أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الطرف لثالث















المزيد.....

الطرف لثالث


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3741 - 2012 / 5 / 28 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يبتعد المرشح الإخواني عن التوقعات التى كانت تُستسقى من المقدمات لقياس النتائج البرلمانية حيث قدمت الإستقراءات جميعها بأنه من الأوفر حظاً في الفوز بمقعد الرئاسة ، أن التنافس الذي شهدته إنتخابات الرئاسة للمرحلة الاولى لم يتمتع بها البرلمان إطلاقاً كون الشخصيات التى مثلت الأحزاب تقليدية وغير قادرة على إحراز تغيير جذري في أذهان الناس لِما ترسب من صور عززت إتساع فجوة الثقة ، إلا أنها إنقلبت المعايير والأمزجة خلال المئة يوم على مرور جلسات البرلمان الصاخبة بالأفكار الثانوية التى لا تقدم ولا تأخر عند المواطن العادي بل زرعت تخوفات مما دفعت إلى تحالفات جديدة أدت إلى إفراز شخصيات أسست قواعد جماهيرية سريعة من عدم مما جعل فوارق النتائج قريبة جداً من بعضها البعض الذي يؤكد على نزاهة وشفافية العملية برمتها بالإضافة إلى الروح العالية والإلتزام المشرف الذي قدمه الشعب المصري في ممارسته حق الإقتراع من إنتظار لوقت في العراء ، لكن حصول اللواء شفيق على المركز الثاني كان مباغت حتى للذين انتخبوه بحيث تراجع في صناديق الإقتراع الخارجية وجاء في المركز الرابع ليثبت من جديد بأن رجال النظام السابق من خلال تحالفاتهم مع رجال الأعمال قد استنفروا جميع قواهم الإحتياطية في دعم مرشح أقل فساداً وتبدو الجهة الخفية التى مارست أعلى درجات الجدية في الوصول إلى أهدافها تلاعبت على أوتار عميقة في تخويف المواطن المصري من القادم المجهول كي تفرض بقوة رواية تحسين رغيف الخبز أفضل من فقدان الحياة برمتها .
لقد تكشفت الأوراق بشكل علني وتقول بصراحة بأن المرشح شفيق ارتكز على ادوات النظام بما فيها المتقاعدين من الجيش وقوى وزارة الداخلية التى مارست حقها الطبيعي في التصويت وصبت بإتجاه واحد أدى إلى دفع شفيق للمرحلة الثانية بكل إرتياحية وهذا من الناحية الديمقراطية يجوز بل قد يكون قمة الديمقراطية بحيث لا يحق لأحد أن يلغي الآخر ، مقابل الجماعة الإسلامية التى تمثلها الأخوان المسلمون معها تحالفات كبيرة منها من أعتذر في نصف الطريق رافضاً فكرة التحول في السلوك وأنتقل إلى مربع أخر وأشخاص آخرون مستمرون كحزب الأصالة والهيئة الشرعية والإصلاح وأنصار السنة والجمعية الشرعية وأغلبها سلفية النهج ناهيك عن القاعدة الكبيرة من شيوخ الأزهر ، لكن مفاجآت الشعب المصري التى باتت حاضرة في كل حدث تتطلب من جميع اللاعبين السياسيين إعادة النظر بنتائج المرحلة الاولى من السباق إلى الرئاسة وأسبابها العميقة التى تدلل بأن وعي الشعب ليس ببسيط ومدة التجربة التى منحها قليلة بحيث لا بد من إعتراف بالخطأ وخير الخطاءين التوابون وما هو أجمل من ذلك محاولة التعلم من أخطاء الفترة الماضية بأن الإستحواذ والتفرد حتى لو كانت الجماعة تمتلك الحصة الأكبر في البرلمان يتطلب المرونة مع الشركاء الآخرين والتعامل معها بأنها نسيج أصيل من العملية السياسية لا بد من الإستعانة بأفكارها وإحترامها بقدر المطلوب وإستخلاص العبر بما يؤدي إلى تجنب الوقوع في أخطاء أكبر في المستقبل القريب ، فاليوم بات الطرف الثالث هو مفتاح حل العقدة الأخيرة والتى دونه لا يمكن العبور نحو كرسي الرئاسة ، ولو كان هناك شيء من البصيرة التى أفتقدها البعض بظروف الإفتتان لِما شاهدنا هذه المتغيرات في المزاج الشعبي ، فقد تقدمت الطبقة الوسطى بشكل قوي وراء المرشح صباحي كي تقول بأن الفكر القومي الذي يمثله حزب الكرامة مازال حي يورث كما أن هناك جسم لا يمكن تجاهله على الإطلاق وقد أستطاع أن يفرض بنفسه على الساحة السيد أبو الفتوح مرشح الشباب بمختلف ألوانهم المتعددة ، إن كانوا من الجماعة التاركين أو من الناشطين سياسياً بالإضافة إلى الحزب السلفي الذي يتمتع بثقة كبيرة بين جماهيره وهو الجسم الثاني برلمانياً ، هؤلاء باتوا أو تحولوا إلى طرف ثالث رغم أن إتجاهاتهم معروفة مسبقاً لكن ينبغي إجتراح افق جديدة تحاكي الواقع في مواجهة الواقع والتعامل معه بعد الإرتطام بالجدار كي ينبثق آفاق تعالج اسباب الشرخ في إمكانية التفاهم حول القضايا تُعّلِنّ الأطراف دون إستثناء تبنيها بالمطلق الذي يبرهن بأنها ليست عميقة بقدر أنها برازخ يتوارون خلفها وقد حلها الشعب بتأني لهذا جاءت مفاجأته كي يعلق الجرس بشكل واضح بأن لا أحد فوق طموحاته التى لا تقبل بالتفرد والإقصاء لأي طرف كان .
لا يمكن الإستهانة بما جرى وقد دفعت الجميع إلى الوقوف على حدّ السيف حيث إنحصرت الإختيارات بين مربعين الأخوان الذي تراجعت شعبيته نتيجة أفعال اختلفت مع الأقوال على مدار ستة أشهر السابقة وآخر يمثل العهد القديم بوجه جديد تخلى خطابياً عنه وأعلن على الملأ إنفكاكه المستقبلي لتجعل الأمور أكثر تعقيداً في تحديد بوصلة الطرف الثالث التى بات مكبلاً أمام استحقاق تاريخي هو الثورة ليس من السهل أن يجد جسراً آمن كي يعبر إلى الشاطئ الآخر بأقل الخسائر إلا أنها أصبحت واقع ولا بد من التعامل معه بأعلى الإمكانيات السياسية لرسم سياسة تحكم المرحلة القادمة ضمن إتفاق يحدد من خلاله الصلاحيات والتفاصيل المحورية وعلى رأسها ترسيخ الديمقراطية والحريات وعلى الخصوص حرية الرأي بما فيها شكل الحكومة وبرنامجها لإعادة البناء وتسمية اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور وتحرير القضاء من قبضة السلطة التنفيذية ليكون الفاصل لأي خلاف دستوري أو حكومي في المستقبل .
لقد رغب الشعب المصري بهذا التصويت المتقارب أن يقول بأننا لسنا أبداً مع إعادة إنتاج أفكار إستقوائية وإقصائية جديدة حيث تدلل النسب وتدفع بإتجاه وتذكر أن هذا النجاح الديمقراطي لم يأتي نتاج شعارات رنانه وأنه جاء جهد لامس غالبية الشعب قد بذل في السنتين الأخيرتين بثبات أدى في نهاية المطاف إلى تحويل البلاد من ظلمات الإستبداد إلى نور الديمقراطية الأمر الذي يعكس حجم الثقة وخطورته خصوصاً عند الأقليات لسياسات يحاول البعض رسمها دون مشاركة الآخرين أو الأخذ بالاعتبار أن هناك مكونات أخرى للوطن .
عملية البناء أهم وأصعب من عملية الهدم لأن بناء الدولة الحقيقية هي ذلك الذي يبدأ في بناء الثقة وتكوين الأنسان المصري .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن
- القيامة بصياغة بشرية
- توهموا الصغار بأنهم أنداد للكبار
- قبيحة وتزداد قبحاً
- عواصف تخلع النوافذ بعد الأبواب
- انتحر الحب
- الجميع متهمين على أن تثبت براءتهم
- بافلوفية
- أحياء لكنهم شهداء


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الطرف لثالث