أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - يا دلع دلع والقلب مولع















المزيد.....

يا دلع دلع والقلب مولع


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 20:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت فى غاية الإحباط والغضب بعد قراءتى مقال لكاتب وقح بجريدة الأهرام "بتاريخ 6 ديسمبر" التى كانت غراء وأصبحت غبراء تحت عنوان أقباط 2010 والذى لا يشرفنى كتابة إسمه لأنه يذكرنى بقائد حركة الضباط الأشرار الذى بإرادته حطم مصرية مصر ومحى إسمها وغير علمها وكمم الأفواه ولغى الديموقراطية من ذاكرة الأمة حتى أصبحت كما نعيشها اليوم, وأرى إن ما حدث من جريدة الاهرام يكشف أن الاعلام الحكومى يعمل على نشر الفرقه والفتنه بين أبناء الوطن الواحد بينما رسالة الاعلام النزيه والنظيف هو الحياد والعمل على رأب الصدع إن حدث. وأنا فى ثورة غضبى وقبيل أن إدلى برأيئ فاجأنى صديقى الفيلسوف الذى هو دوما بأحوال مصر ومشاكلها عليم وشغوف وقال لى باسما: لماذا تغضب وأنت مفروس خلقة؟ تمعن جيدا فى المقال الذى أحبطك وأنت ترى صدق الكاتب فى كل كلمة قالها, فالرجل صادق أمين عبّر بصدق عما يجيش بنفسه وعما يكنه أهل الحكم من مشاعر ولكنهم لا يعلنون ما يبطنون. ليس بخافيا على أحد أن الحكومة والحزن الحاكم فعلا يعاملون الأقباط المسيحيين باللين والهوادة التى تصل لحد الدلع والطبطبة. فالنظام القائم هو الوريث الشرعى لحكم السلطان السابق قتيل المنصة, ومتبنى فكره وتفكيره ولكنه للأسف لم يُفعّل حكمة مُورثه حين كان سكرتيرا للمجلس الإسلامى في تصريح له في المؤتمر الاسلامي الذي إنعقد في جدة بالمملكة العربية السعوديةعام 1953، بأنه يمكن تذويب الأقلية المسيحية بمصر في الاغلبية الاسلامية في بحر عشرة سنوات ومن لا يتحول منهم سيصير ماسح أحذية. وكرر إعتقاده هذا مرة أخرى في مؤتمر مماثل عقد في بغداد عاصمة العراق سنة 1956, وحاول تنفيذ أفكاره عند توليه حكم المحروسة بعزل البابا ولجم وتقليص دور المسيحيين ونال جائزة أفكاره من السلفين على المنصة ويا لها من جائزة. أما وريثه أبو جمال الأصفراوى والى مصرستان لما يحمله من جينات المنايفه ولؤمهم (المنوفى لا يلوف حتى لو أكلته لحم الكتوف) يعمل على الخلاص من المسيحيين بالهوادة واللين والطبطبة الظاهرية إيمانا منه بأن الظاهر يخفى الباطن, ويعلن أن الوحدة الوطنية خط أحمر ومن وراء ستار يعطى الضوء الأخضر لكل قادر ومفترى والشرطة والقضاء فى خدمة الوالى الأريب. والدليل الثانى على الطبطبة والمدادية هو المعاملة الحسنة لهم مخالفة لما يقره الدين الحنيف فقد جاء فى القرآن (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، لا يحرِّمون ما حرَّم الله ورسوله، ولا يَدينون دينَ الحقِّ من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون) [التوبة: 29]. أيضا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [ التوبة: 71 ]. وأرى صدق الكاتب حين قال أن الدلع والطبطبة والمدادية لا بد أن تسفر فى النهاية عما حدث فى الطالبية, وأن البعض فهم المواطنة أنها الخروج عن اللوائح والقوانين واتخاذ قرارات فردية بالبناء أو الهدم دون الرجوع إلى السلطات الإدارية والأمنية. ألا ترى معى أنه محق فيما قال؟ كيف يجرؤ أهل الذمة ويخالفون الوثيقة العمرية أو الخط الهميوني ويقومون ببناء الكنائس وهى دور غير مأمونة ومخالفة للقانون الإسلامى ومبادئ السادات الذى وعد بالتخلص من المسيحيين أو تهجيرهم وتحويل ما يبقى منهم لماسحى أحذية؟ وكيف تسول للمسيحيين أنفسهم بمقاومة السلطة والمفروض عليهم أن يمتثلوا لهدم كنائسهم ويعلنون الانشراح والسرور لأن حكومتهم ترى فى الكنائس دور للشرك ومرتاديها مصيرهم جهنم وبئس المصير, ولأن الحكومة تحبهم وتريد لهم الجنة بما فيها من غلمان وحور عين وأنهار الخمر والعسل, فلماذا نقابل كل هذا الحب بنكران الجميل ومقاومة السلطات بالتجمهر مما اضطر الشرطة وهم مرغمين على التعامل معهم بما يستحقه ناكرى الجميل. والكنيسة مخطئة لأنها قبلت أن يعمل فى البناء أشخاص قادمين من الصعيد وكان الواجب عليها ألا تقبل بعمالة من غير أهل المنطقة حتى لا تتسبب فى قتل العمال الوافدين كما حدث للشهيدين, فلو قالا أنهما من أهل العمرانية وليس من سوهاج لما تعرضت لهما الشرطة بالزخيرة الحية مما أدى لمقتلهما لأن شرطتنا الباسلة تحافظ على أن تكون عمالة كل منطقة من أهلها. أما تلميحه أو تصريحه بأن الكنائس تخزن الأسلحة الفتاكة لمحاربة المسلمين فهو محق فى كل كلمة قالها, فسلاح الصلاة والصوم والاستنجاد بالله المستمر فى الكنائس تعتبر من أسلحة الدمار الشامل التى حرمتها المواثيق الدولية التى تهدد ألدولة وأمنها. وهو محق أيضا فى اتهامه الأقباط المسيحيين بالاستقواء بالخارج وهذا فعلا حدث ويحدث فى كل وفت وحي, فقد يئس الأقباط المسيحيين من الاستقواء بالداخل فلا الحزن الوطنى أنصفه ولا حزن الوفد أنقذه ولا حزن التجمع أبر بوعده مما اضطرهم بالاستقواء بالخارج برب الأرباب وخالق الخلق الذى بيده النصر الأكيد إيمانا منهم بأنه ملعون كل من يتكل على ذراع بشر.
أما ما ادعاه على قداسة البابا شنودة الثالث فى حديث جاء فيه ـ بأن عدد المسيحيين في مصر سوف يتساوى مع عدد المسلمين عام 2000 طبقا لخطة شرحها في خطابه‏.‏ أرى أنه ربما اختلط عليه الأمر من كثرة قراءته للأحاديث النبوية فتصور الحديث الشريف القائل ( تناكحوا تناسلو فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة ) من أحاديث البابا وأن الحديث مكتوب فى مؤلفات البابا وليس فى صحيح البخارى, فنحن نعذره لكثرة قراءاته ومشاغله الكثيرة المتنوعة. ولأنه رجل مهذب مؤدب لا تخرج من فمه العيبة فقد امتنع عن ذكر الكثير مما قاله قداسة البابا ويعف لسانه عن ذكرها, ونحن نشكره على عفة لسانه وحكمته فى إخفاء ما لا يقال. وإذا كان فيما قاله الكاتب ما يراه قداسة البابا سبا وقذفا فمن حقه اللجوء للقضاء الذى بالطبع لن ينصفه أو يعطيه حقه. ويرى الكاتب أن أقباط 2010 أفضل حالا منهم سنة 1810 أو 1910 وهو محق فى ذلك لآننا فى هذا العام المجيد زاد عدد شهدائنا فى نجع حمادى ومرسى مطروح والنواقص ( النواهض سابقا) وأخيرا فى الطالبية وتباركنا بتجلى سيدتنا العذراء فى أكثر من موقع مما يبث لدينا الأمل بالنصر القريب.
بعد سماعى لوجهة نظر صديقى الفيلسوف وتمعنى فى تحليله المنطقى استراحت نفسى وتنفست الصعداء وأحسست بالراحة وقلت:
حقا أننا نعيش فى كنف خير أمة أخرجت للناس ..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - يا دلع دلع والقلب مولع