أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ظل وظلال














المزيد.....

ظل وظلال


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 20:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظل وظلال
كتب مروان صباح / أخطر ما يتعرض له الإنسان منذ الصغر ذَّلك الهجوم متعدد الجهات والأنواع لأبواب تحولت للدخول فقط كأنها أبواب ما بعد الحياة ، الداخل لا سبيل له بالخروج بل تعززت فكرة التلقي وكفى لما هو يسيل من قنوات فضائية أو إعلامية إلكترونية دون تدوير المعلومة التى يتغذى بها العقل ثم إحالتها إلى منسوب الجودة والرداءة كي يعاد إخراجها من ذات الباب التى دخلت منه لتصبح معرفة يستفيد بها الآخرين .
حالة من التقمص غير مُنّتهِيِ لشخصيات قد يتعرف عليها المرء من خلال الشاشات المختلفة إن كانت سينمائية أو درامية بالإضافة لتلك التى تطفو في الآونة الأخيرة على الساحة السياسية بحيث يُمسي سائساً ويصبح رئيساً ناهيك عن تلك التى يتعامل معها عبر حياةٍ قد تقصر أو تطول إلا أنه يتأثر بها لدرجة الافتتان الأعمى دون أن يعطي لنفسه مساحة صغيرة في إمهال قبل أن تتغلغل داخله لكن الملفت بأن المتقمص حين يعدو مفترساً لظل معلمه يتحول إلى طفل بل إذا كان صاحب صوت جهوري يؤنثه لدرجة لم تعد تفهم مخارج الكلمات للتحول إلى جمل مبعثرة تبدأ بالمبتدأ ويضيع خبرها ليصبح بنصف لسان ويتحول من قرين إلى ظل ثم إلى صدى فرّحاً بما يسمع حتى يفقد آدميته تدريجياً وينتهي الأمر إلى مرآة دون ذاكرة .
لا بد لهذه الأشباه التى تفوق الحد النسبي المسموح لها داخل المجتمعات أن تتمتع بالتواجد والعيش كي نتعرف عليها عن كثب حيث وصولها حدّ العدم يُضر في الفئات الطبيعية الأخرى ، والأخطر عندما تتجاوز الحد الطبيعي لتصبح الأشمل والأوسع وتطفو على سطح المشهد ويتحول من ظل إلى ظلال الظلال والمبتدأ مبتور والخبر محذوف والعقاب لمن يجتهد ويفكر ويبدع بل يتفاقم الإحساس إلى الشعور بالغربة عن المكان في داخل المكان لتصبح العزلة مطلباً ضرورياً ليست هروباً بقدر ما هي وقاية صحية من الوباء في وقت تتعالى محاولات النفخ في تضخيم الأشباه بشكل مبالغ فيه .
هؤلاء الأشخاص تكرسوا في أماكن عدة إلا سرعان ما افتضح أمرهم بشكل جليّ خصوصاً حوّل الحكام الذين حرصوا ضمن انتقائهم المضحكة التى حولتهم ضحايا ، بأن الأولوية لمن أعتبر الحرية مسؤولية وتورط بشكل قاطع دون الإفساح لمراجعات بل تحولوا إلى مرايا لأسيادهم بهدف الخدمة أو الحماية لكنهم يتبدلون بلمح البصر من مبتسميّن مرحبين إلى عابسيّن مُقّشعرين بمجرد أن سيدهم وولي نعمتهم فعل ذلك ، أن الموقف يختلف كلياً من وقت إلى أخر وتتبدل الوجوه وتتزاحم الأقنعة التى تختبئ وراءها الوجوه لدرجة يعتقد المرء أنه على خشبة المسرح وجميع الممثلين من درجة الكومبارس فما دام الجميع يوفر لك الراحة والاحترام بل تتجاوز تلك لتصل حد التملق والتدافع بينهم لمن يسبق بالترحاب والاهتمام ويلتصق بجوارك ليلتقط بعض الرضى وليصبح موكبك أعظم وأكبر بكثير ممن هو ينتظرك فتمشي ويمشون لتجد نفسك تدوس بقدميك على ظلهم وهم يضحكون ثم يتوجهون برفقة الزائر كي يتسولوا بعض النظرات وفي أحسن حال الابتسامات وهم يتراجعون بخطوات محسوبة بمهارة التكرار دون أن يستديروا ظهورهم خوفاً وتعظيماً .
فالانقياديين والأتباع يتحفتلون حولك وقد يحك أنفه بحذائك إذا شاهد معلمه يعظمك لكن لا تستغرقه ثواني حتى تستجيب ملامحه إذا ما لمح سيده قد تغيرت ملامح وجهه ، ولهؤلاء الأشباه مهام ثقيلة لا يمكن تجاهلها أو القفز عنها حيث تتطلب أساليب معقدة ومن نوع خاص يلامس المهارة بحيث لا يستطيع امتهانها من كان بل يجب أن تتوفر الامكانيات في مراقبة الوجوه وتمددها وانكماشاتها والتمييز بين احمرار الوجه عند الضحك أو الغضب .
هي تربويات تتعلق بالفرد ثم المجتمع فهناك فرق بين من علمه أبوه ركوب الخيل ومن أوصاه والده بانتظار الخيول حتى تهرم وتتقاعد بحيث ما من سبيل للشبيه إلا أن يقلد الأصل حتى لو في ربع الساعة الأخيرة من حياته .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب يريد نصرك يا الله
- باحثون عن حفرة ينامون بها إلى الأبد
- يحتاج المرء إلى ثلاثة اضعاف عمره كي ينجز بعض احلامه
- المعرفة المجزوءة
- اتباع الطاغية لا دولة بنوا ولا حرية سمحوا
- عجلات لن ترحم
- أجمل ما في الحياة أن يدافع المرء عن نفسه
- نقدم العزاء لروح ستيفن جوبز
- الموت السريري والنبض الكاذب
- عناق تحت الأرض
- قد يكون المحذوف هي الحقيقة ذاتها
- لم يعد متاح لمن يسبح على الرمل أن يفوز بقطع النيل
- المياه العميقة تمشي ببطء
- مصطلحات موسمية
- سجان توحشت روحه
- خبر ناقص أعرج
- تواطؤ يتغذى من الذات
- من شروط نهوض الدولة نهوض القضاء
- يعيش خارج التقويم
- محكمة ذاتية أقامها لنفسه


المزيد.....




- هل دخل الشرق الأوسط في عصر جديد فعلًا؟.. ولي نصر وناداف إيال ...
- السفارة الأمريكية في قطر تنصح مواطنيها بالبقاء في أماكنهم.. ...
- مركز يٌحتجز فيه نشطاء وصحفيون.. فيديو متداول يظهر لحظة قصف إ ...
- لماذا حظرت بريطانيا حركة -فلسطين أكشن-؟
- إيران: من يحكمها فعليا؟
- أهداف إسرائيل تغيرت في إيران.. ماذا عن موقف المعارضة الإيران ...
- غزة.. مكان -دائم- للموت والدمار والانتظار
- ضربات إسرائيلية -مكثفة- على إيران.. ماذا استهدفت؟
- في سوريا -المجزأة- بعد سقوط الأسد.. مبادرات لتعزيز التماسك ا ...
- مسؤول إيراني: الحرب قد تستمر عامين ومستعدون لذلك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - ظل وظلال