أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مصطلحات موسمية














المزيد.....

مصطلحات موسمية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 19:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصطلحات موسمية
كتب مروان صباح / إرتبطت الموضة في العصر الحديث بالملابس على وجه الخصوص إلا أنها في حقيقتها وبعد تأمل لم تقتصر القضية عند هذا الحد لتشمل جميع مناحي الحياة وعلى رأسها السياسة والسياسيين لدرجة باتوا من اشتهروا من عارضات أزياء يذوبون إحتراقاً وغيرةً من منافسيهم الجدد على الساحة السياسية ولم تأتي الحكاية صدفة أو إنحناء من أجل مرور عاصفة لأن ما يجري ويلفت الأنظار هو إنحناء لا يعرف العودة إلى الإستقامة بل لامس جبين القدمين وقد مهدت لهذه الثقافة التى ترتهن للغرائز وللضرورة العزف منفرداً على وتر الحاجة ، فالحاجة لا تنتهي ابداً والغرائز دون كوابح تُضّبط تصرفاتها تتحول إلى غابة ينهش من فيها بعضهم البعض وفي هذه السياقات تعودنا ان للصيف ألوانه التى تفرض من مصممي الأزياء والشتاء أيضاً يحمل ألوان وكذلك الربيع والخريف ، فمثلاً يشاع أن اللون الأخضر هو لون هذا الصيف لهذا ترى أغلبية المارة في الشوارع أو جلساء المقاهي يرتدين الأخضر مع إختلاف تصميميه دون المعرفة أو البحث عن تلك الأسباب الطبيعية لإختيار ذلك اللون لهذا الصيف ولنكون منصفين لم يتوقف الإضراب فقط عن التفكير لفئة معينة من المجتمع بل هو إضراب عن التفكير مصحوب ببطالة ذهنية ويبدو عميقاً بين أغلب فئات المجتمعات التى باتت تأكل مما لا تزرع وتلبس لما لا تصنع وإذا ذهبنا إلى أبعد من ذلك فالخبز الذي يتناوله جميع البشر نادراً أن تجد من يدلك على المراحل التى يمرّ بها ليصل إلى رغيف يؤكل .
كأن حال السياسيين رغم كثرت تواجدهم من خلال شاشات التلفاز أو منابر المتعددة الأماكن الذي يدفعك أن تكتشف أنهم غادروا وتبخروا دون أن يتركوا آثر في المكان والوجدان وهي أشبه بحالة المصعد ومرآته التى تصلح فقط لترتيب ما أختل من تصفيف الشعر أو ربطة العنق لكنها كخزانة غرفة في فندق لا ذاكرة لها تمتلئ كي تفرغ سريعاً ، فهناك مصطلحات موسمية يتناولها الببغائيون دون إدراك ولا وعي لِما يصدون به من عروض على خشبة المسرح كالحاصل الآن لمصطلح الإسلام السياسي الذي يغيب عن الأغلبية الساحقة تكوينه ويكرر المسمى كي يعزز قدرات من يستخدمه لكن عند اول اختبار حقيقي تبدأ التأتأة والتلكؤ ومحاولات الهروب لأن ناقليه يفتقدون معرفة الغاية من إطلاقه ومتى تنتهي صلاحيته ، وقد تقدم قبله مصطلح الديمقراطية التى تردد على مسامع وآذان الناس لسنوات بينما لا آثر وجودي في بيت مطلقه والمصر على تحقيقه وبقت بعيدة كل البعد عن التكوين الإجتماعي والتربوي وتحولت إلى تحفة في متحف الشمع منموع لمسها لكن مسموح الإقتراب منها فقط لمشاهدتها عن بعد وإحياء المظاهرات حولها وهكذا تسابقوا بنقل المصطلحات وتلاعب على أوتار الشعوب في الإفراط بإستخدام والمطالبة في تحقيقها من أجل تخفيف المعاناة وتسهيل الخروج من المستنقعات المختلفة وأخيراً تصاعدت حملة الفساد ومكافحته ليزيح ما تقدم من مصطلحات أمامه ويتصدر المشهد حيث تراكضوا في تأسيس الهيئات على إختلاف اسمائها لكنها حافظت على ذات المضمون كي لا يتورطوا في الإخفاق بالنقل وقد تعالت اصوات البرلمانيين والمستوزرين وكل من يرغب في التسلق على كراسي بنيت من عظام الشعوب حيث تقدموا بالتعهدات بأن سلم أولوياتهم إذا مكنهم الشعب من العبور محاربة الفساد وتحويل الفاسدين إلى القضاء ، لكن السؤال الذي بحاجة إلى اجابة تشفي الظامئ من يحاسب من في وقت القضاء غير مستقل .
بيد أن هناك مفاهيم قد ترسخت عند الكثير من البشر بأن الفساد مرتبط فقط بمن اختلس أموال الخزينة العامة أو من خلال صفقات مشبوهة مُررت بتسهيلات سرية أدت في الحصول لإعتمادات بطرق أقل ما يمكن القول فيها غير قانونية ، بالتأكيد لسنا في صدّ الدفاع عن هؤلاء رغم أننا كنا ومازلنا ضد العربدة والهيمنة على مناحي الحياة السياسية والإقتصادية التى تريد سلب خيرات البلد وتحويلها إلى مزارع عائلية لهذا وقفنا دائما في الخندق المقابل لهذه المربعات ومن يتواطأ معها لكن هناك خلط واضح عند البعض في اختزال مفهوم الإختلاس العام حيث يُحدد بصفقات ومبالغ متضخمة ويُحلل في القضايا الصغيرة كأن من يستخدم سيارة العمل في شؤونه الخاصة ليست بسرقة أو من يستنفذ الوقت بالثرثرة من خلال هاتف المؤسسة ولساعات طويلة ليست بإهدار المال العام ومن يزود أبناءه بالأدوات المكتبية أخذت من المؤسسة التى يعمل بها دون حق ليست بجريمة ، نقولها وفي حلوقنا مرارة لمن يطالب بشكل موسمي إسقاط الفساد والمفسدين ليس بأفضل حال منهم بل قد يكون اُستغرق في الفساد الصغير دون أن يشعر وجميع تحركاته تأتي بسياق غرائزي بحثاً عن طريق تؤدي إلى الكبائر .
اليوم عندما تلح الأطراف كلها في المعادلة الإجتماعية على ضرورة إسقاط الفساد لا بد من إعادة النظر في المفاهيم التى ترسخت وأساليب معالجتها فالمقصود ليس تدجين الشعارات وتحويلها إلى أحداث من أجل القفز والتسلق حيث تكون منزوعة من الدسم الإصلاحي الفعلي بل المقصود على الأقل للأطراف التى تطالب بالتغيير أن تبدأ بمعالجة التلقين والحفظ دون الفهم والببغاوية على أن تتحول إلى ثقافة وأنماط تصحح السائد في المجتمع وإخضاعه إلى الشفافية لأن احتكار الحقيقة والصواب لدى طرف دون الأخر بعيداً عن قضاء حر ومحرر من قبضة الإغتصاب تبقى الحكاية في ذات الدائرة يتبدل المستوزرين والمصطلحات والسلوك ذاته .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مصطلحات موسمية