أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المعرفة المجزوءة














المزيد.....

المعرفة المجزوءة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3785 - 2012 / 7 / 11 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعرفة المجزوءة
كتب مروان صباح / إن التعامل المجزوء والانتقائي في المعرفة قد أصاب عدة بوصلات بالعطب دون أن نعلم الأسباب الحقيقية لتراجعنا نحن العرب إلى الوراء ، إذ لم يعد هناك مساحة غير الارتطام في الحائط وبدأنا نحفر قبورنا بأيدينا وفي ذات الوقت نمرّ عن المعلومة مرور الكرام التى إذا أحسنا الأداء أو تعاملنا معها بأهميتها قد توصلنا إلى غايتنا التى أفرطنا في الثرثرة حولها وعنها وطرحنا على الدوام تساؤلات عن الأسباب التى أدت إلى تأخرنا بين الأمم رغم أننا نملك مخزون كبير من التاريخ والحضارة والشعر والفلسفة وعلم النفس وزميله الاجتماع ناهيك عن العلوم الآخرى التى لم تتطور منذ القرن السابع عشر بالإضافة لجغرافيا تحمل من البشر ما تحمل توحدهم اللغة رغم ما تفرقهم الحدود المصطنعة مقابل أمم تتوحد في العرق والتواصل والترابط العائلي الجغرافي لكن تتعدد فيها اللغات رغم المحاولات التاريخية الفاشلة في دمجها .
المسألة ليست بهذا القدر من الصعوبة بأن الفرد يندفع دون أي تخطيط مسبق بهدف تأسيس عائلة تتكون من أطفال، لكن صعوبتها في تربية منّ تكتمل العائلة بهم ، والسؤال الأجدر هو من سيعلم من ؟ وهل لديه الحد الأدنى من المتطلبات التربوية كي يثقل من هو المفترض أن يخوض أعباء الحياة وتحدياتها التى تتقدم أمامه وتغيب عن ذهن الأغلبية التقسيم العلمي لعمر الإنسان والتى تبدأ منذ الرضاعة بخطوات متعاقبة وتتشكل الذاكرة من السنة الثانية حتى السادسة المتعطشة بطبيعتها في تحميل وتخزين بسبب غريزة الامتلاك التى لا ينافسها أي غريزة أخرى بل يبقى الطفل في وضعية التلقي والاستيعاب دون أن يُرسل ، لهذا تجده على الدوام يذوب بكاءً بهدف الحصول على كل ما تلتقط عينه والمخفي أن أذنه تفعل ذات الوظيفة التى تفعلهما عيناه ويداه دون أن نشعر أو نكترث أو نبدي إي اهتمام لتلك الظواهر الداخلية وهي في الواقع الأهم والأبلغ على المستوى الإستراتيجي لكن التكتيكي الذي يسمى في العامية تلبيس ( طواقي) أخذَ الحيز الأوسع من حياتنا الذي انعكس على انماط التى باتت سائدة ، فيما الفترة التالية التى تبدأ بعمر السادسة لا تقل أهمية عن الأولى حيث تندفع تلك الغرائز المصحوبة بالطاقة البِكارة في جميع الاتجاهات تحاكي من يتولى زمام الأمور أن يوفروا جهداً غير عادي بل تحتاج المرحلة إلى استثنائيات من نوع كريم لضبط التفلتات وترشيدها إلى قنوات التهذيب كي يتحول العقل بشكل تدريجي قادراً على قيادتها إلى بر الأمان ، بقدر ما تبدو الصورة خليطاً من رايات وأعلام وألوان تربوية تزعم في الوصول إلى الأفضل إلا أنها تتبدد كل الأوهام المنشودة في هذا الاتجاه فقد لا نبالغ بالقول وهو أننا بصدد نقطة تحول فارقة ولم يعد ممكن غير ما هو واجب السعي لتغيير شامل لما هو قائم من منظومة يعتقد خطأً أنها تربوية أو ستؤدي إلى تخطي القائم بأننا بعد كل هذه العقود من التحولات المدنية مازال المرء فينا تتغلب غرائزه أمام العقل كأن الطفولة مزمنة رافضةً بشكل قاطع الخروج من الرجال فيصبح الفرد في سن الرشد كأنه مازال في البلوغ يتوارى خلف أقنعة تمكنت من الشكل بشكل قسري دون ارادته .
هناك من يعتقد أن الفساد يقتصر على ما سلب من جيوب الناس أو من خزائنهم التى بدورهم يملؤها من خلال الضرائب لكن الأنكى والأبلى ذلك الإفساد الذي إجتاح بشكل أفقي المجتمعات حتى استمرؤوه وأدمنوه وغطوا أنفسهم به لدرجة تحولوا مكتوفي الأيدي أمامه .
هذا الاختراقات المخجلة للمعرفة وكيفية التعامل معها يتطلب اجراء مراجعة شاملة وإعادة تقييم المراحل السابقة لعدم تقدمنا رغم صرف المبالغ الهائلة على التعليم العام أو الخاص بما يؤدي إلى إجتراح أفق تُحصننا في المستقبل من مثل هذه الإخفاقات أو العمل على تحديثها وتغيير أسلوب التعاطي معها بعيداً عن الطريقة القديمة المتهالكة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً


المزيد.....




- الحرس الثوري يكشف بماذا استهدف إسرائيل بأول هجوم بعد الضربة ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصاروخ -خيبر شكن- لأول مرة.. ماذا نعلم ...
- هل تنهي الضربة الأمريكية على المواقع الإيرانية الصراع أم تُط ...
- صباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطه ...
- بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت ف ...
- حقائق عن قاذفات -الشبح- الأمريكية بي-2 بقنابل خارقة للتحصينا ...
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تؤكد حاجة سكان القطاع -إلى مزيد من الم ...
- الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية
- الإفراج عن محمود خليل بأميركا.. المعركة مستمرة
- خبير عسكري: الضربة الإيرانية تؤكد أن إسرائيل لا تزال ضمن الا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المعرفة المجزوءة