أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - القطط كمان وكمان















المزيد.....

القطط كمان وكمان


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 19:57
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك العديد من الأساطير والخرافات والحكايات العجيبة عن القطط. فقد كانت القطط فى مصر وروما كائنات مقدسة تصل لقدسية الآلهة, إعتقد المصريون القدامى أنّ القطط المهجنة ترمز لإلهة الخصوبة والحماية, لذا كان لها إمتيازات لا يتمتع بها أى من الحيوانات الأليفة الأخرى, من ضمنها حرية الحضور والذهاب حسب المشيئة. وكان يحكم على من يقتل قطا فى مصر بالموت. وعندما يموت لمصرىين قط كانوا يحلقون حواجبهم علامة الحداد ويقومون بتحنيطه. وعندما احتل الفرس مصر, قيل أنّ إحدى الأسباب لخسائر المصريين الفادحة كان سببه تردد المقاتلين المصريين وإحجامهم عن ضرب أدرع الفرس التي كانت تحتوي صور تشبه القط. أما في روما فقد كان القط يمثل آلهة الحُرّية (!) وكان جنود روما يحملون صوره على دروعهم وأعلامهم.
وعندما انتشرت المسيحية فى أوربا هبطت حظوظ القطط فجأة, وقام بودوان الثالث كونت الفرنجة بالتخلص من القطط "المقدّسة" ليثبت تخليه عن الوثنية, وألقى بقططه من نافذة قصره وأصبح ذلك تقليدا سنويا لتعذيب القطط وسمى بـ"مهرجان القطط"! . وفى القرون الوسطى كانت القطط, خاصّة ذوات اللون الأسود, تُحرق في الحقول لحماية المحاصيل من الأرواح الشريرة ولضمان محصول جيد. وكانوا يعتبرون القطط التجسيد الحى للشيطان والرفيق المفضّل للساحرات. وإذا ما شعرت امرأة حامل بألم في بطنها يرجعون السبب إلى أن ساحرة حاولت أن تملأ بطن المرأة بالقطط الصغيرة التي تخمش وتعضّ محاولة الخروج من مكانها ! ومن معتقداتهم أيضا أنه إذا قفز قط ذكر على طعام وأكلته إمرأة فإنها تحمل بالقطط ! وكان الناس يعتقدون أن القطط تمثل كلّ قوى الشر كالسّحر ومصّ الدماء Vampirism والسحر الأسود. ثم أصبحت ترمز للخطايا كالشهوة والكسل والغيبة والنميمة والخداع والإباحية. وفيما بعد أصبح القط صورة للمرأة العاهرة وارتبط بصورة يهوذا لإظهار طبيعة نفسه الحقودة والقاسية. وكان يُعتقد أن القطط تنجذب إلى قبور الموتى الملعونين وأنها تصدر هسيساً في محاولة منها لمحاكاة الشيطان!.
وتقول الأساطير إن للقط تسعة أرواح, لأن رقم تسعة كان يرتبط في الماضي بالفأل والحظ السعيد, وما زلنا فى بلادنا نقول أن للقطط سبعة أرواح. ويعتقد اليابانيون إن القط يمكن أن يقى من الشر إذا قُطع ذيله لأن فى ذيله مصدر شروره, كما تروج أساطير عن عيون القط, فمن حركة توسّع أو ضيق بؤبؤ عينه يمكن معرفة اتجاه الموج والوقت ومراحل القمر. ويعتقد بعض الزنوج الأمريكيين أن القطط ترى الأشباح وتستخدم عيونها فى طقوس السحر. وتعتقد بعض الشعوب أن الوميض الصادر من عيون القطط في الليل يرجع لضوء الشمس الذي تختزنه عينا القط نهارا لاستخدامه لمطاردة الأشباح والأرواح الشريرة ليلا, بينما تعتقد شعوب أخرى أنه عبارة عن شرر من نار الجحيم !. ورغم أن رؤية قط اسود ما زال يعتبر نذير شؤم في بلادنا أوفى أمريكا مثلا، فإنه في بلدان أخر يعتبر رمزا للتفاؤل, ففى اليابان يحتفظون فى بيوتهم بتماثيل للقطط رافعة كفها الأيمن تعبيرا ورمزا للتفاؤل والحظ السعيد.
ولكن الغريب أن أهل الصعيد مازالوا يعتقدون كما كان أجدادهم الفراعنة أن روح الإنسان القتيل تخرج على هيئة قطة سوداء بدون ذيل, وتظل روحه تظهر وتهيم فى نفس المكان مطالبة بالقصاص على هيئة قطة سوداء بعيون حمراء تقدح شررا يسمونها ساروخ القتيل. وهناك معتقد غريب وشائع ويصدقه الكثيرون وهى ظاهرة الأطفال القطط, فهم يعتقدون أن الأطفال التوأم تخرج أرواحهم ليلاً على هيئة قطط فيسرحون في البيوت والأماكن المجاورة لها ويأكلون كل ما يروقهم و يتلفون الباقي, وفي بعض الحالات قد يخططون للإنتقام من شخص أهانهم أثناء النهار فيقومون بإتلاف طعامه أو سرقته, كما يعتقدون بأن الطفل يموت إذا قام أحد بإيقاظه بينما لا تزال روحه هائمة ومتجسدة على هيئة قط. لذلك لا يحاول أحدا التعرض لقط ليلا بالضرب خشية أن يكون قطا آدميا فيتسبب فى موته أو أذيته. ويعتقدون بأن الوسيلة الوحيدة لعلاج التوائم من هذه الحالة هي ما يطلقون عليه إسم (تحسيب أو تحصين الأطفال) و تتم بأن يؤخذ التؤام إلي ضريح أحد المشايخ قبل أن تصل أعمارهم لـ 40 يوماً و يضعوهم تحت غطاء التابوت مع قراءة آيات من القرآن.
وفى طفولتى كان لى زميل بالمدرسة الابتدائية يدعى مرعى ويلقب بالقط, كان مرعى أحد فردى توام, مات شقيقه. وحكى لى أنه يسرح ليلا على هيئة قط ويسطو على طعام جيرانه مما يحب. وذكر لى أنه ذهب البارحة ليلا لمنزل جيرانه ليسطو على بعض السمك كان بالنملية ولحظِه السيئ كانت صاحبة البيت قد استيقظت قبل الفجر لتحضير الخبز وعنما شعرت به يحاول فتح باب النملية لسعته فى فخده ببشكور الفرن ( البشكور هو أداة حديدية لها سن معقوف لسحب الخبز بعد النضج من التنور), وأرانى علامة الحرق على فخذه, ولا أدرى إذا ما كان صادقا فى ادعائه أم كاذبا ولكن هذه الحكايات منتشرة ويؤمن بها الكثيرون حتى الآن. وفى مولد الشيخ أبو القاسم بطهطا أو الفرغل بأبى تيج أو عبد الرحيم القناوى بقنا تهرع أمهات التوأم بتحسيب توائمهم حتى لا يسرحون ليلا.
منذ أسابيع قابلتها, سيدة طيبة كنت أسكن عندها منذ سنوات مضت, وكانت تلبس السواد وعهدى بها أنيقة تحب الألوان المبهجة, وكانت متجهمة حتى أنها لم ترنى. حييتها وسألتها عن أحوالها ولماذا حزنها وملابس السواد؟ فنظرت إلى باستغراب واستنكار قائلة:هل نسيته؟ لقد كان صديقك ويحب التواجد معك, ولا يطمئن لأحد غيرك. وحين رأت دهشتى وعدم إدراكى قالت: اليوم هو الذكرى السنوية لسام. تذكرت كل شيئ وربت على كتفها مواسيا طالبا للفقيد الرحمة ولها الصبر والسلوان. عادت بى الذاكرة لعدة سنوات حين كنت أسكن بمنزلها. كان لها قط سيامى جميل وهادئ وحبوب إسمه سام. كانت تطعمه طعام القطط ولا تطعمه مما يأكل الإنسان. وكان سام يحضر إلى بابى ويخمشه بأظافره فأفتح له, يظل بجانبى وحين أنشغل عنه بحاسوبى كان يحك فروته بأرجلى فأربت عليه. وحين آكُل كنت ألقى إليه بما تيسر, قطعة لحم أو رأس سمكة أو عظام فخذ دجاجة فكان يتلذذ بأكلها ويموء شاكرا. وأذكر حين غبت عشرة أيام فى سفرة, قالت إيفيلين لى بعد عودتى: سام كان يفتقدك بشدة وينام بجوار بابك ويخمشه من آن لآخر. وذات يوم لاحظت أنه يريد الخروج للخارج ويتحين فتح الباب لذلك, فقلت لها: سام فى عنفوان شبابه ويبحث عن الحب ومن الأفضل أن تذهبى به للبيطار وتعقميه فاعتذرت عن ذلك لأن التعقيم مكلِف ولا يقل أجره عن 100$. وفى اليوم الموعود حين خروجها انطلق سام للخارج لا يلوى على شيئ ونادت عليه ليعود فلم يمتثل. غاب طوال النهار والليل, وفى الصباح بعد خروجها ظل يخمش الباب الخارجى حتى فتحت له فتمدد على قطعة موكيت فى مدخل المنزل ونام وهو يئن وظننت أنه فى مسيس الحاجة لنوم عميق. إنشغلت عنه بكتاباتى. وحين عادت من عملها وجدته ممددا يئن ولا يتحرك. أتت إلى طالبة معونتى. لففناه فى بشكير وذهبنا به لمستشفى الطوارئ للحيوان.كانت المستشفى شديدة النظافة والانضباط يحسد عليها أرقى مستشفيات البشر فى بلدى. بعد التسجيل أسرعوا به لغرفة العناية المركزة وعلقوا له المحاليل, وأخذوا عينات للتحليل. وبعد ساعتين انتظار جاءتنا طبيبة وقالت لنا: سام عنده نزيف داخلى ويتطلب علاج مكثف ويكلف حوالى 600$ وليس هناك ضمان بالشفاء. سكتت برهة ثم أردفت: ولكم الخيار أن نبدأ العلاج بعد دفع المصاريف أو نقوم بحقنه حتى يموت دون ألم ويكلف ذلك 300$. قلت لها ناصحا مع حبى لسام الموت الرحيم أفضل ماليا لأن علاجه يكلف الضعف ولا ضمان فى الشفاء, وأنت صاحبة القرار. وبعد تفكير إختارت نصيحتى وعدنا للمنزل بعد إلقاء النظرة الأخيرة عليه وهى تبكى وتنوح فقدها أعز ما كانت تملك. هنا يحترمون الحيوان ويؤسسون له المستشفيات وفى بلادى يذل ويحتقر الإنسان الذى كرمه الله ويترك الأطفال مشردين فى الطرقات, فما أحوجنا لجمعيات الرفق بالإنسان..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة العصر
- حكايتى مع القطط
- فرُقع لوز الأراجوز
- تعبيرات خاطئة نعيش عليها
- الذين يسوقون مصر للفاشية
- حكايتى مع الكلاب
- حكايتى مع الحمير
- عيّل والعيالُ كثيرُ
- الخمر ولله الأمر
- رئيس جمهورية بعمة وجلابية
- هرج التَلَفيون وحدوتة عبير
- عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون
- مولد سيدى القمة وصاحبه غايب
- التمهيد وفرش الطريق لدولة الخلافة
- الخيبة القوية فى المسألة الليبية
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - القطط كمان وكمان