أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية















المزيد.....

العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استغرقت فى تفكير عميق, استرجع الماضى, أحاول أن أفهم. فمنذ أكثر من ستين عاما مضت ونحن دائما نلصق كل سلبيتنا بالاستعمار. إذا أخفقنا اقتصاديا وتدهورت عُملتنا, قلنا إنها من آثار الاستعمار. إذا ازداد الجهل والمرض عَزونا ذلك لطول ما عانينا من الاستعمار. باختصار كل ما نعيشه اليوم من إخفاق وتدنى وفشل فى شتى المجالات, حتى فشلنا السياسى فى توحيد كلمة العرب نرُده للاستعمار ! مع أن الاستعمار قد ولٌى وزال من خمسين عاما مضت, ورغم ذلك ما زلنا نعانى المرض بل أصبحنا أشد فقرا وبؤسا. قبل حركة 1952, كان بمصر طبقة الاقطاعيين والباشوات, والطبقة الوسطى التى تتكون أساسا من موظفى الدولة وأصحاب رؤوس الأموال الصفيرة التى كانت تعيش فى طمأنينة ويسر وخرج منها جميع مثقفى وفنانى مصر العظام, والطبقة الفقيرة وكانت هذه الطبقة تعانى قسوة الحياة ومرها. بشرتنا حركة الضباط عند قيامها بحياة ملئوها الرفاهية والسعادة, كما وعدت كل عامل بسيط بالسيارة والسكن والرفاهية. وها نحن اليوم نحصد الشوك, وثروات مصر موزعة بين الحيتان وناهبى البنوك, وباقى الشعب حتى كبار الموظفين ـ عفيفى اليد ـ لا يملكون تسيير حياة يومهم. قالوا إرفع رأسك يا أخى لقد ولٌى عهد الاسعباد, فرفعناها حتى عنان السماء, ثم أحنيناها تحت وطأة لقمة العيش ولهيب القهر والديكتاتورية وذل النكسة العسكرية. وبعد ثورة 25 يناير التى قام بها الشعب بلا سند, تعشمنا خيرا بطرد المخلوع وتمنينا حياة مستقرة فى دولة مدنية ليبرالية تكون المواطنة فيها حق للجميع, ولكن خاب أملنا بعد أن قفز على الثورة وسطا عليها حزب الفاشية الدينية ممثلة فى جماعة الأخوان.
حين بدأت نهضة مصر على يد محمد على باشا, اعتبرتها اليابان قدوة لها وأرسلت المبعوثين للاستفادة من التجربة المصرية الرائدة للاستفادة منها. كيف وصلت اليابان اليوم لهذا التقدم التكنولوجى والاقتصادى المذهل وما زلنا نحن محلك سر؟ إذا كنا قد تعرضنا للاستعمار, فهم أيضا خاضوا حربا ضروس, وضربوا بالقنابل الذرية فى هيروشيما وناجازاكى, ودُكت مدنهم ووقعوا تحت نير الاستعمار الأمريكى, لكنهم نفضوا تراب التواكل وانطلقوا فى البناء حتى صاروا منافسين بل ربما سباقين للمارد الأمريكى فى الاقتصاد والتكنولوجيا. ما السبب؟ لماذا لا نعترف ولو لمرة واحدة أن العيب فينا ويكمن داخلنا ولا دخل للاستعمار فيما نلاقيه من فشل, ونواجه أنفسنا بالحقيقة بدلا من إلقاء اللوم على الغير؟ ونعترف بهذا المرض الكامن داخلنا ولا نلقى اللوم على الغير ونسقطه لا إرديا على غيرنا, لقد آن أوان البحث عن السبب الحقيقى لكل كوارثنا, وهو فى رأيى ببساطة شديدة استبدالنا الاستعمار الأجنبى باستعمار آخر داخلى أشد قسوة وتأثيرا, حطم إرادة الشعب وغيب وعيه وكبل قواه فبات عاجزا, آلا وهو الديكتاتورية التى نكبنا بها منذ قيام حركة الضباط كما نكبت بها معظم الدول العربية كنا القدوة لها. ولكن هل بعد الربيع العربى, سيتغير الحال.. خاصة بعد الاستعمار الإخوانى الفاشى؟؟ إن غدا لناظره قريب..!!
مرض آخر ينخر فى عظامنا ويعم جميع الوطن العربى, هو كثرة استخدام لفظ الخيانة وتراشقه بدون مبرر وجدية حتى بات بلا مدلول حقيقى. عندما نختلف فى أمر ما نبادر باتهام بعضنا بالخيانة. نعم ممكن أن تتواجد الخيانة ولكن ليست فى كل الأحوال وجميع الأمور. عندما نخسر معركة من المعارك لا نبحث عن أسباب خسارتنا ومعالجة أخطاؤنا ونبادر بالتبرير السهل ونعللها بالخيانة.عندما دخلنا الحرب ضد العصابات الصهيونية فى نكبة 48, استطعنا مطاردة فلولهم حتى مشارف تل أبيب. وعند ما فرضت الهدنة استغلتها إسرائيل فى تقوية جيشها خاصة سلاح الطيران الذى كان نقطة ضعفها واستجلبت المتطوعين من جميع أنحاء العالم. أما نحن فلم نستعد أو نطور جيوشنا واستمر زعماؤنا فى لهوهم, ولما خسرنا الحرب عللنا ذلك بخيانة الملك عبد الله وأسلحة مصر الفاسدة. عندما استغل الملك حسين حنكته السياسية وسبح بين أمواج الديبولماسية الهادرة للحفاظ على سلامة وطنه وعرشه نعت بالخيانة أيضا. عندما ذهب السادات إلى كامب ديفد مطالبا بوطن للفلسطينيين وتحرير ترابنا المقدس فى سيناء وصف عمله بالخيانة, وها هى الأن جميع الدول العربية تلهث جريا لتحذو حذوه وليتها كانت وعت الدرس منذ البداية.
مرض آخر لا أجد له مبررا ولا علاجا, الا وهو مرض النظرة الإزدواجية للأمور. عندما نسمع أن هناك شبهة إضطهاد للأقليات الإسلامية فى أي بلد غير إسلامى, دون بحث أو تمحيص نندفع كالثيل الجارف الهادر بالتظاهرات والاحتجاجات مطالبين منظمات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان باتخاذ موقف صارم للحفاظ على الأقليات. ولكن عندما تمتهن الأقليات الغير إسلامية كالبهائيين والمسيحيين والشيعة (رغم أنهم مسلمون) فى بلادنا, وتدمر وتحرق دور عباداتهم وتسرق وتنهب ممتلكاتهم ويقتل ويشرد وتهجر عائلاتهم لا يتحرك أحد ولا نسمع شجبا حتى ولو همسا. منذ أيام امتلأت صحفنا وتلفازاتنا بصور القتلى من قبيلة الروهينجيا فى ميانمار (بورما), قامت قيامتنا ولم تقعد دون أن نتحرى الصدق فيما حدث. تعتبر الحكومة البورمية الروهينجيين لاجئين قدموا من البنجال أبان الاستعمار البريطانى (1824م) جلبتهم شركة الهند الشرقية من البنجاب لزراعة الأرض فى أراكان, وتطالب بعودتهم لموطنهم فى بنجلاديش. والمسلمون الذين يعيشون فى جميع مناطق بورما من أصول بورمية لهم كل الحقوق والمزايا دون تفرقة بينهم وبين البوذيين المكونين للأغلبية البورمية. بدأت مشكلة الروهينجيا فى 28 مايو الماضى حيث اغتصب ثلاث رجال من الروهينجيا سيدة بوذية ثم قتلوها, مما أدى للقبض على سبعة أفراد من الروهينجيا وتم إعدامهم. بعدها قامت الاضطرابات والعنف المتبادل الذى أدى لمقتل 78 فردا وجرح 87 فردا من الطرفين وحرق وتدمير أكثر من 300 منزلا إضافة للعديد من المرافق العامة وطرد الآلاف (5200) من الروهينجيا خارج البلاد إلى الحدود مع بنجلاديش, وهناك عاملتهم بنجلاديش الإسلامية أسوأ معاملة. لماذا ننظر للأمور نظرة مختلفة عندما تكون المشكلة إسلامية ونتغاضى عنها عنما تكون المشكلة بسبب التعنت الإسلامى؟؟ أليست المبادئ واحدة ولا يمكن تجزئتها؟؟ نصمت ولا نتحرك لما يحدث للأقليات فى بلادنا, ونثور ونملأ الدنيا ضجيجا عندما يضار أقليات إسلامية خارج بلادنا, ونطالب الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك, فيضحك العالم منا ويزدرى مطالبنا لأننا لا نحترم حقوق الإنسان فى بلادنا, ولا يقيمون وزنا لفوراتنا وتظاهراتنا ويعتبرونها ظاهرة صوتية غير أنسانية, مجرد إنحياز دينى يرفضه العالم المتحضر. نحن لا نقبل العنف ضد المسلمين فى أى بلد كما نرفض العنف ضد أى أقليات فى بلادنا ونتمنى أن نفيق من غفلتنا ونحترم حقوق الإنسان فى بلادنا حتى يحترم العالم مطالبنا.
بالأمس وأنا مستغرق فى تأملاتى مفكرا فيما آل إليه حال المحروسة بعد وقوعها فى براثن الاستعمار الإخوانى الفاشى, جاءنى رئيس التحرير قائلا : يا أبو العربى غدا الثلثاء 26 من رمضان (12 أغسطس) سينعقد الأمؤتمر الإسلامى الطارئ ( القمة الإسلامية) بمكة وعليك أن تمثل المجلة لتغطية أحداث المؤتمر. أعددت عدتى وعتادى وركبت الناقة وشرخت لا ألوى على شيئ حتى أصل فى المكان والزمان المناسب. دلفت الى داخل القاعة لآخذ مكانى بين صُحافىٌ العالم أجمع لتغطية هذا الحدث الكبير. إفتتح المؤتمر خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمشاركة عدد كبير من القادة والملوك والرؤساء والأمراء, يمثلون75 دولة عربية وإسلامية من بينهم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد, وغياب رئيس وأعضاء وفد النظام السوري. وبعد سماع رؤساء الوفود وإلقاء البيان الختامى سمح لنا بإلقاء الأسئلة, فانبريت قائلا: شجبتم ووصفتم إسرائيل بأنها دولة عنصرية لأنها تطالب بأن تكون دولة يهودية, ونسيتم أنكم تمثلون مؤتمرا إسلاميا, لدول إسلامية, ألا ترون أنكم أيضا مثل إسرائيل دول عنصرية ؟ لأن الدول لا دين لها ولا تتعبد كما يتعبد البشر. وقبل أن أسمع جوابا لسؤالى وجدت شحطا من شحوط الأمر بالملفوف والنهى عن الهامبورجر يربت على كتفى قائلا: والله ما قصرت يا أبا العربى, تفظل معى. وقادنى إلى دهليز, وهناك ربطونى على نطع خشبى وقال لى: أنت محكوم عليك بـ 1000 جلدة لإهانتك طويل العمر وضيوفه, وستُقسط عليك بمعدل 30 جلدة كل يوم. قلت له: أنا مواطن كندى, أرجو إبلاع سفارتى. فقال لى وماذا يفيدك السفير وقد ضبط فى حقيبة سفرك نصف مليون قرص تريمادول مخدر ممنوع دخوله للمملكة. عندها أيقنت من براءتى فضحكت حتى كدت أن أستلقى على قفاى, ولم أذكر له السبب, فحقيبتى مدون عليها فى المطار أن وزنها 10 كجم ونصف مليون قرص تريمادول لا يقل وزنها عن 500 كجم, وعاودت طلب السفير. قال لى لا بأس ننفذ الجلد وبعدها نحضر لك السفير. ومزق أحدهم قميصى من على الظهر وارتفعت يده وهوت على بالجلدة الأولى التى أحسست معها أن عظام عامودى الفقرى قد تفككت, فصرخت من شدة الألم, وهببت مفزوعا لاهثا لأجدنى فوق سريرى أتصبب عرقا وقلبى يكاد أن يتوقف من الخوف, وأم العربى تنظر إلى شذرا قائلة: هل جننت؟ تضحك عاليا ثم تصرخ ألما؟ ماذا يقول الجيران.. بالقطع سوف يظنون أننى أعذبك وأتعدى عليك بالضرب..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتى مع النظام 4- ( أنور السادات ):
- الخلط بين الديانة والقومية
- النصب بين الأمس واليوم
- آنست يا دك...تووور
- أنا مسيحى سافل ولى الشرف
- جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.
- العرشزوق والرئيس الملزوق
- الحرية الجامحة بين الشباب
- بين الثورة والهوجة وركوب الموجة
- حكايتى مع النظام 3 (عبد الناصر)
- الكاميرا الخفية
- الذكرى الثالثة لمذبحة الخنازير
- وطن يعيش فينا
- موسى وإشكالية العبور
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية