أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فاروق عطية - إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين















المزيد.....

إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 23:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حين نشرت مقالى السابق (بين موسى وإخناتون..وفبركة التاريخ والجغرافيا) على صفحات الحوار المتمدن, جاءتنى عشرات التعليقات على هذه الصحيفة أو على عنوانى اللإلكترونى. تعليقات من قراء مثقفين واعين ودارسين للتاريخ والأديان. هذه التعليقات وخاصة من قارئين عزيزين هما, السيد/ فرج الله عبد الحق الذى قال: لم تنطيق مجريات الأحداث التوراتية وجغرافيتها على أرض فلسطين ولكنها تنطبق على أرض عسير شرق الجزيرة العربية, فأسماء المدن التوراتية جميعها متواجدة فى قرى ومدن شرق الجزيرة العربية, إقرأ كتاب كمال الصليبى, ولا تعتمد على الكتب المقدسة, ولا تنسى دور الراهب بحيرة وورقة بن نوفل فى تثقيف محمد وأن السيد المسيح تتلمذ على أحبار اليهود. والتعليق الثانى جاءنى من قارئة عزيزة هى السيدة ميبل. م. التى أهتم بآرائها فقد أرسلت لى فيديو عن خروج موسى من مصر. هذه التعليقات المتميزة جعلتنى أعيد النظر فى الموضوع برمته وأعاود قراءة كتاب الدكتور كمال سليمان الصليبى وكتب معارضيه ومقارنته بما احتوته المراجع التاريخية.
د/ كمال الصليبي (2 مايو 1929 - 1 سبتمبر 2011), أستاذ جامعي ومؤرخ لبناني, مسيحى بروتستانتى, قام بأبحاث تاريخية عن لبنان والعالم العربي وتاريخ التوراة والإنجيل. كان رئيس دائرة التاريخ وعلم ألأثار في الجامعة الأميركية في بيروت. له العديد من المؤلفات أهمها كتابه المثير للجدل " التوراه جاءت من الجزيرة العربية". يقول الصليبى فى كتابه أنه كان يبحث عن اسماء الأماكن ذات الأصول غير العربية فى غرب جزيرة العرب, فوجد بالصدفة أرض التوراة كلها هناك تشتمل ما هو اليوم منطقة عسير الجزء الجنوبى من الحجاز. ويقول أن اليهودية لم تولد فى فلسطين بل فى جنوب غرب الجزيرة العربية, ثم استدرك قائلا أن هذا لا يعنى أن اليهود لم يكن لهم إى وجود فى فلسطين أوغبرها من البلدان خارج جزيرة العرب, ولكن جل ما يعنى هو أن التوراة العبرية هى بالدرجة الأولى سجل للتجربة التاريخية اليهودية فى غرب شبه الجزيرة العربية فى زمن بنى إسرائيل. يقول: تم الجمع فى وقت ما بين عدد من آلهة الجبال منهم يهوه وآلهة صبءوت وشلم وشدى وعليون وهم بالعربية, الرب وإله الجنود وإله السلام والله العزيز والله العلى, واعتُرف بهم كإله واحد أسمى. حدث ذلك بالتوافق مع قيام تآلف بين بعض القبائل المحلية وعلى رأسهم من يسمون ببنى إسرائيل. هذا التوحيد البدائى ولد غرب الجزيرة العربية, وتطورت هذه العبادة مرحلة بعد أخرى حتى وصلت إلى المرحلة الرفيعة.
لغة الكتب اليهودية المقدسة المسماه باللغة العبرية هى عبارة عن لهجة من لغة سامية كانت منتشرة فى الأزمنة التوراتية فى أنحاء مختلفة من جنوب شبه الجزيرة العربية وغربها إلى الشام بما فيها فلسطين. وهذه اللغة تسمى فى عصرنا الحالى بالكنعانية نسبة إلى شعب توراتى كان يتكلمها بالإضافة إلى اللغة الآرامية, وهذه اللغات كانت تستخدم لدى مجتمعات مختلفة فى غرب شبه جزيرة العرب فى مرحلة واحدة وأيضا فى بلاد الشام. ومرجح أن انتشار اليهودية من موطنها الأصلى فى غرب الجزيرة إلى فلسطين وبقاع إخرى فى الشمال أتبع مسار القوافل التجارية العابرة لشبه الجزيرة العربية حيث كانت عسير مكان اللقاء للقوافل المحملة بتجارة بلاد حوض المحيط الهندى والقوافل المحملة من بلاد فارس والعراق وبلاد حوض شرق البحر المتوسط (الشام- مصر- بحر إيجة), وكانت فلسطين هى المحطة الساحلية الأولى لتجارة غرب الجزيرة العربية, وبذلك يكون اليهود المستوطنين الأولين لفلسطين كانوا من تجار غرب الجزيرة العربية الذين استطاعوا اجتذاب المهتدين المحليين لدينهم الذى كان يفوق العقائد المحلية فى مستواه الفكرى والخلقى. وسبق اليهود إلى فلسطين قبائل الفلستيين الذين وصلوا أيضا من شبه الجزيرة العربية وسميت البلاد على إسمهم, وهناك أيضا الكنعانيين الذين نزحوا من غرب جزيرة العرب أيضا فى زمن مبكر عندما تفرقت قبائلهم فى الأرجاء ليعطوا إسم أرض كنعان على امتداد الساحل الشامى شمال فلسطين وهى المنطقة التى أسماها الإغريق فينيقيا على إسم الفنيقا فى عسير. تأسست المملكة الإسرائيلية غرب شبه الجزيرة العربية بين أواخر القرن الحادى عشر ومطلع القرن العاشر قبل الميلاد على حساب مجتمعات مثل الفلستيين والكنعانيين الذين كانوا من سكان تلك الأرض أصلا.
وازدادت هجرة الفلستيين والكنعانيين إلى بلاد الشام فى تلك الفترة على إثر الهزائم المتتالية التى أحاقها بنى إسرائيل بهم فى موطنهم الأصلى. وفى فلسطين يبدو أن الفلستيين قد أطلقوا على عدد من مستوطناتهم مثل غزة وأشدود وعسقلان وعفرون وجت أسماء هى فى الأصل أسماء لأماكن فى غرب شبه الجزيرة التى جاءوا منها. والقرية الفلسطينية بيت دجن قرب يافا مازالت تحمل إسم إلههم فى غرب الجزيرة. وفى شمال فلسطين أعطى الكنعانيون أيضا أسماء مستوطناتهم أسماء من شبه الجزيرة مثل صور وصيدون وجبيل وأرواد ولبنان. أيضا عندما هاجر بنو إسرائيل إلى فلسطين أطلقوا بدورهم أسماء يهودا وأورشليم وبيت لحم وحبرون وشمرون (السامرة) وجزريم وعيبل والكرمل والجليل وحرمون والأردن على مستوطناتهم, وهى ظاهرة مرتبطة بالهجرة فى كل زمن فى كل أنحاء العالم لحنين المهاجرين إلى أوطانهم الأصلية, فيسمون البلدان والأقاليم والجبال والأنهار بأسماء مألوفة حملوها معهم من موطنهم القديم. وسبب الهجرة من شرق الجزيرة إلى الشمال يرجع لأن هذا الموقع كان مطمعا للغزاة منذ أقدم العصور كونها أهم نقاط التلاقى بين قوافل التجارة فى العالم, وأهم هذه الغزوات غزوة الملك المصرى شيشانق الأول ضد يهوذا فى أواخر القرن العاشر قبل الميلاد, وهى كانت موجهة لمنطقة عسير وليس لمنطقة فلسطين والشام كما كان يُعتقد وحتى الآن. أيضا حملة نكو الثانى فى السنوات الأخيرة من القرن السابع قبل الميلاد, وهذه الحملة كانت موجهة ضد البابليين المسيطرين على هذه المنطقة فى ذلك الحين, ومعركة كركميش التى جرت بين المصريين والبابليين قد جرت أيضا غرب الطائف جنوب الحجاز, وما زالت هناك قريتان متجاورتان تسميان (القر) و(قماشة), وكانت كل الحملات المصرية موجهة ضد غرب الجزيرة العربية وقد يتضح ذلك إذا أعيدت دراسة السجلات المصرية لهذه الحملات بعناية. حتى إبراهيم أبو الأنبياء قال الصليبى أنه لم يأت من بلاد الرافدين (كوثى ربى) ولكنه جاء من الكوثة والربة فى جوار خميس مشيط بعسير وذهب إلى جرار التى هى (القرارة) بأرض عسير حيث كذب على ملكها أبيمالك بشأن زوجته.أيضا يعقوب ويوسف وموسى لم يذهبوا إلى مصر ( مصرايم) إنما ذهبوا إلى مسرطة بمنطقة عسير أيضا وينطقونها مسراطة. ويستمر الصليبى فى تأكيد ما يدعيه مستخدما براعة فائقة في قراءة النصوص العبرية التوراتية وتأويلها, وبراعة لا تقل عنها في دراسة وتحليل أسماء المواقع في منطقة غرب شبه الجزيرة العربية ومطابقتها على أسماء المواقع التوراتية, مستخدما منهجا غير تاريخى ليطبقه على مسألة تاريخية. وللأمانة فإنه نفسه قد ذكر أن ما يدعيه مجرد نظرية تحتاج لإثباتها مزيد من الأعمال الأركيولوجية لمنطقة عسير التى لم يتم بها أعمال حفرية حتى الآن, وإعادة دراسة السجلات المصرية والأشورية بعناية.
وفى سياقه لنظريته المثيرة للجدل وقع فى عدة أخطاء جغرافية وتاريخية لا يقع فيها دارس بالمرحلة الثانوية. من هذه الأخطاء الفادحه قوله أن الفلستيين هم قبائل جاءت من حنوب شرق الجزيرة العربية, رغم أن كل المؤرخين يؤكدون أن الفلستيين هم القبائل التي استوطنت شاطئ فلسطين الجنوبي الغربي في القسم الممتد من غزة إلى يافا شمالاً, وهم من شعوب البحر. ولقد ورد ذكر الفلستيين في عدد من المصادر المصرية, خصوصاً على اللوحات الجدارية لمدينة هابو من أيام رمسيس الثالث, وسماهم المصريون «بلست». كما ورد ذكرهم في السجلات الآشورية في صيغتين متقاربتين «بلستو» و«بالستو». ومن هنا تسميتنا لهم باسم «الفلستيين» نسبة إلى التسميات القديمة. جاء الفلستيون من بحر إيجه حوالي عام 1194 ق.م، كان رمسيس الثالث قد صدَّهم عند محاولتهم غزو الساحل المصري. وتدل الرسوم التي وُجدت على البناء التذكاري الذي أقامه رمسيس على أصولهم اليونانية الأوربية, كما يدل الخزف الذي أدخلوه فلسطين على أصولهم الكريتية. ويطلق عليهم أيضا الكفتوريين نسبة لجزيرة كفتور التى هى الآن كريت.
والخطأ الثانى هو اعتبار الكوشيين هم أهل الحبشة, رغم أن الكوشيين هم سكان شمال السودان وما يطلق عليه الآن بلاد النوبة. وكوش هو الإسم الذى أطلقه المصريون القدماء على بلاد النوبة العليا التى تقع فى شمال السودان وتمتد على جانبى نهر النيل من الشلال الثانى إلى دنقلة فى الجنوب . وظهرت حضارة بلاد كوش فى مراحل ضعف الدولة المصرية بين القرن العشرين ق. م وتدهورت حتى اختفت بنهاية القرن السادس عشر ق. م. وكانت تسكن بلاد كوش قبائل زنجية أطلق عليها المصريون إسم نحسيو (زنوج). وكانت بلاد النوبة وما زالت معظمها مصريا, وقد استخدم فراعين مصر من رجالها الأشداء جنودا فى جيوشهم.
وقد تصدى كثير من المؤرخين والمفكرين الدارسين لتخاريف الصليبى ودحض نظريته, وعلى رأسهم المؤرخ د/ على أبو عساف والكاتب د/محمود عبد الحميد أحمد, والمفكر/ فراس السواح الذين استخدموا أدوات التاريخ المتاحة من دراسات أركيولوجية وقراءة لنصوص مصرية وأشورية لدحض ما جاء به الصليبى من تراهات. وسأذكر منها بعضها وليس كلها فى هذه العجالة:
1- حملة تحتمس الثالث على فلسطين: هناك نص منقوش على جدار معبد الكرنك يسرد بالتفصيل خطوات حملة مجدو مع ذكر الأماكن والتوارخ بكل دقة. "تجتاز الحملة حصن صايل على الحدود المصرية قرب بلدة القنطرة الحالية فى اليوم الخامس والعشرين من الشهر الرابع من الفصل الثانى للسنة, ثم يتقدم نحو بلدة شاروحين التى تعسكر فيها الحامية المصرية ويجتازها إلى غزة التى يصلها فى اليوم الرابع من الشهر الأول من الفصل الثالث للسنة إى خلال تسعة أيام. وفى اليوم السادس عشر من الشهر نفسه يصل إلى مدينة ياهيم (التى حدد الباحثون موقعها عند الطرف الجنوبى لجبل الكرمل) خلال مدة إحدى عشر يوما, وهناك يعقد الفرعون اجتماعا لقادة جيشه يعرض خطته...." ومن هذا النص نحصل على معلومات حول عدة مواقع كنعانية قديمة ورد ذكرها فى التوراة وهى: غزة, شاروحيم, تعنك ومجدو, كما يذكر مدنا وشعوبا مثل قادش وميتانى وكود وكلها موجودة بفلسطين وليس فى غرب جزيرة عرب الصليبى.
2- وثائق من كنعان فى فترة حكم سيتى الأول: بعد الخلاص من إخناتون بدأت مصر استعادة نفوذها على أرض بلاد الشام خاصة فى عهد سيتى الأول (1302- 1290 ق.م) الفرعون الثانى فى الأسرة التاسعة عشر. وقد تم العثور على نصب تذكارى فى موقع بيت شان الكنعانية بفلسطين, نقش عليه سيتى الأول أخبار حملته على مدينة بيت شان التى تمركز فيها مناوئوه "هو الذى حطم أمراء ريتينو وطالت يده كل الخارجين عليه, فى هذا اليوم جاء من يخبره بأن العدو اللئيم فى بلدة حمث قد جمع العدد الغفير من الجنود واستولوا على بيت شان, ثم عقدوا حلفا فى باهيل, وحجزوا أمير رحوب عن الخروج. فقام جلالته بإرسال جيش إلى بلدة حمث وآخر إلى بيت شان وثالث إلى ينوم, وما انقضى النهار حتى هزموا جميعا أمام عظمة جلالة ملك مصر العليا والسفلى". تم الكشف على بلدة بيت شان تحت تل الحصن قرب بيسان, وحمث هى تل الحامة على بعد عشرة أميال جنوب بيسان, ورحوب محتمل أن تكون هى تل الصارم على بعد ثلاثة أميال جنوب بيسان, زينوم محتمل أن تكون فى موقع تل النعامة شمال بحيرة الحولة, وكلها بلان توراتية فى الأراضى الفلسطينية وليست فى غرب الجزيرة العربية, والنصب التذكارى مقام هناك كشاهد لا يقبل الشك.
3- رمسيس الثانى (1302- 1229 ق.م): تابع رمسيس الثانى ما بدأه سيتى الأول من إعادة النفوذ المصرى على بلاد الشام. وقد ترك رمسيس الثانى العديد من النصب التذكارية فى بلاد الشام أهمها النصب الذى تم العثور عليه فى موقع بيت شان الفلسطينية منقوش عليه "فى السنة التاسعة االشهر الرابع من الفصل الثانى اليوم الأول, عند طلوع الفجر تمت هزيمة الأسيويين جميعا وأتوا صاغرين ينحنون أمامه فى قصره (بير- رمسيس- ميرى- آمون)إسم مدينة رمسيس بالدلتا". وقامت بين رمسيس والحثيين حروب طاحنة أهمها موقعة قادش على ضفة نهر العاصى عام 1286 ق.م التى خلدها رمسيس فى نص مفصل طويل, يفهم منه أن ألوقائع لا يمكن أن تكون قد حدثت فى غرب الجزيرة العربية. فجميع المواقع المذكورة بالنص قد تم تحديد أماكنها ببلاد الشام. فقد تحرك رمسيس الثانى على الطريق الساحلى لفلسطين ولبنان ثم تابع مسيرته شمالا ليعسكر جنوب مدينة قادش, أما الحثيين فقد تجمعوا فى أراضى حلب شمال تونيب, وتبعها قوات من نهارين وكود, وتقدم الخلفاء إلى شمال موقع قادش حيث جرت الموقعة على ضفاف نهر العاصى, وتم النصر للفرعون.
4- النصب التذكارى لحملة شيشانق على فلسطين: تم العثور على نصب تذكارى يحمل إسم شيشانق تخليدا لانتصارات الفرعون العسكرية فى موقع مجدو الفلسطينية, كما عثر على قاعدة تمثال تحمل إسمه فى مدينة جبيل على الساحل اللبنانى كان عربون علاقات ودية ودلالة نفوذ سياسى مصرى. وقد وردت أخبار حملة شيشانق على مملكة يهوذا فى التوراة فى عهد رحبعام إبن الملك سليمان.
5- سجلات وادى الرافدين: كما أثبتت سجلات الفراعنة خطأ نظرية الصليبى أيضا بدراسة سجلات وادى الرافدين أيضا نجد أنها تورد صراعات وحروب ونزاعات كلها وقعت على أرض بلاد الرافدين وسوريا ذاكرة لأسماء مدن وبلدان توراتية موجودة على أرض العراق وسوريا وفلسطين ولا علاقة لها بغرب الجزيرة العربية. ولم أتطرق للتفاصيل التى قد لا تهم القارئ العادى ولكن يمكن الاطلاع عليها فى كتب المؤرخين التى ذكرتها سابقا.
أما بخصوص قول الصليبى أن الأبحاث الأركيولوجية لم تستدل على هيكل سليمان على أرض فلسطين وأن الهيكل ربما يكون أحد المعابد الكثيرة التى اكتشفت على أرض حضرموت جنوب الجزيرة العربية فهو قول خاطئ, فقد أثبتت تنقيبات عالمة الآثار البريطانية كاثلين كيتون التى نقبت ( 1961- 1967) فى عدد من المواقع أهمها موقع أريحا وموقع أورشليم أن الهيكل موقعه مؤكد فقد بنى خارج المدينة (أورشليم) على التل الأوسط. ثم تم وصل سور المعبد بسور المدينة. وقد استطاعت التنقيبات تحديد خط السور الإضافى وأمكن إرجاع تاريخ بنائه إلى النصف الثانى من القرن العاشر ق.م (فترة حكم داود وسليمان) وتتطابق الرواية التوراتية مع نتائج التنقيب. لم يبق من هيكل سليمان ولا من أسواره شيئ عقب التدمير البابلى للمدينة عام 587 ق.م ولكن هناك قسم لابأس به من أساسات سور الهيكل الثانى الذى بناه زربابل الذى عينه الفرس واليا على أورشاليم بعد عودة بنى إسرائيل من السبى البابلى والذى انتهى من بنائه عام 515 ق.م. واستمر الهيكل الثانى قائما إلى عهد هيرود الكبير ملك منطقة اليهودية الذى حكم بمعونة الرومان فى أواخر القرن الأول ق.م. قام هيرود بتوسيع الهيكل حتى وصل إلى ضعف مساحته الأصلية, ولكن تم تدميره على يد الرومان خلال حملتهم على أورشليم عام 70 م, ولم يبق منه غير جزء من أساسات سوره ما زالت إلى اليوم بعد إزاحة الأتربة عنها, وأرضيته أقيم عليها المسجد الحرام وقبة الصخرة. والجزء الباقى من أساسات سور هيكل هيرود يتألف من قسمين, قسم يعود إلى أواخر القرن السادس ق.م وهو ما تبقى من سور هيكل زربابل, وقسم يعود إلى القرن الأول الميلادى وهو أساس سور هيرود نفسه, وتلتقى الأساسات بشكل واضح عند نقطة تقع على مسافة 33 م إلى الشمال من الزاوية الجنوبية الشرقية لسور الحرم الحالى.
أما بخصور خروج موسى من مصر والفيديو الذى أرسلته لى القارئة العزيزة ميبل. م فلنا لقاء به فى المقال القادم.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟
- ملكى أكثر من الملك
- أنا كافر ولى الفخر
- سلفى بدون لحية منكوشة وجلابية
- رسالة تنوير للسيد المشير
- حمارى وانا حرّ فيه
- الأخوان بين هتك العرض وتبويس اللحى
- القطط كمان وكمان
- محاكمة العصر
- حكايتى مع القطط
- فرُقع لوز الأراجوز
- تعبيرات خاطئة نعيش عليها
- الذين يسوقون مصر للفاشية
- حكايتى مع الكلاب
- حكايتى مع الحمير
- عيّل والعيالُ كثيرُ


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فاروق عطية - إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين