أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي فريدي - الكلام.. جدلية الكم والنوع














المزيد.....

الكلام.. جدلية الكم والنوع


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 04:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلام.. جدلية الكم والنوع
(أو- لزومية ما قلّ ودلّ)

على افتراض وجود مؤسسة رصد صحفي تتولى اعداد استكشافات دورية بمحاور الموضوعات الأكثر ترددا في مجالات الصحافة والنشر وحسب مرجعيات فكرية وفهارس عنونة رئيسية، هذه الاستطلاعات تكشف طبيعة المحاور الرئيسية التي شغلت الرأي العام في فترة زمنية محددة، وحسب نسب مئوية تبين تدرج اهتمامات الناس أو المثقفين في مجتمع أو بلد معين.
ما هي الآلية التي تتحرك بها جداول الموضوعات التي تشغل الطبقة العامة من الكتاب اليوميين. كيف تتغير اهتماماتهم وطبيعة تفاعلاتهم الفكرية؟.. كم من الكتاب يعنى بالبيئة التي يقضي فيها أيامه وسنواته، وهل بلغ في دراستها ومناقشتها –فرض الكفاية-. كم من الكتاب تتجاوز اهتماماته حياته الشخصية وهمومه البيئية والوطنية إلى ما عبر الحدود، وما هي دوافع هذا الاهتمام البعيد وتجاهل القريب؟.. سياحة فكرية أو ممارسة ترفية أم شهرة مجانية أم فهلوة سريعة مأمونة الجوانب؟.. ان دوافع الكتابة العربية والصحفية منها تحديدا تقتضي دراسة واستقصاء.. بل تقتضي وقفة كل كاتب مع نفسه قبل الامساك بالقلم أو تحريك أصابع الكمبيوتر. أن الكاتب غير منعزل عن مجتمعه وتراث بلده الثقافي. وهو ما يجعله مرتبطا بالنتيجة بجملة مؤشرات وعيوب ومعاناة اجتماعية ونفسية وفكرية، من الصعب البتّ أو ادعاء مدى تحرره أو تنزهه منها أو تجاوزه لها. وعلى قدر ما يفيد هذا من ترجمة الوعي الجمعي ومنسوب الانفعالات اليومية الطارئة، تنعكس مضاره في عدم المقدرة على الاتيان برأي أو اجتهاد يتجاوز المنظومة التقليدية أو الأيديولوجية التي يتحرك خلالها. وهنا تظهر نتيجة وخيمة.. هي ظاهرة التكرار، ليس في الأحداث نفسها، وانما في ردود الأفعال الشعبية الانفعالية المترتبة عليها.
من يتبع من، هل الكاتب يتبع المجتمع، أم المجتمع يتبع الكاتب؟..
هل المثقف يقود الشارع أم الشارع يقود المثقف؟..
الفن للفن، أم الفن للمجتمع؟..
سؤال قديم توارده القرن الماضي وعلسته ماكنة الأيديولوجيا بين الواقعية الاشتراكية واعلام السلطة. أين نحن منه اليوم.. كيف يتعامل معه الكاتب والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين يقارب الانتهاء..
ما تزال حماسة ابي تمام وعنفوان المتنبي.. تبلط الوعي الجمعي العربي.. داحس والغبراء ووامعتصماه وديباجة اليازجي..
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب..
أم رثاء ابي شبكة..
أمتي هل لك بين الأمم..
أتملاك وطرفي مطرق..
ووووووو....
أعتقد أنني بحاجة لإجابة نفسي عن أسئلة ذاتية كثيرة وخوض منولوج داخلي طويل، قبل التفكير بتعاطي حدث طارئ قفز فجأة من شاشة التلفاز أو سكرين النت. الانسان المعاصر ليس كائنا استهلاكيا بجدارة، وانما هو فريسة اعلامية لوسائل الدعاية والاعلان والتأثير عن بعد بما لا يحتمل الشك.
الحقيقة هي أول ضحايا الاعلام والسياسة الحديثة.. والفبركة هي بطلة الساحة والميدان. (هوليوود) كما رأتها عينا خروشوف، عاصمة الانتاج الاعلامي ومتروبول التسويق السياسي، ولكن كثيرين يتناسون ذلك عند مفاجأة الشظية.. اللقطة أو المانشيت المتجه نحو مركز الجهاز العصبي مباشرة. حتى أيام قليلة.. وتحديدا، بين مجزرة المسيحيين في الموصل وأعياد الميلاد، تكتمت وسائل الاعلام عن تدازل اخبار التفجيرات والعنف داخل العراق، وكأن الهدوء المصطنع (اعلاميا) مدخل مريح للانتخابات الوشيكة أو لغير ذاك.
*
تفاعل شعبي أم استسهال..
كيف يمكن وصف امتلاء الدوريات بسيل موضوعات تدور محور واحد.. هل يمثل ذلك ظاهرة صحية أم ماذا؟.. وما مدى الانسجام أم الاختلاف بين المتداخلين، وما المعطى الجديد..
ماذا كسب العقل العربي عقب كل معركة كلامية أو صحافية تناولت ظاهرة أو حدث طارئ حتى السمجاجة ثم ماذا؟..
(حشر مع الناس عيد)!..
هذه المشاركة قد تمنح البعض شعورا أنهم جميعا في المعمعة مثل ظاهرة الساسة الجدد في العراق.. وغيرها كثير.. هذا التكرار المريع في الكلمات والتعابير والموضوعات واستنساخ الانفعالات والعواطف عند ملاحقته يدفع إلى ردود أفعال عكسية .. وثمة موضوعات في واقع العرب ومجتمعات الشرق الأوسط استهلكت على كل صعيد، ولم يستطع الزمن المنصرم ورجالاته وسيناريوهاته على تغيير صورة حال.. فما الذي سيتغير.. وكيف يمكن التغيير.. الكاتب أكثر من غيره، - ويفترض أنه ليس انسانا عاديا- مطالَب بايجاد منظور جديد وتجاوز عيوب الماضي.. بل المفترض قبل ذلك الاعتراف بوجود هذه العيوب، والاستعداد الفكري والنفسي لتحمل مسؤولية ما يحدث لنا وفي حياتنا، والخروج من عقدة (المظلومية) ودور (الضحية). فما الذي يجعل مجتمعا ضحية دون غيره؟.. ما الذي يثير شهية الذئب في مكان دون غيره؟..
لا بدّ من الخروج من دوامة الفكر (السلبي) إلى التفكير الايجابي، لتربية أجيال جديدة لا تعاني من تشوه أو عوق.
ولا بدّ من عودة الفكر لقيادة الجسد..
*

لندن
التاسع والعشرين ديسمبر 2008






#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف والمقدس
- فصل الدين عن الدنيا
- فكرة الاشتراكية.. بين صنمية النظرية وأسواء التطبيق
- ثورة أكتوبر .. (نعم) أو (لا)
- من قتل فيصل الثاني؟..
- تأملات في الحالة العراقية - 5
- نحو يسار اجتماعي.. ومجتمع مؤسسات دمقراطية
- تأملات في الحالة العراقية (4)
- تأملات في الحالة العراقية (3)
- تأملات في الحالة العراقية (2)
- دين.. دولة ومجتمع
- عوامل الطرد السكاني وعوامل الجذب
- العلاقة الطردية بين التعليم والأمية
- التجارة العربية في لندن
- مندَم
- بين سقوط الحضارة ونهاية التاريخ
- مستقبل حركة الأفراد العابرة للقارات
- الجغرافيا ليست وطناً واللغة لا تعني أمة!..
- المرأة الكردية بين التطور العلماني والتطرف السلفي


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي فريدي - الكلام.. جدلية الكم والنوع