أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر اسكيف - الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال














المزيد.....

الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال


ياسر اسكيف

الحوار المتمدن-العدد: 983 - 2004 / 10 / 11 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


3 – أزمة الانتماء إلى الذات

لعلّ أشد الأزمات عصفاً , من بين أزمات كثيرة , بحركة ( شعر ) هي محاولة الانتماء إلى الذات , ليس بالمعنى الفردي لعناصرها فحسب , بل في الارتسام الفاعل في المحيط الخاص والمحدّد . وهي في سبيل ذلك قد حاولت جمع المتناقضات التي لا تجتمع كما رأينا في الفقرة السابقة , أو الهروب إلى الأمام والانتماء إلى أفق إنساني , هو غربي في الحقيقة , إلا إذا كانت الإنسانية تعرّف بما أنتجه الغرب من قيم في شتى مجالات الحياة .
إن عناء الانتماء إلى الذات يبدو جلياً في خلق المبررات للوجود وفق وضعية وخصائص ومواصفات تأكّدت وتعرّفت كماهية تخص مرحلة تاريخية غربية .
فالنص الشعري الذي يستمد وجوده من خارج لا ينتمي إليه فعلياً , يجهد في خلق التصور المبني على اجتهاد في افتراض التجربة , وفي افتراض المتلقي , وبالتالي آليات التواصل . وهذا النص , الغريب والمغترب , يبحث عن السبيل لقبوله .
هنا كان اللجوء إلى التراث . لجوء براغماتي لا تخفى أسبابه عمّن يدرس الظاهرة بشمولية وعمق .
لقد قسّم أدونيس التراث العربي إلى تراثات . واعتبر أن بعضها ثابت في الزمان والمكان , ولا مجال لتحريكه . وبعضها الآخر متحول أزلي الجدّة . وقد اعتبر أنّه بتقسيمه هذا قد أوجد بيضة القبّان التي تحقّق التوازن المنشود , والانتماء المتجذّر .
الحداثة ليست غريبة عن تراثنا العربي , وما ينسب إلى التراث من ثوابت ومقدّسات تجب محاربتها ومحوها بتعزيز ونشر آليات التفكير المتحوّل .
إن هذا الارتكاس البراغماتي الذي مارسه أدونيس بوجه خاص , قياساً إلى بقية عناصر ( شعر ) , قد أحدث , وما زال , تأثيره السلبي على الأجيال الشعرية اللاحقة بذات القدر الذي كان للتبني التام للنموذج الشعري الغربي . ذلك أن قلّة فقط هي التي كانت على دراية كافية في التقاط عمق التجربتين التراثية والغربية , وكانت أيضاً , على درجة عالية من المهارة في الإنتاج والتصنيع .
وما من شك بأن أدونيس قد قدّم , منفرداً , أكثر مما قّدم جميع الباحثين العرب مجتمعين فيما يخص موضوع الحداثة . ورأينا هذا يتضمّن حكم قيمة مشروط بالقدر الذي تشكّل فيه تلك القيمة معياراً لطرح الأسئلة والتحريض عليها ضمن سياق معرفي يمكن وصفه بالمنجز . غير أن الذي نرى فيه بؤرة الخلل ونقطة الضعف , فيما سيشكّل مستقبلاً مشروع الحداثة الأدونيسية هو الاستناد إلى بعض التنويعات التي ساهمت هي الأخرى في صياغة المنجز .
إن العود الأدونيسي إلى الماضي ما هو إلا محاولة لانتحال الشرعية المحليّة , وإن بدت في حينها جرحاً موجعاً للسياق وآلياته في إعادة إنتاج الثبات . ومحاولة تأكيد ا لهوية بالقياس على الماضي لم تكن سمة أدونيس وحده , بل وسمت بدايات مشروع الحداثة العربية برمّته , نظرياً وتطبيقياً . لقد أضحى الماضي حقلاً للمعايرة والمعاينة
وفق ما يتلاءم مع معايير الحداثة الأوربية .
وهكذا صار التاريخ تواريخ , والسياق سياقات .



#ياسر_اسكيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة المعطوبة ( إعادة إنتاج المثال )
- الحداثة المعطوبة ) إعادة إنتاج المثال)
- أطفال يلعبون ومقاطع أخرى
- حرّ يمضي الى القفص
- بيان التجمّع الليبرالي السوري - مدخل للحوار
- رماد ضاحك وغيور
- هل من معيار
- الشعر والمتلقي- ملامح أزمة نوعية جديدة -
- التعين الوظيفي وأنوثة الطاعة
- يد مليئة بالسياط
- ديوان الشعر العربي الجديد - سورية | من الإيجاز الياباني الى ...
- نسق من الجنود الصينيين
- أنوثة المعصية
- الحداثة والأزمنة الحديثة العربية(حكاية وهم وثمن باهظ
- الأب الضّال والفرد المؤسّس للجماعة الحرّه
- السلطة والتحديث


المزيد.....




- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر اسكيف - الحداثة المعطوبة - إعادة إنتاج المثال