أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - موسى وإشكالية العبور















المزيد.....

موسى وإشكالية العبور


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى مقال سابق كتبت فيه عن خروج موسى من مصر (1270 ق.م. تقريبا) خالفت فيه النمط السائد بأن موسى قد عبر البحر الأحمر. وقد بنيت موقفى هذا بناء على دراستى الجيولوجية لمنطقة جبال البحر الأحمر التى تمتد من حدود السودان حتى الدلتا وقد تصل إرتفاعات قممها إلى 1900 م فى بعض الأماكن, ولم يكن هناك طريق يؤدى من طيبة عاصمة مصر إلى البحر الأحمر سوى طريق واحد وهو المعروف الآن بطريق إدفو مرسى علم بطول 230 كم, ويمر هذا الطريق على وادى البرامية ووادى فيا حيث معبد سيتى الأول, وهذا الطريق كان هو الطريق المتاح فى ذلك الوقت للوصول إلى مناجم الذهب (السكرى وفواخير). فلو تصورت أن موسى وأتباعه قد سلكوا هذا الطريق ووصلوا إلى البحر الأحمر كان عليهم العبور المستحيل حيث أن عرض البحر للضفة الأخرى لا يقل عن 225 ميل وعمق 490 مترا. وحتى لو تم لهم العبور فسوف يصلوا إلى منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية على الحدود بين السعودية واليمن وليس لصحراء سيناء, لذلك تصورت أن الطريق المتاح لهم خاصة وأنهم كانوا متمركزين فى شرق الدلتا هو الطريق المعروف منذ مطلع التاريخ حيث كانت تسلكه الجيوش المصرية لصد الهجمات الآتية من الشرق أو للتوسع واحتلال بلاد الشام, وهو نفس الطريق الذى سلكته العائلة المقدسة قدوما وعودة, كما سلكه عمرو بن العاص عند غزوه الملعون لمصر. والطريق يبدأ من الدلتا إلى القنطرة مرورا ببالوظة ورمانة وبير العبد والعريش والشيخ زويد ليصل بعد ذلك إلى غزة (فلسطين). وتصورت أنهم فى طريقهم خرجوا من مدينة رعمسيس بالدلتا إلى سكوت (القنطرة) وبعد مسيرة قصيرة فوجئوا بلسان ممتد من بحيرة البردويل وهو الذى حدثت فيه معجزة انشقاق اليم وعبر موسى وأتباعه, وعندما حاول جند فرعون المرور غرقوا فبها. وبدلا من الاستمرار فى الطريق الصحيح غربا ساروا جنوبا وتاهوا فى صحراء سيناء 40 عاما. والغريب أن فترة حكم الرعامسة وأمنحوتب الثالث وخليفته إخناتون كانت من أخصب الفترات تدوينا للأحداث ولكن لم نجد نصا أو ذكرا لقصة الخروج, ويرى بعض المؤرخين أن الخارجين من مصر مجرد مجموعة صغيرة من الأجراء المسخرين, فرّت بشكل سلمى أو سمح لها بالخروج والعودة من حيث أتت, فمن غير المعقول فى رأيهم أن يغادر مصر قرابة 2 مليون شخص أو يزيد من أشباه العبيد غير الأطفال والدواب والماشية التى أخذوها معهم, ويتسببون فى مقتل الفرعون دون أن تسجل هذه الحادثة تاريخيا.
وبعد نشر المقال على صفحات الحوار المتمدن وصلتنى تعليقات أهمها فيديو عن العبور بعنوان (عبور موسى للبحر الأحمر حقيقة أم خيال) أرسلته لى قارئة عزيزة أعتز جدا بتعليقاتها وآرائها (السيدة ميبل م.). هذا الفيديو من ناحية يؤيد فكرتى أن العبور لم يكن للبحر الأحمر ولكنه يختلف معى تماما فى فكرة عبور لسان من بحيرة البردويل, وهذا الفيديو جعلنى أبحث وأنقب حتى توصلت لجهود واكتشافات الباحث التاريخى رون وايات ذلك الرجل العبقرى الذى وهب وقته وجهده لإثبات صحة الأحداث التوراتية فقد كان له الفضل فى اكتشاف المكان الحقيقى لسفينة نوح على سفح جبل قرب جبل أرارات بتركيا كما حدد بدقة مواقع سدوم وعمورة وبرج بابل والموقع الحقيقى لصلب السيد المسيح, والمكان الحقيقى لجبل سيناى بالجزيرة العربية (السعودية), وقد توفاه الله متأثرا بمرض السرطان عام 1999. يقول رون ويات أن عشرات من الغطاسين مسحوا خليج السويس بحثا عن أثر للعبور دون جدوى, وهذا ما جعلنى أعاود قراءة الكتاب المقدس بتؤدة ودقة وقادنى ذلك إلى خليج العقبة. ركز ويات بحثه فى خليج العقبة على منطقة نويبع المصرية لأنه رأى أنها ملائمة تماما لما وُصف بالكتاب المقدس كما أن صور الأقمار الصناعية تظهر اتصال نويبع بوادى ممتد يسمح بمرور العابرين بيسر ودون عناء.
خلال زيارته الأولى لنويبع عام 1978 وجد رون ويات عامودا جرانيتيا كبيرا ملقى على الشاطئ يبدو أنه أثرا قديما, ولكن لسوء الحظ ولعوامل التعرية قد تآكلت النقوش من على سطحه. وإبان غطسه فى مياه الخليج على أعماق من 60 إلى 200 قدم (18 – 60 م) وعلى مساحة حوالى 2.5 كم لاحظ وجود بقايا عربات حربية فرعونية وعجلاتها وعواميدها مبعثرة على قاع الخليج مغطاة بطبقات كثيفة من المُرجانيات. وقال ويات أنه قد حصل على إحدى العجلات وسلمها للسلطات المصرية التى صرح أحد مسؤؤليها أنها ترجع للأسرة الـ 18 للقدماء المصريين (أسرة أمنحوتب الثالث), كما وجد بقايا عظام بشرية وعظام خيل فى نفس الموقع. قال أأرون سن أحد فريق الغطس الذين مسحوا منطقة نويبع أنهم وجدوا بقايا عظام أثبت البحث العلمى بجامعة ستوكهلم أنها عظام آدمية لساق يمنى لرجل طوله بين 165 و170 سم, وهى متحجرة تماما أى أن خلاياها قد استبدلت بمعادن حجرية ولذلك لا يمكن تحديد عمرها بوسيلة الكربون المشع ولكن من الواضح أنها عظام شديدة القدم, وهى فى حوزة البروفسير لينانت مولر الذى كان أستاذا بجامعة ستوكهلم فى فترة تسعينات القرن الماضى. وبالكشف السونارى على قاع الخليج فى هذه المنطقة وجد امتداد من نويبع إلى الشط المقابل للسعودية أقل عمقا عما يحيطه وزاوية انحداره حوالى 35 درجة, وعلق وايات أن هذا الجسر قد يكون من المرجح أنه هو المعبر الذى صنعته معجزة العبور, كما شاهد الغطاسون أيضا نفس الشواهد قرب الساحل المقابل لنويبع بالسعودية. وجد ويات فى غطساته ثلاث عجلات رباعية العوارض مذهبة لعربات حربية فرعونية, وحيث أن المرجانيات لا تنمو على الذهب لذلك ظل الشكل شديد الوضوح ولكن الخشب داخل الأُطر المذهبة قد أصابها التآكل الشديد مما جعلها شديدة الهشاشية ولا يمكن رفعها. وقد منعت السلطات المصرية الغطاسين من انتزاع أى من بقايا هذه العربات الحربية من قاع الخليج إذ ربما حانت فى المستقبل مع التقدم التكنولوجى فرصة تصويرها بكميرات تعمل بالريموت أو إستخراجها بحالة سليمة. كما قال شاهد أنه قد صور عربة حربية كاملة على الساحل السعودى تماثل تماما تلك العربة الحربية الموجودة بمقبرة توت عنخ آمون.
يقول رون ويات أنه لم يعى أهمية للعامود الجرانيتى الذى شاهده ملقى على شاطئ نويبع إلا بعد أن زار الجانب المقابل بالسعودية عام 1984 حيث اكتشف عامودا جرانيتيا يماثل العامود المصرى إلا أن العامود الثانى كان مازال يحتفظ بما عليه من نقوش كتابات باللغة العبرية القديمة. وقد أمكن قراءة بعض العبارات مثل ميزرايم (مصر), سليمان, إيدوم , موت, فرعون, موسى, يهوه. مما يوضح أن الملك سليمان قد وضع هذين العامودين كشاهد لذكرى معجزة العبور بيد يهوه. وحيث أن حكومة المملكة السعودية لا تسمح بالسياحة على أراضيها, وخوفا من تسرب السياحة الغير قانونية لذلك قد رفعت هذا العامود من مكانه ووضعت بدلا منه علما كعلامة لمكانه. وتابح ويات اكتشافاته وحدد مكان صخرة حوريب التى فجر موسى منها ماء ليشرب شعبه. "هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى ٱلصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ ٱلصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ ٱلشَّعْب. فَفَعَلَ مُوسَى هَكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ" (جروج 17:6). كما حدد مكان جبل سيناى (جبل اللوز) ذو القمة السوداء, الذى عليه كلم الله موسى وظهر كنار مشتعلة وغطى قمة الجبل دخان أسود. "وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل أن الرب نزل عليه بالنار وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جداً."(خروج19:18). كما وجد بناء المذبح الذى أقامه موسى شكرا للرب بعد أن هزم عماليق ووعد الرب بمحو إسم عماليق من تحت السماء وأسماه يهوه نسي. "فقال الرب لموسى اكتب هذا تذكارا في الكتاب و ضعه في مسامع يشوع فاني سوف امحو ذكر عماليق من تحت السماء. فبنى موسى مذبحا و دعا اسمه يهوه نسي" (خروج 17:15,16).
من هذه الاكتشافات يتضح أن موسى وبنى إسرائيل لم يعبروا البحر الأحمر ولا خليج السويس إلى سيناء ليتوهوا فيها 40 عاما, ولكنهم عبروا سيناء المصرية خلال الوادى إلى نويبع ومنها عبروا خليج العقبة إلى شرق الجزيرة العربية ليصلوا لجبل سيناء حيث كلم الله موسى.. ويتوهوا هناك 40 عاما ويصل فقط الجيل الثانى إلى أرض الميعاد فى فلسطين. وهنا تحضرنى تساؤلال لا أجد لها جوابا: هل تيه بنى إسرائيل فى شرق الجزيرة العربية قد أدى للتزاوج بينهم وبين العربان فى هذه المنطقة؟ وهل ساعد ذلك إن كان قد حصل على انتشار اليهودية فى شمال وجنوب الجزيرة العربية؟ وهل هم الذين أطلقوا بعض الأسماء المشابهة لما هو موجود فى فلسطين على بلدان وجبال هذه المنطقة مما أدى إلى شطحات د/ كمال الصليبى؟.. تساؤلات تحتاج لجهد وإخلاص باحثين أمثال رون ويات حتى تنجلى الصورة وتبرز الحقائق.
عزيزى القارئ لزيادة الفائدة أرجوك أن تسمع وتشاهد الروابط المرفقة
http://www.youtube.com/watch?v=xJXUv_btg60
http://www.youtube.com/watch?v=WH9Q4Z-gwig
http://www.youtube.com/watch?v=GfPL7OeFYq4
http://www.youtube.com/watch?v=WzAFR3AmZRs
http://www.youtube.com/watch?v=VBIhVFUJDwg
http://www.truthorfiction.com/rumors/c/chariot-wheels.htm




#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟
- ملكى أكثر من الملك
- أنا كافر ولى الفخر
- سلفى بدون لحية منكوشة وجلابية
- رسالة تنوير للسيد المشير
- حمارى وانا حرّ فيه
- الأخوان بين هتك العرض وتبويس اللحى
- القطط كمان وكمان
- محاكمة العصر
- حكايتى مع القطط
- فرُقع لوز الأراجوز
- تعبيرات خاطئة نعيش عليها
- الذين يسوقون مصر للفاشية
- حكايتى مع الكلاب
- حكايتى مع الحمير


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - موسى وإشكالية العبور