أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن















المزيد.....

اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن
كتب مروان صباح / كان من المتوقع بل من الشبه المؤكد بأن الثورة السلمية التى بدأت قبل ما يقارب العامين في محافظة درعا أن ينتهي بها المطاف بالتحول إلى ثورة مسلحة نتيجة الضغط الهائل المضاد لآلة القتل المتعمد التى امتدت أذرعتها نحو الأبرياء مما دفع بأغلبية مكونات المجتمع على اختلاف أفكارهم أن يشاركوا في اطاحت هذا الديكتاتور الطُفيلي دون أي إنكار للدعم الذي يتدفق وجاء بعض الشيء متأخراً من أخواتهم بالقومية والنسب حيث حركهم شدة المشاهد والروايات التى نقلت عبر التلفاز أو الفارين من الجرائم المؤكدة ، لقد أدركوا القائمين منذ اليوم الأول بأن نظامهم مهدد ما إذ استمر الحراك السلمي وسوف يُطيح بهم لا محالة ، لهذا كانت ردود افعالهم ضمن منطق الحسم الناتج عن القتل بالجملة لتخويف من يفكر بالخروج ضدهم ، إلا انها جاءت معاكساً تماماً لِرغباتهم حيث تقدم بشكل مفاجئ انشقاقات مبكرة داخل الجيش التى رفضت دون أي تردد جميع الممارسات التى وقعت وستقع بحق الشعب مما جعلها أن تسعى في بلورت وعلى الفور وسريعاً قوة مضادة امتلكت سلاحاً كان برفقتها بسب مواقعهم المختلفة واستطاعت تحويل بوصلتها باتجاه من ضللها طيلة الفترة السابقة ، الأمر الذي أراح النظام الأسدي في الإمعان لروايته للمجموعات الإرهابية التى تسهل له التوغل في عمليات الإجرام المرتكبة بحق أفراد أو جماعات دون أن يضع نفسه في إطار المساءلة أو اللوم الإنساني بحيث استمرئ قضية التبريرات المتتالية التى دفعته مضطراً إلى استخدام القوة المفرطة بوجه المسلحين لكنها في النهاية يدفع ثمنها المواطنين العاديين الذين يلتزمون البيوت أو إن كانوا يحملون يافطات يسعوا من خلالها إلى الحرية التى لم يمهد لها أي فكر مسبق بل ارتكزت العملية منذ البداية على الفطرة البشرية التى تبلورت لحد الفطام .
ينتقل النظام بخطوات متسارعة هي أقرب إلى الجنون كي يحاكي المتغيرات التى تحصل على جغرافيته دون أن يحرز أي نقاط تسجل لصالحه رغم الدعم الواسع الذي يتلقاه من حلفائه شهود الزور لتكتمل الجريمة ، لكن يتبين بأن ما من مفر من قتل الشهود كي تتكشف الجريمة حيث يسعى ومن في سفينته بشتى الوسائل تصدير أزمته العميقة إلى الخارج وخصوصاً بعد ما فشل في أكثر من حلقة إلا أنه بدأ يبحث عن الحلقة الأضعف لبنان بهدف تخفيف عنه شعور الاختناق المتصاعد ، جميع المحاولات بهذا الاتجاه باءت بالفشل لأنها تتسم بالتقليدية التى يصعب تمريرها حيث لم يعد يمتلك غير السيناريو الوحيد في جعبته هو تقسيم البلاد إلى دوليات كي يحافظ على بعض ما تبقى من نرجسيته الجريحة وبقايا نظامه المتصدع لتتكسر شعاراته الجريحة تحت أقدام الثوار النازفة بالدماء ولتسقط تلك المشاجب التى علق عليها وحولها حقبته ثقيلة الوطأة على كاهل الشعب التى بها اهدر كرامته لتتكشف عند الاختبار الأول حقيقية كل ادعاءاته التى بنى عليها شعارات كاذبة كان فقد يتوارى خلفها كي يستمر في نهب البلاد واستعباد العباد التى أصدع رؤوس الناس بها ، لكنها انهارت المتواريات وبدأ يتراجع ومن معه إلى حدود مسقط رأسه مصطحب كميات كبيرة من الصواريخ الكيماوية بالإضافة إلى النخبة من قواته الخاصة التى لم يعد لديها أي فعل أخر إلا توظيف جميع اساليب الشيطنة في دفع القانطين في مدينة اللاذقية وريفها من أهالي الطائفة السنية بالنزوح إلى العاصمة والمدن الأخرى بشكل قسري بهدف تفريغها من أي تجانس واختلاط في المستقبل ، ولم يتوقف المسلسل التقسيم عند هذا الحد رغم تظاهر النظام لعكس ما يجري على الارض واستمراره بالادعاء بأن السماء توحد الجميع والأرض تجمع من عليها إلا أنه قام بسابقة خطيرة تعبر عن مدى حقده المبيت والمؤجل التى افتضحته الثورة عندما لجأ دون أن يدلي بأي تصريح رسمي بذلك حين سلم القوات الكردية الموالية لرئيس العراق طالبني حليف التاريخي لنظام الأسدي ولإيران والتى تربطه علاقة استراتيجية مع المالكي رئيس وزراء العراق ، مناطق واسعة تغلب عليها الأكثرية الكردية التى عانت لسنوات طويلة بشكل مقصود من الاضطهاد وعدم الاعتراف بأدنى الحقوق والنقص الدائم للخدمات مما ضاعف المكبوتات التى دفعت من فيها بتفكير على الدوام بالخلاص والإنفكاك بأي ثمن يتاح لهم لتتحول القومية من نعمة إلى نقمة وعبء يكرهونها بفضل من كان يحمل رايتها ومارس من خلال سياسته الرعناء الخراب والدمار داخل الإنسان العربي السوري .
يضطر النظام الأسدي ومن تبقى معه من مليشيات ليست أقل دموية منه إلا أننا نحمد الله أنها فقيرة الإمكانيات ولولا هذا لكانت فعلت اضعاف ما يُفّعل إلى التشبث بمواقفهم حيث أخذتهم العزة بالإثم نتيجة تصلب الشرايين التى يتدفق الدم إلى الأعلى التى جعلتهم أن يقرروا بوضع عصابة على الدماغ قبل العين حتى لا يرى إلا محورهم الخالي من سجل القناعة بالديمقراطية وحرية الفرد واحترام الإنسان كإنسان حيث تفانوا في تحويل المطالبة بالحرية وإسقاط الاستبداد إلى حرب كونية تستهدف الدولة ونظامه على الأخص دون الآخرين كأن من سبقه بالسقوط من زملاءه بالديكتاتورية كأمثال بن علي ومبارك والقذافي وصالح لم يكونوا في وقتها ضمن المعادلة الكونية ، لكنه كما يبدو بات يتخبط في مواقفه كالفيل الذي أفقد هدوءه بسبب انسلاخ الشعب من خنوعه وبدأ يهدم كل ما يأتي في طريقه بهدف تطوير سبل النجاح في تطويل أمد بقاءه لفترة أطول مما اضطر أن يستدعي وبشكل واضح اعضاء محوره كي يساندوه في قمع الثورة والتى تأخذ بالتطور بعد زيارة السيد المعلم وزير خارجية عائلة الأسد إلى طهران وبغداد بهدف تذكير الدول الداعمة للمعارضة بأن إذا ما تطلب الأمر فنهاك معاهدة دفاع مشتركة بين سوريا وإيران التى يمكن أن تُفعّل في أي وقت أرادوا ذلك ، فيما تناس المتحالفين بأن المسألة خرجت من نطاق الدولتين لتستقر بين بلد قائم وعائلة مستبدة وظيفتها اليومية قتل الشعب السوري في حين لم تبدي إيران للأسف أي موقف إنساني اتجاه الشعب المنكوب ويقتصر دورها وهمها الأول والأخير محافظة على استمرا حكم عائلة الأسد وطائفته بأي ثمن حتى لو بلغ ذلك الثمن قتل كافة أبناء سوريا وحرق وتدمير كل ما هو قائم من بناء معماري أو غيره .
وغدا حال الأسد أكثر سوءاً بكثير اليوم من قبل عام رغم اللغة التى يحاول تسويق صورتها الزاهية من الأوضاع متجاهل أن اعداد هائلة ومتزايدة من الجيش والأمن وكبار الموظفين أعلنوا انفكاكهم تماماً من الجريمة المتواصلة بالإضافة إلى حلقته المصغرة التى قُتلت في أعقد استدراج مفخخ أدى إلى شطبهم عن الخارطة الأمنية ، ناهيك عن انشقاق الرجل الإداري الثاني في رأس النظام والعضو البارز في الحزب البعث رغم ادراكنا للمساحة الصغير التى تتمتع بها رتبة كوزير الأول بعد ما أُتيح لرجل أن يشكل فرار مع جميع أفراد عائلته من الدرجة الأولى إلى عمان التى أخذت منه بعض الوقت كونه يعلم يقيناً بأن المتروك مقتول لا محالة لكنها ترسل دلالات واضحة بأن النظام لم يعد يسيطر من الناحية الأمنية والمعلوماتية حتى على رموز نظامه مما يعني أن قوته تتراجع في كل دقيقة وتقتصر على رجال ينتمون إلى الطائفة العلوية وبعض من تورطوا إلى حد الجنون بالإضافة لغرفة العمليات القائمة منذ اندلاع الاشتباك المسلح التى تديرها أعضاء مشتركة من الروس والإيرانيين وحزب الله مهمتها توفير له كل ما أوتيت من امكانيات كي يسترد مدينة حلب لما تشكل من الناحية الجغرافيا والاقتصادي أهمية بالغة للنظام والتى يدرك بأن خسارتها ستتيح للمعارضة إعلان حكومتهم الجديدة إلا أن الرياح تأبى التماهي معه بفضل الحاضنة الشعبية التى تقف مع عناصر المعارضة في ذات الخندق مما جعل للسد المنيع أن يتعاظم أمام تقدم آلياته التى باتت تفقد أهميتها رغم حداثتها الأمر الذي اضطر أن يستدعي أخر ما يملك من احتياطاته هو الطيران الحربي لكن بشكل انتقائي لعلمه العميق بأن ليس صعباً أعطاء الأوامر لطيارين بالإقلاع لضرب مواقع تساند كتائبه على الأرض لكن ليس هناك ما يؤكد عودة من اقلعوا ، لهذا تعي قيادة كتائب الأسد جيداً ومن يقف وراءها بأن الحال لن يطول إذا ما لم يتم حسم الوضع لصالحها في الأسابيع القادمة لأن التأخر يزيد من الفرص بالانشقاقات بل ستكون أشمل وأوسع وستلامس فئة لم تتجرأ بالإنفكاك بسب الخوف الذي تحول إلى فوبيا لكن حسم معركة حلب لصالح المعارضة سيعطي دافع قوي لتلك الفئات بتحرك ضده .
جميع المقدمات المبنية على الاستقراء والتى تبتعد عن الأمنيات والتنبؤات تدلل بأن اندفاعه المميت باتجاه حلب يدرك بأن خروجه منها سيفقده بالتأكيد العاصمة الدمشقية وستكون أسهل من المدن الآخرى لكبر مساحتها وتنوع سكانها وإمكانية إقامة دوائر محصنة للمعارضة ، لقد قُرع من الأجراس النذير ما يكفي لأن يثقب طبلة الأذن ويخترق حتى الجماد إلا أن النظام مازال يضع بدائل باتت مكشوفة لكنها قاصرة ، إذ ما اضطر أن يتراجع نحو حدود مربعه التى تغّلب عليه الأكثرية العلوية بهدف تشكيل الدولة العلوية حيث تلقى ترحيباً من بعض القوى العظمى والإقليمية ، لكن المسألة ليست كما يتصوره في المتخيله بقدر ما هي تتعلق بإرادة الشعب السوري بجميع مكوناته المتعددة وعلى رأسها الطائفة العلوية التى قرفة من تاريخ لا يعرف إلا الجرائم المتوحشة ولم يعد أحد يستطيع أن يكون جزء من تكوينه الجديد ولا القديم ، حيث يخطئ تماماً من يعتقد بأن من يكره نفسه يكمن أن يتوقع منه حباً للآخرين .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف المشوهين
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اجراس تكفي لأن تثقب طبلة الأذن