد لسوريا أن تعود لتلعب ( دورها المفتقد ) .
وبالأمس القريب أيضاً أعلنت مجموعة جديدة عن ( وعاء ) تطمح أن يحتوي كلّ الديموقراطيين السوريين . وسمّي الوعاء المذكور ( الحركة من أجل الديموقراطية في سوريا ) .
إن مقارنة البيانين التأسيسيين تظهر , حتى للمتمعن قليلاً , أنهما طرح واحد بصياغتين مختلفتين . والمقارنة هنا تهدف فقط إلى التأكيد على أن الهاجس الديموقراطي الليبرالي بات يحتل المرتبة الأولى لدى العدد الأكبر من المثقفين السوريين . والتأكيد يهدف إلى القول بأن النزوع الليبرالي بات سمة عامة لدى أولئك المثقفين , حتى المعادين منهم للرأسمالية وأطرها الأيديولوجية .
والأمر الذي يستوقفني عند قراءة هذه البيانات ( الإعلانات ) ليس ما تطرحه من مهمات وأفكار فحسب , بل قبل ذلك الآلية التي يتم بها الطرح , أقصد بالضبط لغة القول أو لغة الطرح. فالأفكار يمكنني اعتبارها ادّعاء لا غير وأما آلية عرض الأفكار وطرحها فهي التي تقدّم ما يستحق الحوار والنقاش .
قلت سابقاً بأن اجتماع ثلاثة سوريين أو أكثر , بإرادة حرّة ووعي لمعنى الاجتماع , ولو على احتساء كأس من العرق هو شيء جدير بالاهتمام والاحترام .
وهنا أجد نفسي مضطراً لإعادة القول بأن الاجتماع الحر هو اجتماع ذوات يزيدها الاجتماع وعياً بوجودها كذوات وليس العكس . وبالتالي تصبح تسمية أطر الاحتواء فضحاً للآلية التي تدعو إلى الاجتماع .
فالديموقراطية , على المستوى النظري , أفق مفتوح , وحوار دائم , وليست مرجعية أيديولوجية يتم الانضواء تحت لوائها , أو إناء يضم , أو مظلة تجمع . وعلى المستوى الحياتي , الواقعي , فهي حراك دائم للدفاع عن وجودها واستيلاد ضمانات حمايتها من ذاتها . إنها ممارسة لا تحيا بالادعاء , إنما بمراكمة ما يجعلها بعيدة عن الانتحار .
وبالعودة إلى الأطر التي يقترحها المؤسسون , ويدعون أصحاب الاختصاص إليها , نلمح إعادة إنتاج لمقولات الاستبداد . حيث أن أغلب السلطات الشمولية , والأصح جميعها , أطلقت مثل هذه الدعوات واعتبرت أن أطرها هي الوحيدة الصالحة لاحتواء الممارسة الديموقراطية ( الجبهات الوطنية على سبيل المثال ) وهذا الأمر يعكس وقاحة عند السلطات , وحسّاً مضمراً بامتلاك الصواب عند المؤسسين سابقي الذكر .
وهؤلاء المؤسسون لا يطرحون أفكارهم للتداول والحوار وخلق قلق معرفي في فضاء من الحرية أملاً بنضج الحالة التي يطمحون إليها . إنهم جميعاً يصوغون الأطر والهياكل , ومن ثمّ يدعون ذوي الشأن والاهتمام إلى التزاحم ضمن هذه الأطر والهياكل من أجل مناقشة ديموقراطية بعيدة عن أي شروط قبلية تخص المهمات المطروحة .
أيها الأصدقاء . دعوا العامل الموضوعي , الذي هو أنتم كذوات منفردة تعي وجودها في الزمان والمكان وتراكم هذا الوجود تغيّراً نوعياً وإضافة معرفية اجتماعية , دعوه ينضج دون تعسّف أو قسر , عبر صيانة فرديّتكم , وكفّوا عن خرافة حرق المراحل , تلك الخرافة التي أحرقت كلّ من صدّق بأنّها واقعة من الممكن حدوثها .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عناصر الفائدة المركّبة
- الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال
- الحداثة المعطوبة ( إعادة إنتاج المثال )
- الحداثة المعطوبة ) إعادة إنتاج المثال)
- أطفال يلعبون ومقاطع أخرى
- حرّ يمضي الى القفص
- بيان التجمّع الليبرالي السوري - مدخل للحوار
- رماد ضاحك وغيور
- هل من معيار
- الشعر والمتلقي- ملامح أزمة نوعية جديدة -
- التعين الوظيفي وأنوثة الطاعة
- يد مليئة بالسياط
- ديوان الشعر العربي الجديد - سورية | من الإيجاز الياباني الى ...
- نسق من الجنود الصينيين
- أنوثة المعصية
- الحداثة والأزمنة الحديثة العربية(حكاية وهم وثمن باهظ
- الأب الضّال والفرد المؤسّس للجماعة الحرّه
- السلطة والتحديث


المزيد.....




- ملامح متشابهة وجمال مختلف..نجمات الثمانينيات وبناتهنّ
- لمنعهم من الهروب.. صور لتماسيح بقبعات إدارة الهجرة الأمريكية ...
- استغرقت واحدة منها 249 ساعة من العمل..إطلالات دوا ليبا في جو ...
- مصر.. وزير الخارجية يكشف عن -مصادر قلق بلاده- من الوضع في سو ...
- ترامب يكشف إن كان يتحدث مع الإيرانيين منذ مهاجمة منشآتهم الن ...
- جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان عن خطة -السلام الشامل- في الشر ...
- تقرير عن -طلب- الجيش الإسرائيلي إنهاء الحرب أو احتلال غزة با ...
- ترامب يواجه تآكلًا في دعم قاعدته الانتخابية بعد الضربات الجو ...
- يورو 2025 للسيدات في سويسرا ـ ترقب لصراع كبار أوروبا
- موجة ترحيل جماعي... أكثر من 230 ألف مهاجر أفغاني غادروا إيرا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر اسكيف - مظلّة وإناء وحظيرة - بعض من أزمة الطرح الديموقراطي