أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - بشير الجميل والبشيريون














المزيد.....

بشير الجميل والبشيريون


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 04:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بشير الجميل والبشيريون

قد يكون استحضار بشير الجميل ، بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية أو بغير مناسبة ، ضرورة استنهاضية لمحبيه ، لكن استحضاره ، كما سواه من الرموز السياسية والشهداء، تعزيزا لموقع فريقه في صراع راهن على السلطة ، قد يكون مفيدا وقد يكون مسيئا له وللقضية التي مثلها وللوطن .
لم تكن صورة بشير الجميل واحدة في جميع الحالات والظروف والأوقات . هو في بداية الحرب الأهلية غيره رئيسا للجمهورية ، وهو في مجزرة الصفرا وإهدن ضد حلفائه وأهل بيته غيره في معارك خاضها ضد الفلسطينيين والجيش السوري . كان في لحظة من حياته السياسية رمزا للعنف والمجازرالطائفية والقتل على الهوية ، وفي لحظة أخرى رمزا للوطنية اللبنانية التي جعلت محبيه يفيضون عن الصف المسيحي إلى سائر أرجاء الوطن .
حصل ذلك في لحظة عابرة من عمر الأزمة اللبنانية ، حين استفحل أمر التجاوزات الفلسطينية وباتت تشكل اعتداء على سيادة الدولة، وحين أمعن النظام السوري في استخدام اللبنانيين وقودا لحربه على منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات. يومذاك بدا بشير الجميل كأنه المدافع الوحيد عن السيادة الوطنية ضد التجاوزات الفلسطينية والانتهاكات السورية، فارتفعت أصوات كثيرة، من خارج الصف المسيحي ، مؤيدة لمواقفه ، ولم تجد متنفسا لها إلا في لحظة الاجتياح الاسرائيلي ، حيث رش جنوبيون الأرز على جيش الاحتلال.
الاحتفال لم يكن استحضارا لتلك الصورة الوطنية العابرة ، بل للصور الأولى التي أطل بها على الأزمة اللبنانية مدافعا عن الوطن القومي المسيحي ضد الغرباء ، فلا المقاطع المختارة من خطاباته ولا الأناشيد العسكرية الحماسية كانت تحيل إلى غير ذلك. ولا نظن أن هذا هو ما كان يريده المحتفلون بالمناسبة.
أفضل تكريم لشخصيات الماضي هو استحضار صورها التي تصنع إجماعا حولها وتجعلها رموزا للوحدة الوطنية لا رموزا للانقسام والحرب . ولا نظن أن الاحتفال خدم هذه الغاية ، بل هو مضى في الاتجاه المعاكس تماما ، فدغدغ مشاعر المتطرفين ومحبذي الشحن الطائفي وأصحاب الرؤوس الحامية المتوهمين أن أفضل رد على عنجهية حزب الله هو الذي يتمثل في إعادة الحياة إلى جثة المارونية السياسية . هذه قراءة بالمقلوب لدروس الحرب الأهلية.
وأفضل تكريم للماضي النظر إليه بعين النقد ، لمعرفة السبيل إلى تدارك الأخطاء وإلى الوقوع على الخيارات الصحيحة. لم يكن أحد من القوى السياسية على حق في تشخيصه للأزمة ولا في وصفاته العلاجية . التدخل السوري والاحتلال الاسرائيل وأوهام ولاية الفقيه الإيرانية والمصالح الغربية والتناقضات العربية كانت كلها بمثابة عوامل خارجية إضافية أججت نار فتنة قائمة بين اللبنانيين واستفادت منها ووظفتها تحقيقا لمصالحها ، الخ ، لكنها ليست هي التي صنعتها . وقد آن للبشيريين خصوصا ، ولسائر أطراف الصراع اللبناني من اليساريين والإسلاميين والعروبيين، ولأنصار الشيعية السياسة والمارونية السياسية والسنية السياسية، أن يدركوا أن السبيل الوحيد لإخراج الوطن من أزمته هو الالتفاف حول مشروع الدولة ( وليس مشروع السلطة) ، وأن سياسة استعداء الخارج (أوالغريب) تساوي في مخاطرها سياسة استدراجه والاستنصار به.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج
- فضيلة الانشقاق
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل
- طرائف الشاعر الفيلسوف - تحية إلى مهدي عامل
- تحية إلى حسن حمدان مهدي عامل
- حجْر سياسي
- جرصة


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - بشير الجميل والبشيريون