أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي فريدي - دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!















المزيد.....

دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 00:11
المحور: حقوق الانسان
    


عرض التلفاز البريتاني- القناة الرابعة في الساعة العاشرة من يوم التاسع والعشرين من شهر يناير 2009 برنامجا لتشجيع زراعة الحيوان البريتانية، عرض خلاله بالصورة الحية وأمام جمهور من مشاهدي الستوديو، طريقة استحلاب المادة المنوية من (خنزير كهل) وعرض المادة – في كيس- أمام الجمهور والمشاهدين باعتبار انها تكفي لانتاج ثلاثمائة خنزير، ثم عرض طريقة تلقيح صناعي لعدد من إناث الخنازير بالصورة الحية بواسطة انبوب زجاجي طويل مدفوع في الشرج بما يثير الاستياء وينافي الذوق العام. اشتمل البرنامج على ثلاثة أجزاء تتخللها الاعلانات التجارية. وإضافة لهذا الأمر تضمن حالتين أثنين اجتمعت لها مظاهر الازدراء وقلة الذوق وعدم احترام الحيوان والانسان.
كانت الصورة الثانية لطريقة قتل خنزير وذبحه باستخدام الرجّة الكهربية على الصدغين ثم سحبه من قبل شخصين أحدهما مقدم البرنامج وتعليقه من أحد قدميه الخلفيتين وطعنه بالسكين في اللهاة ليتدفق الدم في سطل أسفل الضحية بعد أن تناثرت بقع دم على الشخصين المشاركين في العملية، فيما ترتعش القدم الثانية الطليقة في الهواء وينتفض الرأس بين آونة وأخرى نحو الخلف لتندلق موجة دم مصحوبة بلمف في السطل.. الكامرة تعرض بعض النساء وهن يغطين وجوههن بأكفهن، وينظرن من خلل الأصابع، بين استنكار واستحياء. فها هنا جريمة حيوانية يتم ارتكابها بكل فخر على شاشة التلفاز بدون خجل أو اعتذار. بعد قليل كانت جثة الضحية مقسّمة في قطع متفاوتة تعرض على طاولة التطبير والتجزير.
أما الصورة المنافية الثالثة فكانت طريقة اخصاء خنزير وقد أمسك به أحد الأشخاص من صدره لافا حوله ذراعيه، وراح شخص آخر يمدّ أصابعه بين فخذي الخنزير ويسحب قطعتين من لحم دقيق من أحشائه حتى تنفصلا منه فيما الخنزير المسكين يصرخ بصوت رفيع يشبه أصوات الفيران دون أن يصيخ له أحد، أو يجد استنكاراً من قبل جمهور الستوديو. بعد ذلك مسح الجزار مكان العملية بسائل أصفر ثم ألقي به على الأرض. توقف الخنزير للحظة يستعيد وعيه، ثم اندفع راكضا في البعيد، محتميا بين القطيع.
شخصيا (*) أستنكر فعلة التلفاز البريتاني وأدينها على عدم احترامها حقوق الحيوان والانسان والذوق العام. وأستغرب مثل هذا التدني والانحطاط الحضاري مهما كانت المبررات، سواء على صعيد الخلق الشخصي أم الخطاب الاعلامي والثقافي. ولا شك أن ثمة كثيرا من البدائل الجديرة والمحترمة واللائقة الممكن توظيفها لخدمة الاقتصاد الوطني ودعم الفلاحين والمزارعين. لقد أثارت صور البرنامج وطريقة تقديمه مع وجبات الشي والطهو وتوزيع الوجبات للتذوق شديد استيائي وتسببت في تدهور حالتي النفسية والمعوية. وكان من الشناعة الاجرامية بمكان، أن يعرض شيّ قطع من كتف وفخذ خنزير سبق أن عرض وهو حي قبل لحظة، ثم استعرضت طريقة قتله وتشخير دمائه أمام المشاهدين الذين سوف يشاركون في تناوله.
لقد اثيرت قبل سنوات احتجاجات في فرنسا ضد نحر ذبائح الحيوان في أمكنة عامة خلال مناسبات دينية محدودة ، فهل يحتج الانجليز على عرض قتل الخنازير وشيها واخصائها في وسائل الاعلام وقدام الملأ المعدود بالملايين من مشاهدي القناة الرابعة الانجليزية.
ولا بدّ من إشارة إلى العبارات التي أنهى بها مقدم البرنامج مهمته الوطنية باللغة الانجليزية كما أذكرها..
.. to save the wounderful british farm industry ,if you’re waching this program and do not buy you should shy, you should shame..
ففي حين يمثل الجزء الأول من الجملة تدخلا سافرا يمس حرية الفرد الشخصية، فـأن الجزء الثاني يصادر تلك الحرية والاستقلالية الفردية، ويشتمه في حال عدم إطاعة رغبة المذيع وتأييد دعواه التجارية البخسة.

ففي حين أثار هذا البرنامج وطريقة عرضه السوقية مشاعر الاستياء والاشمئزاز من الموضوع ومن كثير من الأطعمة، ووضعت بريتانيا نفسها في درك غير محسود من قاع الأمم والانفصال عن المدنية الأوربية على مستوى جديد لم يكن بالحسبان؛ فأنني أرجو أن يكون جهاز هذا انذار لكثيرين، في الغرب والشرق لتبين موقفهم من ذلك واستنكار مهانة الحيوان في وسائل الاعلام والأماكن العامة والعلنية وباستخدام الدعاية الكلامية والصورية الفاضحة. وفي النهاية انغمس كثير من جمهور الستوديو في التهام قطع لحم الضحية المشوية على السكرين. فإذا كان كل شيء يباح من أجل المال والاقتصاد، فأيّ قيمة لشيء، إذا هدرت الكرامة واختزلت القيم الخلقية والانسانية الرفيعة.
ان اقتصاد بريتانيا وعجز ميزان مدفوعاتها المتوارث لن يكون حله في استمرار الحربية البريتانية في قتل البشر خارج الحدود ولا قتل الحيوان داخل حدودها، دون تفكير في اصلاح نظامها الاقتصادي ومعالجة مواطن الخلل والفساد المستشري منذ منتصف القرن الماضي. ان بلد آدم سمث وستيوارت مل وجون لوك وكينز يجد نفسه اليوم بأيدي أثرياء الصرعات الاعلامية وانتهازيي الربح السريح متأملاً أن ينقذوه من درك، هم في صدارة من أوصلوه إليه. ولا يتساءل الفلاح البريتاني عن تكلفة البرنامج وأجور المساهمين في فقراته السقيمة، والتي تستقطع أصلا من قوته وريعه السالب. ان الطريقة التي يكسب بها الانسان قوته ويحقق بها الاقتصاد الوطني (رفاهه) يعكس الطابع المدني والهوية الاخلاقية لذلك البلد. وهنا ينقسم العالم إلى خندقين عظيمين: بلدان تعتمد على قدراتها الذاتية وطاقاتها الانتاجية العالية في بناء نفسها وخدمة ركب الانسانية عموماً كاليابان وألمانيا والصين، ودول تتوسل القرصنة والهيمنة الخارجية لتحقيق قوتها الاقتصادية معتمدة على الخارج. وما ينكشف اليوم وينعكس بآثاره السيئة هو الفصل بين نمطين من الحياة والفكر والتوجه.
ان تسخير الحيوان للاقتصاد المختبري (و) قصر حياته على الوظيفة الاقتصادية كعنصر مادي وسلعة اقتصادية يحصر مغزى حياته في التلقيح الصناعي والتسمين الصناعي والنحر الصناعي لرفع العائد الزراعي الفلاحي وزيادة الاعتماد على الانتاج الغذائي المحلي في وجه الأغذية المستوردة، وسوق الاتحاد الأوربي؛ يعني بالدرجة الأولى، حرمان الحيوان من حق الحياة الطبيعية، عبر حرمانه من بيئته والاتصال الطبيعي بين أجناسه والتحكم في طريقة غذائه ومعيشته ومعدل حياته وفق حاجات الاقتصاد وعومال الربح والاتجار، مما يكشف عن وكسة فكرية في العقل البشري، وانعدام أية حركة أو كرامة للنوع الحيواني وحقه في الحياة الطبيعية، وعندها.. أين يكون الانسان..
ان سعي الراسمالية المجنون وراء تحقيق الوفرة وبطرق غير مشروعة يقود العالم إلى مزيد من الجنون، وتدهور مستويات الحياة والآخلاق والنظم البشرية في العالم، الذي يمثل تصاعد أزمة البطالة والكساد الراهن بعض نتائجه المبكرة والمقلقة. ولا بد من صحوة تعيد العالم إى مسار صحيح.. ووقف الاستغلال من الانحدار إلى مسويات وحشية همجية، فيصير الربح غاية مكافيلية دون اهتمام بطريقة حصوله، ويصير الغذاء حاجة غريزية دون اهتمام واحترام مصدره. فماذا يمكن أن يحدث في الأيام التالية والسنوات المقبلة..
ان عدم احترام الحيوان وحقوقه وحفظ كرامته انما هو لعدم احترام الانسان وتقدير كرامته.
ولا قيمة لحياة بدون كرامة!..
*
لندن
29- 1 2009
الساعة الثانية عشرة ليلاً.



#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلام.. جدلية الكم والنوع
- العنف والمقدس
- فصل الدين عن الدنيا
- فكرة الاشتراكية.. بين صنمية النظرية وأسواء التطبيق
- ثورة أكتوبر .. (نعم) أو (لا)
- من قتل فيصل الثاني؟..
- تأملات في الحالة العراقية - 5
- نحو يسار اجتماعي.. ومجتمع مؤسسات دمقراطية
- تأملات في الحالة العراقية (4)
- تأملات في الحالة العراقية (3)
- تأملات في الحالة العراقية (2)
- دين.. دولة ومجتمع
- عوامل الطرد السكاني وعوامل الجذب
- العلاقة الطردية بين التعليم والأمية
- التجارة العربية في لندن
- مندَم
- بين سقوط الحضارة ونهاية التاريخ
- مستقبل حركة الأفراد العابرة للقارات
- الجغرافيا ليست وطناً واللغة لا تعني أمة!..
- المرأة الكردية بين التطور العلماني والتطرف السلفي


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي فريدي - دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!