أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريدي - (سياسة التشيع في العراق)















المزيد.....

(سياسة التشيع في العراق)


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 18:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سامي فريدي
(سياسة التشيع في العراق)
"إلى روح (الفقيد) العراقي الأصيل هادي المهدي!"
هل المجتمع الايراني مجتمع شيعي، أي ملتزم بتقاليد وفكر شيعي؟..
استخدم اسماعيل الصفوي الفكر الشيعي لأغراض سياسية مناوئة للحكم العثماني، وتمكن من تصدير الفكر الشيعي خارج ايران، لكنه لم يستطع انتاج مجتمع شيعي داخل ايران. وهو ما ينطبق على الخميني (1978-1989) الذي ركز على شعار تصدير الفكر الشيعي، أكثر من بناء مجتمع شيعي، ولما تزل مظاهر الثقافة المجوسية والاعتداد القومي الايراني فوق مظاهر التدين الاسلامي والشيعي في جمهورية ايران الاسلامية.
والسؤال.. هو ما الذي يجري في العراق منذ الغزو الأمريكي (2003) والمتمثل باستئثار حزب الدعوة الشيعي بالحكم، رغما عن صور النظام الدمقراطي ومعيارية الانتخابات، التي لا تعترف بها جماعة الحكم إن لم تصب في صالحها. لقد شهدت مرحلة الاحتلال الأميريكي عودة المجتمع العراقي رجعيا إلى مرحلة ما قبل الدولة وتأسيس المجتمع المدني، وتم تسويغ مفهوم يجعل جملة التطور الاجتماعي العراقي في العهود السابقة صداميا وبعثيا محكوما عليه بحكم الجاهلية الأولى أو حكم الكافر، رغم النفاق المفضوح لمثل هذا الفكر على كل صعيد.
يختلف نظام الحكم الحالي عن الانظمة السابقة في العراق بعدم مركزية السلطة، ففيما تبدو صورة الجمهورية الاتحادية الفدرالية توزيعا للاعباء السياسية على الحكومات المحلية، مما يوفر فرصة اضافية للحكومة المركزية لتركيز جهودها في مجالات اكثر تحديدا واهمية ستراتيجية –مما لا يظهر كذلك في واقع الحال-، فأن الحكومة الحالية بزعامة حزب الدعوة، ليست سوى عنصر واحد في المشروع السياسي الشيعي لنظام الحكم، وتتوزع بقية العناصر والاجنحة على..
- رجال الدين الشيعة في المجتمع على اختلاف مستوياتهم..
- المنظمات والجمعيات والمؤسسات الشيعية على اختلاف توجهاتها ووسائلها ولبعضها فروع خارج العراق ايضا..
- مراكز الدعوة والاستقطاب الاجتماعي والثقافي من خلال التجمعات والمهرجانات وتوزيع الجوائز والهدايا والاعانات وفرص التوظيف والوجاهات السلطوية..
- الاستفادة من ظروف الفوضى وضعف النظام والفساد بكل مستوياته لاستخدام اساليب مخالفة للانسانية والتمدن والشرعية في تهميش الاطراف غير الموالية وتصفيتها دون كشف مسؤولية الفعل –مظلة الارهاب في البلاد-..
مثل هذه الحكومات التي لا تصمد اسبوعا في السلطة في أي بلد، وهي عاجزة عن القيام بأي دور أو تقديم خدمة على مستوى الداخل أو الخارج، ما تزال مستمرة في موقعها الاسمي في بلد مثل العراق؛ حيث كانت التظاهرات الجماهيرية والمعارضة السياسية سمة بارزة من سماته، طيلة العهدين الملكي والجمهوري. ورغم ما يقال من عتو حكم البعث وصدام فأن عهدهما لم يخلُ من معارضة سياسية ناشطة في الداخل أو الخارج. ولكن أين هي هذه المعارضة إزاء وضع متشرذم، وما الذي يجعل تيارات المعارضة الماركسية والقومية والمحلية تتشرذم هي الاخرى في خلافاتها الداخلية، رغم خلافها الايديولوجي مع تيارات رجعية دينية وطائفية.
ان التهديد الحقيقي الوحيد الذي تعرض له نظام الاحتلال هو العمليات الاقليمية، أما القوى المحلية التقليدية والمستحدثة فقد وضعت كعكة السلطة نصب أولوياتها فوق كل شيء، متساوية في ذلك مع زمرة الحكم الطائفية المغرضة.
تعتقد حكومة المالكي أنها في حالة مكوكية سياسية لانجاز ما يدعى (مصالحة/ محاصصة) وبشكل لا يسمح بوجود شأفة (مقاومة/ معارضة) حقيقية. فما الذي يجمع الشيوعيين والبعثيين والقوميين مع حزب ديني طائفي رجعي؟.. وما الذي يجمع تيار سلفي سعودي مع تيار شيعي ايراني الهوى؟.. وما الذي يجعل كل هؤلاء المتهالكين على السلطة يلتقون على مائدة امريكية، متناسين لافتة الاحتلال الزنخة، ومعاناة المجتمع الوخيمة بلا حلول واهتمام وطني حقيقي.
الحكومة إذن، معنية بترتيب السقف السياسي للبلاد، غير بعيد عن الرعاية الأمريكية للأخ الأكبر.
أما الدور الشيعي لتغيير المجتمع وتشييعه، فهو واجب رجال الدين والمنظمات غير الرسمية وجانب من السلطات التنفيذية للدولة.
وهي بحسب التراتبية..
- مؤسسات التعليم والتعليم العالي
- مؤسسات الثقافة والاعلام والدعاية.
- الصحافة المحلية والتلفزة الفضائية والمواقع الالكترونية.
- مؤسسات المساجد والمراكز الدينية المتصلة بأحزاب ومرجعيات دينية مباشرة أو غير مباشرة.
- أحزاب ومليشيات ومآفيات وما يرد في سياقها..
ابرز مظاهر التشيع تمثلت غب الاحتلال في مراسيم عاشوراء وعودة الكتب الدينية الشيعية سيما المختصة بالدعاية الشيعية والرخيصة حول (أهل البيت) وصولا إلى قيادات شيعية معاصرة على راسها (الخميني). ويذكر هنا أن واقعة الغزو حدثت في أيام شهر محرم المصادف العشرين مارس 2003، والتوقيتات الزمنية ليست مصادفة أو عشوائية عند الغربيين، وذلك اذا تم استقصاء خلفياتها التاريخية والتراثية.
كتب لي اكاديمي تدريسي في جامعة عراقية غب الاحتلال، ما نصه، لقد قام هؤلاء (يعني الحكم الشيعي) خلال اسبوعين، بما لم يستطع الحكم البعثي القيام به في ثلاثين عاما. ففي غضون ايام قليلة صار طاقم العمادة والتدريسيين وكوادر اتحادات الطلبة من المتأسلمين الشيعة بلحاهم غير الحليقة وقمصانهم السود واختفاء ربطة العنق، مع شيوع الحجاب وغطاء الشعر للنساء والطالبات. واصبحت ظواهر الاعتداء على المخالفين واهاناتهم وقتلهم احيانا، مشاهد يومية في ساحة الكلية وداخل قاعات المحاضرات. وتكررت حوادث عنف واعتداء بالضرب على طلبة وطالبات يسيرون سوية، أو فتاة لا تلتزم بالحجاب الاسلامي. لقد كان لحزب البعث أولوية في تطبيق سياسة تبعيث جهاز الدولة والمجتمع، ولكن ذلك تخذ مسارات متدرجة لم تصل درجة الارهاب الجماعي العلني والتهديد الشخصي المباشر. ولم يحصل ضرب كادر جامعي في العلن أو تصفيته داخل الحرم الجامعي. والمقصود من هذا العرض ليس المقارنة، وانما تبيان درجة التردي الحضاري وانحطاط النظرة إلى المجتمع باعتباره فريسة اجتماعية مجردة من أي قيمة ذاتية أو كيان مستقل، بحيث تجعل ثقافة المجتمع وعقله وروحه جزء من فكرة الاحتلال. فبعد احتلال الأرض وتدمير قوتها السياسية، يصار كل ما على الأرض وما في باطنها غنيمة للمحتل، أي حيازة ملكية خاصة وأهلها عبيدا وجواري وأسرى تتصرف بهم سلطات الاحتلال والمتنفذون من خلالها، حسب مقتضياتها وهواها دون اعتبار فعلي لكيان المجتمع والفرد وكرامته الانسانية التي يفترض أنها فوق المساس.
ذاكرة بلاد الرافدين حافلة بمواقف وأراء عن غزو المغول واستيلائهم على الحكم، ولكن هؤلاء لم يغولوا اهل العراق أو سوريا أو ايران. وأرشيف الذاكرة العراقية الذي رسم صورة سوداء للحكم الملكي، يعمل اليوم على رسم صورة سوداء للحكم السابق في البلاد، وبذلك يعيش المجتمع حالة مستمرة من عمليات غسيل (مخ) متعاقبة مع كل تبدل سياسي في البلاد. والسؤال هو اين هي استقلالية الشعب؟.. ما هو معنى ومضمون الدمقراطية وحرية الرأي والفكر والمعتقد والتعبير، حينما يجري استغباء المجتمع وقهر عقله على التصفية والتحشية بحسب هوى الحاكم؟.. وماذا يكون مصير المجتمع عندما تدول دولة هؤلاء وينقشعون من المشهد، من يتحمل مسؤولية (قرار اجتثاث الشيعة) المقبل على غرار قرارهم في (اجتثاث البعث)؟..
لم يظهر هؤلاء أية جدارة في ممارسة الحكم، وفي أي مستوى من المستويات، وارتبط امكان وجودهم واستمرارهم بوجود غطاء الاحتلال وظهير ايراني ضمن ملابسات اقليمية. ورغم ذلك كان ساسة الحكم من الهشاشة بأنهم لم يستغلوا فرصة لاثبات وجهتهم/ طابعهم/ انتمائهم الى الوطنية العراقية، وفي مجتمع اجتهدت الدعاية السياسية على مدى نصف قرن على وصم شخصية نوري السعيد بالعميل لمصالح الانجليز، لم يجرؤ أحد على (إشارة ) على عمالة الاحزاب الشيعية لايران التي رهنت كراسي حكمها بمصالح دولة خارجية لها اطماع معلنة في العراق، وهو ما جعل من زيارة (نوري) المالكي لأوباما مسخرة لصالح ايران والتعبير عن مصالحها ووجهات نظرها من خلال توصيل رسالة ايرانية لأوباما، وهل دفاعه عن نظام الأسد ألا تمثيلا لموقف ايراني، واستخفافه بالمصلحة الوطنية العراقية ومشاعر العراقيين، التي ذاقت الأمرين على يد سنوات الارهاب المتسللة عبر الجوار السوري ومعسكرات المخابرات السورية.
لقد انتقم صدام حسين من العراقيين في حرب الثمانينيات جراء لهاث بعضهم وراء شعارات الخميني –وهو ما جرى كذلك عقب الانتفاضة الشعبانية-، واليوم ينتقم نوري المالكي من العراقيين لحربهم في صفوف صدام ضد سادته من ملالي ايران. أليس جديرا بالعراقيين أن يعرفوا أين يضعون رؤوسهم، وهل هروبهم من العروبة يبرر الاستلقاء في مستنقع المخابرات الايرانية، وتسلل العجمة المتزايدة في ألسنتهم، اين تكون الهوية الحضارية وسؤال الذات العراقية، أم أنه مجرد ادعاء ثقافي.. محض ادعاء ثقافي لا غير!!.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والسيطرة
- التعليم والغربنة
- الشباب والقيادة
- تراجع النوع البشري
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية (5)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (4)
- 14 يوليو 1958ن حاجة محلية أم ضرورة دولية /3
- 14 يوليو 1958 حاجة محلية أم ضرورة دولية.. (2)
- 14 يوليو 1958.. حاجة محلية أم ضرورة دولية (1)
- في ذكرى أنطون سعادة
- المركزية السورية أيضا..
- المركزية السورية ومشروع انطوان سعادة
- العراق في كتابات انطون سعادة
- القوي يكتب التاريخ
- هوامش على -قميص قلقميش-
- انحطاط القيم.. ظاهرة خاصة أم عامة؟..
- ماركس والعولمة
- حكومة كاميرون تبعد لاجئين عراقيين قسرا
- ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي
- الانتخابات البريطانية والانسان العربي


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريدي - (سياسة التشيع في العراق)