أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - مولد سيدى القمة وصاحبه غايب















المزيد.....

مولد سيدى القمة وصاحبه غايب


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3343 - 2011 / 4 / 21 - 19:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يدور اللغط هذه الأيام حول انعقاد القمة العربية التى كان من المقرر انعقادها فى بغداد فى الحادى عشر من مايو القادم. فقد طالب مجلس التعاون الخليجى على لسان وزير خارجية البحرين الشيخ خالد الخليفة بإلغائها, وذلك بسبب اعتراض مسئولين عراقيين من الحكومة والبرلمان على دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين للقضاء على الثورة بدار اللؤلؤة ولقمع شيعة البحرين, مما أغضب حكومة البحرين واعتبروا ذلك تدخلا فى شئونها الداخلية. وبالرغم من ذلك فقد أعلن هوشيمار زيبارى وزير خارجية العراق خلال اجتماعه الأخير مع عمرو موسى أمين عام الجامعة استكمال الترتيبات التى تكلفت 450 مليون دولار حتى تنعقد القمة فى موعدها. وكما يقول المثل" الجنازة حارة والميت كلب" فأنا لا أرى أى جدوى لانعقاد هذه القمة كما لم يكن هناك أى جدوى للقمم التى انعقدت منذ أول قمة حتى الآن. وللتذكرة بأهم هذه القمم, قمة 1946 التى انعقدت فى أنشاص بمصر وجاء فى بيانها الختامى أن قضية فلسطين هى قضية العرب الأولى, ولم يمر عامان حتى منينا بالنكبة وضياع فلسطين. ثم قمة بيروت 2002 التى اعتمدت المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل, ولم يمر أكثر من ساعتين حتى اقتحمت قوات أرييل شارون مقر ياسرعرفات ليخرج منه إلى باريس ومن هناك إلى مثواه الأخير. ثم قمة شرم الشيخ 2003 التى رفضت الحشود الأمريكية للحرب على العراق, ولم تمر سوى أيام معدودة حتى وقعت الحرب وشارك فيها من العرب من شارك وأيد من أيد وسكت خوفا من سكت ولكن الكل كانوا بلا استثناء مرحبين ومتواطئين. أما قمة تونس 2004 التى تأرجحت بين الإلغاء والتأجيل ثم انعقدت كالولادة القيصرية ولم تثمر قراراتها عن أى جديد يذكر. وخلاصة القول فإن من يتابع نتائج وقرارات القمم ال34 السابقة جميعها سوف يكتشف الحقيقة المرة أن طموحات ومطالب الشعوب العربية لا تزال تسبق قرارات وإمكانيات تلك القمم, والسبب أن هذه القرارات فقط تعبر عن إرادات قادة هذه الدول وحكامها الأشاوس وليست أرادات وطموحات ورؤى شعوبها.
كما قلت فى مقالات سابقة ومازلت أكرر أن مشكلة الجامعة تتمثل فى إسمها المغلوط " جامعة الدول العربية"، وحتى أبين مقصدى أقول, تماما كما أودع الخالق جل شأنه فى الخلية الحية لأى كائن حى حيوانى أو نباتى شفرة خاصة تؤدى لفناء الخلية بعد فترة من حياتها، كذلك فعل الذين خططوا لإنشاء هذه الجامعة بعد الحرب العالمبة الثانية سواء بقصد أو بدون قصد، بنية طيبة أو سوء نية، وكانت شفرة موات الجامعة كامنة فى إسمها. فجامعة الدول, تعنى تجمع لدول فى مكان ما تحت سقف واحد لمناقشة القضايا أو المشكلات التى تواجه هذه الدول. وكلمة دولة تعنى القوة المسيطرة على شعب لتسيير حياته، أى نظام حكم هذا الشعب أى حكومته. وأنظمة الحكم أو حكوماتنا العربية جميعا والحمد لله أنظمة أو حكومات ديكتاتورية سيان كانت ملكية أو جملوكية ( جمهورية مملوكية)، وكل زعيم من زعمائنا بالبلدى شايف نفسه واخد فى نفسه مزلقان, وأنه الزعيم الأوحد الضرورة الذى وحده يملك الحكمة والفطنة التى تمكنه من تسيير بلده وجميع الدول المشتركة بالجامعة وغيره من الزعماء مجرد إمعات أو هلافيت لا فى العير ولا النفير وبدونه تتوقف المراكب السايرة. من هنا كانت اجتماعات الزعماء غير ذى جدوى, اجتماعات تبويس ومعانقات وفك مجالس وما فى القلب فى القلب وخلف ظهر كل زعيم خنجر مختبئ مشرع لصدر أخيه, والناتج قرارات حبر على ورق لا تحل ولا تربط بالبلدى فك مجالس أو طق حنك. ورغم أن اتخاذ القرارات فى كل مجالس العالم المتحضر تكون بالأغلبية الملزمة لكن فى جامعتنا العربية الموقرة يكون اتخاذ القرار بالإجماع, وكان هذا سببا رئيسيا من أسباب تردى القرارات والرمى بها عرض الحائط بعد انتهاء القمة, مجرد قرارات تراضى تصاغ بما يرضى جميع الزعامات, فتصير لبن سمك نمر هندى, ويتعذر تنفيذها. وأوضح مثال على ذلك هو إصدار الجامعة على مستوى وزراء الخارجية أو القمم العربية لأكثر من خمسة آلاف قرار ولكن 90% منها لم يتم تنفيذه لغياب الإرادة العربية لدى الدول الأعضاء على تطوير أو تحسين مسيرة العمل المشترك أو بمعنى أصح لعدم ثقة القادة الأشاوس بعضهم ببعض. وانحدرنا من سيئ إلى أسوأ وصارت بلداننا كغثاء السيل يعمها الجهل والفقر والمرض وزعماؤنا الأفاضل متشبثون بمقاعدهم الوثيرة وكانوا عازمين على نوريثها لأبنائهم بعد عمر مديد طويل إقتداء بحافظ الأسد, ولسوء حظوظهم جاء تسونامى ثورات الشباب ليوقف تطلعاتهم ويحيلها إلى ثراب وبعضهم فى السجون والباقى فى الطريق.
ثم تأتى كلمة العربية، وهى تعنى أن كل بلدان هذه الجامعة ذات قومية واحدة عربية. وهذا خطأ فادح، لايراعى الفروق القومية للشعوب وموروثها الثقافى من تاريخها القديم منذ الأزل المغروز فى جيناتها ولا فكاك للتخلص منه. القومية العربية الخالصة فقط للشعوب العاربة وهى الشعوب التى تعيش فى شبه الجزيرة العربية، أما ما عداها فهى شعوب مستعربة أى تحولت للغة العربية نتيجة الغزوات أو ما أطلق عليه الفتوحات وإجبار هذه الشعوب على ترك لغاتها الأصلية جبرا والتحول للعربية، هذه الشعوب المستعربة لها قوميات أخرى، فرعونية وفينيقية وبابلية وكلدانية وأثورية وأمازيجية وزنجية وغيرها من القوميات التى استطاع الغزو العربى لهذه القوميات أن يقهرها جميعا لتتكلم لغة واحدة هى اللغة العربية، ولكن الصحيح أنه لم يستطع ولن يستطع أبدا ألغاء الموروث الثقافى لكل قومية من هذه القوميات الناطقة بالعربية. وليس عيبا أن يكون لكل شعب تاريخ يعتز به وقومية يحبها ويتمسك بها ويحارب لبقائها ونشر ثقافتها بل على العكس تعدد القوميات والثقافات يثرى حياة الأمم ويعود عليها بالنفع، وهو لا يمنع التقارب بين الشعوب الناطقة جميعا بنفس اللغة واتحادها إقتصاديا وسياسيا مع الحفاظ على ثقافاتها وقومياتها التى تعتز بها.
كى نلغى شفرة النهاية لهذه الجامعة ونحييها من الموات, لابد بداية من تغيير إسمها من جامعة الدول العربية إلى جامعة الشعوب الناطقة بالعربية. وبالطبع لن يغير المسمى وحده من الأمر شيئا إن لم يتبعه تغيير فى النشاطات والمفاهيم, بمعنى ألا يكون اجتماعاتها اجتماع حكومات ممثلة فى وزراء خارجية أو اجتماع رؤساء ( قمم ) ولكنه يكون بتكوين برلمان أعضاؤه من جميع الدول الناطقة بالعربية مكون من أعضاء منتخبين شعبيا إنتخابا حرا ديموقراطيا حقيقيا وليس كالانتخابات الفكسوفلكس الأونطة التى نشاهدها فى جميع الآقطار الشرقأوسطية التى لا تفرز غير أصحاب المطامع ومساحى الجوخ وعبيد السلطة وتجار السموم والمستفيدين من الحصانة لابتزاز وامتصاص دم الشعوب الكادحة التى لا حول لها ولا قوة. المطلوب أعضاء من الشعوب يعرفون حقيقة مطالب شعوبهم والدفاع عنها لتفعيل الوحدة بين الشعوب من الناحية الاقتصادية أولا حتى نصل إلى الوحدة السياسية المنشودة. ويلغى من قاموسها اتخاذ القرارات بالإجماع لاستحالة ذلك فعليا وعمليا ولكن تتخذ القرارات بالأغلبية الملزمة لجميع الأطراف, مع نسيان مفهوم القومية العربية العفلقية الذى ثبت فشله والاعتراف بأن لكل شعب من شعوب المنطقة قومياته التى يعتز بها وينميها، وتفاعل هذه القوميات ثقافيا وحضاريا يثرى وحدة الشعوب ويفعلها. وضوء بداية التغيير ينبثق الآن مع الثورات التى تعم عالمنا المظلم لتنير له طريق الديموقراطية, وتبعده عن أى ديكتاتورية سياسية كانت أم دينية.. أرجو أن يستمر التنوير حتى يتحقق الحلم.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمهيد وفرش الطريق لدولة الخلافة
- الخيبة القوية فى المسألة الليبية
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - مولد سيدى القمة وصاحبه غايب