أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - حالة الويكيلكسيين بالويل














المزيد.....

حالة الويكيلكسيين بالويل


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 23:02
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اعتقد الذين امتشقوا سلاح ويكيليكس أول مرة أنهم فجروا في وجه خصومهم قنبلة لن تبقي منهم على قيد الحياة السياسية أحدا . لكن ، سرعان ما صارت حججهم وذرائعهم واهية ، لا سيما بعد أن أصابت القنبلة أنصار الثامن من آذار بشظاياها.
الويكيليكسية أسلوب فضائحي ، نعتناها ذات مرة بسياسية القال والقيل . ما أتفه السياسيين والإعلاميين الذين يحولون السياسة والإعلام إلى "قال وقيل" . ليس فقط ما أتفههم ، بل هم استمروا يتكاثرون بالرغم من أن الرياح عاكست سفن اتهاماتهم الواهية .
القشة التي كان ينبغي أن تقصم ظهر البعير تمثلت في أن أبواب السجون فتحت ، لكنها فتحت لتستقبل متآمرين وعملاء من صفوف الويكيليكسيين ، الذين تفاجأوا بأن تلك الأبواب ظلت موصدة أمام المتهمين الواردة أسماؤهم في سجلات النظام الأمني .
العلاقة مع أميركا هي التهمة - الفضيحة . لم ينتبه واضعو اللائحة الاتهامية إلى أن عددا لا بأس به من قادتهم ومن ممثليهم في المجلس النيابي وفي مجلس الوزراء حائز على الجنسية الأميركية أو طامح للحصول عليها .
ولم ينتبهوا إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين يستقبلون في مكاتبهم سياسيين من كل الاتجاهات ويزورون سياسيين من كل الاتجاهات. فيلتمان ، مادة التهمة الدائمة ، كان البارحة في ضيافة خامنئي في طهران ، وقبلها زائرا في عين التينة . ولم ينتبهوا إلى أن سياسة المصالح هي التي صنعت إيران غيت مثلما سبق لها أن صنعت "مؤامرات" كيسنجر على سبيل المثال .
ولم ينتبهوا إلى أن الأكثر فضائحية هو اعتقادهم أنهم يخترعون البارود إن هم حصلوا عن طريق الويكيلكس، على معلومات هي من قبيل تحصيل الحاصل ، ولزوم ما لا يلزم . وهل هم يتصورون أن خصمهم السياسي سيكون في الكواليس أكثر رأفة بهم منه في وسائل الإعلام؟
ولم ينتبهوا إلى أن استخدام السلاح ذاته في الصراع مع الامبريالية يفسر ويجسد تخلفهم السياسي والفكري والعسكري . ذلك أن أساس العداء لأميركا مرتبط ، في جانب منه ، بوجود الثنائية القطبية، وقد زال هذا الأساس بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتحول العالم إلى أحادية قطبية ؛ وهو مرتبط في جانب آخر بطبيعة العلاقات الدولية ، الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية ، التي أصابتها جملة من التحولات ، من بينها انقلاب العلاقات الحميمة بين أميركا مع بعض القوى، ومن بينها قوى الاسلام السياسي، إلى علاقات جفاء، ومع بعضها الآخر إلى تعاون وثيق محكوم بتقاطع المصالح.
لا يستقيم العداء لها للأسباب الاقتصادية المعلنة أو المضمرة، لأن بعض خصومها هم من الفاسدين والمفسدين والمستثمرين الذين يمارسون استغلال الأنسان للأنسان بأبشع الصور.
ولا يستقيم العداء لها للأسباب السياسية المعلنة والمضمرة، فهي ليست وحدها " الشيطان الأكبر" ، بل هي رأس النظام العالمي الجديد الذي له حلفاء في الشرق وفي الغرب .ومن باب أولى ، هو لا يستقيم ، في ظل خصومة تضم مروحة من القوى والتيارات السياسية من إسلاميين ومسيحيين وعلمانيين ويساريين.
الأهم من كل ذلك أنهم لم ينتبهوا إلى أن العلاقة مع الولايات المتحدة لم تعد تهمة ، بل هي جزء من سياسة تمليها الوقائع المادية والتطورات الملموسة على سطح الكرة الأرضية.
التهمة القاتلة التي لا تصيب أحدا سواهم هي من شقين : الأول هو أنهم يجهلون سبب عدائهم لها ، أو أنهم ، إن عرفوه ، يخفونه عن أنصارهم ، وهم بالتالي مصرون على مقارعتها بصفتها رأس النظام الاستعماري ، ومصرون على استخدام الأساليب القديمة إياها بالرغم من تبدل أشكال السيطرة الاستعمارية . العالم يتغير وهم كجلمود الصخر.
وأخيرا ، إذا كان الويكيلكسيون قد استمرأوا استخدام الأسلوب الفضائحي، ويستخدمونه اليوم للنيل من المناوئين للشيعية السياسية، فإن عليهم أن ينتبهوا إلى أن التطورات التي تحصل في لبنان والمنطقة تبشر بانهيار متسارع لسياسة التهويل التي مورست ضد الذين واجهوا استبداد النظام الأمني وأدواته وامتداداته .



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العونية ظاهرة أم طفرة
- المقاومة والشيوعيون
- الصدر والصدريون
- بشير الجميل والبشيريون
- البيئة الخاطفة
- النسبية ضحية الفريقين والدوافع واحدة
- الدولة والسلاح والسيد
- مشاهد حكومية سوريالية
- أزمة مصيرية ووزير غنّوج
- فضيلة الانشقاق
- في نقد الهزيمة
- مجلس النواب يدمر الدولة
- الشيخ الأسير بضاعة شيعية
- سرقة الدولة حلال
- جورج حاوي: مقطع من وصية الشجاعة
- تعديلات على بيان بعبدا
- صرختان لا تنقذان وطنا
- احذروا حوارهم
- السلطة ضد الدولة
- الجبة سلاح قاتل


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - حالة الويكيلكسيين بالويل