أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحالف المشوهين















المزيد.....

تحالف المشوهين


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3820 - 2012 / 8 / 15 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كتب مروان صباح / كما يبدو الواقع بأن المرء يسقط من على عتبة الحياة قبل أن تطأ قدمه أرضها أو تلامس يده ترابها فما نتائج بلا مقدمات حيث تدلل جميع المقدمات بأن من هو قائم على تربية القادم ليس بالكفاءة المطلوبة على الإطلاق ، لهذا نرى بأم أعيننا لأنماط سائدة تحولت إلى سلوك بارزة في المجتمعات حيث يحملها العديد من الأشخاص المدجنين إذ ما كانت الأغلبية كأنها عملية إجلاء وتجميع البشر ضمن مساحة تتوسع شيئاً فشيئاً مقابل حلقة تضيق لدرجة الانقراض ولم نبلُغ للأسف من الجرأة ما يكفي كي نشهر الخناجر بوجهها رغم أنهم يعترفون في نفس الوقت بخطايا الخنوع وبالتالي راضون بالثمن الغالي الذي يؤدونه من الرصيد كرامتهم وسمعتهم ، بحيث يتعاملوا مع الواقع المتدني بأنهم جاءوا إلى هنا مأمورون لم يكن بوسعهم الرفض أو الاختيار ، لهذا ينطلقون من هذه القاعدة العرجاء ليستمروا في تعليق الإخفاقات على مشاجب هزيلة تتوسع في كل يوم حتى لامست أغلبية العقول إن كانوا من تلك الفئة المندفعة نحو القفز السريع أو تلك البطيئة كالسلاحف لكنها سهلة التغلغل في الحياة بأشكالها وحولت الناس من قيمة فكرية تمتاز بحملها العقول إلى ارقام عابرة دون أن تترك أي آثر إيجابي على ألإطلاق .
في الغالب تعيش المجتمعات العربية على اطلالها منقطعة التواصل مع حاضرها كأن الماضي منزوع من الحاضر بل حاضر لا يحمل إلا تشوهات الماضي ، هذا ليس إنكارا للتاريخ أو عدم اعتراف بإنجازات أسلافنا بل هو أقرب إلى العتب على الذات واستقراء للواقع التى أدى إلى اسباب الانقطاع رغم عدم توقف الكثير من زرف الدموع على الماضي دون أن يحرص في توفير قليل منها لما يؤسس في مكان مجهول لكنه جديد يتطلب مع اكتمل الدورة طاقة إيجابية لعناق دافئ ، بيد أن الظواهر السلبية تطفو على المشهد الاجتماعي ليصبح هو المكون الأساسي للأفراد في الأنماط والسلوك حيث أُجهضت جميع العناصر والمكونات التى يمكن أن تساعد في نهوض الأمة حضارياً من خلال عمليات توصف بالماهرة التى استطاعت تفكيك المنظومة الأخلاقية التى قامت عليها في السابق لِتسقُط تدريجياً جميع القيم وتزور الأبطال التى تشبه تماثيل الثلج ما أن تنتهي من صنعها حتى تبدأ بذوبان مما يجعل الأمور تتشابك لدرجة تنعدم المناطق الفاصلة بين القدرة على تمييز الأفكار التى تطرح والحقائق مما سارع هذا الخلط للحابل بالنابل في انهيار المعايير لحد لامست العقول التى في الرؤوس فتقدم الجاهل على أنه الأعلم والأقدر ليتصدر الرأي العام بالإضافة للمال وجميع مناحي الحياة من دوائر تسيل أمامها لعاب الطامعين الذين يصيحون على ذبابة بهدف الحصول لأي فتات يعتاشوا منها الذي يمكنهم بالتلذذ بالاستعراض الفارغ ، مما أتاح بكل سهولة أنتاج تابعين اشباه انعدمت آدميتهم بشكل انصهاري لما يحملون من مقومات غرائزية تفتقد للكابح فأصبح ليس شكلاً بل مضموناً يطأطئون الرؤوس وإن كانوا من أصحاب القامة يغرزون رقابهم بين الكتفين ويؤنثوا اصواتهم رغم جهوريتها ويقوسوا أرجلهم أمام سيدهم القصير بل يجتهدوا في اقناع مروضهم بأنهم الأقبح كي يستريح بعض الشيء ، وكل ذلك التفاعل بين الطرفين بهدف إقامة علاقة المراد بها شريطةً أن يضع المرء عصابتين الأولى على الدماغ والأخرى على العينين بحيث لا يرى ما ليس يروق له .
الأنكى من كل ما تقدم لشخصيات جريحة أنهم يلعنون الفساد ويلهثون وراء الفاسدين كأنه مجهول النسب فيتحولوا أقنعة في حفلة تنكرية بأشكال مختلفة وأماكن متعددة ليحلوا في المؤسسات والشركات أو المراكز معينة لكن الحقيقة هم أقنعة يتوارى خلفها تلك الفئات المتحكمة التى تحالفت مع الأنظمة الاستبدادية مما سهل احتكار مفاتيح الأقفال للقنوات المغذية التى تتعلق بالحياة وبشكل مقيت بل لا يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث يسعون إلى توريط أقنعتهم بالمزيد من قرفهم المزدوج معاً بزيجات التى تنؤ سلاسل من الجبال حمل ماضيهم بالإضافة لفسادهم الممتد في مناحي الحياة لتصبح العلاقة ذات عمق يصعب فك التشابك لِما تجزر من حيثيات نعلمها او تلك التى تبقى خلف الجدران أدت إلا انتاجات ملموسة وحقيقية أصبحت من الصعب رفضها حتى تلك التى يسدل الستار عنها لاحقاً رغم مهارة التلون الحربائي في التخبئة لسنوات من الذنوب التى اقترفت في الماضي الأسود لكن عند كل ورقة تسقط تتبخر الفاجعة على الفور أمام واقع الانتفاع والمصالح الضيقة .
أجمل ما يتحلى بها هذه الفئات من القدرات هي التبصر في انتقاء بيادقهم المنتحرة على شواطئ اطماعهم التى نادراً ما تسجل إخفاقات أو تحدث قلاقل تؤدي إلى مفاجآت تقلب الطاولة على رؤوس منتقيها لِما يحملوا من مهارة التدجين والقدرة على غرز في داخلها صفات التأقلم الحربائى في التلون حسب الحاجة والمرحلة بل تذهب بهم الأيام وتراكمها من الخنوع إلى أبعد من ذلك حيث يتحولون إلى مرايا لأسيادهم يمارسون ما مورس بحقهم من تنكيل أدى لتشويهم لكنها تبقى ضمن خبرة وإمكانيات أقل مما يؤدي إلى اسقاط وابلهم على ضحاياهم الجدد لنكتشف بأن الضحية لا تتعاطف اطلاقاً مع توأمها ، وبعيداً عن لعبة السقوط المتبادل وما يلفت الانتباه لهؤلاء إن كانوا إناث أو ذكور تعاملهم اليومي مع الآخرين ممن يحملون في تربوياتهم من الأدب والأخلاق الذي يسمح من خلالها أن يتسلل المتسللون ويطمعون بالتفكير بأن هؤلاء مساكين لدرجة الهبل وعلى غير دراية بما يحصل داخل دوائرهم المتكسرة على شواطئ الذل والإهانة والانحطاط ، حيث لا يستشعرون بأنهم اُسقطت وجوههم قبل أقنعتهم ، إلا أنهم يستمرون بالحياة ضمن رهانات قاصرة مما يتيح لهم بممارسة الاستعلاء الفارغ الناجم عن الشعور بالتفوق للعق الأحذية والاستجداء ، متناسيين بأنهم مكشوفون إلى النخاع .
الأنكى من ذلك عندما ترخي أُذنك كي تستمع لأحاديثهم أو يفرضون أنفسهم عليك تجدهم يتناولون المواضع الأكثر أخلاقية مطالبين بمحاربة الفساد والمفسدين في عملية شيطانية تهدف إلى زج أسماء مدجنيهم كأرقام تصلح كبدائل لرسم سياسات الحاضر ومصائر الاحفاد رغم تساؤلات الآخرين المشروعة عن أصل العلاقة التى تربطهم ببعض ليتقدم الجواب بأنهم أصدقاء العائلة .
لقد قمت مؤخراً بتجربة بعد ما دعوت أحد أقربائي لتدخين السيجار الكوهيبي وآكل الكافيار في منزلي بالعاصمة الأردنية عمان الواقع على تلة الرابية حيث احضر البواب قبل مدة صرصار من الحجم الكبير وقمت بوضعه في صحن عريق مع بعض الحبات من الكافيار الأحمر ثم وضعت الصحن وما يحمل من حبات الكافيار على السجادة من نوع تبريزية محاكة بالنقشات والألوان التى تزيد عن 150 لوناً طبيعياً نباتياً حيث تزداد سعرها سنة بعد سنة بفضل بريقها ولمعانها مع الزمن ، بدأنا نراقب ما سينتج بعد كل هذه الإعدادات التى توفرت بهدف تغيير سلوك الغذائي لصرصور ، ونحن ندخن السيجار ورائحته التى تفوقت على الجو العام تابعنا عن كثب مراحل الانتقال المتوقعة ، حيث تراجع إلى الخلف ثم استدار تاركاً الكافيار وهبطَ من الصحن إلى السجادة التبريزية ثم توجه بخط سير دون ان يُحيد عنه رغم تعدد الغرف ليستقر في المرحاض ، مكانه المناسب ، فنظرت إلى من شاركني التجربة وقلت لا تحاول يا صديقي مع الصراصير أبداً .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين قسوة العربي على توأمه والعدو
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - تحالف المشوهين