أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - صفحات بلا فصول















المزيد.....

صفحات بلا فصول


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3803 - 2012 / 7 / 29 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صفحات بلا فصول
كتب مروان صباح / بدأت تتزحزح القشة الهشة التى توارت خلفها لعبة التآمر المتبادل بحيث يتم اعدادها كالمعتاد بعيداً عن الأنظار في دوائر صفراء يصعُب للهواء التسلل داخلها وهي دائماً محكمةُ الدخول والخروج ومقتصرة على عينات انتقائية بارعين بمهمة احتفاظ للسرية والقدرة على التدبير كأنهم ارتبطت سلالتهم بهذه الدوائر فأصبح الابن يتسلم من الأب بهدوء دون أي شوشرة ، إلا أن الظاهر يختلف كلياً عن ما هو في الباطن وتختلف ايضاً عناصر اللاعبين الذين بدورهم يقيمون بأدوار مختلفة أقل تعقيداً وتتسم بالتنفيذية دون المساس بحيثيات الأصول ومنابع الأفكار لتصبح الأدوات صدى لتلك الغرف العتمة تتحرك ضمن خطوات محسوبة غير مسموح الخطأ إلا بحدود المتاح لتتحول المسألة لدى المتلقي بالغة التعقيد ومتشابكة وتتلاشي بشكل تدريجي المنطقة ما بين الظاهر والباطن .
ليس وحدنا تساءلنا عن السبب أو الدافع لإصرار روسيا في هذا الموقع أن تستعرض عضلاتها بهدف حماية الأسد في صراعه مع الشعب السوري بل هناك أسئلة تتزاحم عند أول خروج مُتلفز لسيد لافروف وزير خارجية روسيا لكنها بصمت دون أن تتعدى حدود الشفتين خصوصاً في الظهور الأخير حيث كان مطأطأ الرأس يدافع بسيف الخجل كأنه يدرك بأن العملية شارفت على الانتهاء ، طبعاً نتيجة المعلومات الإستخباراتية التى يمتلكها من حيث الكم والكيف لانشقاقات بالجملة وانهيارات بالمعنوية لأفراد الجيش الأسدي بعد ما تم دفعهم لقتل الناس دون اقتراف أبسط الذنوب بل أصبحت القضية إشهار هويات الصغرى والفرعية على الهوية الأم ، مما جعل منتسبين الجيش العربي السوري من يحمل منهم عقيدة القومية أن يعيدوا حساباتهم بما يتعلق بالبوصلة التى أخذتهم قيادتهم إليها ومراجعة تلك المشاجب التى علقوا مزاعمهم في محاربة الشعب الثائر ليفاجأ معظم الضباط والجنود بأنهم ادخلوا في لعبة القتل المتبادل لعائلاتهم ضمن توزيع شيطاني ليصبح أبن حلب يقتل في درعا والعكس صحيح والقضية بالأصل مجرد شعب نهض يطالب بإنهاء الاستبداد وكل ما يُرِّدون التغيير بمعنى الكلمة دون اساليب تنطوي تحت التدليس ، وأن ما طرحه النظام من مخاطر الحراك وصورهُ في قالب المؤامرة الكونية باستهداف نهج المقاومة وعملياته التى يقوم بها الجيش النظامي تقتصر داخل بعض المجموعات المجندة من الخارج تريد أن تعبث في الوطن ليتضح بأنها ثورة شعب اُستضعف وعانى لسنوات طويلة من العذابات بشتى انواعها بل هي تشبه لحد كبير بالثورة العربية التى قامت لذات الظروف ضد الخلافة العثمانية مما دفعت الطبقة التى تشكلت عبر العقود وتقاسمت الثروات والسلطة أن تطلق عبارات التخوين اتجاه الثائرين بينما لم يكن الخلاف اطلاقاً مع باب العالي يوماً من الايام حول نهج السياسي الذي يتعلق بالبعد الإستراتيجي للدولة وطموحاتها المشروعة في حماية جغرافيتها وتطورها في جميع الأصعدة لدرجة التفوق ، وقد حصل قبل الثورة محاولات حثيثة تنذر الدولة من التوقف بالإمعان في تجاهل مطالب الناس واحتياجاتهم المتطورة لكنها جميعها باءت بالفشل ، لهذا تحمل الثورة السورية ذات الهموم الاجتماعية والاحتكارية للسلطة والمال والقرار وإذلال عامة مواطنين الدولة بل تحولت جغرافية الوطن باختصار إلى مزارع لا قيمة لمن فيها غير الشقاء والبؤس والحرمان ، فالمسألة وطنية وأخلاقية بقدر ما هي سياسات خارج الحدود لهذا لم تعش روايته طويلاً لأنها عرجاء وناقصة وبات يشعر النظام تدريجياً منذ اندلاع الثورة بتعاظم الغربة بل هناك كما يبدو اعمق من ذلك هو شعور بعدم الولاء خصوصاً بعد عملية اغتيال ركائزه الأمنية ، بدأ يتنامى سلوك يؤشر بأن أن الأوان الهروب من سفينة الأسد الغارقة بدماء الشعب وثمة انشقاقات اخطر مما كان يعتقد النظام حيث انقسمت إلى أثنين الأول علنية والثانية مخفية لتصبح كالقنابل الموقوتة .
لقد دفعت الدول العظمى السوريين بكل ما اوتوا من دهاء سياسي ينطلق من أفكار شيطانية بهدف توريطهم بحرب أهلية حيث سبقها بعد سقوط نظام صدام تصاعد لحالة الاصطفاف والاشتباك اللفظي وعدة اغتيالات مرورا بحرب 2006 م التى مهدت في وصول اذرع ايران إلى المتوسط واستطاعت الإقامة فيه من خلال الحلقة الذهبية ، لكن تراجعت حدة العمليات بعد الاشتباك الكبير وتحول إلى هدوء حذر ومن ثم بدأ الحزب يأخذ تدريجياً النمط السوري في لعبة الانتظار والتوازن الإستراتيجي نتيجة قوة النار التى تلقاها مصحوبة بانعكاسات شعبية اتسمت بالغضب لتفرده بقرار الحرب التى استطاعت كما يبدو أن تلجم ما كان يسمى بالعمليات النوعية مما دفع الارتخاء إلى رخاوة لمفاصل الحزب وسمح لعناصره تبني انماط من التفكير حيث لجاء إلى الغوص بالتفاصيل الحياة الداخلية وما تحمل من هموم ثم انزلاق في لعبة الانتخابات وبناء تحالفات عززت الشرخ القائم في البلاد التى ادخلته منطقة كان ينزه نفسه عنها في الأعوام التى كان العمل العسكري متقدم على أي شيء آخر لاقتناعه بأنه يحمل رؤية استثنائية عن السائد إلا أن الواقع تغيير تماما لما كان عليه الحال لتصبح البوصلة بوصلات وباتجاه عناوين متعددة في الداخل حيث تبددت عن قصد القوة وتوزعت على مختلف العناصر المتشابكة لتعوم تارة في العمق وآخرى على سطح المستنقعات الموحلة بالمؤامرات وأخيراً بسفينة الأسد الموحلة بدماء الشعب ، لكن قد تكون احياناً وما أكثر هذه الأحيان في هذا الزمن ، الضارة نافعة وتأتي نتائجها عكسية تماماً لما خطط لها ، فما نشاهده من انقسام دولي يعكس حالة العجز في وضع آليات تحد من تطاول الآلة العسكرية التى تقتل المتظاهرين الأبرياء أدت إلى خلق إرادة غير عادية لدى الشعب في الإصرار والتحدي وعدم الاستجابة لهمجية النظام بل جعلت منه أكثر صلابة وبسالة وصارت ثورته درساً يضرب بها الأمثال من حيث ابتكار الأشياء تكاد تكون في الماضي مستحيلة ، مما دفع المعارضة المسلحة أن تعيد تنظيم هيكلتها ضمن حلقات لاقت حاضنة واسعة من أغلبية الشعب الذي سهل لها البقاء وسمحت لها التعامل مع شح الامكانيات المتواضعة من السلاح والإمدادات بأعلى الحكمة والاستخدام المُنصب في القنوات جعلتها أكثر تأثير وفاعليةً ، منطلقةً من عقيدة راسخة تناقض تلك التى ترسخت بعد ما تحولت إلى ثقافة يلعب على اوتارها كل من لا يرغب بالتغيير هي المخاوف والاستقرار الكاذب وتهديد من التكلفة الباهظة للحرية التى لا يحمد عقباها ، لتصبح المعادلة أكثر وضوحاً للمشاهد وخصوصاً من يعيش داخل حدود سوريا حيث اصبحت المعارضة في كل فترة تحقق انجاز إن كان على صعيد الجغرافيا أو احراز عمليات نوعية تفقد النظام ترابطه وتجعله أكثر عزلة مصحوب بشعور الغربة مقابل شيء وحيد هو قتل المواطنين ليس غير .
المرء يتساءل من رأسه دون ان يلجأ إلى سماعات معلقة وراء أذنيه على طريقة الإمدادات الإعلامية للرؤوس الفارغة أليس هذا المربع الذهبي ذاته المكون من حزب الله وإيران ونظام السوري من اطلق مسمى الطاغية على صدام حسين لأنه كان ينطلق من مفاهيم ديكتاتورية في تعامله مع مكونات الشعب العراقي ، ونحن في وقتها ومازلنا نعترف بأن سلوك صدام داخل حدود العراق كان استبدادياً دون ادنى شك وجميع تبريرات التى وضعت في منتصف الطريق لا ترقى إلى العقل البشري ، هذا الاعتراف ليس مجرد قول عابر بقدر ما هو ملاصق للمنظومة الأخلاقية التى نحملها وننتمي إليها بأن الأخلاق لا تتجزأ إطلاقاً وغير منحصرَ مع ذوي القربى دون العدو ، بل بالعكس قد ينطوي لكثير من القول لبعض المدافعين عن سياسة صدام من الصحة بأن الرجل كان علمّاً للحروب وليس فقد لنهج المقاومة حيث وصف بالهجومي الأول لخوضه حروب ضد الولايات المتحدة وحلفائها ومعاداته لإسرائيل الذي ترجمها بتلك الصواريخ التى تساقطت تباعاً وسعى جاهداً ان يدمر المفاعل ديمونة النووي كرد على تدمير مفاعل تموز إلا أنها جميعاً اخفقت ، رغم كل هذا الرصيد من القومية والتصدي لبرامج الغرب تنوء سلسلة من الجبال حمل ماضيه الاستبدادي بحق فئات اختلفت معه وتعامل معها بقسوة الجلاد .
أنها إرادة الشعوب ورفضها للظلم ودفاعها عن كرامتها هي التى تحمل اليوم صفحات بل فصول لأن هناك رجال لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام قتل ذويهم وقرروا أن يرفعوا رؤوسهم إلى أعلى ويمشوا منتصبين القامة مثل شجر النخيل .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل وظلال
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - صفحات بلا فصول