أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟














المزيد.....

أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 00:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


البارحة فيلم تركي عن يسوع المسيح ، وقبله فيلم يهودي أميركي عن النبي محمد .فيلمان للإثارة لا للفن ولا للتاريخ .
من أكثر من قرنين لم تعد هذه القضايا تثير أحدا في الغرب ، بعد أن قامت ثورة مسيحية من داخل المسيحية ، ضد كنيسة روما ، قادها مصلح مسيحي إسمه لوثر وصار له أتباع في كل مكان ، وتوحدت أنكلترا الجديدة التي أصبح إسمها الولايات المتحدة الأميركية تحت خيمته الإصلاحية .
في الشرق ظهر جمال الدين الأفغاني وحاول أن يكون بمثابة لوثر لكنه مات مسموما في الآستانة ، اسطنبول ، حيث تمت ، حديثا ، صناعة الفيلم عن المسيح، ولم يتح له حكام ذلك الزمان أن يكون له أتباع ، وتم التراجع عن أفكاره جيلا بعد جيلا لينتصر الجمود العقائدي والتعصب السلفي .
لم تتعلم الأصوليات الإسلامية من دروس التاريخ شيئا . ولذلك فهي ما زالت تعاند التاريخ وتقرأه بالمقلوب. أما الأصوليات المسيحية فهي تتلطى وراء مثيلتها الإسلامية لتدافع عن قضية يظن البعض أن الزمن عفا عليها ، غير أن الحقيقة المخفية خلف ردود الفعل الإسلامية والمسيحية على الفيلمين تبين أن المقدس في نظر حراس المعابد والمساجد ليس الدين بل الحراس أنفسهم . وما يجري ظاهريا وكأنه دفاع عن الدين ليس سوى تمويه للدفاع عن رجال الدين.
رجال الدين يتلطون وراء الأنبياء والرسل ليدافعوا عن المدنس لا عن المقدس . إنهم يدافعون عن امتيازاتهم التي لا يمكن أن يحصلوا عليها بعيدا عن لبوس الدين .
آخر بدع القمم الروحية في لبنان مطالبة البرلمان بسن تشريع يحرم المس بالمقدسات ، ولا سيما بالأنبياء والرسل . ربما لا يعرف أهل القمم أن دساتير الدول الحديثة لا تحرم المس بالمقدس الديني وحده بل بالمقدس الدنيوي أيضا . أو ربما لأن المقدس عندها محصور في الدين وحده ، أو ربما لأن انتهاك كل الآداب واللياقات والقيم الأخلاقية في لغة الحوار السياسي السائدة في لبنان مهد لانتزاع شرعية عملية في كل وسائل الإعلام . إذا صح هذا الاحتمال يكون مطلب القمة الروحية بمثابة موافقة ضمنية على المس بالكرامات إذا كانت تخص المواطنين ، وعدم موافقة عليها إذا طالت الأنبياء والرسل.
أيا يكن الاحتمال ، فمن المؤكد أن مطلب القمة الروحية ، وهو مطلب حق ، هو اعتداء صريح على الدستور وعلى دولة القانون والمؤسسات . هو اعتداء لأنه ينطوي على عدم اعتراف بعدالة الدساتير الوضعية ، ويشير إلى حنين دفين إلى عصر التشريعات الكنسية أو الصادرة بمباركة الكنيسة الاسلامية أو المسيحية.
أيا تكن الاحتمالات ، فالمدافعون عن قداسة القديسين يجهلون أو يتجاهلون أن الأنبياء والرسل إنما هم بشر قبل كل شيء ، وأن احترامهم واجب على المؤمن وعلى غير المؤمن ، وأن الإساءة إليهم ، كما كل إساءة ، مما يعاقب عليه القانون . وربما يجهلون أو يتجاهلون أن نقدهم ، بصفتهم بشرا ، ونقد الدين عموما والفكر الديني ، حق نصت عليه كل الدساتير .



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة الأكثرية
- حالة الويكيلكسيين بالويل
- العونية ظاهرة أم طفرة
- المقاومة والشيوعيون
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج
- فضيلة الانشقاق
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مواطن -يصفع- عاملا وتأثر الأخير مما حصل يشع ...
- تحديث مباشر.. فيديو آثار ضربة إيران في حيفا وتحذير رئيس CIA ...
- شاهد ما قاله ترامب للصحفيين عن سبب صعوبة مطالبته إسرائيل بوق ...
- هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء النفسيين؟
- المعارضة الإيرانية في ظل الحرب مع إسرائيل.. هل ستنجح في إسقا ...
- هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ ...
- إسرائيل تعلن تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة سنتين أو ثل ...
- إيران تعتقل 22 -عميلا- لإسرائيل في قم
- مقصلة الجوع المنصوبة في غزة.. الطريق إلى اللقمة أو القتل
- دوي انفجارات في طهران وهجوم إسرائيلي على منشأة أصفهان النووي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - أيهما المقدس ، الدين أم رجال الدين؟