أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المياه العميقة تمشي ببطء














المزيد.....

المياه العميقة تمشي ببطء


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المياه العميقة تمشي ببطء
كتب مروان صباح / قد يكون الضحك في عصرنا بات شبه معدوم في حين يسير نحو الانقراض دون أن يلاحظ هؤلاء الذين امتازوا بهذه الصفة بأنهم يفقدونها تدريجياً لدرجة أصبحوا يخافون على ملامح الوجه من الإخفاق في إعادتها إلى ذات الوضعية ما إذ ضحكوا ولكوننا جئنا في عصر تداخلت الحدود الفاصلة وبات الفصل يحتاج مهارات من نوع مفقود لتطفو الهزائم والنكبات والإنزلاقات على المشهد العام لحد لم يعد ينافس تلك الصورة إلا الثورات التى علقت الشعوب أمالها المستقبلية عليها وما تبعها من إنفجارات للمكبوتات كان مسكوت عنها في الماضي إلا أن تحريكها جعل المسألة بالغة التعقيد من حيث تفكيكها وإعادة تصويبها من جديد إلى الطريق الصحيح فمن عاش لحظة الشعور بالانتصار على الاستبداد يخوض معركة المديونيات بفائض الربا التى خلفهما المستبد على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فقد تكون في السابق مستنقعات حُفرها مخفية غير مرئية بالعين المجردة ولضعف التحصين التربوي وهشاشة المراحل بات الإنجرار إلى الهاوية فُرّصّهُ أوسع .
مازلنا نراوح ما قبل البداية رغم سقوط رأس الهرم الذي تسلح ببعض المساحيق التجميلية بالإضافة للعمليات الاستثنائية في تخبئة انتهاء صلاحيته حيث لم نصل إلى المرحلة التأسيسية الأولى التى لا بد أن تشهد محاولات التغيير في المفاهيم المتعلقة بالدولة السائدة ، أبوية الاسم عرجاء الفكر فقد شهد العالم العربي محاولات اتسمت من أولها بالضعيفة وعدم الجدية حيث تشكلت دول تطلعت للحداثة بعد خروج المستعمر إلا أنها جاءت بعد مخاض عسير بالرخوة ثم الفاشلة رغم الوعود العظيمة والشعارات الكبيرة لتتوجها بالاستباحة مما دفع الأنظمة للهروب إلى الأمام والارتطام في الحائط وتعرقلت جميع المساعي السلمية في نقل السلطة بطريقة سلسة لتعطي مجال أسرع من إرساء النهج الديمقراطي التى من خلاله يؤسس لركائز غائبة .
ما حصل في تونس ومصر وليبيا هو فائض الشقاء والفقر فالكيل عندما يطفح لا تنفع معه الإصلاحات الترقيعية لأن من أسقط هذه الأنظمة يعتقد بأن المسافة بين ما كان يحلم وما أنتهى إليه الواقع كانت صادمة والوعود كانت باهظة قياساً إلى أدوات الوفاء بها ، فلكل دولة خصوصيتها لكنهم توحدوا في ذات البؤوس رغم أن المرحلة الانتقالية شهدت تغييرات حقيقية أدت إلى انتخابات شفافة قال الشعب كلمته دون أي تأثير على قراره ، لا يمكن أن توصف المدة الزمنية بعد الانتخابات بالتباطؤ أو التلكؤ المقصود رغم حسن النوايا عند الأطراف إلا أن هناك واقع ليس من المنطق السكوت عنه دون تسجيل بأن القاطرة غير قادرة على جرّ المقطورة إلى الاتجاه الذي به تتفاعل جميع القضايا رغم أن التعويل كان كبير على الأحزاب الإسلامية وخصوصاً في تونس بعد ما أن تمكنت النهضة في خلق مناخ وسطي أنطوى تحته أغلب التيارات على اختلاف توجهاتها إلا أنها في الحقيقة لم تخرج الأمور من الشكليات بل تبدو أنها اُستغرقت لحد التياهان وباتت ساحات سيطر داخلها الكلام وفاض دون أي نوع من تحقيق الأهداف بحيث اقتصرت الرؤية في إعادة إنتاج الماضي على الشكل التقليدي المحروم من التطور والأفاق مما احدث جمود في الميكانزم الحركي للنظريات عند أول اختبار لحجم الأعباء المتراكمة التى تتطلب قوة دفع بالإمكانيات إلى انتزاع الحاضر من الماضي المقيت ، لكن هذا يحتاج ممن هو قائم اليوم أن يستثمر الطاقات الداخلية قبل اللجوء إلى المساعدات الخارجية بالاعتماد عليها بشكل مفرط حيث يتحول الانتظار هو سيد الموقف وليس من العيب أو الحرام أن تلجأ الأحزاب الإسلامية إلى طلب العون ممن لديهم خبرات في مجالات تغييب عن المنتخبين ليكونوا أدوات نجاح في المهمة الملقاة على عاتقهم دون الخروج عن شروط بنود العقد المبرم ، لأن رخاوة الحالة تنبئ حجم تراخي مفاصل الحركة وباتت عرضة مرة اخرى إلى التفكيك حيث يتيح القائم لكل ما تأجل من المكبوتات في باطن الأرض أن يندلع دفعة واحدة كي يتحول كل ما تركه المستبد المخلوع عبر العقود لحكم شمولي من طبائع إلى صنائع وتتراجع الحالة من نهوض إلى إدارة أزمات وتتفاقم ظاهرة البطالة ليصبح معدلها يفوق كل التوقعات وتلامس 50 % وبتصاعد مستمر بل يتعاظم الغلاء المعيشي المرتبط في السوق العالمي دون أي معالجات جدية للعملة الوطنية التى تقف عاجزة أمام القوة الشرائية لتزداد الطين بله ويتساوى من يعمل ومن لا يعمل ، هذه الجماهير التى زحفت نحو الخلاص تشكلت المعارضة منها ومن الصعب أن تقتنع بفرضية التمهل وإعطاء الفرصة تلوى الأخرى دون أن تستشعر بالنمو الطبيعي ليحقق غاياتها المستقبلية لأن هذا النوع من الأحاجيج اليائسة تنتمي بكل تواضع إلى الماضي المرفوض ولم تعد قادرة على مخاطبة أحد .
لا تكفي الأمنيات وحدها وإن امتلك البعض نظريات مصحوبة بنوايا تدل على قراءة المستقبل لكنها عاجزة التطبيق لأنها تبقى أحادية البعد وناقصة إذا ما كانت عرجاء ومن الطبيعي أن تمشي المياه العميقة ببطء وأن يستغرق وقتاً للعبور إلى مناطق نظيفة خالية من المستنقعات فثمة عناصر لا بد أن ينتبه لها من يتحكم بقيادتها فهي حاصل جمعها وتفاعلها سبباً لقوة المجتمع مقابل عناصر تمتلك من التضخم الكلامي الذي يصل إلى درجة الطرح فتصبح بدلاً من جمعها إلى تفتت وتفكك .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه
- الطرف لثالث
- مرحلة لا بد من قطعها كي يعاد العقل إلى عقاله
- الخطأ يتحول إلى خطايا
- الخطوة تبحث عن مغامراً
- فلسطين الديمقراطية فيكِ عرجاء
- احتشادا وتأهب
- لعبة التكامل والابتزاز المتبادل
- وزيراً في الصباح وغفيراً في المساء
- المزهرية الفارغة يثرثر فيها غياب الورد
- جنرالات استبدلوا الشدة بالفتحة
- عادات كرسها متنكرون
- التنكر في زمن الانتخابات
- المقابر فاضت وابتلعت المدن


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - المياه العميقة تمشي ببطء