أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - مجلس النواب يدمر الدولة














المزيد.....

مجلس النواب يدمر الدولة


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 23:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من المفترض أن يشكل البرلمان أكبر ضمانة للدولة ، لأن النظام اللبناني ، بالتعريف ، هو نظام برلماني ، ومن المفترض أن يكون محلا لإطفاء الأزمات وتنفيس الاحتقانات ، واجتراح الحلول للقضايا المتفجرة والأزمات المستعصية، ولكن!!!
صار البرلمان اللبناني ، حين انقعاده ، منصة للمبارزة والمواجهة بين المتخاصمين ، يكرر الخطاب السياسي بين المتنازعين ، ويستعيد لغة الشارع ، ويجدد الاحتقان ، ويرسخ الانقسام . أما خلال إجازاته الطويلة فهو منصة أيضا لنواب الأحزاب ( لأنهم ليسوا نواب الأمة ) لعقد المؤتمرات الصحافية والمؤتمرات المضادة، لإطلاق حملات التشهير المتبادلة والتحديات المتقابلة.
والبرلمان اللبناني في إجازة معظم أيام السنة ، وتقفل أبوابه خصوصا أوقات الأزمات ، ويعطل نصابه في اللحظات الحرجة ، ويتخلى عن دوره لأي مؤتمر حوار آخر يعقد في خارج مقره ، أي في القصر الجمهوري أو في الطائف أو في الدوحة أو في باريس ، أو في جنيف .
وإذا كانت مهمات البرلمان المحددة في الدستور هي التشريع ومراقبة الحكومة ومحاسبتها ، فإن البرلمان اللبناني ألغى عمليا مبدأ الفصل بين السلطات، فصار بعض التشريع جزءا من صلاحيات الحكومة ، وتكفل أعضاء المجلس النيابي برعاية احتفالات تدشين المشاريع الحكومية ، وأمعنت السلطتان التنفيذية والتشريعية في التدخل في شؤون القضاء والالتفاف على قراراته وأحكامه وتدمير استقلاليته.
تواطؤ البرلمان اللبناني مع الحكومة أدى إلى إلغاء دور الهيئات الرقابية ( مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وديوان المحاسبة وغيرها) التي أنشئت لحماية إدارات الدولة من المحسوبيات ، كما أدى إلى تعطيل ركن أساسي من أركان الدولة الحديثة ، ركن الكفاءة وتكافؤ الفرص ، ليحل محله معيار الطاعة والولاء والاستزلام الرخيص ، فصار يتبوأ مراكز القرار العليا في الإدارة والجيش والأمن من يفضل الولاء للزعيم على الولاء للوطن ، واحترام رغبة ولي النعمة وقراراته على احترام القانون.
المعركة الأخيرة التي دارت في أروقته ثم في أروقة الحكومة على موضوع الموظفين المتعاقدين مع شركة الكهرباء كشفت عورة البرلمان اللبناني . فالنواب الذين وافقوا على تثبيت المتعاقدين لم يحترموا مبدأ الكفاءة ، ذلك أن الأغلبية الساحقة من المطالبين بحق التثبيت ، لا يتمتعون بأية أهلية للعمل ، لأنهم ، ببساطة ، لا يقومون بأي عمل داخل المؤسسة ، تشبها بالمتعاقدين سابقا مع وزارة الإعلام الذين كان معظمهم من الأميين ، بالمعنى الحرفي للأمية. وهذه ، في حد ذاتها فضيحة ، لأن نواب " الأمة" يدافعون عن مصالح أتباعهم من المحازبين لا عن مصلحة الوطن والدولة.
أما النواب الذين قاطعوا الجلسة النيابية فهم موافقون على انتهاك مبدأ الكفاءة لكنهم يعترضون على اختلال التوازن بين الحصص الحزبية ، والأخطر في الأمر ، أن الفريقين من " نواب الأمة" دفعا المسألة ، بعدم درايتهما ، لإنهما إن كانا يدريان فالمصيبة أكبر، إلى مقارنات تحاصصية بين مسيحي ومسلم ، قد تكون مقصودة هذه الأيام للتخفيف من حدة الاحتقان الشيعي السني.
أيا تكن هوية المسؤول عن هذا الانحطاط في العمل البرلماني ، فالشيعية السياسية معنية أكثر من سواها لأنها على رأس البرلمان.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل
- طرائف الشاعر الفيلسوف - تحية إلى مهدي عامل
- تحية إلى حسن حمدان مهدي عامل
- حجْر سياسي
- جرصة
- المحاصصون وقانون النسبية
- نواب لبنان خارج الزمن
- حبيبتي الدولة
- في نقد اليسار، نحو يسار عربي جديد
- التهويل بالديمقراطية
- آذاريو لبنان ينتظرون ربيع سوريا
- الربيع العربي فرصة تاريخية أمام الأقليات للحصول على حقوق الم ...
- ويكيليكس اللبناني


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - مجلس النواب يدمر الدولة