أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - الحكومة العراقية وازدواجية المواقف














المزيد.....

الحكومة العراقية وازدواجية المواقف


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومة العراقية وازدواجية المواقف
موفق الرفاعي
موقف السلطة في العراق مما يجري في سوريا ستكون له تداعيات كبيرة على وجودها وعلى البلاد، فهي تزعم بان موقفها حياديا وغير منحاز الى النظام السوري وتُصدِر خطابها هذا بلغة سياسية تغلب عليها الركاكة الدبلوماسية معتقدة ان ذلك ينطلي على العالم، فيما هي في واقع الامر منحازة انحيازا كليا بدوافع الاصطفاف المذهبي في المنطقة والذي تتقدمه ايران في مواجهة اصطفاف مذهبي اخر تتقدمه السعودية وتركيا وقطر. الاول تقوده روسيا والصين والاخر تدعمه امريكا والغرب.
يُخطىء من يظن ان ما يجري في سوريا موجها الى النظام فيها وحده كونه نظاما علويا يحتكر السلطة لمصلحة الطائفة ويهمش الاكثرية السنية هناك، بالضبط كما اخطأ من ظن ان غزو العراق كانت دوافعه انصاف الشيعة فيه وان النظام السابق هو نظام سني يحتكر السلطة لمصلحة الطائفة ويهمش الاكثرية الشيعية وتبين بعد ذلك تهافت هذا الاعتقاد.
انها الحرب على ايران التي بدأت في الميدان السوري احد اجنحتها في المنطقة قبل ان تنتقل الى هناك، وسوف تسبقها معركة اخرى ستدور في الميدان اللبناني مستهدفة حزب الله جناحها الآخر.
المعركة الدائرة في سوريا اليوم هي معركة تمهد لحرب كبرى قادمة لا محالة، وهب معركة بالوكالة تديرها قوى دولية واقليمية ولا يمكن فهمها الا في هذا الاطار. انها حرب تشبه تماما تلك الحروب التي كانت قائمة في منتصف القرن الماضي في جنوب شرق اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية والتي كانت الوجه الاخر للحرب الباردة ما بين امريكا ودول حلف الناتو من جهة والاتحاد السوفييتي ودول حلف وارسو من جهة اخرى اضافة الى الصين.
كان على الحكومة العراقية ان تعلن حيادها منذ اول شرارة انطلقت في سوريا في مواجهة النظام، من اجل تجنيب البلاد تداعيات ما يجري الان وما قد يتطور ولا يعلم احد مداياته.
لكنها اختارت بضغط من ايران ان تقف مع نظام كل الدلائل كانت تشير الى حتمية سقوطه منذ اول هتاف في اول تظاهرة انطلقت في درعا.
تصاعد الشحن الطائفي في المنطقة يرشح العراق ان هو بقي على موقفه هذا حتى النهاية ان يكون احد ميادين الصراع وربما حتى قبل سقوط النظام في سوريا فما زال الوضع الامني فيه هشا وخارج السيطرة.
يبدو ان احزاب السلطة لا يهمها سوى مصالحها الضيقة والاستجابة لضغوطات ايران، فهي تشارك في تصعيد وتيرة الشحن الطائفي بل وتعمل عليه دون ادراك للنتائج او هي تدرك ذلك وتسعى الى خلط الاوراق. والا ما معنى ان تدعو الى لقاءات جماهيرية لـ (نصرة) مرقد السيدة زينب في ريف دمشق من مزاعم بنية تفجيره من قبل جماعات متشددة، وهي التي لم تدع من قبل الى نصرة الشعب السوري الذي يذبح منذ عام ونصف!؟، وكانت تلك الاحزاب قد سارعت الى حملات لدعم الشعب البحريني في انتفاضته ضد نظامه ودعت من اجل ذلك الى عقد جلسة خاصة في مجلس النواب وصدر بيان يشجب قتل البحرينيين، وكانت تُعيب على دول عربية انتقائيتها في مواقفها من ثورات الربيع العربي؟ اليست هذه انتقائية ايضا؟ ام ما معنى ان تنتقل كتائب من (عصائب اهل الحق) الى هناك باسلحتها وعتادها لحماية المرقد ان صح ما تداولته وكالات الانباء؟
لقد ضيعت الحكومة العراقية فرصة تصحيح موقفها مما يجري في سوريا حين اعلن السفير السوري في بغداد انشقاقه عن حكومته. كان عليها توفير الملاذ الآمن له وحمايته وكان سيكون هذا الموقف بمثابة رسالة استدراك للموقف السابق ومبادرة حسن نية. ثم انها ضيعت شاهد اثبات مهم على الجرائم بحق الشعب العراقي والتي كان من ورائها النظام السوري واجهزة مخابراته.
ما يشكل خطورة على السلم الاهلي هو انسياق او تعبئة الناس وراء مصالح الساسة واهوائهم وهو ما نعيشه في العراق منذ تسعة اعوام وما يعيشه الشعب السوري اليوم وقد يمتد الى أمد لا يعلم احد متى نهايته.
خارطة الصراع في المنطقة بدأت تتضح الآن والفرز مازال قائما والمعركة مع الانظمة فيها محسومة في النهاية لمصلحة الشعوب وارادتها، وهو درس التاريخ على مر العصور ولا يمكن لاحد المماراة فيه الا ان يكون بلا وعي.
المعركة مستمرة او هي قد بدأت الآن على اسوار حلب وحول قلعتها ومايزال هناك متسع من الوقت لتغيير المواقف والانحياز الى خندق الشعب السوري واعلان ذلك بوضوح لتجنب ما تزعم الحكومة العراقية انها تخشاه من نتائج ما بعد سقوط النظام هناك والذي على اساسه اتخذت موقفها (المحايد) حسب زعمها.
فهل ستفعل..!؟



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: سلطة واحدة ام سلطات..!؟
- تراتبية الخراب العراقي
- الدعوة إلى نبذ الطائفية، -بينَ الجدِ والهزلِ-
- كيانات مؤدلجة لديمقراطية ليبرالية.. كيف!؟
- مأزق العملية السياسية في العراق
- في ذكرى سقوط جدار برلين..
- وهم الحرية الصحفية في العراق.. وهم الديموقراطية
- المشروع الاستراتيجي الإيراني وواقع الأنظمة العربية
- مأساة الصحفي العراقي في ظل (دولة القانون)
- الهوية الوطنية بدلا من الطائفية.. لعبة الانتخابات العراقية ا ...
- في خريطة الانتخابات العراقية المقبلة
- خياران امام الحكومة.. الكشف عن المجرمين او الاستقالة
- خطاب اوباما في جامعة القاهرة.. -الموضوع الرابع-
- الصحافة العراقية.. مخاطر ومسؤوليات
- وزير التجارة والصحافة.. علاقة محتدمة
- -مناطق مقتطعة- واخرى -متنازع عليها-.. بين مَن ومَن!؟
- العراقيون.. من سينتخبون هذه المرة..!؟
- ما بين غزة والعراق
- مرحلة (ما بعد غزة)
- عن غزة التي تذبح وسط صمت مريب.. مجرد سؤال!!


المزيد.....




- قطر تعلن إيقاف الملاحة الجوية فوق أجوائها مؤقتا -بسبب الأوضا ...
- ناشطون على مواقع التواصل يستعرضون تنوّع الردّ الإيراني المحت ...
- -دول الخليج تدفع ثمن القنابل الأمريكية، انسحبوا قبل فوات الأ ...
- بوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لها
- بعد الضربات الأمريكية على إيران... حرب مستمرة وتهديدات وتأهب ...
- آلاف الألمان على -قائمة الأزمات- - عمليات الإجلاء من إسرائيل ...
- ما وراء زيارة عراقجي -الجادة والمهمة- إلى موسكو هذا الوقت؟
- عاجل | وكالة فارس الإيرانية: دوي انفجار خارج مدينة الأهواز ج ...
- -خارطة طريق- تمويل المناخ تواجه تعثرا وسط غموض في مصادر التم ...
- قطر توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - الحكومة العراقية وازدواجية المواقف