أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق عطية - حكايتى مع الكلاب















المزيد.....

حكايتى مع الكلاب


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 19:58
المحور: سيرة ذاتية
    



الكلب حيوان أليف شديد الوفاء ومحب لصاحبة لدرجة التضحية بنفسه فى سبيل حمايتة, وهو مستأنس منذ قديم الأزل, فقد عرف القدماء المصريين الكلاب منذ 7000 عام ( 4000 ـ 4500 ق م), وقدسوها لصفة الوفاء ضمن الأرباب ( أنوبيس ) وحنطوها بعد موتها. وقد اعتبره العرب حيوانا نجسا ينقض الوضوء عند التلامس, ويحض الإسلام على عدم استخدامه إلا لدواعى الحراسة والرعى, ولهذا السبب نجد فى بلادنا عندما نسب شخصا ننعته بإبن الكلب, أما فى الغرب فله مكانة عظيمة كمكانة الأبناء فى الأسرة وقد تفوق. ويوجد من الكلاب المصرية أنواع وفصائل, وتستخدم للصيد وللحراسة والرعى, ومن أهمها:
ـ الكلب الفرعونى وهو ذو لون أحمر نحاسى ويمكن أن يكون طرف الذيل والصدر أبيض, ويحمر لونها عندما تنفعل أى أن أنفها وأذنيها تتغير من اللون العادى إلى اللون الوردى الداكن, وهو يشتهر بحاستى البصر والشم, ويتحرك فى الصيد بسرعة ورشاقة, وهو متوسط الحجم وجسمه عضلى, منتصب الأذنين تعبيرا عن قوة اليقظة والانتباه, يتراوح عمره بين 11 ـ 14عام.
ـ كلب البسنجى ومعظم الكلاب البلدية المصرية تنتمى لهذا النوع مع بعض التعديلات, وله أسماء عديدة منها الكلب الأفريقى بوش والكلب الأفريقى باركليز وكلب الكونغو وكلب زاند. له قدرة عالية فى تسلق الأسوار والأشجار. قليل الحجم, يتراوح طوله بين 40 ـ 43 سم وارتفاعه بين 10 ـ 11 سم. متعدد الألوان اسود وبنى وأحمر وقد يكون ذو عدة ألوان وبالطبع يوجد اللون الأبيض على أطرافه وصدره, يستخدم فى الحراسة والصيد والرعى, عمره بين 9 ـ 13عام.
ـ الكلب السلوقى وهو كلب الصيد المفضل لهواة الصيد وتعقب الجرابيع وابن آوى والثعالب, من ألوانه البنى والبيج والأبيض والأسود
ـ الكلب الأرمنت وهذه الفصيلة مصرية الأصل توجد فى صعيد مصر, وهناك اعتقاد خاطئ بأن هذه الكلاب أتت مع الحملة الفرنسية إلى مصر ولكن الحقيقة هى أن الفرنسيين أخذوها معهم إلى فرنسا بعد الحملة وهو ينتمى الى كلب الصحراء فى صعيد مصر وتحديدا فى ارمنت ( محافظة قنا ) وهو كلب نادر جدا فى شكلة وشراستة وقد يصل الى شراسة البيت بول والروت فايلر لكن للاسف تكاد هذه السلالة أن تنقرض من مصر, وهو شرس جدا ومحب لىصاحبة فقط وقليل النباح, وليتنا نحافظ عليه لأنه كنز مصرى يكاد أن يفقد.
ولى ذكريات لا تنسى مع الكلاب منذ فترات الصبا والشباب وأيضا عندما مال العمر للخريف, ومنها:
ـ فى الصبا أذكر أننى كنت أستذكر دروسى مع أحد الأصدقاء فى بيته البعيد عن منزلى وعند انتهاء الاستذكار حوالى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل غادرت منزل صديقى الذى نصحنى ألا أسلك الشارع القريب من المدافن حتى لا تهاجمنى العفاريت ونصحنى باتخاذ الطريق الشرقى. ولكننى فى عناد قلت لنفسى يا واد خليك فى طريق المدافن لأنه الأقرب ولأننى أيضا تواق لمشاهدة أحد العفاريت التى أسمع عنها القصص والحكايات ولم أرها فى حياتى. وسرت فى هذا الطريق وكان معظمه مظلم وكان وجيب قلبى يرتفع كصوت وابور الطحين من الخوف, وفى منتصف الطريق خرج لى كلب متوحش وهاجمنى فأطلقت لقدمى العنان والكلب فى أثرى وحين أحسست بأنفاسه تلسع ساقى وأنه فى سبيل نهشها إندرت إليه وبكل قوة طوحت ساقى والحذاء فى فكيه حتى أننى أحسست أن أسنانه قد تحطمت من عزم الضربة فولى الأدبار عائدا وهو يزوم ويعوى فى ألم, وحين وصلت منزلى متقطع الأنفاس ألقيت بجسدى على الفراش وأنا اكاد أن أموت من الخوف والإجهاد وقررت ألا أستذكر دروسى خارج منزلى ومن يريد الاستذكار معى فليحضر عندى.
ـ ومرة أخرى كنا نتنزه صديقين وأنا كعادتنا صيفاعلى طريق وابور النور وهو طريق خارج البلد على ضفة الترعة السوهاجية وينتهى بوابور النور ثم بحدائق الفاكهة. وكان فى أخر الطريق قبل الوصول لوابور النور فيلآ جميلة محاطة بسور حديدى يملكها أحد أثرياء البلد وبداخل السور كلب أرمنتى شرس للحراسة, وكنا لا نخشاه لأن باب الفيلا دائما مغلق. فى هذا اليوم شاء القدر أن ينسى صاحب الفيلا غلق باب فيلته ولم أدرى بنفسى إلا أننى أسير بمفردى وصديقى قد تركانى ووليا الأدبار عائدين من حيث أتينا حين شاهدا الكلب منطلقا إلينا. نظرت فرأيت الصديقين قد ابتعدا كثيرا والكلب قريب منى, وبدون تفكير ركنت ظهرى لشجرة فنظر الكلب نحوى بازدراء ولم يعرنى التفاتا وانطلق خلف صديقىّ فحمدت الله أن الكلب لم يعقرنى وسلكت طريقا جانبيا لشارع مواز وعدت لأجد صديقىّ كادا يموتان من كثرة العدو خوفا من الكلب الذى انطلق صاحبه خلفه لإعادته قبل أن يفترسهما. عاتبت صديقى الذين لم ينبهانى للخطر وفرا بمفرديهما بكل نذالة, وأحمد الله أن من صفات هذا الكلب أنه ينطلق خلف من يعدو أمامه.
ـ وفى خريف العمر هنا فى كندا تعودت أن أخرج لرياضة المشى فى البارك المجاور للبناية التى أسكن فيها بين العصر والمغرب فى فصل الصيف حيث يكون الجو ملائما. لاحظت سيدة فائقة الجمال فى الستينات من عمرها تخرج للتريض أيضا فى نفس التوقيت تقريبا وبصحبتها كلبيها من نوع الرويال كانيش الجميل والضخم الجثة, وكنا حين نلتقى أحييها بابتسامة فترد على بأحسن منها. ومع الأيام أحسسنا بالألفة وتجاذبنا أطراف الحديث وكان مجمل حديثنا عن الكلاب وهو الحديث المفضل لديها فهى عاشقة للكلاب وتلقب كلبيها بالأولاد. سألتها ذات يوم أيهما تفضل كلبيها أم أولادها, فأجابتنى دون تردد: كلبىّ بالطبع فإبنتى دانا رغم حبى لها والتفانى فى تربيتها مجرد أن وصل سنها الثامنة عشر تركتنى وعاشت مع صديقها ولا تتصل بى قط لتطمئن على إلا إذا كانت فى حاجة, أما كلبىّ فهما معى دوما لا يفارقانى ويحبانى بدون غرض. وعرفتنى بكلبيها أحدهما كبير السن جدا وأسمه مادجا (10 سنوات) والآخر صغير فى عنفوان شبابه وإسمه بنجى (3 سنوات), البيطرى أخبرها أن مادجا فى خريف عمره ومن الأحسن لها أن تتخلص منه بالموت الرحيم حقنا, ولكنها رفضت ذلك وتتكلف فى الحفاظ على صحته الكثير ربما ثلاث أرباع دخلها لشراء الأدوية والفيتمينات والغذاء المناسب لعمره. أصبحنا صديقين حميمين نتلاقى للتريض ونتحادث تليفونيا. وذات يوم دعتنى لزيارتها فى منزلها لتناول العشاء. ذهبت ومعى زجاجة من الشمبانيا الفاخرة, وجدت عندها كلب ثالث قدمته لى قائلة: هذا كوبسى كلب إبنتى دانا أحضرته إلى لأرعاه حتى تعود من رحلتها فى هايتى. وكُوبسى هذا من نوع الكوكر الإنجليزى ذو الثلاث ألوان الأسود والأزرق والذهبى, وهو ناعم الفروة وعيونه حمراء وهو كلب شديد الاتصاق بصاحبه, عاطفى وشديد الغيرة لدرجة صارخة. التصق كوبسى بى لحمايته من صديقيه اللدودين بنجى ومادجا. أعدّت العشاء لكلابها أولا كل فى وعائه, وبعد أن اطمأنت أن كلابها قد تناولوا عشائهم بصحة وعافية أحضرت طعامنا ولاحظت أنها تهتم كثير بالإتكيت وآداب الطعام. أكلنا وشربنا حتى انتشينا, وحين فرغت الشمبانيا أتت بقنينة من الفودكا القوية فشربنا حتى ثملنا, ورقصنا على نغمات الموسيقى حتى هدنا التعب فتوجهنا لغرفة النوم. وحين حاولت إلقاء جسدى على الفراش لاحظت أن الكلاب الثلاثة يحتلونه تماما فاعترضت وقلت لها دعى الأولاد ينامون فى غرفة أخرى فقالت باسمة: لقد تعودوا أن يناموا معى فاعترضت على ذلك فطلبت من أولادها مغادرة الفراش ليناموا على الأرض حول السرير. وحين استلقت بجانبى وتلاقت أنفاسنا واشتعلت الرغبة بنا, وحين هممت بها وهمت بى فوجئت بكوبسى يقفز على ظهرى مزمجرا يكاد أن يفترسنى فصرخت من الرعب, فنهرته بشدة وأبعدته عنى وساقته للغرفة المجاورة, ولكننى فقدت الرغبة تماما ونمت مرعوبا حتى الصباح. وقبل أن تستيقظ من نومها انتضيت ملابسى وكتبت لها كلمات قليلة على ورقة تركتها بجانب الفراش وغادرت: سيدتى كنت قد انتويت الارتباط بك ما بقى من العمر لأننى قد أحببتك بصدق ولكنك عاشقة للكلاب أكثر من عشقك للبشر.. وداعا.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتى مع الحمير
- عيّل والعيالُ كثيرُ
- الخمر ولله الأمر
- رئيس جمهورية بعمة وجلابية
- هرج التَلَفيون وحدوتة عبير
- عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون
- مولد سيدى القمة وصاحبه غايب
- التمهيد وفرش الطريق لدولة الخلافة
- الخيبة القوية فى المسألة الليبية
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاروق عطية - حكايتى مع الكلاب