أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - خطب للتهدئة أم للتصعيد














المزيد.....

خطب للتهدئة أم للتصعيد


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 23:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



تشكل خطب الأمين العام لحزب الله مادة دائمة للسجال السياسي ، بسبب ما تنطوي عليه من إثارة. ولا تسلم خطبه المتكررة من نقد ، أكثره حدة وصراحة ذاك الذي أعلنه سمير جعجع في مؤتمره الصحافي. غير أن العديد من الصحافيين والشخصيات والقوى السياسية تناولوا أفكاره ومواقفه المتعلقة بالحكومة وطريقة تشكيلها واستقالتها وتسمية رئيسها ، أو بطاولة الحوار وتسمية المشاركين فيها، أو بإطلاق الأحكام بحق متهمين وأبرياء وتصنيفهم بين وطني وعميل، أو بمسائل النأي بالنفس عن أزمات والتدخل في أزمات أخرى ، أو بقضية السلاح والستراتيجية الدفاعية والثالوث المقدس ، المقاومة والجيش والشعب ، أو بمسألة التحالفات الخارجية ، لا سيما مع إيران وما يترتب على ذلك من طائرة أيوب إلى المال الحلال والمال الحرام ، الخ.
في خطاباته دعوات كثيرة للتعقل والتهدئة وتأكيد على حرص حزب الله على العيش المشترك والصيغة اللبنانية ، وتطمينات حول تفادي التفجير والحرب الأهلية وعدم الانجرار إلى فتنة شيعية سنية ، الخ. لكن تلقي تلك الخطابات على الضفة الأخرى يشير إلى استنتاجات أخرى معاكسة . ردا عليها وتفنيدا لها ، تتكاثر الردود السياسية والإعلامية ، في الصحافتين المكتوبة والالكترونية .
نترك للآخرين أن يساجلوا في كل تلك النقاط ، ونكتفي بالإشارة إلى خطر أكيد تنطوي عليه فكرة تلح عليها الخطابات و الممارسات العملية ، ومفادها إصرار على شطب القوى المعتدلة أو الوسطى من المعادلة السياسية في البلاد ، ودفع المواقف السياسية إلى الاصطفاف جبرا بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار.
إنها فكرة خطيرة جدا على السلم الأهلي وعلى مستقبل الوطن ، لأنها تستبطن نزوعا إلى فرض انقسام عامودي على الشعب اللبناني يشبه ذاك الذي قام بين الحلف والنهج والذي مهد للحرب الأهلية ، أو ذاك الذي قام بين الحركة الوطنية والجبهة اللبنانية وأخذ على عاتقه وضع الحرب الأهلية موضع التنفيذ.
فضلا عن ذلك ، المبرر الذي استند إليه الخطاب للقول بعدم وجود قوى محايدة ليس واهيا فحسب، بل ينمّ عن تصميم متعمد على تعطيل أي احتمال للتسوية. فقد ورد في الخطاب ، في إطار الكلام على تشكيل حكومة حيادية ،أن القوى الحيادية غير موجودة في لبنان لأن اللبنانيين مسيّسون ، والمسيّس بهذا المعيار ينبغي أن يكون تابعا لأحد الفريقين الآذاريين.
الترجمة العملية لشطب قوى الاعتدال لا تستقيم إلا بشطب كل تسوية محتملة ، ولا يترتب على ذلك إلا التحضير لحرب بين الفريقين ترتسم خطوط تماسها شيئا فشيئا بين المناطق وداخل كل منطقة ، وتستحضر أدواتها عدة ورجالا على غرار ما حصل بين التبانة وجبل محسن في طرابلس ، أو بين صيدا وحارة صيدا ، أو بين الضاحية وبيروت ، الخ .
عملية الشطب هذه ليست جديدة على الشيعية السياسية،التي استخدمت كل أساليب الزجر والترغيب والترهيب ، وجندت المروجين ، وشحنت النفوس ، وهددت المخالفين بالويل والثبور وعظائم الأمور ، ورمتهم بكل التهم بما في ذلك تهمة العمالة للصهيونية ودول الخليج والإمبريالية أو الشيطان الأكبر. حصل ذلك حتى خلال الحملات الانتخابية ( التي يفترض أن تعبر عن أجواء الديمقراطية ) والتي تحولت إلى استفتاء على الطاعة والولاء تحت طائلة التخوين.
البحث عن تسوية لا يتطلب فحسب الموافقة على وجود قوى معتدلة بل السعي إلى إيجادها ، أي إلى إيجاد منطقة وسطى يمكن أن يلتقي المختلفون فيها . بغير ذلك يصبح الحرص المزعوم على السلم الأهلي ذرا للرماد في العيون. ربما كانت تلك الحاجة ملحة لحزب الله قبل سواه ، لأن من اختبر الحرب الأهلية يعرف أن المنخرطين فيها كلهم خاسرون ، وأن احتمالات توظيفها لصالح قوى خارجية ، كما حصل في الماضي ، ليس سوى وهم ، في ظل تهاوي النظام السوري وصعوبات النظام الإيراني.
بالخلاصة ، حصانة حزب الله وسلاحه ومقاومته هي الشعب اللبناني ، وحده دون سواه، وعليه أن يضع نفسه على سكة الحل والتسوية ، حيث لم يعد يجدي خطاب التصعيد .



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرشاد الرسولي والاستبداد
- فرنجية هو هو ... - لو حكم بلد-
- جنبلاط - الحريري
- من قتل وسام الحسن؟
- خطاب الانتهاكات
- أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟
- سرقة الأكثرية
- حالة الويكيلكسيين بالويل
- العونية ظاهرة أم طفرة
- المقاومة والشيوعيون
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج
- فضيلة الانشقاق
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - خطب للتهدئة أم للتصعيد