أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فريدي - يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا















المزيد.....

يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 03:41
المحور: الادب والفن
    


يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا
(مهداة إلى المرأة والطفل ضحايا محاكم الفجيرة وايران..
إلى ثورة الشارع الايراني من أجل الحرية!)
..
كلّ شخص يريد أن يفهم الفن..
لماذا لا نحاول نحن أن نفهم أغنية الطائر؟..
لماذا نحن نحبّ الليل.. الورد.. كلّ شيء حوالينا..
دون أن نحاول فهمها؟..
في حالة الرسم.. يعتقد الناس أنهم يجب أن يفهموا
لو أنهم فقط، اعتبروا الأشياء السالفة الذكر..
أعمالاً فنية من عمل الضرورة..
وهم أنفسهم صور ابداعية في الكون
وليس ثمة ما هو أكثر أهمية يمكن أن يضاف إليه..
مما لعديد من أشياء أخرى في الطبيعة تسعدنا..
رغم أننا لا نستطيع توضيحها!.
بابلو بيكاسو (1881- 1973)
*
في ليلة واحدة (السادس والعشرين من يونيو2009) نعت وسائل الاعلام أثنين من أكثر نجوم الفن حضوراً، فرح فاوست ومايكل جاكسن، وهما حين نذكرهما، فان الذكرى تأخذنا إلى الفرح والجمال والخير والمحبة، مصداقا لوظيفة الفن الأبدية كما جاء في وصفها الأرسطي: السمو بالروح والحياة لادراك الجمال في العالم. محامي جاكسن السابق في تعليقه القصير للتلفزة البريتانية وصف جاكسن بالسذاجة لأنه كان يؤمن بتغيير العالم من خلال الموسيقى.
مثل هذا القول لا يبدو غريبا ولا مشينا طالما أن قلة هم أولئك الذين يحلمون بتغيير العالم أو تحسينه وإعادة الجمال والرونق إلى صورة حياة البشرية التي تتآكلها البشاعة والامعان في القبح وطفيليات المادة والبراغماتية التي أفقدت كثيرين فرصة التفكير بالجمال وليس فقط مقدرة رؤية الجمال والخير.
أما نص بابلو بيكاسو الفنان الشاعري فينقلنا خطوة نحو الأمام على طريق تقنية الجمال.. انه لا ينبهنا إلى أغاني الطير وهمس الليل ورقصات الورد وحفيف الشجر وانما يعيدنا إلى أنفسنا.. إلى أرواحنا وأجسادنا التي هي قطع فنية أبدعتها ريشة الطبيعة في بانوراما متناغمة مع عالم الطير والمياه والشجر.. تلك اللوحات التي عزلت البلادة بينها وبين احساسنا بالجمال المحيط بنا والكائن فينا.
يقول المعلم أوشو: ان الانسان لا يعيش في الطبيعة ولا في الواقع. أنه لا يرى ما حواليه بحواسه ولا يتعامل معها مباشرة لأنه عندما ينظر اليها انما يراها بعينه الداخلية، يراها حسب الصورة المترسبة في لاوعيه والتي زرعتها معتقداته ومعلوماته القديمة. ان الانسان حبيس ذاته، حبيس معتقداته وترسبات لاوعيه البالية. هو لا يرى المرأة، ولكنه يستحضر صورة المرأة حسب معتقده. لا يرى الطبيعة وانما يستحضر صورة الشجرة أو الحيوان حسب معتقده. وهو سجين ذلك المعتقد، وبالتالي فهو محروم من تلمس الجمال الحقيقي وتجربة رائحة الأشياء الحقيقية بنفسه.
ليس أوشو أو بوذا وانما الفن والجمال وما يتعلق بها يعاني من اشكالية الغياب في حياتنا اليوم، وحياتنا العربية تحديدا.
هؤلاء كلهم حضروا واجتمعوا هنا سوية للاحتجاج على كارثتين تعاقبتا على جانبي الخليج – جانبي الخليج المتنازع على تسميته بين الطرفين-، في القسم الشرقي منه أصدرت محكمة ايرانية حكما ببتر ذراع طفل – في العاشرة من عمره- بتهمة السرقة، وفي القسم الجنوبي منه اصدرت محكمة الفجيرة قرار برجم (عاملة خدمة أجنبية) حتى الموت، ولهذه المرأة الأجنبية عائلة وأطفال. ليست هذه أول أحكام من هذه الدرجة والنوع، ولكني أضعها أمام نظر العالم، من أجل رؤية عقلانية انسانية جمالية خيرة، على افتراض أن هذه العناصر الأربعة ما زالت قابلة للاجتماع والتخاطر في الشرق الأوسط.
كثيرون سعداء اليوم بثورة المعلومات وتقنية الاتصالات الكونية التي حوّلت الكرة الأرضية إلى قرية صغيرة، ولكن كثيرا من الأشياء البشعة التي تدور هنا وهناك بالكاد تستثير أو تستصرخ.. يا انسانيي العالم اتحدوا.. يا دعاة الجمال والانسانية والمحبة والخير اصرخوا.. افعلوا شيئا من اجل ذراع طفل مسكين أو حياة امرأة مذمومة..
"من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر!"
الحق الحق اقول لكم.. ان لم تكونوا أطفالا (مثل هؤلاء الأطفال)، فلن تروا الفردوس!..
هذا ما علّم به يسوع الناصري تلاميذه، والخطاة في أيامه.. فماذا يحدث للنساء والأطفال..
أليس الذين رفعوا انفسهم ليدينوا الناس، هم أجدر أن يدانوا من قبل الناس. فالسلطة، أي سلطة، سياسية أو قضائية، لا تقر إن لم تكن معبرة عن الناس، ومستهلة (باسم الشعب)!.. ولا سلطة لسلطان الجور والتسلط.
عالم يضطهد النساء والأطفال لأنهم ضعفاء ومسحوقون، ويتملق الأشرار والمجرمين لأنهم في سدة الحكم والنفوذ المنيعة..
ما يزال الكلام السهل والقضايا المجانية تغري كثيرين، بينما الكلام الصعب والقضايا الحساسة تهيج الحساسية وترعد الفرائص.
كادحو ايران ومثقفوها دخلوا اسبوعا ثانيا من التضحية والاحتجاج ضد تزوير الانتخابات وتمديد سلطة شخص مطلوب للعدالة الدولية، إن لم يكن بسبب ضحايا قواته الأمنية المتزايدة ، فبسبب اغتيال المناضل عبد الرحمن قاسملو في فيننا (13 يوليو 1989).
الأمم المتحدة منذ التسعينيات سعيدة بغيابها الألي وتسليمها الحبل والجرار لسلطان البيت الأبيض.
لا يهمها من يدخل أروقتها ويتصدر منصتها ويتمثل ويذكر في صحائفها واعلامها الداخلي.
لا يهم المنظمة الدولية التي تحدثت عن السلام والتعاون الدولي ورفاه الأمم، الالتفات إلى طبيعة دساتير الحكم التي تتعرض بموجبها الشعوب إلى اجراءات عقابية بدائية ومهينة بكرامة الانسان ومخالفة لمواثيق حقوق الانسان والحيوان والبيئة.
ما أحوجنا للاحساس بالجمال من حوالينا.. الاحساس بالجمال الكامن والممثل فينا..
كل ما نحتاجه هو الاحساس.. والتمثل بالجمال..
ما نحتاجه هو الحب.. عطاء الحب.. والضمير!.
نحتاج سذاجة الطفل.. لنؤمن بتغيير العالم بالفن والموسيقى!..
*
لندن
الثامن والعشرين من يونيو 2009
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• نص مقطوعة الفنان بيكاسو على صفحة النيت بالانجليزية..
“Everyone wants to understand art. Why don’t we try to understand the song of a bird? Why do we love the night, the flowers, everything around us, without trying to understand them? But in the case of a painting, people think they have to understand. If only they would realize above all that an artist works of necessity, that he himself is only an insignificant part of the world, and that no more importance should be attached to him than to plenty of other things which please us in the world though we can’t explain them; people who try to explain pictures are usually barking up the wrong tree.” - Picasso (Born October 25, 1881 - Died April 8, 1973).



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يثرب إلى العراق..
- العمال والعولمة
- قبل موت اللغة..!
- براءة العراق من علي ومزاعمه..
- شتائم اسلامية في أهل العراق
- (عليّ) في العراق..
- العراق من عمر إلى علي..
- المقدس.. من السماوي إلى الأرضي.. (جزء 2)
- المقدس.. من المطلق إلى النسبي.. من السماوي إلى الأرضي
- محاولة في تعريف الدين والمقدس
- العنف والمقدس (2)
- (كوتا.. كم.. نوع!!..) المرأة العراقية والمرحلة..!
- دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!
- الكلام.. جدلية الكم والنوع
- العنف والمقدس
- فصل الدين عن الدنيا
- فكرة الاشتراكية.. بين صنمية النظرية وأسواء التطبيق
- ثورة أكتوبر .. (نعم) أو (لا)
- من قتل فيصل الثاني؟..
- تأملات في الحالة العراقية - 5


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فريدي - يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا