أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - أخشى على الثورة من المتسلقين















المزيد.....

أخشى على الثورة من المتسلقين


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



علمتنا الأيام أن للفشل أب واحد وللنجاح ألف أب وألف كفيل. بعد نجاح ثورة اللوتس التى قام بها شباب مصر الذى رفض الخنوع وهب مطالبا بالتغيير, وبعد نجاح ثورتهم والتخلص من الديكتاتور, وقبل أن تتحقق جميع المطالب العادلة والقضاء على فلول النظام السابق, ظهر على السطع الكثير من المتسلقين والطامعين فى جنى مكاسب الثورة والادعاء بأنهم أصحابها ومفجريها. وحتى لا تتحول الثورة إلى كابوس مرعب يُديره المتأسلمون, وحتى لا نتجاوز الأحداث التي حدثت ومازالت تحدث ضد الأقباط المسيحيين, وحتى لا تظل الأسباب كالألغاز متوارية فى بيات شتوى ثم تنفجر في وجوهنا بعد حين. يملأنى القلق والتخوف على ضياع حلم السنين الذى عملنا من أجله ككتاب ومفكرين ظللنا ننفخ فى الرماد كل يوم وكل حين حتى بدأت الشرارة واندلع اللهيب. وحتى لا يتهمنى أحد أن تخوفنى بلا مبرر ولا أسانيد, تعالوا معى نرصد الوقائع واحدة تلو أخرى:
ـ فى جمعة الانتصار بعد خلع الطاغية أقيم الاحتفال بميدان التحرير واستولى أعضاء المحظورة على المنصة ودعى إليها الشيخ القرضاوى والعديد من الدعاة ومنع من الوصول إليها وائل غنيم وهو أهم رموز وشباب الثورة كما منع قادتها من المسيحيين.
ـ رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى الذى اعتلى السلطة بعد الخُلع هو أحد خلصاء وأتباع المخلوع ويدين له بالفضل وقد ناله حظ من المنهوبات والحظوات والثروات ويكفى انه لم يتقاعد وعمره 76 عاما وهذا ضد قوانين مصر والقوات المسلحة والدستور, وله تاريخ حافل مع هدم أسوار الأديرة وكأن هوايته الوحيدة هى التعدى على الرهبان المسالمين.
ـ واضح أن تحرك المجلس العسكرى يسير فى إطار الأفكار التى طرحها المخلوع ليلة التنحى, ويبدو ذلك بجلاء من تشكيله للجنة تعديل ستة مواد من الدستور, وقد شكلت هذه اللجنة برياسة المستشار طارق البشرى وهذا الرجل وإن كان قانونيا بارعا ولكن له توجهات دينية وايدلوجية تتعارض مع قيم الدولة المدنية فهو ذو ميول إسلامية سلفية واضحة ويكن كل العداء للكنيسة الأرثوذوكسية وحقوق الأقباط والدولة المدنية (كتابه"العزلة والاندماج" دار الهلال 2005), كما أن باللجنة عضوين بارزين من الجماعة المحظورة وأخشى أن تكون وظيفتها هى تزييف إرادة الأمة والتمهيد لنظام مباركى جديد, فهى مسئولة عن تعديل مواد انتخاب رئيس الجمهورية ومدد الرئاسة, والاشراف القضائي علي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ولا شيء أكثر, ويعنى هذا باختصار أن اللجنة شكلت لتفصل تعديلات لأحد الضباط المتأسلمين يري في نفسه رئيساً للجمهورية في المرحلة المقبلة.
ـ التمسك بالمادة الثانية من الدستور مع إظهار القناعة بالدولة المدنية أمر مضحك ويؤدى للرثاء, فالعلمانية أو المدنية تعني عدم وجود أي نصوص أو بنود أو حتى كلمات دينية بالدستور, والإصرار على أن المادة الثانية فوق الدستور معناه الإصرار علي التفرقة بين المواطنين وأنه لا يجوز مساواة المسلم بغير المسلم, فالدستور بهذا الشكل يٌصًنٍف أبناء وطنه و يرفع دينا على دين اّخر و ينحاز لطائفة دون أخرى, هو دستور فاشي ومتخلف ويتنافى مع حقوق الإنسان.
ـ ظهور عبود الزمر بعد خروجه من سجنه علي صدر الصفحات الأولي للجرائد العامة المسماة بالقومية التي أفردت له صفحاتها كأنه محرر الوطن وليس قاتلا لرئيسه, والتنويه عنه بمجرد خبر فى بعض الصحف الخاصة التى تدرك مفهوم ومعنى الدولة المدنية. فمن الصعب أن يتحول عبود الزمر إلى بطل قومى ولا يمكن أن ننسي أنه كان محكوما عليه في جريمة قتل الرئيس السادات‏,‏ وليس في قضية مفبركة أو اضطهاد سياسي‏,‏ وبالقطع هو ليس مناضلا من أجل الحرية‏‏ كما يقول أتباعه ومؤيديه,‏ فلا هو ساهم في حركة تحرير من الاستعمار أو في القضاء علي الاضطهاد العنصري‏,‏ لكنه جزء من تنظيم سري مسلح دبر ونفذ عملية اغتيال‏ رئيس الدولة,‏ ولم تكن الجريمة مبررة‏. والتفاف الإسلاميين حوله وإعلانه ترشيح نفسه لرياسة الجمهورية رغم إدانته فى جريمة قتل رئيس سابق وهى تعتبر بكل المقاييس جريمة شرف تمنعه حتى من الترشيح لمجلس قروى.
ـ ما حدث فى قرية صول من عنف ممزوج بالاهانة بعد علاقة حب قديمة (منذ عامين) بين فتاة مسلمة وشاب مسيحى وتم عند اكتشافها حل المشكلة وديا بطرد عائلة هذا الشاب من القرية وتغريمة مبلغ من المال. ولكن تجددت المشكلة بوسوسة من لهم مصلحة فى إثارة الفتنة وتقاتل والد الفتاة واثنين من أقاربه الذين رأيا أن الوالد قد تقاعس عن رد شرف العائلة ونتج عن ذلك موت الوالد وجرح قريبيه, مما ادى لثورة أهل القرية ضد مسيحيها والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم ونتج عن الإعتداء قتل وجرح الكثيرين, ثم اندفعوا كالمجانين يحرقون ويهدمون الكنيسة مع ترديد الله أكبر الله أكبر كأنهم فى معركة مع كفار قريش, وحرق منازل المسيحيين وطرد اصحابها من القرية. وكانت قمة المهزلة أن توضأ القتلة والمعتدين وأقاموا الصلاة على أرض الكنيسة معلنين عزمهم على تحويلها الى جامع, وكان تبريرهم السخيف أن المسيحيون يمارسون السحر والشعوذة ويتعاطون الخمور فى الكنيسة ويخزنون فيها الملابس النسائية. والغريب أن يتم كل ذلك من حرق وهدم وتقتيل فى وجود قوات جيشنا الباسل دون تدخل وكأنهم موجودون فقط كمتفرجين ولا يهمهم أرواح وممتلكات المسيحيين.
ـ ظهور الشيخ محمد حسان فى قرية صول كأحد دعاة وأد الفتنة وتناسينا أنه من أشد رموز مفجرى الفتنة والمحرض على التظاهرات القذرة وسب الأنبا شنودة واتهامه بإخفاء مسلمتين ( وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة ) ومطالبته بعودتهما للإسلام, كما تناسينا تحريضه على سرقة آثار مصر واعتبارها حقا لمن يجدها فى أرض مملوكة له والتأكيد على هدم وتكسير التماثيل لأنها دليل كفر وإشراك بالله, والآن يلبس ثوب الوطنية وحل قضايا الفتنة ..!!
ـ حديث محمد البلتاجي في جامعة المنوقية أمام جموع الطلبة بكل فخرعن التحكم في القرارات والمصائر وإسقاط الحكومات والأشخاص الذين لا يعجبونه‏,‏ وظهور ناجح إبراهيم وعصام العريان في قنوات التليفزيون والفضائيات‏,‏ حتى يوحى أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي حددت شعارات الثورة‏,‏ ناهيك عن الشيوخ والدعاة والسلفيون وهم يتظاهرون أمام مجلس الوزراء يطالبون بالإفراج عن الأسيرات وفاء قسطنتين وكامليا شحاتة‏, مشاهد تشى بأن ثورة اللوتس قد تسلقها الإخوان والسلفيون, وأن هدفها ولاية الفقيه ولا تفكير فى دولة مدنية.
الثورة ثورة الشباب الذى ضحى بأرواحه فداء لقضية يؤمن بها ويحلم بتحقيقها نجحت في التخلص من حسني مبارك والعشرات من أركان نظامه دون اغتيال أو طلقة رصاص واحدة‏ ولكن بالإصرار والإرادة. وبعد ما قدمته من مسببات الخوف على منجزات هذه الثورة يتملكنى تساؤل يطلب الإجابة: هل الثورة التى اندلعت بدماء شبابها كانت من أجل أن يرثها السلفيون والتائبون من الجماعة الإسلامية والمفرج عنهم من تنظيم الجهاد والدعاة والمشايخ من أصحاب الجلابيب والذبائب والذقون ؟؟!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - أخشى على الثورة من المتسلقين