أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - خبر ناقص أعرج














المزيد.....

خبر ناقص أعرج


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3750 - 2012 / 6 / 6 - 20:01
المحور: كتابات ساخرة
    


خبر ناقص أعرج
كتب مروان صباح / بالتأكيد لم يعد هناك أقرب للإنسان من جهاز التلفاز خصوصاً في العقود الأخيرة بعد أن حّل مكان ما كان يسمى الترانزستور ثم الراديو التى كانت الأغلبية الساحقة تلتف حوله من خلال حلقات الثرثرة التى يتخللها أقداح الشاي والقهوة كي يتوسع النقاش مما يتيح سماع كل ما يخطر على البال أو لا يخطر بالإضافة لما كان يطرح من تحليلات وإستقراءات للواقع تشابه ما يحصل اليوم على الفضائيات وترتسم خطط عسكرية على الطاولات أو على الرمل كي تعبر عن ما اخفق اللسان من توصيله ، إلا ان سرعان ما إنتقلت المجتمعات إلى حلقات مقطوعة الوصال تشبه الهلال الذي أدى إلى الحد من التفاعل حيث تراجعت بشكل ملحوظ الثرثرة المعهودة لدى الشعوب لتتقدم ثقافة جديدة الإختراع باغتت المتلقي بحضورها القوي الذي أعادة الإنسان إلى النقطة الأولى والغوص بالتطور العميق فكانوا إلى حّد ما امام تكنولوجيا خيالية لا تُصدق بسهولة بأن الشاشة الصغيرة تنقل عبر القارات أحداث مختلفة ليتَسّمرّ مقابلها كالدمى ، لكن وبشكل تدريجي بدأ يتقلص الخط الفاصل بين الخيال والواقع الملموس عبر الأجيال المتعاقبة لسهولة الإقتناء بعد ما استطاعت اليابان تطوير التلفاز وطرحه في السوق بأسعار مقبولة مما سهل إلى تفكيك الحلقات بعد إنتشاره بأعداد في البيت الواحد ليتحول من جامع إلى مفرق والصديق والمؤنس للوحدة والمعلم والمسلي بل هو أكثر من ذلك ليصبح مكانا لتحقيق الذات في شتى المجالات .
كما دائماً كان الخليج العربي سباق في إنتشار الإعلام مع محاولات حثيثة بالحفاظ على المستوى المهني بالقدر المستطاع وتطويره بدايةً من إصدار جريدة الشرق الأوسط التى أطلق عليها لاحقاً الأوراق الخضراء لما تحمل بشكل مستمر أخبار موثوقةُ ومبنيةُ على المعلومة رغم إننا إنتقلنا إلى عصر المسخرة الممنهجة التى بات التزوير الإعلامي فاجر وبالجملة لكن الإستمرارية تمكنت من مد جسور التواصل رغم بطأها الزاحف كالسلحفاء إلا أن العالم العربي شهد في أول التسعينات أول نقلة فضائية سيمت بالأحرف الإنجليزية mbc كونها ارادت التحرر من الجغرافية العربية لتنطلق من لندن فكانت القشة التى يتعلق الراغبون بالحرية والتى دفع إلى تجفيف الأقلام وطوي الصحف والإعتماد على فضاء يسمح للعربي أن يبني الثقة المفقودة للقنوات الرسمية ، في هذه الأثناء كان يتشكل بعيد عن الأنظار فضاء جديد لكن هذه المرة ينطلق من أرض الخليج نفسه وهي الجزيرة التى خطفت لسنوات أذهان البشر وصنعت بالتفرد المطلق شخصيات نافسوا المطربين والمطربات في الشهرة فصار من الحتمي قراءة الفاتحة على ارواح القنوات الأرضية التى لم تخرج من عباءة الأنظمة واقتصرت بين توجيهات الرئيس إلى استقبال وتوديع سيادته لكبار الشخصيات حيث رفضت ومازالت رغم العدد المهول للقنوات الفضائية بإصرار إنجاز أي خطوة على طريق النهضة والتطور الإعلامي ، بينما توالوا الدول وأثرياء العالم العربي في إنشاء محطات مختلفة منها متكررة وآخرى نوعية ومنافسة ، أعتقد متابعيها أنها ستضع حقائق وقضايا قومية التى غيبت تماماً لعقود بكل صدق وصراحة وقد حصل بشكل نسبي إختراق أدى إلى تغليب بعض القضايا وهموم الشعوب خاصةً تلك التى تتعلق بالحروب والثورات .
ليس من السهل أن يرتبط التفرد بالحيادية والشفافية مهما حاول المدعي ترسيخ هذه الأفكار إلا أن مع الأيام وبسبب الحجم الجماهيري الهائل الذي ارتبط وتعود على مشاهدة قناة معينة ساهم في تعزيز الشعور بالغرور حتى لو كان دون القصد لتتحول بسبب احتكارها للمصادر والمعلومات إلى شيء من الكبرياء ، لهذا كان الواقع يُلّح من إطلاق القناة ( العربية ) الإخبارية لتوازن الموجود رغم صعوبة الإثبات كون الآخرى بنت ثقة عميقة مع الشعوب مما جعل المهمة بالغة التعقيد في احداث إختراق فضائي جديد ينعكس لدى المتلقي ، ومن هنا لا أريد الدخول في زواريب التقنية الإعلامية لكنني لم أستطع أن لا ألاحظ التغيير لدى الأغلبية بعد نجاح الثورة المصرية وتحرير اعلامها حيث أتضح أن حجم هائل من الإمكانيات والقدرات البشرية كامنة ظهرت بعد ان تحررت من قيود الحاقدين لتحدث نقلات نوعية في الفضاء الواسع والمتنوع من خلال تلك البرامج اليومية التى تتناول هموم الناس بعد أن كسرت الجماهير عقدة الخوف مما سمح بل حرر الكفاءة والذكاء وبدأ يتدفق الإستحقاق ، فقد حولت الأذهان والأبصار لتشاطر بقوة القناتين اللتين تحولتا إلى تقليديتين نصف الحقيقة التى يسعى الإنسان العربي في إمتلاكها وفتحت مساحة كبيرة في الحاضر والمستقبل للتنافس في تشكيل الفكر العربي لأن المراحل السابقة تقدم النفاق ليحل محل النقد وساد سلوك دبر رأسك في زمن أتسم بالضعف والإنهيار والبؤس وعلى عكس التوقعات والتهويلات لأولئك العرافين قُصريه النظر والمثيرين للشفق الذين يدفعون بإتجاه تخويف الناس من إنعكاساتها السلبية بهدف إبقاء الأكثرية داخل قبضتهم ومهمشين عن المشاركة الفعلية في تكوين مجتمع ناهض ، أن التعدد وإختلاف الرؤى هو الطريق الأمثل في حل المسائل المتراكمة ودون الإعتراف والإيمان بها لا مجال للتقدم وقد نقف عند مقولة فولتير الشهيرة كي نعطي بعداً أصيلاً عندما قال أختلف معك لكنني مستعد للموت في سبيل حقك كي تعبر عن نفسك .
أن المفارقة التى تتيح لنا أن نفرق بين العدل والظلم والحق والباطل والخير والشر والخبر الصادق من الكاذب بحاجة دائماً إلى موقفين او أكثر متباعدين إن لم يكونا متناقضين لهذا يذوبون لصوص الظلام إحتراقاً لو أن التقويم يتوقف عند الأمس وما قبله ولو أن الزهايمر السياسي يتحول إلى وباء كي يمّسح ما علق من تغيير جذري في ذاكرة البشر لتصبح اشبه بالممحاة فارغة يعيدون تعبئتها كما يشاءون من أول السطر .
ما دام هناك خبر ناقص وأعرج لا بد من تقديم وصفات أخرى كي تعالج النقصان حيث جميع القرائن تجزم بأن الإعلام العربي وخصوصاً المصري يمر في طور من اطوار الحمل .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - خبر ناقص أعرج