أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي فريدي - ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي














المزيد.....

ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 3038 - 2010 / 6 / 18 - 17:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أشتهر عبد الكريم قاسم - أول رئيس جمهورية في العراق- بمقولة أثيرة هي (عفا الله عما سلف!)، وذلك في بادرة منه لرأب التصدعات الشخصية بينه وبين زمرة من رفاق الطريق ممن أغوتهم خلافات المناصب واجتهادات القيادة والتوجه الوطني. بيد أنه، لا تلك المقولة ولا روح شهامته العالية، نفعت في إثناء رفاقه المشمولين بالعفو الرئاسي عن تنفيذ عقوبة الاعدام به - لاحقا- ورميه بالرصاص في غرفة الاذاعة في شباط 1963. لقد تسببت تصفية قاسم بتلك الطريقة الوحشية باستئثار تعاطف الكثير من العراقيين. مع ما اندفع منه من تصديق ورواج لمقولة دينية وقبلية قديمة (بلغ القاتل بالقتل!)، وهذا يعني في جانب تحميل رئيس الجمهورية مسؤولية المجازر والتصفيات التي رافقت فترة حكمه القصيرة. وفي مقدمة تلك المجازر، هي مجزرة الباكورة أو الاستهلال الجمهوري الدموي، ممثلة بتصفية أفراد العائلة الملكية في صبيحة الانقلاب بدون وجه حق أو وجه مسؤولية. ورغم كثرة الكتابات والتبريرات وتبادل الاتهامات بين مسؤولي تلك المرحلة، فأن حكام العراق الجدد، لم يخطر لهم، الالتفات إلى دماء باكورة ضحاياهم أو إبداء مشاعر الأسف والاعتذار أمام الشعب عن دماء المهرقة باعتبارهم رأسا لبناء جديد، يفترض أنه ينقل البلاد إلى عهد أفضل من السابق. لم يعتذر عبد الكريم قاسم للدماء الملكية أو دماء أقطاب الحكم السابق وقادتهم السابقين عن المعاملة الوحشية التي طبعت مشاهدها في شوارع بغداد (مدينة السلام) وجسورها على دجلة، ولم تتراجع أمام مرأى عيون الأطفال والنساء والشيوخ. أقول اليوم، وقد جرى ما جرى ويجري في عراق اليوم في أعقاب استهلال دموي قديم لا يندمل..
- ماذا لو اعتذر عبد الكريم قاسم للشعب العراقي عن دماء العائلة الملكية والمحسوبين عليها؟..
- ماذا لو اعتذر عبد السلام عارف للشعب العراقي عن دماء العائلة الملكية والمحسوبين عليها؟..
- ماذا لو اعتذر أحمد حسن البكر للشعب العراقي عن دماء عبد الكريم قاسم والمحسوبين على الحكم السابق له؟..
- ماذا لو اعتذر صدام حسين للشعب العراقي عن كل الدماء التي أريقت على مذابح حكمه وحروبه ونزواته إضافة للضحايا والمتضررين وذويهم؟..
- ماذا لو اعتذر جورج بوش الأب والأبن وبيل كلينتون للشعب العراقي عن جرائم الحربين والحصار الوحشي ما بينهما وجرائم الغزو وما ترتب عليه؟..
- ماذا لو اعتذر الشاطر توني بلير للشعب العراقي عن جرائم الحربين والحصار الوحشي ما بينهما، وجرائم الغزو وما ترتب عليه؟..
- ماذا لو اعتذر قادة الأحزاب والتنظيمات والطوائف والمآفيات المسلحة للشعب العراقي عن كل ما اقترفوه وما تسببوا فيه حتى الآن من خراب وفساد في البلاد والسواد؟..
ان ثقافة التسامح تصنع الحياة، أما ثقافة الثأر والشر فلا تنتج غير المزيد من الشر والمزيد من الموت.. ان العراق يريد أن يعيش.. ويريد أن يزرع الحياة ويبتسم للأمام..
إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلا بدّ أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي.. ولابدّ للقيد أن ينكسر
لقد جنى الكثير من القادة السابقين ثمار ثقافة الانتقام وعدم التسامح التي زرعوها.. فهل من صحوة قريبة تغير تاريخ الأيام المقبلة..
هذه دعوة للاستذكار والتأمل والتسامح قبل شهر من استعادة ذكرى تموز الدموية في العراق..
*
السابع عشر من يونيو 2010



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات البريطانية والانسان العربي
- كنائس مصر والبلدوزر.. والانتخابات!
- لماذا لا يوجد لوبي عربي في بريطانيا؟!..
- في اركيولوجيا الثقافة
- يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا
- من يثرب إلى العراق..
- العمال والعولمة
- قبل موت اللغة..!
- براءة العراق من علي ومزاعمه..
- شتائم اسلامية في أهل العراق
- (عليّ) في العراق..
- العراق من عمر إلى علي..
- المقدس.. من السماوي إلى الأرضي.. (جزء 2)
- المقدس.. من المطلق إلى النسبي.. من السماوي إلى الأرضي
- محاولة في تعريف الدين والمقدس
- العنف والمقدس (2)
- (كوتا.. كم.. نوع!!..) المرأة العراقية والمرحلة..!
- دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!
- الكلام.. جدلية الكم والنوع
- العنف والمقدس


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي فريدي - ثقافة الاعتذار والتسامح في العرف السياسي