أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من مرحلة الخوف إلى التربص















المزيد.....

من مرحلة الخوف إلى التربص


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 20:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من مرحلة الخوف إلى التربص
كتب مروان صباح / ما كان مستبعداً وأقرب إلى المستحيل بات واقعاً يحمل في طياته أحلام الماضي وعذاباته معاً لكنه تحقق رغم عدم رغبة الكثير المضادة من راسمين السياسة العربية والدولية أرادوا أن يخيطوا بغير هذه الإبرة ، إلا أنها باتت حقيقة يصعب تصديقها لمن تحالف لعقود مع الغرب تحت عنوان الاستبداد بأشكاله المتنوعة ، بينما جاء الانسلاخ دون أي رأفة فبات من قضى ألوف الليالي في القصور متحكماً بالبلاد والعباد أصبح نزيل دائم للسجون ملاحقاً عالمياً لأرصدته السرية أو تلك المعروفة كأن جميع الخدمات التى قُدمت عبر السنوات الماضية من قوت وعرق الكادحين الشعوب ذهبت هباءً منثوراً ، لم تجدي نفعاً بل تحولت إلى نقمة بعد ما كانت نعمة يذبون احتراقاً في صنع الطرق للحصول عليها وتكديسها إلا انها بقدرة قادر أصبحت غير متوفرة بين أيدي مختلسيها ، و عرضة للسرقة من قبل المودَع لديه ليقينه بأن المودِعين لا يملكون الجرأة من الملاحقته أو الإفصاح عنها كي لا تزيد نقمة الشعوب اتجاههم ومساءلة القضاء لهم من أين حصلوا على كل هذه الأموال .
لقد تجلت فيها بوضوح تقهقر المنطق الذي كان سائداً ومستحوذاً على المنابر العالمية وكان مجيراً فيما مضى في اقناع الناس بوجهة النظر التى تقول بأن عدونا الإسلام الموحد جغرافياً ضمن مؤسسة واحدة تستطيع اعادة تلك الحضارة التى بدأت بالانهيار عام 1492 م عندما طردوا المسلمين من اسبانيا وتم استعادتها إلى الأوروبيون ، عاقبها هزيمة الخلافة العثمانية في حرب الاستقلال ألبانيا عام 1912 م الذي مهدت فيما بعد إلى تسلل الدول الاستعمارية وأنجزت عملية سايس وبيكو في تفتيت ما تبقى من الوحدة الإسلامية ، لكن الخوف الغربي من الإسلام ليس وليدة القرنين الأخيرين ولن يكن دخول المسلمين الأندلس وتواجدهم فيها ما يزيد عن 800 عام هو المصدر الرئيسي لتلك التخوف بل كما يبدو أعمق من تلك القراءات الأفقية للأحداث السياسية نتيجة اعطاب ماكينة البصر البصيرة ، فقد تعمق الخوف وتحول إلى فوبيا مما استدعى احضار جميع الوسائل التى تمنع اسباب قيامته مرة ثانية ، بينما يعود الخوف إلى موقعة أجنادين سنة 634 م التى أنتصر بها المسلمون بقيادة خالد بن الوليد مما مهدت لاحقاً دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إلى القدس والسيطرة الكاملة على بلاد الشام التى اسست فيما بعد للامتداد الاسلامي في شتى بقاع العالم .
اعطى الواقع تجربة جديدة من خلال تعقبنا لأيام الثورات حيث لم تُبّدي الثورات العربية التى قامت من رماد أبو عزيزي التونسي أي نوع من المظاهر الاسلامية أو الشعارات المناهضة للغرب وإسرائيل وبدت بناءها وطنية صرف تتعلق بما تراكم من مكبوتات الاستبداد التى انهكت البلاد والعباد .
نعلم جميعنا كأفراد وقوى مؤطرة ان مرضنا في الوطن العربي على اختلاف جغرافيته ، داخلي ذاتي وأننا من غير الطبيعي أن يتوفر النهوض ما دام هذا المرض معشعشاً ومتغلغلاً في داخلنا ، فتدني الحريات وتعطيل الديمقراطية يؤديان إلى استمرار الحالة الماضية ، لهذا كان الشعب مُصر على أن يقول كلمته عبر صناديق الاقتراع رغم ما أتضح لاحقاً بأن المنافسة ليست سهلة لما أظهره الشعب من وعي عميق داخل الوجدان حيث يتأثر في المتغيرات بشكل سريع ضمن قياسه لمنسوب الجودة والرداءة التى لم تعد مرتهنة بالأقوال فقط دون الأفعال ولم يعد بالإمكان تمرير ما كان يمرر من قبل ، المسألة لم تكن مقتصرة داخلياً من تخوفات لمجيء الإسلاميين رغم علمنا أن الغرب وإسرائيل كانتا على اطلاع من خلال مراكز الاستطلاعات الرأي بأنهم سينالوا الفوز المؤكد ، الأمر الذي يستدعي اعادة التفكير في الوجهين المتناقضين لخوف البارحة وقلق اليوم والصورة التى بدأت ترسم بعناية بالغة التعقيد لكنها أصبحت واقعاً بعد ما ذاب الثلج عن رأس الجبل فبدأت القاعدة الذهبية العتيقة المتجددة تتشكل من تركية مرورا بالسعودية معها كل الخليج انتهاءً بمصر اليوم مقابل حلقة اسلامية اخرى تشكلت مبكراً من إيران استقرت اذرعتها في البحر الأبيض المتوسط ، فنحن أمام محورين يحملان في عقيدتهما ذات النظرة العدائية لإسرائيل كونها المغتصبة لفلسطين والقدس بدعم غربي مطلق ، رغم ما ورثتا الحكومتين التركية والمصرية من اتفاقات سلام مع الدولة العبرية التى تجعلهما مكبلتان في التوغل وإظهار ما ينطوي تحت اللسان من تصريحات منضبطة منزوعة الدسم ما يشبه الكلام بنص لسان .
ما جدوى كل ما قرآنا إذا كان مجرد قبعة أو معطف يرتدي ويخلع وقت الحاجة دون أن ندرك بأن الولايات المتحدة تعي ومن بعدها اوروبا ومن امامهما اسرائيل الاختلاف الشكلي لقوس السني لِمن يرتدي من ربطة عنق والبذلة حيث لا يختلف عن من يلبس في المربع الأخر الزى الإسلامي وليس لديه أي علاقة قائمة مع الدولة العبرية ويتعامل بمبدئية لا تعترف بأي متغيرات تماماً على عكس لمن في الجانب الاخر يقدم من مرونة توصف بالبراغماتية لكنها ليست خالية من أدبيات التى يتحلى بها الاخر ، لهذا نحاول مجتهدين معرفة أين تبخر ذلك الخوف الغربي الإسرائيلي الذي تحول إلى قلق مصحوب بأعلى درجات الحذر والترقب لظاهرة تشبه المتربص لما يسود من متغيرات جذرية تعيد تشكيل المحيط الجغرافي لإسرائيل وبُعدها الإستراتيجي معاً لكنه يحمل في عمقه عدائية ويتطلع إلى تنافس يوازي المنطقة كلها من حيث التطور الصناعي والاقتصادي والقوة العسكرية ، بيد أن الواقع أنتج افرازات جديدة لكنها بطابع اسلامي تركي سعودي مصري غزاوي يفصله خيط رفيع اسلامي اخر إيراني عراقي حزب الله غزاوي مرة اخرى مقابل الدولة العبرية التى تقف وراءها الغرب مما جعلهم يدفعان بكل ما أوتيا من القوة لاستحضار جميع الإحتياطات الكامنة داخل الغرف المغلقة والعلب المعلبة كي يحولوا البوصلة بالاتجاه الخيط الرفيع كونه يدخر خلفه العديد من الهويات النائمة التى تسعى القبعات الاخفاء نبشها عن طريقة تسليط الضوء عليها بشكل يعيد احياءها والتى كما يبدو تفاقمت عبر السنوات الماضية بفضل ممارسات الأنظمة واحتلال العراق حيث ستأخذ الناس بجريرة ما فعله الحاكم وليس استناداً لسلوك المواطن نفسه .
تقف الأمة من جديد بعد محاولات القوميين العسيرة بانتشالها من القاع والذهاب بها إلى عتبات الحضارات القائمة ، إلى ذات العتبة لكنها بفكر وأدوات اسلامية كانت تحيل الفشل لمن تحكموا بمصير الأمة لبعدهم عن العقيدة والنهج الإلهي العادل ، وطالما الأخوان المسلمون بدؤوا في رسم قوسهم من تونس إلى حيث لا نعرف أين سينتهي ويستقر ورفعوا الستائر عن بعض أفكارهم لتصبح تحت الأضواء الكاشفة وتعاملوا مع الخوف الغربي الإسرائيلي بشكل الذي يسمح انتقاله إلى درجة القلق والتربص ايماناً بالمثل القائل إن ما يزيد عن حده ينقلب ضده .
هناك راسمين جدد يرسمون الحدود بدقة بين الاعتدال والتطرف وبين ما هو قابل للصرف وما هو غير قابل ، كالعلاقة بإسرائيل وسلم الاولويات و التفاني بدراسة المزاج الشعبي لأنهم يدركون تماماً أنهم ونحن معهم أمام زمن التحولات الشعبية الضاغطة على من يتولى زمام أمور الحكم كي ينفذ كل حرف من تصريحاته وشعاراته .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جاء إلى الحكم على ظهر دبابة لن يرحل إلا تحتها
- أقنعة نهاريةُ وأخرى ليلية
- حفيد أم وريثا
- تسكع من نوع آخر
- اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - من مرحلة الخوف إلى التربص