أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاروق عطية - الحرية الجامحة بين الشباب














المزيد.....

الحرية الجامحة بين الشباب


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 23:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رحت أفكر بعمق فيما دار فى جلستنا بالأمس من حوار. كنا نجلس ثلاثتنا على مقهى تيم هورتون ونحن نحتسى القهوة الساخنة اللذيذة, نتذاكر أيامنا الخوالى ونسعد بذكريات جلساتنا ولعب الطاولة التى نهواها على قهوة أبو حجازية بالسويس. فاجأنا الأخ ابو هنادى بآهة حزينة وتصريح يشوبه الخوف على بناته فى سنهن الحرجة بهذه البلاد التى تعطى كل الحرية للشباب، تابعه أبو الحسن بابتسامة انتصار قائلا: الحمد لله أن الله لم يرزقنى بالبنات حتى أبات مرتاح البال. فكرت كثيرا فى مخاوف الصديق أبو هنادى كما أقلقتنى أكثر فرحة الحبيب أبو الحسن وحمده الله أن ذريته من الذكور وأنه ينام مرتاح البال ولا يخشى عليهم من الحرية الجامحة فى هذه البلاد. رحت أفكر بعمق وفى النهاية أيقنت أننا كشرقيين نخلط المفاهيم ونهوى ازدواجية المعايير, وان تصريحات صديقىٌ هى صدى حقيقى لأحاسيس جميع أفراد جالياتنا بلا استثناء. نحن نفرق فى مخاوفنا بين أبنائنا من الصبيان والبنات, ولا أجد منطقا لهذه النظرة المختلفة فالبنت والولد متساويان كبشر مطلوب منهما العفة واتباع تعاليم الأديان. بل ركز الكتاب المقدس على الذكر قبل الأنثى حيث قال: من نظر لزوجة أخيه واشتهاها فقد زنى بها. لماذا كل هذا الخوف على البنت من الحرية وترك الحبل على الغارب للولد وهما متساويان كبشر خلقهما الله أحرارا؟ وأن الله سيحاسب أى منهما على أخطائه إذا أساء حريته ولا يحاسب أهله إلا إذا قصروا فى النصح والتوجيه. بالطبع أنا لا أدعو لإعطاء الحرية للبنات كما هو متاح هنا، ولكننى أرجو أن تكون التربية المنزلية تربية دينية متوازنة لكلا الجنسين لنحصنهما بالدين من شرور الحرية الزائدة, ثم نترك لهما الحرية مع المتابعة اليقظة واستمرار التوجيه والإرشاد. ويكون اهتمامنا بالولد مثل البنت بل يزيد, لأن انحراف الولد وهو الطرف الأقوى يجرف فى طريقه البنات وهن الطرف الأقل صلابة. ولكننا تعودنا فى بلادنا الضغط المستمر على البنات وترك الحرية للبنين, لإيماننا أن شرفنا فى عفة بناتنا لأن أخطائهن تكون واضحة بفقدان العذرية أو ظهور الحمل مما يجلب العار، اما الولد فلا يبدو عليه أى مظهر فلا خوف من حريته. شئنا أو لم نشأ سيختلط أبنائنا بأمثالهم من شباب هذه البلاد وسيندمجون معهم فى سلوكياتهم, ويجب ألا نخشى ذلك إذا طعمناهم بتعاليم الدين والنصح مع العطف والصداقة حتى نحميهم من الانحراف فى سنين عمرهم الخطرة. والشيئ الذى غاب عن صديقىّ أن الانفلات لم يعد مقصورا على الغرب بل هو أشد وأنكى فى بلادنا, لكن الفرق أن الناس هنا لا يخفون ما يفعلون, كل شيئ بين وواضح وبلا خجل, أما فى بلادنا فالصورة أكثر قتالمة وأشد سوادا, يتظاهرون بالطهارة ويفعلون ما يشاءون فى السر. فما نقرأه الآن عن آلاف حالات الزواج العرفى بين طلاب الجامعات والدعارة المنتشرة فى البيوت السرية وزواج القاصرات لعواجيز أمراء العرب, وآخرها جماعات تبادل الزوجات, كلها أشياء يشيب لها الولدان رغم مظاهر التدين الخادع. الأنثى فى بلادنا تخشى ما تخشاه أن تفقد غشاء البكارة وإن فقدته تشتريه صينيا لتبدو شريفة عند الزواج. ومن تحافظ على شرفها قبل الزواج قد تندفع فى مغامرات محرمة بعد الزواج. هنا يفعل الشباب ما يرغبون ولكن لا خيانة بين الأزواج أو حتى بين من يعيشون كأصدقاء, فعندما يتغير نبض القلب لديهم بكل بساطة ينفصلون, أما عندنا عندما يتقلص الحب بين الأزواج لا فكاك إلا بالمحاكم والقضايا والخُلع وتشريد أالأولاد بين عند الأب وقهر الأم.
فى طريق عودتى للمنزل ماشيا كعادتى مخترقا البارك المجاور لمنزلى لاحظت الكثير من الشباب والشابات يجلسون على الأرائك فى عناق العشاق, غير آبهين بمن يمر فى طريقه بهم فهم مندمجون وفى عشقهم سادرون. وفى إحدى المقاعد شاهدت إبنتى سلمى بين احضان شاب مفتول العضلات غائبين فى قبلة طويلة. دارت بى الأرض ولم أتمالك نفسى وهجمت عليهما لافتراسهما, لكنهما انفلتا من بين يدى وانطلقا لا يلويان على شيئ. سرت إلى منزلى منكس الرأس والشرر يتطاير من عينى، ومجرد دخولى الدار استقبلتنى أم العربى بابتسامتها المعهودة, فأزحتها عن طريقى واندفعت لحجرة سلمى وفى نيتى معاقبتها أشد العقاب ولكننى وجدت غرفتها خاوية. عدت أدراجى لغرفة المعيشة صارخا فى وجه أم العربى: أين ابنتك الفاجرة سلمى؟ وكان جسدى يرتعش من الانفعال وأنفاسى كادت أن تتلاشى وأحسست بآلام تذبح صدرى, فصرخت من شدة الألم.. واستيقظت على صوت ام العربى الساخر: مش تبطل الهباب اللى انت فيه ده؟ هو انت عندك بنت واسمها سلمى كمان؟.. الله بشفيك من العيا الخفيف..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الثورة والهوجة وركوب الموجة
- حكايتى مع النظام 3 (عبد الناصر)
- الكاميرا الخفية
- الذكرى الثالثة لمذبحة الخنازير
- وطن يعيش فينا
- موسى وإشكالية العبور
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)
- أنا لست إمبرياليا ولكن
- حكايتى مع النظام:1 (الملكى)
- جاليتنا المصرية إلى أين؟
- ملكى أكثر من الملك
- أنا كافر ولى الفخر
- سلفى بدون لحية منكوشة وجلابية
- رسالة تنوير للسيد المشير
- حمارى وانا حرّ فيه
- الأخوان بين هتك العرض وتبويس اللحى
- القطط كمان وكمان
- محاكمة العصر


المزيد.....




- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاروق عطية - الحرية الجامحة بين الشباب