أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاروق عطية - وطن يعيش فينا














المزيد.....

وطن يعيش فينا


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 20:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


كنت أعد لمقال جديد حين وصلتنى رسالة بريدية تنعى نياحة راعينا القديس الأنبا شنودة الثالث, تسمرت وذهلت، وتبخر كل ما كنت أفكر فيه، ونسيت حتى موضوع المقال الذى كنت مقدم على كتابته. بالقطع هذا المصاب الجلل وفقدان راعينا شكل لى صدمة قاسية ولكننى بعد فترة قليلة عدت إلى صوابى لأن الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لا مفر منها وعزاؤنا أن البابا الآن بعد انتقاله من دنيا العناء إلى أبدية الخلود يرفل سعيدا فى ثياب الأنبياء والقديسين فى حضرة رب المجد. وتذكرت ما كان يردده وأصبح مثلا يقوله كل من يحب مصر: مصر وطن لا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا, كما مر بفكرى ما كان يتردد خلال الأسابيع الماضية من مجادلات ومداخلات بين نشطاء الأقباط المسيحيين وصل فى بعضها حد التجريح والإهانة. كاتب يرى أن الحل هو تقسيم مصر إلى ولايتين إحداهما إسلامية والأخرى تشمل المسيحيين مع المسلمين العلمانيين, ويرد عليه كاتب آخر بأن هذه الفكرة مجرد خزعبلات لا يقبلها العقل ولا المنطق وليس هناك دولة تنقسم إلى ولايات على أساس دينى أو عرقى وينهى مقاله بجملة أرى أنها غير لائقة بكاتب محترم ينتقد زميل محترم ويدعوه أن يتغطى كويس لأن الدنيا برد. وتتوالى التعليقات والمداخلات كل يدافع عن وجهة نظره ولم يلتفت أى منهم لحكمة وأناة قائدنا وحبيبنا ومثلنا الأعلى قداسة البابا الذى كان دائما يرفض فكرة التقسيم أو مجرد التفكير فيها لأن من يفكر فى هذا الأمر إنه قطعا ليس قبطيا ولا يهمه مصلحة الأقباط ولا يعرف حتى معناها. وللمرة الألف أقول أن معنى كلمة قبطى لا تدل على دين ولكن معناها مصرى. كلنا فى مصر أقباطا أى مصريين، سيان كنا أقباط مسلمين أو أقباط مسيحيين. كلنا أنحدرنا من صلب تاريخ مصر الخالد, سلالة الفراعين العظام الذين أحبوا مصر وقدسوا نيلها. مصر التى صهرت فى بوتقتها كل الغزاة وحولتهم إلى أقباط أى مصريين. حولت الاسكندر ومن بعده البطالسة إلى مصريين يدينون بدينها ويعشقون ترابها ونيلها, حتى وصلنا إلى الغزو العربى, أيضا انصهر من أتى من العرب إلى مصر غازيا فصار بعد الارتواء من نيلها قبطيا يقدس ترابها, حتى وصلنا لأسرة محمد على باشا التركى (من أصل ألبانى) ليصبح واليا على مصر ويصبح المُلك متوارثا بين أبنائه وأحفاده ملوكا مصريين يحبون مصرهم ويزودون عنها بأرواحهم, وها هو آخر ملوك مصر أحمد فؤاد الثانى ينعى بكل تأثر فقدان مصر لزعيم روحى أحب مصر ورعى وحدتها الوطنية بكل ما يملك من جهد وصحة. هذه هى مصر بشموخها وخلودها تحوّل كل من عاش على أرضها وشرب من نيلها إلى قبطى أى مصرى يفخر بالانتماء لترابها. وكما يقول قداسة البابا شنودة الثالث أننا لا نعيش فى مصر فقط ولكن مصر تعيش فينا. وقد نسى المطالبون بالانفصال أن التهمة التى لفقها السادات لنفى البابا شنودة كانت هى أنه يخطط لإنشاء دولة مسيحية مستقلة, وهذا لم يحدث. يا سادة مع احترامى لجميعكم وإجلالى لآرائكم نحن أقباط مصر المسيحيين نحب مصر كلها من جنوبها حتى شمالها ومن شرقها حتى غربها، كل بقعة فيها وكل شبر من أرضها وكل ذرة من ترابها وكل قطرة من مياه نيلها, ولنا فى كل شبر منها مقدسات وآثار, فكيف يعن على خاطر أى منكم أن يطالب الأقباط المسيحيين أن يكون لهم جيتو يعيشون فيه منفصلين عن مقدساتهم وآثارهم وأشقائهم الأقباط المسلمين؟.
صحيح هناك مشاكل جمة يعانى منها الأقباط المسيحيون، يفجرها بعض ناقصى الأهلية من الذين يدعون الإسلام دون أن يكونوا حقا مسلمون. أيد خبيثة مسمومة تظهر حينا بعد حين محاولة إشعال نار الفتنة بين أقباط مصر المسلمين والمسيحيين. ولكن الأغلبية قبطية (أى مصرية) تحافظ على روابط الدم بين جميع الأقباط وتنشر الود والحب بين الجميع. نحن أقباط مصر المسيحيين لا نطلب ولاية مستقلة لأننا نؤمن أن مصر لكل أقباطها تعيش فيهم ومغروزة فى جيناتهم. فقط نطلب المساوة فى الحقوق كما نحن متساوين فى الواجبات. نطلب أن يكون لنا تمثيل عادل فى البرلمان والحكومة والوظائف القيادية, وأن يكون المعيار هو الكفاءة والإخلاص فى العمل وليس للدين. نطلب ألا يسود نمط الجماعة التى كانت محظورة وصارت الآن تملأ الصورة والتى تريد العودة بمصرنا الخالدة إلى ظلام العصور الوسطى. تلك الجماعة التى استهانت بمصر وقالت على لسان مرشدها السابق طظ فى مصر وشعب مصر, وأن مسلم إندونيسى أولى بحكم مصر من أقباطها, ذلك الرجل الذى قال أنه سيستعمل الحذاء فى ضرب كل من يعارض سياسته, إذا كان هذا ما يقوله وما يفعله وهو بعيد عن السلطة فماذا هو فاعل بنا الأن بعد أن صارت لهم الأعلبية البرلمانية؟ نطالب أن نقف جميعا بكل قوة ونوحد جهودنا لدعم أولادنا فى الداخل بالتأييد والأموال حتى يشتد عودهم وتزداد صلابتهم ويستمروا فى كفاحهم لنيل حقوقهم ومساندتهم بشرح قضايانا الحيوية للدول والمنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
دعونا نفكر بهدوء مع دعاة التقسيم, لنفترض جدلا أننا استطعنا تكوين دولة مسيحية على جزء من تراب مصر به أغلبية مسيحية وهذا غير موجود أصلا, فالمحافظات التى يتركز فيها المسيحيون لا تصل نسبتهم أكثر من 30 – 40% من سكاها, وحتى لو أقيمت هذه الدولة المزعومة على تلك المحافظات التى بها نسبة كبيرة من المسيحيين, بعد عشر سنوات فقط سيصير تعداد المسيحيين فيها أقل مما كان كثيرا وذلك لأن أخواننا المسلمين يتكاثرون بمعدلات أسرع بناء على الحديت النبوى الذى يقول: تناكحوا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة. عندها سينتفى سبب الانفصال لأن المسيحيين بهذا الإقليم صاروا أقلية, وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.
نحن جميع الأقباط مسلمون ومسيحيون مؤمنون بوحدة المصير وحب مصر التى نعشقها ونفديها بأرواحنا مهما بعدنا عنها يزداد شوقنا لها نشجب هذه الأفكار الهدامة الداعية للتفرقة بين الأخ وشقيقه، ونطالب بحكم ديموقراطى حقيقى علمانى يحترم كل أقباط مصر, لا فرق بين دين ودين ولا فرق بين جنس وجنس, بل أقباط متحابون مترابطون فى حب وطننا مصر كما كان عزيزنا الراحل الأنبا شنودة بحكمته يطالبنا، عاشت مصر ويسقط كل دعاة الفرقة بين أقباطها.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسى وإشكالية العبور
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟
- ملكى أكثر من الملك
- أنا كافر ولى الفخر
- سلفى بدون لحية منكوشة وجلابية
- رسالة تنوير للسيد المشير
- حمارى وانا حرّ فيه
- الأخوان بين هتك العرض وتبويس اللحى
- القطط كمان وكمان
- محاكمة العصر
- حكايتى مع القطط
- فرُقع لوز الأراجوز
- تعبيرات خاطئة نعيش عليها
- الذين يسوقون مصر للفاشية
- حكايتى مع الكلاب


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاروق عطية - وطن يعيش فينا