أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين قسوة العربي على توأمه والعدو















المزيد.....

بين قسوة العربي على توأمه والعدو


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3818 - 2012 / 8 / 13 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين قسوة العربي على توأمه والعدو
كتب مروان صبا ح / لم يتبقى لدى الفلسطيني من عناصر القوة التى تمكنه بالاستمرار في حلقات التفاوض بذات الحيوية التى ابتداء بها حيث توفرت من الإمكانيات والظروف التى جعلت خطواته نحو العملية السلمية ثابتة دون أن يستقرأ المستقبل وحجم المتغيرات الممكنة التي تطرأ على الموازين القوى والتى بالفعل أدت إلى تكبيله بقيود كانت تفترض أنها ثانوية لا تستحق التأمل والتأني ، إلا أن تفاصيلها كان من باب الأولى بحاجة أن تتشبع بالوقت و الاستقراء والتحليل والبحث عن الحقيقة كي توضع جميع الاحتمالات التى يمكن أن تتفجر لاحقاً أدت إلا ما هو عليه اليوم من شعور بالغربة والخذلان ، لكن الهرولة الساخنة المصحوبة بجملة ضغوط مهدت الطريق نحو الانزلاق إلى الهاوية دون أن تُدّفع بالبدائل ضمن استدعاء الإحتياطات المخزنة عند الزوم بشكل يوفر الحماية لمشروع فُرض أن تنفذ بنوده على مراحل غامضة .
جاءت هزيمة 1967 م مباغتة كالصاعقة أدت إلى انقلاباً في المفاهيم أو في أحسن الأحوال إذ كنا نريد أن نبرر الواقع تراجع الشعارات ألرنانة حيث تعاقبت من بعدها حرب الكرامة وأحداث أيلول مما دفع القائمين من مختلف الأطراف أن يستشعروا بأنهم منقطعين عن العالم ولا بد من فتح قنوات تحافظ على المكتسبات ، فقد لا يُصَدّق التحول الإستراتيجي بعد عام 1974 م من حيث التكتيك الذي طرأ على م.ت.ف لكن من خرج من تلك المعارك وعمليات الاستنزاف كان مصيره أن ير ما هو أبعد وأعجب لسلسة متغيرات وصفت بالبراغماتية الخالية من المبدئية التى تعاملت مع إستعاب المتغيرات لرحيل عبد الناصر وانقلاب السادات على سياسات ثورة يوليو بالإضافة إلى ما حلّ بالجامعة العربية لمزيد من التفكك والتباين بالرؤى وتحويل البوصلات التى نتج عنها استغراق في لهيب الوحل العراقي الايراني التى جاءت بعد اجتياح الليطاني لجنوب لبنان بهدف قياس منسوب القوة العسكرية للثورة الفلسطينية والحركة اللبنانية ومدى تحملها ومرونتها على الأرض المحروقة وانعكاس القوى الإقليمية أمام الحدث حيث كان يمهد الإسرائيلي لاجتياح أوسع والهادف في انتزاع المقاتل والبندقية الفلسطينية من محيط الشريط الحدودي لجغرافية إسرائيل وإرساله إلى جغرافيا تقل اهتماماتها بقضية الأمة المحورية وترتفع اهتماماتها بشكليات الحياة التى غاص بها المقاتل مما كرس عزلته ومحاصرته داخل خيار وحيد هو المفاوضات دون الارتكاز على أي قوة خاصة تستطيع استعمالها في الغرف المغلقة التى كانت تدار بها عمليات التفاوض بحيث تقدمت في تلك الحقبة الشؤون الخارجية الفلسطينية على الدوائر العسكرية المنزوعة الدسم بعد ما تشتت في بقاع الأرض وأصبح الاهتمام مُنّصب في تلك القناة دون الغير معتمدين أولاً وأخيراً على علاقات الأنظمة العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية في انجاز التسوية التى تؤدي إلى انسحاب لقوات الاحتلال من الأراض العربية مقابل احياء عملية السلام والتطبيع وإنهاء الصراع بشكل نهائي ، لكن في ذات المكان كما أظهرت لاحقاً الوقائع كان يؤسس شيء شبيه لكنه أكثر تنظيماً والتزاماً وقد استفاد من العبر و الإخفاقات بشكل عميق للتجارب التى مرت بها الثورة الفلسطينية ، بل يمكن أن نقول ما هو أعقد من ذلك ، فلمكان لا يقبل الفراغ على الإطلاق لهذا حلت ظاهرة حزب الله كامتداد طبيعي للثورة الإيرانية وكوريث مسلح للثورة الفلسطينية بينما من الجهة الاخرى أدى الاستغراق العميق للخارجين للتو من أرض المعركة في اتاحت المجال للإخوان المسلمون إنشاء الذراع العسكري حماس داخل الأراضي الفلسطينية بعد أن تفكك ذراعها السابق في افغانستان الذي اصبح لاحقا له امتدادات خارجية إن كان على الصعيد التنظيمي أو المجموعات المسلحة والخاصة ، ومن ثمَ تفاقمت حالة التضعضع التى شهدتها بشكل أكبر الحلف العربي لدرجة التفكك نتيجة تحريك ملف الديون العراقية التى سببت بحرب ضده وحصاره وإخراجه من التأثير الدولي بعد ما أُنهك تماماً في الحربين وتحول إلى قوة فارغة من مضمونها ليصبح كالتمثال الثلج ما إن أشرقت الشمس حتى يبدأ بالذوبان والتلاشي الذي دفع العرب وخصوصاً م.ت.ف الذهاب باندفاع إلى مؤتمر مدريد مكشوفين الظهر والساقين حيث اضطروا القبول براعي وحيد لعملية السلام مع يقينهم بأنه حليف الدولة العبرية ويعتبرها بوابته الأوسع التى تطل على الشرق الأوسط خصوصاً بعد ما أنجز مشروع تفكيك الإتحاد السوفيتي إلى دوليات وأصبح خارج الفعل والتفاعل .
تناسى الفلسطيني بأن إسرائيل لا ترتكز إلى التاريخ في احقاق الحق بقدر ارتكازها للأسطورة التى اعتمدت على الميديا وأسلحتها النووية وحرصها الدائم بالتفوق كدولة حديثة حيث تعددت أقنعتها لكن وجهها الحقيقي المعهود هو الحركة الصهيونية العالمية التى توارت فيه خلف حداثة الدولة المدنية ، بينما أدركت من حيث تعلم أهمية الفرصة التى يصعب تكرارها مما تطلب منها التنازل الوهمي حيث أظهرت أحد الوجوه المدخرة في خزّنتها السوداء كي تكتمل اللعبة المتبادلة مع الولايات المتحدة من خلال حفل أقيم داخل البيت الأبيض في حديقته الغنية بالورد والأشجار الخضراء التى لمعة لها العيون تحت تغطية اعلامية فريدة من نوعها مهمتها أن تجعل ما تبقى من بقايا الوطن بأنه سنغافورا القادم دون الانتباه بأن العودة المبجلة بالأفراح والمظاهر التى تفوقت على الانتصار قد اُقرت على مراحل من حيث تسليم المدن والقرى وعودة المطرودين من اراضيهم فيما اعطى هذا الاتفاق بالمقابل للطرف الاخر بالتسليم الكامل بحقه بالأراضي التاريخية الفلسطينية التى تشكل الجزء الأكبر والأهم منها مقابل تفاوض على اراضي متنازع عليها بين الساكنين من الفلسطينيين والمستوطنين بما فيها القدس ، إلا أن سرعان ما بدأت آليات البناء من كِيلا الطرفين وخصوصاً في الضفة الغربية تهدف في المحاولات السيطرة على الأراضي بالأمر الواقع بعد ما تبين بأن التلكؤ الإسرائيلي في المفاوضات سلوك مقصود النهج مصحوب بعدم اكتراثها للمواعيد المحددة دولياً لكن حصة الفلسطيني اقتصرت داخل مربعات المدن دون السماح له التمدد خارجها أو التواصل مع بعضها البعض الذي دفع بالمندفعين إلى التراجع عن تنفيذ احلامهم بالإضافة لممارسة البعض في تهجير العقل والمال والإبداع نتيجة أنماط حملت في سلوكها نوعين من الماسوشية والسادية التى أنتجت حالة من الجنون مما اضطر الكثير ترك حقائبهم والفرار بجلدهم ، مقابل استيطان شهد انتعاش لم تشهده الضفة الغربية قبل أسلوا من شبكة طرقات سهلة في تحويل المستوطنات إلى مدن كبيرة قادرة على التواصل في عمق اسرائيل بالإضافة لحرصها في توفير ادارة ادركت انها تسابق الزمن في علمية تحتاج فقط إلى قضم الاراضي مع تواطؤ دولي صارخ مما أدى ذلك أن ينتج شريط زراعي أمني طويل في الأغوار تحول إلى قوة اقتصادية لا يستهان بها من حيث المردود لخزينة الدولة بما ساعد في تثبيت اقدام المستوطنين على الأرض وحولتهم من عابرين إلى أكثر ارتباطاً بها من خلال غرز البذور التى يراهنون بأنها تتنامى في كل زرع وحصاد ، بحيث تولّد شعور بشكل تدريجي لدى الغرباء أن هناك ارتباط يتعاظم في كل يوم يمر لما يكمُن من اسرار بين الإنسان والأرض .
رغم أن الفجوة بين المؤسستين الفلسطينية والإسرائيلية منذ البداية كانت كبيرة إلا أنها مع مرور الزمن تحولت إلى مرآة لما يملك الطرف الأخر من ترسانة نووية وأجهزة أمنية وجيش ودوائر متخصص في تسميم الوعي الفلسطيني الذي كان يُعتبر العنصر الأهم والوحيد المعتمد عليه في الصراع من أجل اعادة الحقوق المغتصبة ، حيث أنتجت بفضل تفوقها العديد من الأدوات اللاعبة لصالحها وقد يتضح ذات يوم أنهم قدموا خدمات جليلة بمعزل عن النوايا مقابل صفر لدى الفلسطيني الذي اخفق تماما في ايجاد عناصر قوة داخل المجتمعات اليهودية حتى تلك المتضامنة مع قضيته لم يستطيع استثمارها والتواصل معها بالشكل التى تعيد له بالفائدة والدعم ناهيك لفك الارتباط الغير معلن مع أبناء العرب الداخل ، لهذا ما يزال الفلسطيني يعاني من أمية مزمنة في قراءة أعدائه وما ينصبونه من أفخاخ في طريق المستقبل بينما تورط من حيث لا يدري وبشكل سلس وأشبه بالانزلاق الناعم من خلال النفخ الكاذب في متاهات الدوائر الإستراتيجية فأصبح رهينة الشهيق والزفير بل رهينة لما يحتاجه من امدادات كي يبقى فقط على قيد الحياة لينخفض تدريجيا سقف مطالبه وينتقل من البحث في القضايا الجوهرية إلى الفرعية الثانوية ويغوص مجتهداً في محاولات بائسة في تحسين شروط مناحي الحياة التى تتفاقم سوءاً يوم بعد الأخر ، قد يكون التشبيه الأنسب للحالة الفلسطينية بعد مرور ما يقارب 18 عام من الخد والهات على توقيع أسلوا هو التورط الإرادي لا غير لكنه كالأفاعي التى وضعت بأكياس إن لم يجدوا من يلدغونه يلدغون أنفسهم لفائض السم وبين ظلم ذوي القربى حيث عادوا كعادتهم من نصف الطريق وتركوه وحده يلاطم الامواج العالية المختلطة بزيت السفن وطائرات الغربية ليصبح العربي أشد قسوة على توأمه من العدو إذا أزفت لحظ الاختبار فهو أحياناً حاتم الطائي إزاء غزاته يذبح لهم الحصان والولد إذا تطلب الأمر بينما تحول الفلسطيني بنظرهم الذي لا يتعدى سقف مكاتبهم إلى جثة محنطة بالكاد يذكر عندهم أو بالأحرى في الأعياد الرسمية والخطابات الانقلابية .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فحم يتحول إلى ماس يتلألأ
- أهي البداية أم قراءة الفاتحة
- التحرر من عُقد النقص والتورط بالتقليد
- صفحات بلا فصول
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين قسوة العربي على توأمه والعدو