أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - سيكولوجيا الحرف- 3















المزيد.....

سيكولوجيا الحرف- 3


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3788 - 2012 / 7 / 14 - 14:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سامي فريدي
سيكولوجيا الحرف- 3
ثلاثة عوامل رئيسة ساهمت في تدمير الثقافة العربية..
- النظام الأيديولوجي
- فورة النفط
- مجانية التعليم
تمثل النظام الأيديولوجي بنظام جمال عبد الناصر واستنساخه في البلاد العربية لاحقا. بينما أسفر انعكاس بعض آثار فورة أسعار النفط – عقب حرب تشرين 1973- في تحسن المستوى المعيشي للفرد العربي عموما، إضافة للاهتمام بنشر التعليم ومجانيته سيما في المراحل الأساسية. هذه الخطوات غير المدروسة انعكست سلبا لاحقا، أمام عدم قدرة الدولة العربية على التطور سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، فوجدت الدولة نفسها في مواجهة أزمات مستعصية صارت تقرض في جانب كلّ من الدولة والمجتمع.
دولة الأيديولوجيا هي أيضا دولة الاعلام (والجيش) كما سبقت الاشارة. وفي دولة عبد الناصر لعب محمد حسنين هيكل دورا ايديولوجيا في الاعلام المصري، ولكل نظام ودولة شخص أو أشخاص هم أدوات أمنية أيديولوجية رخيصة بيد الحاكم، شديدة على المجتمع، تلك هي صورة الاقطاع الفكري، أو الاستبداد والارهاب.
دولة الأيديولوجيا هي أيضا دولة ترهيب وترغيب، وفقا للنص الاسلامي (يعبدون الله خوفا أو طمعا).
وقاعدة (الخوف والطمع) عامل رئيس وفاعل في توسيع قاعدة النظام وحاشية الحكومة وطبقة (الاقطاع الفكري) حسب تعبير عبد الحي دياب أو (وعاظ السلاطين) حسب تعبير علي الوردي.
قطاع الاعلام ليس المصدر الوحيد – بقدر ما هو واجهة مباشرة- لتوسيع طبقة الاقطاع الثقافي وانما هناك قطاعات أخرى مساهمة منها –بحسب المثال العراقي-..
- قطاع الدراسات الاكادمية العليا في الجامعات العراقية أو البعثات الخارجية بقي محصورا بمنتسبي الحزب الحاكم والحاصلين على درجات حزبية متقدمة إضافة للمعدل الدراسي العالي.
- العناصر الأكادمية في مؤسسة المخابرات والذين يتمتعون بامتيازات خاصة لاستكمال دراساتهم العليا والتنسيب في دوائر داخلية أو دبلوماسية خارجية بحسب التخصص.
- خريجي معهد الأمن القومي الخاص من حملة الشهادات العليا والفروع الحساسة.
- امتيازات خاصة لمنتسبي الجيش العراقي باكمال دراساتهم العليا منذ الثمانينيات.
- قطاع الطلبة العرب الدارسين على حساب الحكومة العراقية أو نفقة الحزب الحاكم، وهم من بلدان مختلفة، وتكون دراستهم سواء داخل العراق أو خارجه وعلى نفقة الدولة والحزب، ولابدّ أن كثيرا منهم يسخرون أنفسهم وشهاداتهم ضمن طبقة الاقطاع الثقافي أو الارهاب الفكري لأيديولوجيا النظام.
- عناصر خاصة يجري احتضانها وتكفلها دراساتها وحصولها على اختصاصات عليا لأغراض خاصة بكفالة أشخاص من النظام.
وبالتالي.. فأن محاولة اجراء مسح أولي لحملة الشهادات وتاريخها أو القطاع المنتسب إليه، يكشف عن حجم طبقة –محسوبة على الثقافة والأكادميا- انما هي من صناعة النظام والمعشعشة في أحضانه. وهذه تمثل يد النظام وعيونه – خوفا أو طمعا-. وهؤلاء يتوزعون داخل العراق وخارجه وفي مؤسسات وجامعات متعددة، وقسم منهم انضووا في خدمة مؤسسات اعلامية وغير اعلامية لبلدان اقليمية أو عالمية طمعا في استمرار الأعطيات، وضمان الحماية من أي اعتداء أو ثأر سابق.
ليس هذا غير جانب من الصورة، قد يكون رئيسا، ولكنه يبقى ناقصا بدون استكمال زوايا الصورة.
المفارقة التي أسفرت عنها تسعينيات الحصار في العراق، هي فتح مجال الدراسات المسائية في الجامعة المستنصرية، إضافة للدراسات العليا، إضافة للسماح بظهور معاهد ومؤسسات دراسية أهلية. مجال الدراسات الخاصة سمح لبعض حملة الشهادات الاكادمية الحصول على شهادات اكادمية في تخصصات أخرى، ولم يكن هذا مسموحا في القانون العراقي قبله. وبغض النظر عن التسهيلات الدراسية أو مدى الجدية الاكادمية لتلك الجامعات. لكن واقع الحال يكشف عن أرقام مهولة لخريجي دراسات المستنصرية المسائية وشهاداتها العليا، والتي كان لها دور في التغطية على سواهم من أرباب شهادات النظام وامتيازاته.
كما أن الانفلات والفوضى التي شملت قطاعات الحياة العراقية -عقب الغزو الأمريكي-، بضمنها التعليم العالي من ظهور امعت جديدة وأهلية وفروع لجامعات خارجية ومنها الجامعات المفتوحة، زادت من نسبة أعداد الدارسين وحملة الشهادات العليا. والاشكالية.. أنه بدلا من التفاؤل بهذه الأرقام والمسميات، باحتسابها على جانب العلم والعقل والثقافة والتقدم العلمي، فأنها في واقع الحال عامل في تدمير الحاضر والمستقبل العراقي، لعدم الكفاءة الأكادمية لغالبية حملة الشهادات تلك، أو عدم نزاهتها العلمية، أو صعوبة فرز الشهادات المزورة والتجارية من الشهادات العلمية والأكادمية الحقيقية.
ان أية شهادة علمية بدون ممارسة تطبيقية تبقى ناقصة الأهلية. كما أن الانقطاع الوظيفي أو الاكادمي لمدة تزيد عن ستة أشهر إلى عامين، تجعل من الصعوبة بمكان اعتماد تلك الشهادة في مجال العمل. وان واقع العراق المتقدم في مجال الفوضى والخراب منذ الثمانينيات، زاد من كبقة البطالة الأكادمية جراء نقص فرص العمل وصعوبة شروط التوظيف، وهو ما يصدق على واقع ما بعد الغزو الذي يقارب العقد من السنوات دون بوادر استقرار أو حياة عادية، مما يدفع كثيرا من تلك الشهادات إلى سلة الخسائر الوطنية.
وفي قوائم أسماء الكتاب كثيرون من حملة الدال، بنفس مستوى الأسماء المزورة، سيما في النشر الالكتروني، وبعضهم يضيف تخصصه الوظيفي المستشار أو المحامي أو المدير التنفيذي، مما لا يخدم في مدى جودة النص. فاللقب العلمي، جاهة.. لا تختلف عن جاهة القبيلة أو المركز الوظيفي/ السياسي السابق. فالوزير أو النائب أو الرئيس الأسبق أو الاستاذ الدكتور ليس بالضرورة كاتبا جيدا، ولا يضمن كون موضوع مفيدا للقارئ، بقدر ما هو تنفيس للوحدة أو تعويض للنرجسية ونقص الجاه.
التواضع سمة للعلم، والتعلّم صفة للباحث الحقيقي. المؤلفات العلمية والثقافية الأجنبية لا تحمل على غلافها القابا علمية، ولا تعنى بسيرة نرجسية مضطربة بكثرة المنجزات الفكرية والدراسية. فمؤلفات ماركس أو فرويد لا تضع دالا أمام أسمائهم، ولا ينتقص ذلك من مضامين كتبهم أو مكانتهم التاريخية العالمية.
ثقة الكاتب بنفسه أهم كثيرا من صوره وألقابه ومدائحه الذاتية. واعتماد على نفسه وتجاربه الذاتية الصادقة أولى من حشر اراء مؤلفين سابقين ومعروفين، لا يحتاجها القارئ –لشهرتها وتيسرها في مضانها-، مما يشكل حشوا وترهلا في الموضوع، وهو حال كثير من كتب المقالات المستهلكة، أو تآليف منهجية تستطرد في المقدمات العامة والتاريخية دون ظهور إضافة حقيقية للكاتب، وأن كانت لا تتعدى صفحتين حافلتين بالانشاء وبلاغة اللغة البديعية.
هؤلاء يملؤون وسائل الاعلام والجامعات والمؤسسات المختلفة، فيما يطبع التخلف والفساد والجريمة، صورة المجتمع والدولة!.
سامي فريدي



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الحرف – 2
- سايكولوجيا الحرف - 1
- ايران.. الطرف الثالث
- ايران ليست صديقة ولا مسلمة
- التفكير.. لا التكفير
- ايران في العراق..
- اشكالية ثقافة التعليم
- عروبة ساسة العراق
- العراق.. الجغرافيا السياسية
- العراق.. والثوابت الوطنية
- (سياسة التشيع في العراق)
- الثقافة والسيطرة
- التعليم والغربنة
- الشباب والقيادة
- تراجع النوع البشري
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)
- 14 يوليو 1958ن حاجة محلية أم ضرورة دولية /3
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (1)


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سامي فريدي - سيكولوجيا الحرف- 3