أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريدي - فصل الدين عن الدنيا














المزيد.....

فصل الدين عن الدنيا


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2473 - 2008 / 11 / 22 - 09:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شكلت القرية صورة المستوطنة السومرية ، والقرية تتشكل من نواة تحيط بها دائرة أو دوائر مستمرة من البيوت والمرافق الخدمية والاقتصادية. أما النواة فقد تشكلت من أمرين رئيسين (معبد + قصر الحاكم).
ورغم أن شخصية الملك كانت مستقلة عن شخصية الكاهن، فالانسجام والارتباط بينهما كان أساس الحكم، ناهيك عن الخلفية الميثولوجية لمسوغات نظرية الحكم السياسي أو الدولة القديمة. وفي ملحمة جلجامش يظهر التوتر واضحا في العلاقة بين عشتار الالهة السومرية وجلجامش الملك السومري. وفي مصر، حيث السلطة الشمولية للفرعون فأن الكهنة مثلوا طبقة مستقلة تؤخذ بالاعتبار في مباركة الحاكم وسياساته.
وفي التاريخ العبراني، حيث تطورت فكرة الشعب أو الأمة من فكرة دينية، ثم استقرت في صورة الدولة/ المملكة، يقوم الكاهن الأعظم (صموئيل القاني) بتعيين الملك - شاول بن قيس بن أبيئيل أول ملوك بني اسرائيل (1050) ق.م-، منهيا بذلك عصر حكم القضاة الدينيين. ولم يكن نظام الحكم دينيا في المملكة، واستمر عمل الكهنة في إدارة المعابد وقبول القرابين وإقيادة طقوس العبادة.
لقد شغل فلاسفة الاغريق قبل الميلاد بواقع الاضطراب والخلل التي عانت منه الدول القديمة، تلك الدول التي لم يكن أغلبها دينيا ولا مستقلا عن الدين في حقيقة الأمر، ولكن صورة عن علاقة غقطاعية براغماتية عمدت أحيانا إلى تحول الدوغما إلى نواة فكرة سياسية تقوم عليها سلطة (الراعي) تجعل من تبعية الجماعة (الرعية) لها قانونا رسميا وأمرا قهريا ونصا مقدسا.
أن من دواعي الاشادة بجمهورية أفلاطون اهتمامها ببناء الانسان والمجتمع وصولا إلى صورة الانسان الكامل والمجتمع المثالي. بينما استند آدم سمث إلى رؤية شمولية ترى في رفاه الجماعة صورة لرفاه الفرد، بعبارة أخرى، حتمية تنازل الفرد عن جانب من اهتماماته للمصلحة العامة للأمة/ الدولة، ومهما كانت المقاصد الحقيقية لمعلم الأخلاق آدم سمث- فقد شكلت فلسفته قاعدة الفكر الرأسمالي الاستعماري، الذي يبيح لدولة بريطانيا النظر إلى كل (ثروات الأمم) باعتبارها قاعدة للأمن الاقتصادي الاستراتيجي للمملكة المتحدة، وهو الأساس الذي تنطلق منه وتقوم عليه السياسية الأمبريكية الامبراطورية، واضعة المصلحة الأمريكية الخاصة فوق كل مصالح العالم. ووبين الكولونيالية البريتانية والامبريالية الأميركية كان الرايخ الثالث رافع شعار (ألمانيا فوق الجميع)، صورة لاستبداد الدولة القائمة على العصبية الضيقة.
أما علاقة الدين بالدولة في هذه النماذج، فهي موضع شبهات. ان ملك/ ملكة المملكة المتحدة يجمع بين القيادة السياسية وزعامة الكنيسة الانجليكانية المنشقة عن سلطة الفاتيكان. بينما شكل الجفاء وعدم الانسجام صورة العلاقة بين البيت الأبيض وبابا الفاتيكان، مع مزاعم بوش يونيور وتبجحاته الدينية على الملأ.
*
في ضوء ما سبق، لا تبدو الدولة العربية استناء من قاعدة عامة بين الشرق والغرب. لقد كانت الدولة/ الامبراطورية الرومانية التي اعتنق قيصرها قسطنطين المسيحية في القرن الثالث الميلادي ليجعل منها دين الدولة الرسمي، هذه الدولة كانت النموذج الذي احتذته الدولة الاسلامية في توسعها الامبراطوري مستحلة مواقع الامبراطوريتين الرومانية والفارسية القديمة، ومجوزة لملكها ألقاب (الخليفة- أمير المؤمنين) ذات الدلالات الدينية المباشرة.
ان عهود الفراعنة والسومريين وامبراطوريات الرومان والفرس وغيرهم دخلت حيز التاريخ البحثي، وقد عاش العالم أكثر من استحالة وتطور الفكر السياسي والاجتماعي، مما جعل مصطلحات (الخلافة والامارة والولاية) وكل ما يدخل في قاموسها عتيقة في القواميس العصرية، وصعبة الهضم أو الاجترار في ذائقة الانسان المعاصر. ولا بدّ لمنطق التطور وواقعه أن يقود إلى تغير حقيقي في الرؤية الدينية للعرب على اختلاف دياناتهم وعقائدهم.
تغيير في رؤية الفرد للدين، وتغيير في رؤية الفكر الديني للحياة والواقع.
لقد ظهر الدين كآلية لخلاص النفس ودعم القيم والفضائل الخلقية والروابط الاجتماعية والانسانية، ما يبدو بعيدا عنها كل البعد، مضيفا إلى ربقة الانسان أعباء جديدة وثقيلة متحولة جنبا إلى جانب الدولة والطبقة الارستقراطية إلى آلة للاستبداد والاستعباد وتدمير البنى الاجتماعية المجتمعية والانسانية، خارجة بالدين عن جوهره وفحواه الحقيقي. ناهيك عن كل المجانية والافلاس في التعامل الاعلامي مع شعارات الدين واسم الحق الأسمى، مما يترتب عليه ظاهرة عامة في اتجاهين: نفور عام أو موجة نفعية براغماتية في صفوف المجتمع.
من هذا المنطلق، وباب حتمية التغيير أنتهي إلى ثلاثة مخارج..
1- فصل الدين عن الدولة والسياسة.
2- فصل الدين عن الرأسمال والاقتصاد.
3- فصل الثعليم الديني عن الثقافة العامة.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة الاشتراكية.. بين صنمية النظرية وأسواء التطبيق
- ثورة أكتوبر .. (نعم) أو (لا)
- من قتل فيصل الثاني؟..
- تأملات في الحالة العراقية - 5
- نحو يسار اجتماعي.. ومجتمع مؤسسات دمقراطية
- تأملات في الحالة العراقية (4)
- تأملات في الحالة العراقية (3)
- تأملات في الحالة العراقية (2)
- دين.. دولة ومجتمع
- عوامل الطرد السكاني وعوامل الجذب
- العلاقة الطردية بين التعليم والأمية
- التجارة العربية في لندن
- مندَم
- بين سقوط الحضارة ونهاية التاريخ
- مستقبل حركة الأفراد العابرة للقارات
- الجغرافيا ليست وطناً واللغة لا تعني أمة!..
- المرأة الكردية بين التطور العلماني والتطرف السلفي


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي فريدي - فصل الدين عن الدنيا