أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.















المزيد.....

جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3742 - 2012 / 5 / 29 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.
جامعة الدول العربية هي منظمة تضم الدول العربية فى قارتى آسيا وأفريقيا, وينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية والعلاقات التجارية والاتصالات والعلاقات الثقافية والجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. المقر الدائم لها يقع في القاهرة العاصمة المصرية (تونس من 1979 إلى 1990). وأمينها العام الحاليّ هو د/ نبيل العربي. من المفترض أن تسهل الجامعة العربية إجراء برامج سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واجتماعية لتنمية مصالح العالم العربي من خلال مؤسساتٍ مثل مؤسسة جامعة الدول العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليسكو) ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية. ولكل دولةٍ عضوٌ صوتٌ واحدٌ في مجلس الجامعة، ولكن القرارات تلزم الدول التي صوتت لهذه القرارات فقط. كانت أهداف الجامعة في عام 1945: التعزيز والتنسيق في البرامج السياسية والبرامج الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لأعضائها, والتوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها, أو النزاعات بين دولها وأطرافٍ أخرى. والدول التي وقعت على اتفاقِ الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في 13 أبريل 1950 ملزمةٌ على تنسيق تدابير الدفاع العسكرى.
قلت فى مقال سابق أن مشكلة جامعة الدول العربية تتمثل فى إسمها المغلوط "جامعة الدول العربية"، وها أنا أعود لتوضيح ما قصدت. تماما كما أودع الخالق جل شأنه فى الخلية الحية لأى كائن حى حيوانى أو نباتى شفرة خاصة تؤدى لفناء الخلية بعد فترة من حياتها, كذلك فعل الذين خططوا لإنشاء هذه الجامعة بعد الحرب العالمبة الثانية (1945) سواء بقصد أو بدون قصد، بنية طيبة أو بسوء نية, وكانت شفرة موات الجامعة كامنة فى إسمها, ولتوضيح ذلك تعالوا نفند الإسم كلمة كلمة حتى تنجلى لنا الصورة:
جامعة الدول، وتعنى تجمع للدول فى مكان تحت سقف واحد لمناقشة القضايا أو المشكلات التى تواجه هذه الدول. وكلمة دولة تعنى القوة المسيطرة على شعب لتسيير حياته أى نظام الحكم بها أى الحكومة. وأنظمة الحكم أو حكوماتنا العربية جميعا والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه أنظمة أو حكومات ديكتاتورية سيان كانت ملكية أو جملوكية (جمهورية مملوكية)، وكل زعيم من زعمائنا بالبلدى شايف نفسه وواخد فى نفسه مزلقان, أى أنه يعتبر نفسه الزعيم الأوحد الضرورة الذى وحده يملك الحكمة والفطنة التى تمكنه من تسيير أحوال بلده وأحوال جميع الدول المشتركة بالجامعة, وغيره من الزعماء نص كم لا يصلحون ولا يفهمون. من هنا كانت اجتماعات الزعماء غير ذى جدوى، اجتماعات تبويس ومعانقات وفك مجالس وما فى القلب فى القلب وبالتالى تكون قراراتها حبر على ورق لا تحل ولا تربط. واتخاذ القرارات فى كل مجالس العالم المتحضر يكون بالأغلبية الملزمة أما فى جامعة الدول العربية المصونة يكون بالإجماع وكان هذا سببا رئيسيا من أسباب تردى القرارات التى تصاغ بما يرضى جميع الزعامات فتكون فى النهاية لبن سمك نمر هندى. تتخذ القرارات بالإجماع ولكن لا يتم تنفيذها أو تفعيلها، وأوضح مثال على ذلك هو إصدار الجامعة على مستوى وزراء الخارجية أو القمم العربية لأكثر من خمسة آلاف قرار، 80% منها صدرت بالإجماع ولكن 90% منها لم يتم تنفيذه لغياب الإرادة العربية لدى الدول الأعضاء على تطوير أو تحسين مسيرة العمل المشترك أو بمعنى أصح لعدم ثقة القادة الأشاوس بعضهم ببعض. وانحدرنا من سيئ إلى أسوأ وصارت بلداننا كغثاء السيل يعمها الجهل والفقر والمرض, وزعماؤنا الأفاضل متشبثون بمقاعدهم الوثيرة وكانوا عازمين على نوريثها لأبنائهم بعد عمر مديد طويل وطظ فى الديموقراطية وتبادل السلطة ولكن جاءت ثورات الربيع العربى لتغير الأحوال.
ثم تأتى كلمة العربية، وهى تعنى أن كل بلدان هذه الجامعة ذات قومية واحدة عربية وهذا خطأ فادح, لايراعى الفروق القومية للشعوب وموروثها الثقافى من تاريخها القديم منذ الأزل المغروز فى جيناتها ولا فكاك للتخلص منه. القومية العربية الخالصة فقط للشعوب العاربة وهى الشعوب التى تعيش فى شبه الجزيرة العربية, أما ما عداها فهى شعوب مستعربة أى تحولت للغة العربية نتيجة الغزوات أو ما أطلق عليه الفتوحات وإجبار هذه الشعوب على ترك لغاتها الأصلية جبرا والتحول للعربية. هذه الشعوب المستعربة لها قوميات أخرى, فرعونية وفينيقية وبابلية وكلدانية وأثورية وكوردية وأمازيجية وزنجية وغيرها من القوميات التى استطاع الغزو العربى لهذه القوميات أن يقهرها جميعا لتتكلم لغة واحدة هى اللغة العربية, ولكن الصحيح أنه لم ولن يستطع أبدا ألغاء الموروث الثقافى لكل قومية من هذه القوميات الناطقة بالعربية. وليس عيبا أن يكون لكل شعب تاريخ يعتز به وقومية يحبها ويتمسك بها ويحارب لبقائها ونشر ثقافتها بل على العكس تعدد القوميات والثقافات يثرى حياة الأمم ويعود عليها بالنفع, كما أنه لا يمنع التقارب بين الشعوب الناطقة جميعا بنفس اللغة واتحادها إقتصاديا وسياسيا مع الحفاظ على ثقافاتها وقومياتها ومعتقداتها التى تعتز بها.
كى نحيى هذه الجامعة من الموات ونلغى شفرة نهايتها، لابد بداية من تغيير إسمها من جامعة الدول العربية إلى جامعة الشعوب الناطقة بالعربية. وبالطبع لن يغير المسمى وحده من الأمر شيئا إن لم يتبعه تغيير فى النشاطات والمفاهيم, بمعنى ألا يكون اجتماعاتها اجتماع حكومات ممثلة فى وزراء خارجية أو اجتماع رؤساء ( قمم ) ولكنه يكون بتكوين برلمان أعضاءه من جميع الدول الناطقة بالعربية, مكون من أعضاء منتخبين شعبيا إنتخابا حرا ديموقراطيا حقيقيا وليس كالانتخابات الفيكسوفلكس الأونطة التى نشاهدها فى جميع الآقطار الشرق أوسطية التى لا تفرز غير أصحاب المطامع ومساحى الجوخ وعبيد السلطة وتجار السموم والمستفيدين من الحصانة لابتزاز وامتصاص دم الشعوب الكادحة التى لا حول لها ولا قوة. المطلوب أعضاء من الشعوب يعرفون حقيقة مطالب شعوبهم والدفاع عنها لتفعيل الوحدة بين الشعوب من الناحية الاقتصادية أولا حتى نصل إلى الوحدة السياسية المنشودة. ويلغى من قاموسها اتخاذ القرارات بالإجماع لاستحالة ذلك فعليا وعمليا ولكن تتخذ القرارات بالأغلبية الملزمة لجميع الأطراف. كما لابد من ترك مفهوم القومية العربية العفلقية التى أثبتت فشلها والاعتراف بأن لكل شعب من شعوب المنطقة له قومياته التى يعتز بها وينميها, وتفاعل هذه القوميات ثقافيا وحضاريا يثرى وحدة الشعوب ويفعلها. ولا بد من البدء بإصلاح شامل للنظم فى البلدان العربية ككل وتفعيل الديموقراطية الحقيقية بها, ففى حالة إصلاحه ستنصلح أحوال بيت أو حامعة الشعوب الناطقة بالعربية وتكون هى المرآة الصادقة لجميع أوضاعنا فى البلدان الناطقة بالعربية من الخليج إلى المحيط.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرشزوق والرئيس الملزوق
- الحرية الجامحة بين الشباب
- بين الثورة والهوجة وركوب الموجة
- حكايتى مع النظام 3 (عبد الناصر)
- الكاميرا الخفية
- الذكرى الثالثة لمذبحة الخنازير
- وطن يعيش فينا
- موسى وإشكالية العبور
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟
- ملكى أكثر من الملك
- أنا كافر ولى الفخر
- سلفى بدون لحية منكوشة وجلابية
- رسالة تنوير للسيد المشير
- حمارى وانا حرّ فيه
- الأخوان بين هتك العرض وتبويس اللحى


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.